 في أكثر من نبذة ومناسبة، تحدّثتُ عن أهميةِ تدوينِ رفقائِنا في زغرتا لتاريخ العمل الحزبي فيها، وهو أمر تابعتهُ منذُ سنوات مع الأمين الراحل نجيب اسكندر، ومع رفقاء مُقيمين في زغرتا، أو في مناطق عبر الحدود، اخص بالذكر الأمين عادل موسى في كل المتابعة المستمرة لم تسفر مع الأسف عن نتيجة، وكأن موضوع نشوء العمل الحزبي في زغرتا والحديث عن رفقاء راحلين، يعنيني شخصيًا، لا رفقاء زغرتا، وقَدْ عرفتُ منهم عددًا جيدًا من المُميّزين وعيًا قوميًا اجتماعيًا.
حاولت، أولاً مع الأمين الراحل نجيب إسكندر، ثمّ مع الأمين يوسف زيدان، للوصول إلى نشر ما يفيد تاريخ العمل الحزبي في بلدة عرفت الحزب منذ الأربعينات، وكان منها الرفيق الشهيد بدوي بركات، وعدد جيد من أمناء ورفقاء عرفت الكثيرين منهم، ربما كان أولهم الرفيق سايد الضعيف الذي عرفته في ستينات القرن الماضي عاملاً بنشاط في تلك السنوات الصعبة، ومثله الرفيق أنطون أبو ديب(1)، ثمّ عرفت الرفيق جورج فرشخ(2).
منذ نيّف وعدة سنوات وعند زيارته الوطن، دوّن الرفيق جورج عنتر(3) أسماء الرفقاء العشرة الأوائل الذين انتموا في زغرتا/ إهدن، وهم:
- جوزف دويهي.
- يعقوب شدراوي (المسرحي المعروف)
- نجيب إسكندر(4)
- طنوس أبو سمعان.
- جورج عنتر (أساساً: مخلوف)
- إيلي حديّد(5)
- ألبير كرم (ألبير يزبك)(6)
*
وعن بدايات العمل الحزبي في زغرتا- اهدن ورد في الجزءين الأول والثاني من مجلد الأمين جبران جريج "من الجعبة" معلومات تتعلق بانتماء رفقاء في نطاق مديرية اهدن المستقلة مع الإشارة ان الجزء الأول يغطي فترة العمل السري (1932-1935) والجزء الثاني يغطي مرحلة السنة الحزبية الرابعة (1935-1936).
اهدن – زغرتا - الزاوية (عن الجزء الأول)
1- بواسطة الرفيق محمد نور (مختار كفرقاهل – الكورة) انتمى مختار بلدة كفرشخنا رزق الله اسحق ونشط الرفيق رزق الله فانتمى الشاب المثقف والأديب الناشئ جورج اسحق، ومنه إلى معلم المدرسة يوسف الخوري وإلى الطالب في المدرسة المهنية (مهنية الصنائع، بيروت) أمين ادم.
2- وعلى يد المختار الرفيق رزق الله وصل الحزب إلى القرية المجاورة "التلة"، والتحق مختارها الخازن بقافلة رجال النهضة (كما أورد الأمين جبران في الصفحة 264).
3- الرفيق رياض عبد الرزاق من طرطوس كان يصطاف في اهدن وعلى اتصال بأحد أبنائها منير بطرس كرم "والذي كان قد اشتهر في دفاعه عن الوحدة السورية على طريقة الكتلة الوطنية في الشام".
انتقل الرفيق جبران جريج اليها مع الرفيق عبد الرزاق وهناك التقينا منير، ثم " على نور ضوء البلدية وإزاء عامود الكهرباء رفع يده اليمنى وحلف اليمين"، وهكذا فإن منير بطرس كرم أول عضو في اهدن – زغرتا (ص 361).
و(عن الجزء الثاني)
- بواسطة الرفيقين مصطفى المقدم وجبران جريج انتمى عدد من الرفقاء على رأسهم حميد كرم الذي أصبح أول مدير لمديرية زغرتا التابعة لمنفذية طرابلس والذي انطلق يقوم بمهامه الحزبية بالرغم من الضغوطات الهائلة التي بدأ يمارسها عليه مقام البطريركية المارونية في الديمان (ص 215).
*
فيما كنت أراجع الأرشيف عثرتُ على ورقة سُجّل عليها أنّ الرفيق فوزي مفرج (من بشمزين) كان يدرس (او يدرّس؟) في أوائل الخمسينات من القرن الماضي (1951 – 1952) في زغرتا، وهو ساهم في تأسيس العمل الحزبي فيها"
*
زغرتا تستحق أن يُكتب تاريخها الحزبي... إلى هذا ندعو حضرة الأمين يوسف زيدان، الأكثر قدرة على تحقيق ذلك، يعاونه في ذلك الأمناء: فهد الباشا (عن بلدة مزيارة) سركيس أبو زيد، عادل موسى(7) والرفقاء مفوض زغرتا الحالي سيمون أنطون، سايد الضعيف، عقل موسى(8).
إن ضاع تاريخ الحضور الحزبي في منطقة زغرتا – إهدن، فهذا لا يصيب بالضرر سوى تاريخها الحزبي، لا أيّ أمر آخر.
مجدداً، ننتظر ان تردنا المعلومات المفيدة من الرفيق عنتر،
وان يكتب رفقاء من زغرتا عن تاريخ العمل الحزبي فيها، لئلا يضيع.
*
بـدوي بـركـات
القومي الاجتماعي، رفيقـاً، أديبـاً، وشهيـداً
من الرفقاء الذين كان لهم تميّزهم بالحضور، الحزبي والأدبي، في زغرتا، ومشاركتهم في بناء العمل القومي الاجتماعي فيها، يحتل الرفيق بدوي بركات مكانه اللائق في الصف الأول، وهذا ما يعرفه عنه الرفقاء الذين عرفوا الحزب بواسطته، عقيدة وقدوة، أو رافقوا تجلّيه في ممارسة العضوية القومية الاجتماعية بما تُمثل من خلق رفيع وايمان واع وصدق وتفان.
لعل ما كتبه الأمين نجيب اسكندر عن رفيقه وصديقه بدوي بركات في الكتيب(1) الذي أصدرته عنه مديرية زغرتا المستقلة في أول آذار عام 1998، يوجز حياة الرفيق الشهيد، ويفسر لماذا اغتيل في البلدة التي أحب، وأعطى.
يقول الأمين نجيب اسكندر:
"من يتذكر الظروف الصعبة والمأساوية، التي كانت تعيشها زغرتا، خصوصاً في الخمسينات ومطلع الستينات يتذكر، ولا شك، مجموعة من الشباب، الذين رفضوا الصراعات العائلية، ونتائجها المدمّرة، وانعكاساتها على مجرى حياة الناس، ويدرك مدى المعاناة والإضطهاد والضغوط، التي عاناها كل من رفض ذلك الأمر الواقع، واقع التذابح والفقر والتعصب والحقد، الذي كان يمارس من خلال الصراع المرير، الذي ذهب ضحيته عدد كبير من الشبان الأبرياء، وانعكس على البلدة، فشلّ فيها أي عمران أو تقدم، ودفع قسماً كبيراً من شبابها المتعلمين، إلى الهجرة أو الهرب.
في تلك الأيام السوداء، كانت هناك عادة أن تسير النسوة، قريبات القتيل، وراء نعشه يرقصن ألماً، ويحملن قطعة سلاح كانت له، او قطعة لباس من ألبسته. في صيف 1966، مشيت وراء نعش بدوي بركات، رأيت أمه تحمل كتاباً، وأخته قلماً وأوراقاً، ورفعت أخته الثانية دفتراً حوى بواكير أشعاره، وهنّ ينتحبن..!
كان بدوي رفيقي، وإلى ذلك كان صديقاً لي. وفوق كل ذلك، كان صديقاً للكلمة، عاشقاً للحوار، أليفاً للقلم، مدمناً للكتاب.. وكان معجباً ببولس الرسول... فيردد دائماً أمامي: لا يوجد مثيل لبولس الرسول في التاريخ، فهو كان ضالاً فاهتدى، وخريطة تجواله في سبيل المسيحية، ونشر الكلمة، تربكنا نحن وكل صاحب عقيدة، في هذا العالم. كانت حيوية بدوي بركات ملفتة، وبمقدار ما كان يحلم بتغيير محيطه وأمته وعالمه، كان يكره الجهل والتعصب والحقد. وكان يردد: "هذا وضع غير محتمل. يجب أن نحرّك الناس، ونحضرهم على رفع سباباتهم، رفضاً واتهاماً ً".
آمن هذا الشاب، بعقيدة تحمل حلولاً، لمشاكل أبعد وأوسع وأكثر تعقيداً، من مشاكل بيئته وبلدته. فتحرك كل زمانه القصير، بفرح المؤمن بأنه يملك حلاً جذرياً، لمشكلة بلدته المتفجرة، فكان يورد الطرح بعد الطرح، مشدداً على وجوب خلق تيار محايد، عن طريق الحوار. لذلك، كان يملأ الشارع الرئيسي في البلدة، بمناقشاته ولقاءاته مع كل أصناف الناس واتجاهاتهم. وخلق جواً للنقاش والشك، حتى في المسلمات العائلية، التي كانت المحرك الأساسي في الصراع، طارحاً البديل. وانكب على تعليم الأميين، تجوالاً بين البلدات والقرى، حيث كان يتحدث إلى الناس، عن الحرية والتقدم ونبذ التعصب والتحرر من ربقة الإقطاع السياسي، وتوحيد الولاء للمجتمع والأمة...
مرّة، لفتتني ورقة زرقاء كانت في جيب قميصه.. سألته عنها.. قال إقرأها.
كانت رسالة من فتاة لم أكن أعرفها، والذي ما زلت أتذكره من نص الرسالة، هو ما معناه: لا تحلم بتغيير العالم، وأنت تعيش في أرض الشوك والدم. خطابك أمس أثارهم، إهدأ. أنت لست بارتكوس. العالم لن يتغير. دع عنك همّ الآخرين، وتعال معي نهرب من هذا الجو الموبوء. فأنا أخاف ان يجرفك التيار، مع من سيجرف...
أذكر أنه كان يراقبني وأنا أقرأ الرسالة، وعندما انتهيت، قال: هذه فتاة خائفة، شأن كل الناس هنا. والمؤسف أن الحق إلى جانبها! فالناس هنا يعيشون كالخراف تنتظر الذبح، مع فارق أن الخراف، لا تعرف ذلك...
وبدلاً من الهرب والجمود، تابع بدوي بركات تنفيذ تقنية الحوار، الذي دعا إليه. فكان يخترق كل الصفوف، حتى المقاتلين، ويتحدث إليهم عن نتائج أعمالهم، و"يتحرش" بالطلاب والمزارعين والناس العاديين، وأصحاب المحلات ومساحي البويا، ويناقشهم بمحبة وانفتاح. وكان له مجلس في كل حي، يطرح المصير في المنازل والمدارس، يسلط الضوء على المآسي، يتحدث عن المستقبل، ويدعو إلى التغيير ووقف النزف، والالتفاف إلى البناء وإصلاح الأرض، والاهتمام بالعمل لتأمين لقمة العيش...
رحمة الله عليك أيها الشهيد! فيك مات الجسد، أما روحك.. ففرضت حقيقتها على هذا الوجود!
*
(1) في الكتيب كلمات لكل من "أصدقاء بدوي بركات"، المخرج المسرحي يعقوب شدراوي، الأمين نجيب اسكندر، أهل الرفيق الشهيد، وقصائد له. نقتطع بعض منها:
لا تخسر الصفات إذا اضيفت الى اسمه... بل تغتني به.
كان بدوي شهادة في زمنه، تحمل معنى الضد، على ثراء في العطاء، وتواضع في الكِبَر.
مثقفاً كان، يوم كان الالتزام الثقافي نذراً يعاش، لا هذراً من الكلام، ويوم كان الموقف طليعة صعبة، في مواجهة الجهل والحقد والفقر.
صامتاً كان، فالضجيج من علامات الضحالة، ومن سمات السخف، ومن عادات التكرار... صمته المشع كان أوسع مدى من مساحات الثرثرة الداشرة.
وكان يحب. وهل هناك أعظم قيمة من الحب؟.
ومن أحب رسم لنفسه طريقاً بلا وصولية، ولكنها توصل بين المعاناة والتجربة من جهة، وبين الهدف والغاية من جهة اخرى.
وكان.. ولكنه لم يزل. لأن أمثاله لا يموتون بسرعة. يزهرون ببطء ويثمرون عندما تنضج الحياة في المجتمع.
قتلوه، لأن الزمن آنذاك، كان على هداية الجهل يفتدي بشعارات الثأر العائلي. ولكنهم عجزوا أن يقتلوه بعد موته. فيما كان بدوي، حارته بلدته، والدعي الذي كان متقدماً عنده، وسابقاً لسواه، تحوَّل رويداً رويداً، الى حالة اجتماعية، ازدهرت فيها أفكار، لا تقيم للثأر وزناً، وتحاول ان تتخطى أسوار العائلات.
كان شهادة ضد الاقتتال العائلي... وجسده تقدم قرباناً... والكل يتناول اليوم من وليمة النضج التي رسمها بعمق ووعي، الشهيد بدوي.
ولأن الزمان ضد الذاكرة، أردنا هذا الكتاب، حروفاً من يده وكلمات من وجدانه، وأفكاراً من عقله... فلقد كان بدوي مرهفاً على احساس شفّاف بالشعر وقضاياه، يصبغه بمعاناته ومعاناة شعبه.
لم تكتب له الحياة كي يضع لمساته على هذه الباكورة من الكتابات الشعرية والنثرية، وتقديراً له، جمعت الى جانب شهادات بعض رفاقه وأهله إضافة الى رسوم للفنان سايد ابو محرز والتي رسمها خصيصاً من وحي القصائد.
ما نوده من هذه الباكورة، ان يبقى بدوي اسماً برسم المستقبل، فلا يقال عنه كان... بل هو كائن وسيكون، بما أنتجه، وبما حملته لنا شهادته، يوم كان العقاب الجسدي المجاني، نشيداً ينتشي به القتلة.
بدوي بركات ليس وحيداً اليوم. وإن كان وحده انتحل الغياب وسافر بعيداً عنا.
بدوي عائلة كبيرة من الوعي والكلمة والشجاعة والمسؤولية والتواضع.. والمحبة. وفي هذه الباكورة بعضٌ من غنائه الجميل.
أصدقاء بدوي بركات
زغرتا 1 آذار 1998
*
ودائماً بدوي بركات
بقلم المخرج المسرحي يعقوب الشدراوي
كنت على خشبة المسرح في موسكو، أتحدث الى ممثلين في أثناء التمارين، عندما هتف المناوب: "برقية لرفيقنا اللبناني". كلمة رفيق، كانت لقب الفرد في المجتمع الشيوعي، وجمعها رفاق تمييزاً لها عن رفقاء. تقول البرقية: " احضر الى مركز الهاتف "مخابرة من اوديسا". واوديسا هذه مدينة اوكرانية ومرفأ سوفياتي على البحر الاسود. ما لي ولك يا اوديسا، وفي طريقي الى مركز الهاتف شعرت وكأن ما كان يسيل في أنفي يتكسّر، وله صوت الزجاج، فتأكدت من أن النفس يتجمد من شدة البرد. السماء مكفهرّة، والمناخ حامل بالشيوعية المستقيمة الرأي! دخلت. انتظرت. رنّ الهاتف، احكِ مع أوديسا.
- ألو مين؟.
- سليم شحاده.
- سليم ايها البحار الجميل! أي صوت قد جرّ سفينتك الى هذه الدنيا؟
- كيف حالك وحال البحار والحيتان العظام؟
- كيف حال نجيب ويوسف وطنوس وبدوي؟
- بدوي مات قتلاً !...
نحن الذين لم نعد نرى وجهك، نظنك دخلت الظل والنور. مثلك مثل الكواكب، نصفها ظاهر ونصفها مستتر. ولكنك لم تتركنا في الرماد... كنا نمشي ونمشي، ولم نكن من المسّائين. ذات يوم استرحنا في مرج، قبل أن نصل الى "الزريقة"، وأنت تقتلع بأصابعك بعض الأعشاب.
قلت: من يستطيع أن ينظر الى البعيد، ويسأل الأيام الآتية عن مجرى الأمور؟ من يسابق الزمن ويمدّ يده ليكفكف الدموع؟ لتعانق المحبة الأسى؟ ألا أيها الموت ارقص، واضرب الأرض بقدميك! ثم ضحكنا حتى الوجع.
أكنا نمشي حباً بالطبيعة؟ لست أدري! أحببنا الدلب كشجر عظيم، مع انه لا يزهر ولا يثمر...
أذكر عندما اقتربت من تلك الشجرة العتيقة، القابعة على الحجارة بجذورها العارية، ورببت بيدك عليها قليلاً قليلاً، لا لتنام، بل لتذكرها بان أصولها مشتبكة بعظام الأرض، أمنا، وأن مسرّتها ليست بسحن الأعظم، بل ببذرة تدفن وتموت، لتنبت شجرة أعظم منها! عرفت الطبيعة من بواكيرها، دون أن تمهل غاية الوقت في الموت، من حياتنا القصيرة.
أكتب فيك شهادتي، وأنا بأمس الحاجة الى من يشهد لي!
شهاباً كنت، والآن اراك نجماً مضيئاً، ينفر من سماء، ويعكس عليّ مقداراً من الضوء، اكثر مما ينبغي، فأتوحد فيك. هكذا النجوم تهمس، عندما تنزلق بتهور.
وتعنّ صرخة من الصحراء، لتصطدم بهمهمات الشمس المنحدرة الى المغيب. الفضاء والبحر لا ينفصلان. وفي الأعلى لحن يسيّر الكون، ودائماً بدوي بركات.
*
ويورد الأمين غسان عز الدين في الجزء الثاني الصفحة 186 من مجلده "حوار مع الذاكرة" التالي:
المناضل العنيد
" خلال تسلمي مسؤولية مفوض عام لبنان، لم أشكل هيئة مفوضية كاملة، واخترت فقط الرفيق الشهيد بدوي بركات، كمسؤول في هيئة المفوضية عن الشؤون العسكرية والأمنية، وكان الرفيق الوحيد الذي يعرف صفتي الحزبية الرسمية. وقد عهدت إليه مهمة إعداد مجموعات صغيرة من الرفقاء، وتهيئتهم نفسياً وعملياً للقيام ببعض المهمات التأديبية... وقد أنجز ما طلب منه بدقة وسرية... وكنا على وشك تنفيذ أول عملية بحق السفاح أنطون العازوري، ولكن تم إعتقالي قبل أيام قليلة من تحديد موعد التنفيذ، قبل إعتقالي كنت قد قمت في شهر حزيران 1962 بزيارة إلى منطقة الشمال وأمضيت فيها بضعة أيام، وفور عودتي إلى بيروت، تمّ إعتقالي وإعتقال مجموعة من رفقاء منطقة الشمال وبينهم الشهيد بدوي بركات.. وقد أصرّوا جميعهم، سواء خلال التحقيق الأولي العنفي من قبل الشعبة الثانية، وخلال التحقيق من قبل المحقق العسكري في بيروت، على أنني لم أبحث مع أحد منهم مواضيع حزبية.. وأن لقاء بعضهم بي خلال زيارتي إلى منطقة الشمال، كان بعامل المعرفة القديمة والصداقة فقط.
*
من قصائد الرفيق الشهيد بدوي بركات
يا أحبائي انظروا إلي !
إن أبناء صهيون أحرقوا وجهي
ووحوش البادية نهشت عظامي
--
فمنذ أجيال والغرب يسخر مني
وأعدائي ينصبون لي الفخاخ
"إرحموني يا أحبائي
فإن يد الله مستني"
وأشعلت نار الحب في أحشائي
من أجل فلسطين بلادي .
(المقطع الأول من قصيدته "أنشودة الثورة")
*
ها أني أسمع صوتاً هادئاً عجيباً يغني لأرضنا
مع الربيع آتون
لنا مواعيد والسهل الأخضر
رف سنونو تحت آمالنا
في الشفق الأحمر
تزول في خطانا القمم
تفرح الحقول في فجرنا
والشمس تلتم
نحيا على وعد لغدنا
وفيه القضاء لنا
وفينا القدر .
(من قصيدة طويلة بعنوان "تشرين الأطفال")
*
لـو ...
لم يعلم الزهر حبيب الهوا
ما في فؤادي من جراح الهوى
لذوب البلسم من عطره
فيه ليشفيني
---
ولو رأى البلبل بين الغصون
نار ضلوعي في مياه الجفون
لحوّل المحزن من شعره
شدواً يسلّيني
---
ولو درى البدر عشيق النجوم
بما ألاقي من فنون الهموم
لأهمل الشهب ومن قصره
أهوى يؤاسيني
*
ولو درى الفجر بأني أرق
من نسمة الفجر لطول الأرق
لبلل الأضلع من قطره
وراح يبكيني
----
وإذا اليأس صدّ عنه قليلا
راح يبكي على نواه طويلا
وإذا ما النسيم مرّ عليه
فعليل أتى يعود عليلا
----
اثر الطرف شارد الفكر يحكي
مدلجاً في الظلام ضلّ السبيلا
تاه في عالم الخيال فضاعت
نفسه وهي تنشد المستحيلا
----
حوّل الأرض عالماً علويّا
قاطراً من وحولها سلسبيلا
ملأ العالم السماوي شدوا
منزلاً منه للورى إنجيلا
هاك عقد النجوم بين يديه
صار بعد إنفراطه إكليلا.
*
ومن قصائده ايضاً
" تشجعوا يا أهل فلسطين وكونوا رجالاً،
كي لا تُستعبدوا للعبرانيين...
كونوا رجالاً وقاتلوا ".
التوراة: سفر الملوك الأول 9:4
يا أحبائي انظروا اليّ !
إن أبناء صهيون أحرقوا وجهي
ووحوش البادية نهشت عظامي
فمنذ أجيال والغرب يسخر مني
وأعدائي ينصبون لي الفخاخ
" إرحموني يا أحبائي
فإن يد الله مسّتني"
وأشعلت نار الحب في أحشائي
من أجل فلسطين بلادي.
*
من أنا؟
قالت غبية صهيون
ليست فلسطين
فالفلسطينيون من هم؟
يا أحبائي !
ليخرس كل من كذب على الحق
أنا ابن فلسطين البار
يشهد لي الوحي والتاريخ
فالله أوجدني قبل ابراهيم والأنبياء
واليوم أصبحت إنساناً جديداً
أتيت اليكم ونور الحق يضيء سبيلي
ولهيب الثورة يتأجّج في داخلي
أتيت إليكم لأسخّر أقوالي وأعمالي
وكياني كله
من أجل الخير والحق والحرية
ولا شغل بعد الآن يشغلني
غير فلسطين بلادي.
*
من أنا؟
أنا ابن سوريا ولبنان والأردن
أنا شعلة الحرية
أنا طالب الحق قبل الخبز والماء
لأشدو به نهاراً وليلاً
" إنه ما دام نفَسي فيّ
وروح الله في أنفي
لا تنطق بالسوء شفتاي
ولا يهذُ لساني بالبهتان "
اتركوني يا أحبائي
ففي أحشائي نزعة أقوى من السيول
لتجتاح الخيام
وتستقر على شواطىء بلادي.
*
انا الضمير الحيّ
أنا الفدائي المستميت
أنا النسر الذي يحلّق في السماء
ويقلق العظام اليابسة في مضاجعها
وعلى الأرض أصبح اسداً زائراً
بفمي أنهش ثعالب صهيون
ووحوش البادية أبددهم بذيلي
تعالوا يا أحبائي
لنضرب العدو على رأسه ونشلّه
ونحيي فلسطين بلادي.
*
أنا الكرامة
أنا بطل إربد وعمّان والزرقاء
أنا الذي أيقظ العالم من سباته
يا أحبائي استيقظوا
واستفيقوا من سبات الأجيال
قسّوا قلوبكم الليّنة
وأشعلوها من جمرة السنديان
لأن لا راحة لكم الا في القتال.
*
نبذة عن حياة الرفيق الشهيد
- ولد الرفيق بدوي في زغرتا عام 1931 .
- الأب وديع والأم مروى .
- تلقى دروسه في مدرسة زغرتا الرسمية، حتى الشهادة المتوسطة.
- انتمى إلى الحزب في 16/11/1956 .
- تولى مسؤوليتي مذيع ومدير في مديرية زغرتا في الفترة الممتدة بين عامي 1957- 1959، ثم مسؤولية ناظر إذاعة لمنفذية زغرتا حتى العام 1961 .
- انضم إلى مخيمات الحزب في الكورة في أحداث العام 1958 وقاتل في كل من الكورة وزغرتا .
- اعتقل لمدة شهرين إثر الثورة الإنقلابية 1961-1962 .
- نشط في إعداد المعركة الإنتخابية والإعلامية مع الرفيق إيلي حديد الذي أعلن خوضه للإنتخابات النيابية عام 1964، في الفترة الصعبة التي كان فيها القوميون الاجتماعيون الذين شاركوا في الثورة الإنقلابية، في السجون، وأجهزة المكتب الثاني الشهابي تلاحق رفقاءهم خارج السجن.
- استشهد عصر الثاني من أيلول 1966 في شارع الساحة الرئيسية في زغرتا، إذ إغتاله أحد الزبانية بالتواطؤ مع أجهزة المكتب الثاني. كان الزبانية أنفسهم إغتالوا شقيقه الرفيق بطرس قبل أشهر قليلة، خلال صراع عائلي.
- تميز الرفيق بدوي بركات بمناقبه، وأخلاقيته، وحيويته المتدفقة. كان شاعراً وخطيباً، وذا حضور لافت في بلدته.
- قاد حملة حزبية منذ العام 1957 ضد الإقطاع السياسي في زغرتا وانتقد بإستمرار الصراع العائلي، والتقاتل المحلي بين العائلات الذي خطف مئات الضحايا، كان هو أحدهم .
- في 22/2/2001 أصدر المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي القرار رقم 14/69 بتسمية الرفيق بدوي بركات شهيداً للحزب.
مثّل المناضل المتفائل أبداً، المستعد ابداً،
المتواضع والأنوف، على رغم كل ما عاناه من الفقر.
*
الرفيق جوزف بطرس الخوري نكد
الناشط والمسؤول الحزبي في طرابلس
والباني عائلة قوميّة اجتماعيّة
ليس لأنّ المنفّذ العام السابق في سدني الامين أحمد الأيوبي اقترن من ابنته الرفيقة كريمة، ولا لأنّ الرفيق جوزف فرنسيس، المنفّذ في وقت سابق لمنفذية طرابلس، اقترن من ابنته الرفيقة ليوني، والرفيق د. روبير حبيب من ابنته الرفيقة مارلين حقق جوزف نكد حضوره الحزبي اللافت، إنّما لأنّه كان قومياً اجتماعياً نشيطاً، تولّى مسؤوليات حزبية عديدة في منفذية طرابلس ومنطقة زغرتا، وكان ناظراً للإذاعة، له حضوره الإذاعي المتحرّك وكلماته في المناسبات الحزبيّة، وإليها كلّها بنى عائلة قوميّة اجتماعيّة امتدّت إلى الاحفاد.
وُلد الرفيق جوزف نكد في كفردلاقوس، وقد تشبّع بتعاليم النهضة القومية الاجتماعية، انطلق إلى رحاب الوطن، وبقي إلى آخر زفرة من حياته. لذا كان مأتمه في كفردلاقوس مظاهرة وفاء من أبنائها، ومن أهالي المنطقة الذين انضمّوا إلى القوميين الاجتماعيين الوافدين من زغرتا، الكورة، طرابلس ومناطق أخرى للسير في المأتم المهيب الذي قلّ أن شهدت البلدة والجوار مأتماً شبيهاً.
*
عن رحيله والمأتم الشعبيّ والحزبيّ الذي أُقيم له في كفردلاقوس، كتبت "صوت النهضة" في عددها السابع بتاريخ 01/02/2000، ما يلي:
غيّب الموت الرفيق المناضل جوزف نكد، الذي أمضى مدّة طويلة من سنوات عمره في النضال القومي مؤمناً بمبادئ النهضة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة، عاملاً في سبيل انتصارها.
هذا وقد أُقيم للراحل مأتم شعبي وحزبي، في مسقط رأسه كفردلاقوس – زغرتا، حيث شُيّع جثمانه بمشاركة حشد كبير من السوريّين القوميين الاجتماعيين والأهالي وفعاليات سياسيّة ووجوه المنطقة وأهالي البلدة، وتقدّم المشيّعين عميد القضاء الرفيق رياض نسيم الذي مثّل رئيس الحزب، وعدد من المسؤولين والأمناء.
ووسط حشود كبيرة نُقل جثمان الفقيد في موكب مهيب من منزله إلى الكنيسة، حيث أدّى له السوريّون القوميّون الاجتماعيّون التحية.
وفي الكنيسة ألقى المطران يوحنا الحاج عِظة تأبينيّة نوّه فيها بخلقية الفقيد وعلمه وعلاقاته الجيّدة مع الناس.
*
كلمة مركز الحزب
وألقى كلمة مركز الحزب، عميد القضاء الرفيق المحامي رياض نسيم (الأمين لاحقاً)، الذي نوّه بمزايا الرفيق جوزف، مستعرضاً مسيرته النضاليّة والفكريّة وإيمانه بشعبه وأرضه وبمواقفه القوميّة الراسخة، وجاء في كلمة العميد: "جئنا من كلّ مكان، نحن رفقاءك، كي نعاهدك على تحقيق ما آمنت به وما عملت له بإرادة صلبة وتصميم على الانتصار وقدرة على العطاء عزّ نظيرها".
وقال العميد الرفيق رياض نسيم في كلمته: "جريء كالمغامر، شجاع كالمقاتل، يحمل دمه على كفّه مبشّراً منادياً بعقيدة عظيمة تترسّخ في ذاته كلّما تقدّم في العمر والنضال. منذ أكثر من خمسة واربعين سنة، انتمى إلى الحزب يوم كان الانتماء جريمة يعاقب عليها القانون، وكان الانتماء يقود إلى السجن وأقبية التعذيب، أو يقوده إلى المقصلة، انتمى يوم عزّ الانتماء، وأقدم كالرجال يحمل همّ الأمّة ليُشارك في الانتصار.
"كان الرفيق جوزف نكد يُدرك أنّ الأفكار الكبيرة لا تتحقّق إلا بمزيد من التضحية وقهر الذات، ونكرانها. هو واحد من الذين نسوا جراحهم النازفة ليضمّدوا جراح أمّتهم البالغة. وهو في كلّ ذلك، لا يهادن ولا يسالم ولا يركع، بل يمارس إيمانه بجديّة مطلقة، ويحوّل النظريات إلى وقائع، فهو المناضل الذي جعل من بيته نموذجاً لحزب ألغى الحواجز بين طائفة وأخرى وبين ملّة وملّة.
لم يسعَ في حياته الحزبيّة الطويلة إلى منصب أو مركز أو وسام، آمن أنّ المجتمع هو الأساس، وأنّ الفرد في تخلّيه عن خصوصيّته إنما يؤسّس لمجتمع جديد".
وتابع العميد نسيم قائلاً: "الرفيق جوزف نكد... ستبقى في ذاكرتنا الرجل المؤمن والإنسان الحرّ الشريف والمناضل الذي لا يتزعزع إيمانه".
وختم مقدّماً التعازي بِاسم رئيس الحزب الأمين علي قانصو، وبِاسم قيادة الحزب، إلى عائلة الراحل وأقربائه وأهالي بلدته، وإلى جميع السوريّين القوميّين الاجتماعيّين.
*
كلمة السوريّين القوميّين الاجتماعيّين
وألقى الأمين نجيب إسكندر كلمة بِاسم القوميين الاجتماعيين في زغرتا – الزاوية، جاء فيها: "أنت يا رفيقي، رفيق الدرب والإيمان والعطاء والعمل، آمنت بأنّ الحياة كلّها وقفة عزّ فقط، ونحن نعرف ونشهد أنك وقفت...
لقد قفزت يا رفيقي إلى المقلب الآخر، فارساً، على صهوة إيمانه، متخطّياً حواجز الألم التي أعدّها لك الداء اللعين. فربحت رهانك، وانتصر صبرك، فكان لك فيه راحة، ولنا فيه عزاء، وهكذا صدق فيك قول شاعرنا:
نمضي إلى الموت لا نخشى ألماً ونزحم الخطب وفي أجفاننا الحُلم
نفتح دروب الشمس في كـــلّ غدٍ وتستفيق على صيحاتنـــــا الأمــــــم
وأضاف: "إنّك من أولئك الذين لا تنتهي حياتهم في مأتم ولا يغيب حضورك في رحيل. ومع هذا، نحن نحزن، فالحزن يشحذ الذكريات... في هذه البساتين والطرقات التي تخترق بلدتك وتحوطها.. كانت لنا مجالس أدب وفكر وعقيدة وحوار، حتى في أحلك السنوات سواداً، ومع ذلك ثابرت وأقدمت، ولم تهدأ ولم تكلّ".
وتابع متحدثاً عن المسيرة النضاليّة الطويلة للرفيق نكد، وأنه "كان فارس مناسبر وسيد كلمة وأميراً من أمراء البيان".
وختم: "بموتك تدحرجت صخرة من جبالنا، واجتُثّت أكَمة من آكامنا، غير أنّ إيمانك لم يمت، بل هو عناد الموت الذي يموت فينا من ملل...".
*
كلمة كفردلاقوس
وألقى كلمة "كفردلاقوس" وآل نكد الأستاذ أنطوان نكد، عبّر فيها عن مدى الحزن والأسى اللَّذَين خلفهما رحيله عند أهله وأهل بلدته وجميع محبيه.
*
كلمة عائلة الرفيق الراحل
وفي الختام، ألقت ابنة الرفيق الراحل، ليوني نكد كلمة وجدانيّة عاطفيّة، وممّا جاء فيها: "إليك وحدك أتوجّه يا أبي، وبك وحدك أقتدي، فيك المناقب الحزبيّة والقوميّة التي ربيتنا عليها، إلى جانب الحنان الأبويّ والروح العائلية.
ستبقى معنا نحن بناتك، ونحن رفقائك، وتأكّد أنّ كلّ ما علّمتنا إياه سنعلّمه لأولادنا لأن فيه كلّ الحق وكلّ الجمال، وكلّ الخير".
وختمت: "كنتَ خطيباً بارعاً، تحمل أفكار حزبنا العظيم، أحببت رفقائك وأحبّوك، نعاهدك على السّير على خُطاك مؤمنين بالمبادئ التي آمنت بها".
*
ملخص عن حياته الحزبية كما ورد في تقرير للرفيق الراحل موجه الى عمدة الداخلية بتاريخ 19/02/1994:
لقد انتميت إلى الحزب في 24/04/1954 على يد الرفيق طنوس داود القبوط في زغرتا، وكان الشهود الرفقاء يعقوب شدراوي(2) ونجيب اسكندر والرفيق المهندس ألبير يزبك كرم(3)،
وأوّل مسؤوليّة تسلّمتها مفوّض مفوّضية كفردلاقوس، زغرتا، ثمّ مذيعاً لمديرية زغرتا المستقلة، ثمّ ناظراً للإذاعة في منفذية زغرتا، وعند انتقالي إلى طرابلس تسلّمت مسؤولية مذيع مديرية الزهريّة خلال العام 57 و 58، ثمّ مديراً "لمديرية الكات" في الكويت خلال الأعوام 59، 60، 61،
وعدت إلى طرابلس ودخلت السجن عدّة مرات خلال الفترات التي تلت الانقلاب،
وعام 1968 تسلّمت مسؤولية ناظر الإذاعة في منفذية طرابلس خلال العمل السري، ثم ناظراً للإذاعة حتى العام 1973، وعام 1975 تسلّمت مسؤولية ناموس الشعب الصحافية المركزية التي كان رئيسها آنذاك العميد السابق الرفيق نجيب إسكندر،
وبعدها انتقلت إلى قبرص مع الرفقاء جهاد ساروفيم وأنطون سعادة، وتسلّمت مسؤولية مفوّض مفوضية قبرص المركزيّة، واستدعاني المركز إلى بيروت وتكلّفت بمسؤولية مندوب مركزي مكلّف من قِبل عمدة الداخلية في قبرص، ثمّ وكيلاً لعميد العمل، وعام 1978 سافرت إلى أكرا في غانا ومنذ وصولي تسلّمت مسؤولية مذيع في مديرية غانا التي كان مديرها آنذاك الأمين سبع منصور(4)، وعام 1980 عدت إلى طرابلس ومنذ ذلك الحين وأنا إمّا ناظراً للإذاعة في منفذية طرابلس وإما ناظراً للإذاعة في منفذية الكورة، والآن اشغل مسؤوليّتي نظارة الإذاعة والمالية في منفذية طرابلس.
إني خريج معهد عينطورة فلسفة قسم ثاني، استلمت عدة وظائف مصرفية
وأنا أحمل شهادة اختصاصي بالمحاسبة والمراقبة والتدقيق، وعضو في المجلس التنفيذي لنقابة موظفي المصارف في الشمال،
والآن أعمل مديراً لقسم المحاسبة والشؤون الإدارية في معهد "نورث ليبانون كولدج"، وطوال فترة عملي الحزبي الذي لم ينقطع يوماً لم توجّه إليّ أية تنبيهات أو ملامة أو تأنيب.
معروف في صفوف القوميين الاجتماعيين جميعاً، ومتمرّس بالمسؤوليات الحزبية، كما أنني أجريت بأمر من قيادة الحزب عدة لقاءات صحافيّة مع مراجع هامّة.
درست فنّ الخطابة في العام 1956 علّمني الأمين "عباس"(5)،
قدّمت عدة برامج في تلفزيون لبنان من الشمال خلال الأعوام 86، 87، 88، 89، 90.
قمت بعدّة مهمات مركزية (لا مجال لذكرها) إنها معروفة من المسؤولين.
هوامش
(1) يعقوب الشدراوي: الممثل السرحي المعروف.
(2) البير كرم: ما اعرفه عنه انه غادر الى فنزويلا فإلى الولايات المتحدة. كان رفيقاً مميّزاً. من انسباء الرفيق اوغست حاماتي. لمن عرفه او يعرف عنه، تزويدنا بالمعلومات المفيدة عنه.
(3) الأمين سبع منصور: من بلدة "راشيا الفخار". كان له حضوره الحزبي والإعلامي في أكرا، حيث كان ينشر المقالات الافتتاحية باللغة الإنكليزية، عاد الى الوطن متولياً مسؤولية عميد، وناشطاً في المجال الثقافي. مراجعة ما نُشر عنه على الموقع المذكور آنفاً.
(4) الأمين "عباس": ارجّح انه الاسم المستعار للامين د. سامي خوري الذي كان تولى مسؤولية عميد الإذاعة له كتاب مذكرات بعنوان "شمس لا تغيب" . ندعو من يملك المعلومات المفيدة ان يكتب لنا او يتصل.
*
من بناة العمل القومي الاجتماعي في زغرتا
الاميـن نجيـب اسـكندر
في الذكرى الاولى لرحيله، أصدرت عائلة الامين نجيب اسكندر كتيّباً شمل نبذة عن حياته وكلمات عبّر فيها امناء ورفقاء واصدقاء عن تقديرهم للامين الراحل، رفيقاً، واعلامياً، ومناضلاً قومياً اجتماعياً.
الى عقيلته السيدة نجوى، ابنائه سناء، ليلى وطوني، كتب بالتسلسل كما جاء في الكتيّب، كل من: انطوان يوسف اسكندر، ادوار الزغبي، القاضي نبيل صاري، الامين شوقي خير الله، الامين لبيب ناصيف، الامين فهد الباشا، الرفيق سمير مخلوف، محسن أ. يمين، حنا سعاده وروبير فرنجية.
النبذة عن حياته كما وردت في الكتيّب:
ولد في زغرتا العام 1939.
تلقى دروسه الابتدائية في مدرسة القديس يوسف في زغرتا، والثانوية في مدرسة الآباء الكرمليين في طرابلس.
انتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي في العام 1953، وهو من الأوائل الذين نشروا الوعي القومي في زغرتا – الزاوية.
مارس عدّة مسؤوليات في فرع الحزب في زغرتا الى ان عيّن منفذاً عاماً لمنطقة زغرتا – الزاوية.
انتسب العام 1959 الى كلية الآداب في الجامعة اللبنانية وتابع ثلاث سنوات انقطعت بسبب مشاركته في المحاولة الانقلابية 31/12/1961.
تابع في سجنه دراسة مناهج الاعلام والصحافة.
عمل في جريدة النهار ابتداء من العام 1968 وأسس مكتبها في الشمال العام 1970.
راسل جريدة الأوريان لوجور منذ العام 1972.
العام 1975 عُيّن عميداً للعمل في الحزب في أثناء فترة رئاسة الامين انعام رعد.
عمل عامي 1976 و 1977 محرراً في مكتب وكالة الصحافة الفرنسية في بيروت وتابع مراسلتها من الشمال حتى العام 1995.
تابع عمله الصحافي في جريدة النهار في الشمال حتى العام 2010.
تزوج من نجوى بيطار العام 1988 ولهما ثلاثة اولاد.
العام 1997 مُنح رتبة الامانة تقديراً لنضاله في الحزب.
حائز عِدّة أوسمة في عمله الصحافي والحزبي.
*
كلمة الامين فهد الباشا:
نجيـب اسكـندر
الصّحافـي النـبيل... القومـيّ العتـيق
"تنهض الشعوب بقدوة رجالها "
سعادة
في العشرينات من عمره
بعد ستين عاماً من التعاقد مع عقيدة الآمال الكبيرة والآلام العظيمة، غادرنا نجيب اسكندر وكأنه في إجازة استراحة قسرية، هو ما شاءها، لكن الله شاء.
ستون عاماً ويمينه الى فوق، ورأسه ابداً الى فوق على الرغم من الاحمال الثقيلة، ومن حملات التجنّي ونوازل الدهر. ستون عاماً شاخ خلالها ديك "النهار"، وتبدل صياحه، لكن مراسل "النهار" العتيق في الشمال لا شاخ ولا ونى، ولا لان للضنى، ولا بدّل تبديلاً ... أتخيله قبل الوداع الاخير، قد أودع حقيبته، الى القلم والاوراق، غير تقرير لم ينشر عن غير غصّة وغير حرقة.... فالأحلام الجميلة اصطدمت اصطداماً عنيفاً بجدران تخلّف لطالما أدمن اصحابه، في سريالية درامية فاجعة، أسباب موتهم والتقهقر...
مضى وفي قلبه اسف وأسى على تبدّل لون الشمس في "النهار" التي ما عاد ديكها يُطلع الفجر الذي أحبه نجيب .... لكن اليأس لم يقارب صاحب القلب الكبير.... بل هو أبقى، خارج حقيبة السفر الأخير، أبقى الاحلام الجميلة، وديعة للأجيال التي لم تولد بعد.
أيام وتحلّ ذكرى رحيله الأولى. وعلى مدخل الذكرى اتوقف كما توقف نجيب ذات يوم مع ذكرى بدوي بركات، متأمّلاً في قافلة الراحلين منا في زغرتا – الزاوية، الى هناك....، في الكثير من اسماء القناديل التي قصفتها العواصف على معابر العمر، وكمائن الغدر، وأتأمل في أسماء تعب اصحابها من طول الطريق، فتوقفّوا عن متابعة المسيرة الشّاقة، ولكن من دون ان نسمع انّ واحداً من هؤلاء قد سقط على جوانب الطريق خاسئاً او غادراً. عذيرهم أن الله لا يكلف نفساً الا وسعها، وليس قليلاً ان جلهم ظلّ رغم الفراق وتراكُم السنين، على حنين يستقيظ صاحياً كلما دارت الايام في المنعطفات والملمّات.... وبعد، حرصاً على ان لا تعبر ذكرى الامين نجيب عبوراً مجانياً في الزمن، أراني وقد تبلغت من الرفيق سيمون أنطون الموعد وإشارة القيام بالواجب، أراني أسجل ملاحظاً، باعتزاز، كيف ان ما يبدو لنا طبيعياً من سلوك في سلّم القيم عندنا قد يتراءى لسوانا، ممن لم يشاركونا خبزاً وملحاً، مُفارقات ومستغربات، او نوادر وطرائف....
الامر مختصراً، هو انها ليست قليلة المرات التي كان الامين نجيب والرفيق سيمون يتباينان رأياً، واحياناً يختلفان...
كما انه ليس قليلاً ان ليس بيننا هذه الايام من يضاهي سيمون انطون اهتماماً بالوفاء لذكرى القومي العتيق، مؤسس الفرع في زغرتا مطلع خمسينات القرن الماضي، مع رفيق دربه الذي سبقه منذ سنوات الى البقاء في ضمير الحزب والامة المبدع يعقوب الشدراوي... وليست الملاحظة، هنا، لتؤكد، فقط، على ان خلاف الرأي لا يُفسد، عند اصحاب القضية، ودّاً للقضية، بل هي تمضي الى أبعد، الى التأكيد على أن بعض الخلاف في الرأي رحمة، ذلك بما قد يكون ضرورياً لترسيخ الودّ وتعميق الايمان بالقضية.... ومثل هذه النعمة لا تحلّ على المؤمنين من غيب، بل هي تطلع من عقيدة أغنت وأعلنت العقل شرعاً فوق كل شرع، ما لا يصحّ معه للنهضة، من بعد، ان تكون دون هذا الحد من مستوى وحدة الروح في رابطة الفكر والوجدان والايمان.... وهو هذا ما عناه سعاده بالعقلية الاخلاقية الجديدة، بالانسان الجديد.
وبالعودة الى صاحب الذكرى، لا بدّ وهو في ذمّة التاريخ ان نستقرئ التاريخ بعضاً من حكايته وبني جيله، واثر ذلك على الاجيال التي تلت ولا سيما عندنا في زغرتا – الزاوية.
نجيب اسكندر، من اي بعيد قصدت اليه، من اي المسافات، فأنت لن تخطئ مكان اقامته، لن تخطئ عنوان السنديان عالي الاغصان وارفها، يحكي شموخه حكاية الوداعة في عمق الجذور. أذكر، حين لفحتنا بواكير نسمات النهضة، أواخر ستينات القرن الماضي، ان كثيرين قد سبقونا الى حجز موعد لهم مع ملاقاة الفجر... ولطالما حفزتنا إشراقة مسيرتهم وصلابة إيمانهم على التعجيل بلقاء الشمس.... أحد هؤلاء الميامين كان نجيب اسكندر.
ترى، ما الذي أتاه نجيب فأبقاه ألقاً في ذاكرة مجايليه والذين جاؤوا الى الميدان بعده ؟
في سيرة هذا المعتّق بعظيم الصبر وعبق التراث وبتجارب الدهر ما يفيد أنه، حين اكتمل عنده إشعاع نورها سنة 1953، رفع يمينه إيذاناً بانتمائه الى المدرسة الجديدة، تلميذاً من تلامذة العهد الجديد.
وضع على المحراث يده وما عاد يلتفت الى الوراء الا ليستحثّ خطى المتأخرين عن اللحاق بموكب النور. الطالب يومها في مدرسة الآباء الكرمليين في طرابلس نال جزاءه على مطالبته بفصل الدين عن الدولة فصلاً من المدرسة، لأنّ قصر النظر عند المستفيدين من اقحام الدين بشؤون الدنيا لا يختلف كثيراً عن عمى النظر الكلي، وعن عمى القلب.
1954 الدولة التي أدمن نظامها عهد المساكنة بين الدولة والدين لم تكن اقلّ شعوراً بخطر هذا القومي الذي رُفض طلبه الالتحاق معلماً في المدراس الرسمية.
القاعدة هي هي: ليس لابن النور، بحسب "الشريعة والناموس"، مكان بين ابناء الظلمة. لو سُئل الصحافي العتيق تعليقاً على هاتيك الايام لاختصر ببيت من عند المتنبي يقول:
" قد هوّن الصبرُ عندي كلَّ نازلةٍ وليّنَ العزمُ حدّ المركبِ الخشنِ "
ولم تكن الحال افضل في مواجهة ظلم ذوي القربى، والتصدّي لإقطاع لم تتعدّ آفاقه يومها حدود مراعي القطيع، ومع ذلك لم يلن للنجيب عود، لا في السجن الذي أمضى فيه أربع سنوات عقب المحاولة الانقلابية، ولا في اية من المواجهات مع قوى الرجعة وأهل الجهل.
يُحكى عن صخرة المسيح، بطرس، أنه لانَ عند أول امتحان وهانَ، وأنكر معلّمه ثلاث مرات قبل صياح الديك.... نجيب اسكندر الذي لم يسهل عليه الهوان، بقي، رغم توالي المحن والامتحانات، صوتاً ووجداناً يعلنان جهاراً حقيقة آمن بها تساوي الوجود..
وبين متاعب العقيدة ومهنة المتاعب، مشى القومي العتيق بخطى كتبتها عليه مقاصدُه ومستلزمات وقفة العزّ.... في زمن القحط الذي نواجه، الزمن الذي شحّت فيه ينابيع النزاهة في الصحافة والاعلام، ونضبت عيون، يبرز اسم نجيب اسكندر نزاهة دافقة ونبلاً على نظافة كفّ ونقاء ضمير.
بلى، ان من الناس من تتعدّى اسماؤهم مجرّد الدلالة على اشخاصهم الى الدلالة على قيم وقمم.
نجيب اسكندر، لروحك في ذكراك، ولكلّ السابقين ذوي الارواح المتمرّدة، تحية على رجاء القيامتين:
قيامة الصالحين الرّاقدين، وقيامة الامة.
وان تمضي سنة، وسنوات على رحيل الامين نجيب اسكندر، فهو، ككل شهيد، وكل مناضل وكل من استمر وفياً لقسمه باق في تاريخ حزبه وفي وجدان رفقائه، يستذكرونه في وقفات العز وفي مسيرة الحزب، الطويلة، الشاقة والمضنية.
*
الرفيق الشهيد ساسين إبراهيم الديك
مع انبلاج فجر السادس عشر، من تشرين الثاني عام 1971 اصطادت يد الغدر أحد رفقائنا الأبطال، الواعين في التزامهم القومي الاجتماعي، الرفيق ساسين الديك، الذي شاء له قدره أن ينتقل من بلدته كفرحورة في قضاء زغرتا إلى بلدة الحدث ليعمل في مشروع مياه الحدث (شركة خاصة)، وليشكل له حضوراً محبباً بين الأهالي الذين لمسوا فيه أخلاقيته وصدقه وتفانيه .
عرف الرفيق ساسين باندفاعه وحماسه الشديدين، كما بجرأته.
ففي الستينات عندما كانت أجهزة القمع تتعقب القوميين الاجتماعيين وتزج بهم في السجون، كان الرفيق ساسين من بين الرفقاء الذين استجابوا لنداء الواجب ونشط حزبياً وكان جاهزاً في كل حين لتلبية الأوامر، كما أنه قام بمهمات خطيرة أوكلت إليه.
يفيد عنه رفيقه وصديقه بطرس شمعون (من كفرحورة) انه كان يقوم باعمال سرية للغاية، ويذكر انه جاءه ذات مساء وكان متعباً، قائلاً له انه كان في الاردن في مهمة حزبية دون ان يبوح له بأمرها.
الرفقاء الذين عرفوا الرفيق ساسين الديك وجدوا فيه الرفيق الواعي عقائدياً، المؤمن في الصميم، والعامل في محيطه لان يكون مثالياً في محيطه وفي تعاطيه مع الجميع.
هكذا كان الرفيق ساسين عندما سقط فجر عيد التأسيس في "الحدث" وهو يقوم بواجبه الحزبي.
*
بيان عمدة الإذاعة في الحزب الذي نشرته مجلة "البناء" في عددها تاريخ 20/11/1971 شرحت الحادث كما يلي:
" في الساعة الواحدة من بعد منتصف ليل الإثنين – الثلثاء السادس عشر من تشرين الثاني عام 1971 وبينما كان القوميون الاجتماعيون في الحدث يوزعون بياناً حزبياً، إعترضتهم سيارة الكتائبي خليل بعقليني وترجل منها شخصان آخران هما لويس يوسف كرم، نائب رئيس إقليم الحدث للكتائب اللبنانية وعميل المكتب الثاني سابقاً، ومعه شخص آخر. وللفور، ودون إنذار، إنهالوا على القوميين الاجتماعيين العزّل من كل سلاح، بنيران رشاشاتهم، فسقط الرفيق ساسين الديك من كفرحورة – زغرتا شهيداً للحال، وأصيب الرفيق كرم كرم بجراح في ساقه، كما أصيبت السيارة بعشرات الطلقات، وهرب المجرمون ".
من الرفقاء الذين كانوا مشاركين في توزيع ولصق بيان الحزب في ذكرى التأسيس، نذكر: علي صادر، رشيد سروع، عبد الله شرفان وسهيل الاشقر.
مأتم الرفيق الشهيد
في اليوم التالي شيع القوميون الاجتماعيون شهيدهم ساسين الديك في مأتم شعبي وحزبي ضخم، حيث توافد الرفقاء من كل أنحاء لبنان الشمالي إلى قرية كفرحورة – زغرتا، وحضر ممثلون عن منفذيات بيروت، المتن الجنوبي، الطلبة وغيرها، وعلى رأسهم وفد مركزي برئاسة عميد المالية آنذاك الرفيق غسان عز الدين، عضوا المجلس الأعلى الرفيقان نقولا طراد وبهيج أبو غانم، ناموس المكتب السياسي الرفيق مصطفى عز الدين، وعضو المكتب السياسي الرفيق الدكتور عبدالله سعاده ووكيل عميد الداخلية الرفيق داود باز(1) .
بعد كلمة تأبين من كاهن رعية كفرحورة، قدم الرفيق جوزف نكد الخطباء، فتكلم الرفيق موريس مرون باسم منفذية طرابلس، ثم ألقى الرفيق أسعد صوما قصيدة زجلية، وكانت كلمة الختام للرفيق الدكتور عبد الله سعاده الذي ألقى خطاباً باسم مركز الحزب.
*
قرار قاضي التحقيق الاول:
نشرت مجلة البناء في عددها رقم 57 تاريخ 08/04/1972، التالي:
اصدر حضرة قاضي التحقيق الاول قراره باتهام كل من لويس كرم وخليل بعقليني وميشال خلوف، بقتل الشهيد ساسين الديك ومحاولة قتل الرفيق كرم كرم، وذلك في الحادث الوحشي الذي جرى ليل 16 تشرين الثاني 1971 ولقد استغربنا ان يكون حضرة المحقق اكتفى للمتهمين بتطبيق المادة 547 معطوفة على المواد 201 و219 من قانون العقوبات، لان حادث القتل لم يجر قصداً، بل عن سابق تصور وتصميم وان المادة الواجب تطبيقها هي المادة 549 لا المادة 547 الانفة الذكر.
ان كل عناصر العمد متوفرة لانه ليس من باب الصدفة وجود المجرمين الثلاثة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل في مكان الحادث، فلو لم يكونوا يترصدون المغدور، لما اعدوا السلاح لمثل تلك الساعة في بلد هادىء كالحدث، يأوي الناس فيه الى فراشهم في ساعة مبكرة، لا تتجاوز منتصف الليل، ولا تتجاوزه الا لمناسبات خاصة.
ثم انه لمن الشهير، لدى العامة والخاصة، ان القوميين الاجتماعيين يحتفلون في كل عام بذكرى تأسيس حزبهم ليل 16 ت2، فاقدام المتهمين الثلاثة على ترصد الرفقاء الثلاثة الذين كانوا يوزعون النشرات في الساعة المتأخرة من ذلك الليل، دليل تنفيذهم مؤامرة مرسومة من قبل.
ولو ان الحادث جرى قصداً كما ورد في قرار الاتهام لكان يجب ان تكون مقدماته ودوافعه شجاراً ما، ملاسنة ما، بين الغادرين والمغدور. ولكن الثابت الاكيد من الكشف على محل الجريمة والشهود العيان، ان السيارة الجانية انما توقفت فجأة عند التقائها بالرفقاء الذين كانوا يوزعون النشرات الحزبية ونزل لويس كرم يسانده المجرمان الاخران، وراح يطلق النار، على المغدور ورفيقيه دون ان يتلفظ الا بكلمة واحدة: ارفعوا ايديكم... فكيف لا يكون الحادث متعمداً، والسيارة الجانية تسير في ذلك المكان من البلدة، في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، والجناة يقدمون على القتل، بمجرد رؤيتهم للرفقاء يوزعون النشرات؟ .
لقد طالبنا حضرة المحقق بالتوسع بالتحقيق، واتهمنا منظمة الكتائب بانها هي التي خططت للجريمة ودبرت ابطالها، وطالبنا بالاستماع الى المسؤولين من الكتائب عن الميليشيا، كما طالبنا بالتحقيق في من يأوي المجرمين ويحميهم من سلطان العدالة، لاننا واثقون من ان هؤلاء المجرمين، لم يرتكبوا جريمتهم، الا نتيجة لمؤامرة فرع الكتائب في الحدث، او مركز الكتائب نفسه في بيروت، فكان ان التحقيق لم يأبه لما اوردنا من قرائن وتمسك بوجهة نظر جزئية، اعتبرت الحادث فورياً، فيما هو، كما عرضناه وبسطناه، حادث مدبر ومدروس، وان القتلة انما نفذوا مؤامرة اغتيال وحشية.
ولا بد في هذه المناسبة من الاشارة الى ظهور المتهمين الكتائبيين الثلاثة في ساحة البرج نهار الجمعة الساعة 11 قبل الظهر في 03/03/72 امام مقهى الاتوماتيك بوقاحة تتحدى مذكرات التوقيف الصادرة بحقهم وقد تعرف عليهم احد المواطنين وحاول اعتقالهم مع جمهور من المواطنين حين تدخلت سيارة دودج سوداء ذات الرقم 9982 فيها مسلحون اقدموا على اطلاق النار تغطية لتهريبهم للفارين.
والبناء اذ تضع هذه المعلومات امام الرأي العام والدولة تتساءل عن ماهية الحماية الفاشستية ومدى تحدي القتلة للقانون والرأي العام.
... والهيئة الاتهامية:
اعتبرت الهيئة الاتهامية في جبل لبنان في قرارها، أن الكتائبي لويس يوسف كرم قتل الرفيق ساسين الديك قصداً لا عمداً وطلبت السجن المؤبد للقتلة لويس كرم، خليل توفيق بعقليني وميشال جوزف خلوف، وجاء في شرحها للحادث المجرم الذي نشرته مجلة "البناء" في عددها رقم 66 تاريخ 10 حزيران 1972، ما يلي:
" قرابة الساعة الأولى من صباح يوم 16/11/1971 كان أفراد من الحزب السوري القومي الاجتماعي وهم:
ساسين الديك، كرم كرم وغسان الديك(2) يتجولون في محلة الحدث في سيارة الأخير الفولسفاكن ذات الرقم 210960 لتوزيع مناشير حزبية في مناسبة ذكرى تأسيس حزبهم، وبوصولهم إلى مفرق شلالا توقفوا بسيارتهم وترجل منها ساسين الديك وكرم كرم للصق المناشير فيما بقي سائقها غسان الديك خلف المقود. وبينما كان ساسين وكرم يقومان بعملهما داهمتهما سيارة الفاروميو ذات الرقم 226262 خاصة المدعى عليه خليل بعقليني وكان برفقته المدعى عليهما لويس كرم وميشال خلوف وهم من أعضاء حزب الكتائب.
وبعد ما توقفت هذه السيارة في مواجهة سيارة الفولسفاكن وعلى بعد أحد عشر متراً منها تقريباً، ترجل لويس كرم وميشال خلوف وكل منهما يشهر رشاشاً حربياً، وقد أخذ لويس يطلق النار من رشيشه فأفرغ نحو 26 قذيفة في اتجاه السيارة وركابها اخترق بعضها الفولسفاكن والبعض الآخر تصوينة ملاصقة لمنزل السيد أرنست كرم حيث كان يقف كرم كرم فألقى هذا بنفسه تفادياً للرصاص فيما أصيب ساسين الديك الذي كان على مقربة منه إصابة قاتلة، وأصيب رفيقه غسان الديك وهو خلف مقود سيارته بجروح في عضده الأيسر وفي الناحية اليسرى من الظهر من جراء تناثر الشظايا وقد تعطل مدة عشرة أيام عن العمل(3).
بعد ذلك عاد لويس كرم وميشال خلوف إلى سيارة الألفاروميو التي استدارت وأقلعت بسرعة فائقة.
وقد علّقت مجلة "البناء" على قرار الهيئة بالإشارة إلى أن القتلة قاموا بعملهم عمداً لا قصداً بدليل الأسلحة التي كانوا يحملونها في الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، كما إطلاقهم النار على الرفقاء دون أن تحدث بينهم أية ملاسنة، وقالت أن الوقائع كما يرويها قرار الاتهام تتناف مع شهادات شهود الحادث ومعطيات الكشف الحسّي الذي أجراه قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان، وتساءلت كيف تترك السلطة "القتلة الفارين يسرحون ويمرحون في شوارع بيروت، من بيت الكتائب في الصيفي، إلى منزل بجوار منزل النائب بيار الجميل " .
*
تلقت قيادة الحزب العديد من برقيات الاستنكار لاستشهاد الرفيق ساسين الديك، منها، التالية، وقد نشرتها مجلة "البناء" في عددها بتاريخ 04/12/1971:
- آلمنا سماع أخبار استشهاد الرفيق ساسين الديك، هزنا أغتياله. مديرية ملبورن جاهزة لتنفيذ اوامركم.
- في الثورة موت أو حياة على طريق النصر. العديدون من رفقائنا استشهدوا ويستشهدون. أملنا الوحيد هو إننا سنكون على هذا الطريق يوماً ما.
عن السوريين القوميين الاجتماعيين في اوتاوا: سهيل غرزوزي
- السوريون القوميون الاجتماعيون في الارجنتين يستنكرون جريمة اغتيال الرفيق ساسين الديك والاعتداء على الحريات العامة من قبل الكتائب، ويطلبون من الحكومة الوقوف بحزم وقوة في وجه الجرائم التخريبية. دماؤنا يجب ان توفر لقتال العدو الخارجي.
*
نشرت "البناء" في عددها الصادر في 8/1/1972، وضمن إطار التعليق التالي:
" اليوم، 8 كانون الثاني 1972 يكون قد مرّ على جريمة اغتيال الشهيد ساسين الديك ثلاثة وخمسون يوماً والمجرمون ما زالوا بعيداً عن قبضة العدالة، يسرحون ويمرحون ".
قبل ذلك، وفي عددها تاريخ 18/12/1971 نشرت في أعلى صفحتها الاولى تصريحاً أدلى به ناطق مسؤول في الحزب السوري القومي الاجتماعي، جاء فيه:
في الوقت الذي تتهاون فيه السلطات بملاحقة قتلة الشهيد ساسين الديك، وقد مرّ اكثر من شهر على اغتياله وهو يمارس بالأساليب الديمقراطية واجبه الحزبي في الحدث، وفي الوقت الذي يقبع فيه المجرمون القتلة في الظلام ويبقى الدم المهدور دون اقتصاص العدل من سافحيه، فلم يداهم بيت واحد بحثاً عن المجرمين، والسلطات تعلم اين يحتمون، وحمى من يستظلون، في هذا الوقت قامت قوات الامن بمداهمات واسعة في قضاء عاليه تستهدف عدداً من المواطنين الأبرياء بتهمة إلقاء متفجرات على بيوت الكتائب. وقد جرت هذه المداهمات في الفجر وبعد الساعة الرابعة، فروّع الاهلون وفزع الاطفال والنساء ولم يلبث على المعتقلين شيء من الاتهامات التي سيقوا من أجلها.
*
الذكرى الأولى لاستشهاد الرفيق ساسين الديك
نشرت مجلة "البناء" في عددها رقم 89 بتاريخ 2 كانون أول عام 1972، تحت العنوان أعلاه، الخبر التالي:
نهار الأحد الماضي (26 تشرين الثاني) أحيت منفذية المتن الجنوبي بالاشتراك مع منفذية طرابلس ذكرى استشهاد الرفيق ساسين الديك،
ففي صبيحة ذلك اليوم توجه رفقاء الشهيد في المتن الجنوبي إلى بلدة الشهيد في قضاء زغرتا يتقدمهم حضرة رئيس مجلس العمد (الأمين مسعد حجل، يومذاك) وبعض العمد، وعند مدخل "كفرحورة" بلدة الشهيد ساسين وقف القوميون الاجتماعيون على جانبي الطريق يؤدون التحية لحضرة الرئيس الذي توجه تواً إلى منزل الشهيد وقدم التعازي باسم الحزب إلى ذويه وأقربائه.
بعدها أقيمت الصلاة في كنيسة القرية، تلاها احتفال تأبيني تحدث فيه كل من الرفيق جوزف نكد، منفذ عام طرابلس الذي ألقى قصيدة قومية رائعة، واختتمت حفلة التأبين بكلمة ألقاها حضرة عميد الإذاعة ممثلاً الحزب. وفي الختام توجه رفقاء الشهيد البطل في مديرية الحدث إلى ضريحه حيث أدوا التحية القومية للشهيد.
• كان الرفيق الشاعر وجيه الأيوبي يتولى مسؤولية منفذ عام طرابلس والرفيق سهيل غرزوزي (من كفرحاتا – الكورة – ومقيم حالياً في أوتاوا – كندا) مسؤولية عميد إذاعة .
*
.. والذكرى الثانية
وفي عددها 139 تاريخ 24/11/1973 نشرت مجلة "البناء" وضمن إطار المقطع التالي:
الذكرى الثانية لاستشهاد الرفيق ساسين الديك، مع مطلع كل سنة حزبية جديدة تعود بنا الذاكرة إلى الرفيق الشهيد ساسين الديك الذي صرعه رصاص الغدر في السادس عشر من تشرين الثاني 1971 وهو يؤدي واجبه الحزبي.
ومع كل احتفال بذكرى التأسيس تمر صورة الشهيد في مخيلة آلاف الرفقاء الذين يقفون في هذه المناسبة وفي كل مناسبة ليجددوا العهد على متابعة الطريق مهما كبرت التضحيات ومهما كانت الصعاب.
*
النبذة الشخصية:
• الاسم الكامل: ساسين إبراهيم الديك
• الأم: بهيجة يعقوب
• مواليد كفرحورة (زغرتا) ...
• عازب
• طرد من الجيش اللبناني بسبب ميوله الحزبية، اذ كان يجاهر بانتمائه الى الحزب القومي الاجتماعي.
*
ملاحظات
1. في العام 1971 كان المرسوم عدد 7 (رتبة الامانة) ملغى بموجب التعديلات الدستورية التي اصدرها المجلس الاعلى بعد مؤتمر ملكارت، وبالتالي فإن كافة رتب الأمانة الصادرة قبل تلك التعديلات، كانت بحكم الملغاة .
2. ليس من قرابة عائلية بين الرفيق الشهيد ساسين الديك، وبين الرفيق غسان الديك. فالرفيق غسان، ابن الرفيق الشهيد ميشال الديك، من مدينة طرطوس، أساساً، وقد استشهد في فترة الاحداث اللبنانية في منطقة زحلة، وكان من ابطال الحزب.
3. رغم اصابته فقد اوقف الرفيق غسان الديك في زنزانة سجن بعبدا لمدة يومين دون ان تقدم له الاسعافات الاولية اللازمة.
*
الرفيق ايلي حديّـد
غيّب الموت الرفيق ايلي حديّد في شهر أيلول من عام 2017، وقد خسرته زغرتا، وكل الحزب.
هو من اوائل رفقائنا في منطقة زغرتا، وقد تولى فيها مسؤوليات محلية، واذكر جيداً انه كان مكلفاً من مفوض عام لبنان الرفيق جوزف رزق الله بالعمل السياسي في اوائل الستينات.
عرفت من حضرة المندوب السياسي للحزب في استراليا، الامين عادل موسى ان مأتماً مهيباً وحاشداً رافق تشييع الرفيق ايلي حديّد، وان يافطات حزبية رفعت في شوارع زغرتا تحية للرفيق الراحل، وحملت اقوالاً خالدة لسعاده.
الرفيق ايلي حديّد يستحق ان يكتب عنه، وان تُنشر سيرته ومسيرته.
الى هذا ندعو الامناء والرفقاء الذين عرفوه الى ان يكتبوا عن الرفيق حديّد، فيتعرف الحزب على احد الرفقاء الذين تميّزوا في التزامهم، وادائهم القومي الاجتماعي..
*
الرفيق أنطون أبو ديب
في ستينات القرن الماضي ربطتني علاقة قوية جداً بالرفقاء الأعزاء الياس عوض، محمود شبارو(1)، وانطون أبو ديب. وثلاثتهم كانوا موظفين في شركة طيران الشرق الأوسط.
الرفيق أنطون كان من بين مجموعة من الرفقاء تهيؤوا للقيام باعمال ثأرية في حال تمّ إعدام مجموعة من قيادي الحزب ما بعد الثورة الانقلابية. بعد ذلك غادر الرفيق أنطون الى استراليا ومنها الى فرنسا وكان في كلا المنطقتين صديقاً حميماً للرفيق الراحل طوني نصر البسكنتاوي(2).
استمر الرفيق أنطون على ايمانه بالحزب وعلى علاقة جيدة بي وبرفقاء زغرتا التي هو منها.
بحزن كبير تلقيت خبر وفاته بتاريخ 27 آذار 2023، كان صادقاً، جريئاً، وفياً.
*
كتب عنه الأمين سماح مهدي كلمة موجزة، التالية:
- ولد الرفيق أنطون في زغرتا، العام 1940.
- انتمى إلى صفوف الحزب السوري القومي الإجتماعي في العام 1963.
- تولى خلال حياته الحزبية العديد من المسؤوليات منها:
- مدير مديرية عين الرمانة
- ناظر العمل والشؤون الإجتماعية وناظر المالية في منفذية المتن الجنوبي، بالإضافة إلى توليه في عمدة العمل والشؤون الإجتماعية متابعة أصحاب مكاتب إستقدام العمال.
الرفيق بو ديب كان له دوره المشهود خلال فترة العمل الحزبي السري التي امتدت بعد الثورة القومية الإجتماعية الثانية. وهو من الذين صمدوا في المتن الجنوبي خلال عدوان تموز 2006، واضعاً مكتبه الخاص بتصرف المنفذية ليكون مكتبها المؤقت خلال تلك الفترة.
كما وضع الرفيق الراحل مكتبه الخاص بتصرف مديرية عين الرمانة التابعة لمنفذية المتن الجنوبي طيلة توليه مسؤولية مدير المديرية.
تميز الرفيق الراحل بانتظامه الحزبي، وانضباطه وثبات إيمانه طيلة فترة انتمائه إلى صفوف النهضة السورية القومية الإجتماعية على امتداد ستين عاما توزعت بين الوطن ومناطق عبر الحدود في أستراليا وفرنسا.
منحه رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي الأمين أسعد حردان في العام 2015 وسام الثبات، وهو وسام يمنح للرفيق الذي مضى على انتمائه 50 عاما.
هوامش:
(1) محمود شبارو: للاطلاع على النبذة المعممة عنه الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية ssnp.info
(2) طوني نصر بسكنتاوي: كما آنفاً.
*
المواطن الصديق سايد كعدو
ولد سايد حافظ كعدو في زغرتا عام 1948 وتدرج في مدارسها قبل أنتقاله مع أهله الى بيروت، حيث نال إجازة في علم الإجتماع من الجامعة اللبنانية، ليتوجه بعد ذلك إلى الإتحاد السوفياتي متخصصاً في السينما الوثائقية.
عمل سايد مع "مؤسسة السينما الفلسطينية" في تصوير العديد من مشاهد الغزو الصهيوني عام 1982، ثم أنصرف لمتابعة إنتاج أفلام وثائقية ذات طابع ملتزم وعلى نحو إبداعي كان بينها فيلمه الوثائقي عن الرئيس جمال عبد الناصر عنوانه "ارفع رأسك يا اخي" الذي عرض في العديد من الدول العربية.
شكل فيلمه الوثائقي عن "قانا" مادة اتهامية موثقة ضد العدو الصهيوني، فنال جوائز محلية وعربية ودولية، تماماً مثلما كان لفيلمه عن حصار العراق "تقاسيم من بغداد" تأثيره المدوي في المجالات العربية والدولية ونجح في عرضه في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
أخرج كعدو فيلماً وثائقياً عن الأمام الأوزاعي ليطرح نظرة إلى العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين، كما أعد فيلماً خاصاً عن "عدوان تموز 2006" نال عدة جوائز لبنانية وعالمية.
شارك منذ البداية في تأسيس "المنتدى القومي العربي" عام 1982 وتولى مسؤوليات عديدة فيه حتى أنتخب حديثاً عضواً في مجلس أمنائه، كما حاز عضوية "المؤتمر القومي العربي" في أوائل هذا القرن وعضوية "المؤتمر القومي الإسلامي".
تولى كعدو تدريس مادة السينما في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية، في بيروت والشمال، وله حضور واسع في الوسط الثقافي والوطني والقومي.
وفاته
غيبه الموت المخرج السينمائي والتلفزيوني المعروف الصديق سايد كعدو، إثر نوبة قلبية حادة وذلك نهار الاثنين 17 كانون الثاني 2011، وشيع الى مثواه الأخير نهار الثلاثاء 18 كانون الثاني في بلدته زغرتا بحضور حشد غفير من اهالي البلدة، وأصدقائه الكثر الذين توجهوا من بيروت وباقي المناطق للمشاركة في واجب تشييعه.
تقدم الحضور، الأمين العام للمجلس السوري - اللبناني الأعلى الأمين نصري خوري الذي وقف الى جانب عائلة الراحل متقبلاً التعازي.
شارك في المأتم الرئيس السابق للحزب الأمين جبران عريجي، عميد شؤون عبر الحدود الأمين لبيب ناصيف، وعدد كبير من الأمناء والرفقاء.
هذا وكان نعى المخرج السينمائي الراحل الأمين لبيب ناصيف، فور ورود خبر وفاته، ضمن نشرة عمدة شؤون عبر الحدود: "اني وقد عرفت المواطن الصديق سايد جيداً، اشارك أشقاءه نايف، الياس، روميو، وشقيقتيه إيزابيل وإيفا، وعائلاتهم حزنهم العميق على خسارة الصديق سايد، وهو في عز عطائه" كما نعاه كل من المنتدى القومي العربي، و"الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي".
|