إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اجتياز القطوع.. اكتملت «السلة»

روزانا رمّال - البناء

نسخة للطباعة 2017-06-15

إقرأ ايضاً


بين الاتفاق والتوافق اجتاز لبنان قطوع «الهاوية» التي أكدت مصادر وازنة لـ«البناء» أن لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الدور الأبرز في حسم الخلاف الذي كاد يأخذ البلاد إليها والمتمثل باتفاق اللبنانيين على قانون انتخابات جديد يلائم مرحلة التغيير التي تعصف في البلاد أولاً منذ عام 2005 وفي المنطقة ثانياً. نصرالله طلب حسم الجدل الذي طال بين الافرقاء قبل حلول موعد نهاية ولاية مجلس النواب والدخول في الفراغ، واعتبر نصرالله أن ذلك غير «مسموح» على الإطلاق. وكان العمل في الساعات الأخيرة وفق هذا المنطق، منطق حسم المعنيين مسألة أخذ البلاد نحو الفوضى التي يسببها أي تساهل في الفراغ بالسلطة التشريعية.

الاتفاق على قانون للانتخابات ببعده القانوني مفهوم، لكنه أبعد من مسألة التفاهمات والاتفاقات المفترض أنها واقعة ضمن التحالفات الجديدة، وصورة العهد الذي بدأ برئاسة الرئيس ميشال عون يرسل إشارات العمل نحو التغيير، لكن من دون القدرة على تخطّي الأسلاك الشائكة التي تحيط بجميع المصالح العالقة ضمن الأعراف والمحاصاصات، لكن ومع الاتفاق على قانون الانتخابات استطاع لبنان الخروج من القطوع الأكبر الذي كان يهدّد صورة «العهد» والوعد الذي أطلقه الرئيس عون على أنه أولى أولوياته. وهو ما كان قادراً على ضرب الثقة فيه، وفي صميم المعادلة السياسية المبتكرة انسجاماً مع الظروف «المحيطة»، كما بدا منذ اعادة تسمية الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة مقابل انتخاب عون رئيساً للجمهورية. وهو الاتفاق على سلة «منقوصة» في ذلك الوقت، حسب الاعتراض الذي بدا من الرئيس بري. فالسلة بدون الاتفاق على قانون الانتخاب كانت تعني معركة الجهاد الأكبر غير المعروفة نتائجها.

الأكيد أن الجهاد الذي كان منهكاً كشف الخبايا والنيات رغم إنجاز القانون العتيد. وهو الامر الذي يقدم البلاد أمام مرحلة حساسيات من نوع آخر تجعل من التحديات سيدة الموقف حتى موعد الانتخابات في أيار من ربيع العام المقبل. وهو الأمر الذي يضع لبنان على مسرح حسابات الساحة الإقليمية. فمن اليوم حتى ذلك التوقيت أمور كثيرة ستتغيّر وحسابات ستؤثر حكماً على شكل الانتخابات ونتائجها في بعض الدوائر.

القطوع الذي تمّ اجتيازه أنقذ الحكومة بدورها من فشل ذريع. فالرئيس سعد الحريري أعلن في فترة سابقة أنه يعتبر عدم الاتفاق على قانون، وهو أهم بنود عمل الحكومة، يعني نعياً لحكومته. وهذا ما من شأنه التأثير سلباً على فكرة إعادة تسميته رئيساً للحكومة مجدداً. وهو أكثر ما كان يقلق الرئيس الحريري الذي سهل الاتفاق على القانون رغم الحديث عن خسارته بعض المقاعد، لكن الفائدة الأكبر بالنسبة له هي اعادة تزخيم اسمه وتعويم صورته التي كانت قد شوّهتها الأزمة السورية بالدور الذي لعبه تيار المستقبل محلياً وإقليمياً في وقت وجد الحريري في تقبّل حزب الله وحلفائه شراكته في الحكومة بعد كل الذي طال العلاقة بين تيار المستقبل وحزب الله من جهة وبين السعودية وإيران من جهة أخرى «طوق نجاته» الأخير.

القطوع الذي اجتازه اللبنانيون يعني التمديد الثالث لمجلس النواب، لكن ضمن معيار التمديد التقني لا السياسي. وهو الأمر الذي يُسهم في تبريد القوى المدنية التي لها مأخذ على القانون الجديد من دون شك، لكن من دون نفي سحب ذريعة الاعتراض الأكبر في حالة العودة لقانون الستين أو التمديد إلى ما لا نهاية، ما كان قادراً على أخذ البلاد نحو فوضى شارع جديدة يخشى استغلالها خارجياً في توتير الوضع الأمني في لبنان في بلد يحتض لاجئين سوريين بعدد كبير فاقم القدرة على استيعابها مع علم القوى مسبقاً مخاطر استغلال اللجوء في اشتباكات أهلية محتملة.

سياسياً، يأخذ إنجاز الاتفاق نحو أمر أساسي يبدو ان للقوى الدولية الرسالة الكبرى فيه فالمخاوف من عدم التوصل الى قانون انتخاب كانت تعني تدخلاً دولياً في مسار قانون الانتخاب في لبنان، وبالتالي الانتخابات ككل. وهو ما يعني وضع لبنان تحت المجهر وانتظار أي خضة أمنية تعيده كملف عالق ضمن الحسابات الإقليمية وتبعد عنه فرص الحل مع إمكانية فصله عن باقي الملفات ليتبين العكس، فإشارة المباركة والتبريك من السفارات الغربية والإقليمية المتابعة للملف تؤكد أن القرار في الحفاظ على الاستقرار في لبنان نابع من رغبة جامعة تدرك أن الوقت لا يسمع بفتح الساحة اللبنانية التي بدأت تلوح نتائج أي معركة فيها لصالح حزب الله وحلفائه لتبقى المهادنة سيدة الموقف مع الأخذ بعين الاعتبار القرار الدولي في جعل لبنان منصة او بوابة لإعادة إعمار سورية التي يبدو الرئيس سعد الحريري أكثر المتحمّسين لها، على ما قاله منذ أيام في حفل إفطار رمضاني بتأكيده أنه علينا أن نلعب دوراً فاعلاً في إعادة إعمار سورية. فالحرب ستنتهي بنهاية المطاف!

القطوع «مرّ» بسلام مبدئياً لتبقى فترة الانتظار من اليوم حتى ربيع السنة المقبلة فرصة لتماهي القوى السياسية مع المتغيرات المقبلة في المنطقة التي تعد بساحات ساخنة وطاولات مفاوضات حاسمة توضح صورة الانتخابات والتحالفات الأخيرة أكثر، خصوصاً على الساحة السنية، حيث الكباش الخليجي السعودي الإماراتي التركي.. في أوجه!

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024