إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

البوليساريو بعد خلية «العبدلي».. الضغط على إيران أم حلفائها؟

روزانا رمّال - البناء

نسخة للطباعة 2018-05-03

إقرأ ايضاً


في حدث استثنائي تقطع المغرب علاقتها بإيران بعد أن تجمّعت معلومات لدى السلطات المغربية مفادها ان إيران تدعم مباشرة جماعات تهدّد استقرار المغرب كجبهة البوليساريو التي صارت بالـ 24 ساعة الماضية الأكثر لفتاً للأنظار بعد ان كان قد حاز هذا الملف تعتيماً شرق اوسطياً، باعتبار ان اخبار المغرب العربي أبعد ما تكون عن منطقة سورية لبنان العراق، والمنطقة التي تكفيها ملفات لا تعد ولا تحصى ليصبح حزب الله اللبناني فجأة المتهم الأساسي بدعم هذه المجموعة التي يجمع الخبراء على اعتبارها مكتفية بخلفية دعم جزائري لا تجعل من حزب الله او أي جهة أخرى بناء على خبرتها حاجة لتطوير مهاراتها أو قدراتها. هذا عدا عن حجم الدهشة التي أثارها هذا الاتهام او المعلومات بدون أن يعني ذلك عدم الوقوف عند ظروف وخلفيات هذا الاتهام الذي تطلب من الجزائر استدعاء سفير المغرب لاستطلاع الأمر.

علاقة المملكة العربية السعودية الجيدة مع المغرب ليست كافية لتشكل اتهاماً للسلطات المغربية بالتحضير لقطع العلاقات مع إيران، لأن ذلك لم يأتِ كما هو بالشكل المعتاد، فهي المرة الأولى التي تصبح الأمور عكسية فبدلاً من أن تقطع المغرب علاقاتها بإيران بسبب موقف إيراني ما، قطعت علاقتها بسبب منظمة غير إيرانية او بالأحرى حليفة وصارت هذه المنظمة سبباً لقطع العلاقة بدولة وهذه سابقة.

تضحّي المغرب بعلاقاتها بإيران، بل ما لها وما عليها من منافع اقتصادية وسياحية وما شابه وتضحّي بتواصل شعبين ببعضهما بعضاً نتيجة اتهام لمنظمة لبنانية وإذا كان لهذا من دلالة أو توجّه فهي بالتأكيد رسالة متعدّدة الأبعاد موجهة للشعب الإيراني بالدرجة الأولى ومن ثم الى الحكومة الإيرانية التي تواجه تكتلاً إقليمياً رافضاً سياستها على ما يبدو من الساعات الماضية كل ذلك على مقربة من إعادة الالتزام او اللاالتزام بالتوقيع مجدداً على الاتفاق بين الإيرانيين والغرب بما خص الاتفاق النووي.

بالعودة للشعب الإيراني، فإن ما جرى هو رسالة صارخة موجهة للداخل الذي يخاطبه أعداء إيران غالباً بكافة الطرق ويحاول استمالته للشروع بهزّ الاستقرار الداخلي السياسي والأمني. والرسالة تتكفل باظهار الحكومة الإيرانية غير عابئة بمصالح شعبها مع دول الجوار وأن تحالفاتها الخارجية وجعلها اولوية بدلاً عن الساحة المحلية الإيرانية ستجعل من الوضع الاقتصادي شديد الحساسية وسيؤدي الى عزل إيران عن دول الجوار.

بدون أدنى شك، إن مقاطعة إيران بسبب حزب الله وليس العكس هو ضغط على إيران عبر حلفائها، لكنها تشير في مكان آخر الى موقع حزب الله المتقدم في التعاطي معه إقليمياً ودولياً والى موقع حزب الله لدى الدولة الإيرانية. فبدلاً من أن يكون تابعاً صار مؤثراً على سياسة الدولة ولاعباً أساسياً بعلاقاتها، خصوصاً أن المغرب لم تكن تتعاطى مع إيران على اساس انها دولة داعمة للارهاب بل على العكس.

المشكلة اذاً حزب الله وما يجري يلمح الى رفعه الى أعلى درجات الضرر والمتاعب التي تنتج عن التعاطي معه. وبذلك رسالة ايضاً لكل دولة تتعاطى مع حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر. ولا تعني هذه الخطوة ارتجالاً مغربياً خارج عن ارادة الحليف الاهم المملكة العربية السعودية.

خلية العبدلي في الكويت افتتحت الاتهامات ليأتي اليوم دور المغرب وتهمة دعم البوليساريو ما يشير لمشروع يستهدف حزب الله مباشرة. ويؤكد ان تطويقه عربياً هو الهدف المقصود، خصوصاً بعد ان نجح في اكثر من محفل باعتراض لبناني عبر وزارة الخارجية بأن يعترض على تصنيفه منظمة ارهابية. وبإضافة إدانة المغرب له، تضاف الى المشكلة مع الكويت مشكلة مع الرباط والمنامة وسابقاً الدوحة ومن يدري ربما تكرّ السبحة بتهم من هذا القبيل.

يتحضر حزب الله لخوض الانتخابات النيابية بعد ايام، لكن السلسلة التي تصل الحزب بإيران صارت متعددة الأذرع. وعلى مقربة من الاستحقاق النووي الإيراني يصبح الضغط هذا اوضح على الإيرانيين الذي سبقه قصف مراكز عسكرية لهم في سورية بدون رد واضح يُضاف الى ذلك الضغط على إيران عبر حليفها في اليمن «انصار الله» واغتيال صالح الصماد. كل هذا لاستدراجها لردّ قاسٍ يتكفّل بنسف الاتفاق ظاهراً في حين أن المرجو تقويض نفوذها في المنطقة وكسر هالتها للتفاوض بشروط أدنى، خصوصاً أن الموقف الاميركي يزداد حرجاً مع حلفاء لا يقلون اهمية واستراتيجية عن بعضهما البعض «إسرائيل» التي تمثل الحاضر والمستقبل بالشرق الاوسط بالعين الاميركية والسعودية التي تمثل الحليف الذي صار شريكاً «ممولاً» لمشاريع الولايات المتحدة الاميركية في المنطقة كافة.

إيران تتعرض لضغوط عبر الضغط على حلفائها، خطوة تعني أيضاً جس نبض حلفائها ومدى التنسيق والتعاطي المباشر مع ملفات بهذا الحجم. فاذا انزلق احد الأطراف لردود فعل عكسية يمكن للأمور أن تذهب الى ما لا تحمد عقباه. وبالتالي فإن الضغط على كافة الاطراف في الحلف مطلوب من أجل هز الاستقرار وبث القلق فيه.

تكشف المغرب اليوم بهذا الإعلان عن خطط جديدة للضغط على إيران وحلفائها في المنطقة من اجل تقديم تنازلات في اعلان استهداف كل من له علاقة بها، لكن هذا ليس جديداً بالنسبة للإيرانيين ولا بالنسبة لحزب الله، حسب مصدر متابع لـ «البناء». فـ»الحزب اعتاد على مثل هذه الاتهامات بدءاً من المحكمة الدولية وصولاً الى خلية العبدلي في الكويت واليوم تهمة التعاون مع البوليساريو. الأمر الذي لن يغيّر في أجندته الكثير».

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024