إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الـفـصـل الأخـيـر ، داعش في العراق والشام والسقوط الكبير .!.

محمد ح. الحاج

نسخة للطباعة 2017-08-15

إقرأ ايضاً


تعيش داعش اليوم مرحلة الشتات والتمزق فقد اخترقتها القوات العسكرية والوحدات الداعمة لها في أغلب المناطق ، ( في أوسع عملية تمزيق وتطويق ) وهكذا تهيم وحداتها ومن بقي من فلول عناصرها على وجوههم في صحراء قاحلة مكشوفة ، ربما ينتظرون المدد من المشغل الأمريكي أو وكيله التركي ، لتوفير الممر الآمن إلى مهرب أو ملجأ ... ولا مفر .

يعود الجيش الوطني ليسيطر على الحدود ، من التنف باتجاه الشمال حتى القائم لقطع طرق الامداد وإغلاق المعابر - وقد تبقى الأجواء قابلة لتسلل حوامات العم سام فتلقي لهم الذخائر والمؤن على فترات حين تكون الفرصة سانحة ، على الحدود مع الأردن تنتشر الوحدات العسكرية النظامية ومعها الوحدات الداعمة من نسور الزوبعة فتستعيد المخافر والمحاور وتقطع طرق التسلل والعبور لإمداد العملاء وقد كان يقال فيالق دربها الأمريكي والاردني لإسقاط النظام والسيطرة على مقدرات الدولة السورية ، وكان لكلمة فيالق وقعها على الأسماع وما هم إلا مجموعات من المرتزقة والعملاء أغلبهم تم التغرير بهم وعند اكتشافهم بعض الحقيقة وسقوط القناع ألقوا للمشغل بأسلحتهم وتفرقوا وبعضهم استسلم للجيش ، هكذا تتساقط أوراق الأمريكي ويبقى رهانه على داعش في إطالة الصراع .

نجح الجيش في تحرير السخنة وهي النقطة الاستراتيجية الحاكمة على طريق تدمر - دير الزور الدولي ، بل هي البوابة الرئيسة لتحرير ريف دير الزور الجنوبي وفك الحصار عن الصامدين فيها منذ سنوات ، الذين قصفتهم أمريكا جهارا ، وخداعا ، وقالت بالخطأ ، لكن حتى ذاك الخطأ لم يوفر لداعش المدخل للسيطرة على الدير ولا الوصول إلى حاميتها في المطار ، فلول داعش من السخنة ، بعضها هام في مرتفعات غرب وشمال السخنة ، وقليل منها اتجه إلى الدير ليلاقي مصيره مع القادمين من هناك للنجدة فكانت نيران الطيران لهم بالمرصاد ، كما قطعت وحدات الانزال الجوي الطريق باتجاه الرقة بعد أن قطعت الطريق الدولي بين الرقة والدير ، تتسع السيطرة العسكرية على مبدأ دوائر سطح البحيرة ، لينحسر تواجد العصابات وتذر الفوضى قرنها بين الصفوف ، والكل يعلم أن أهم الجيوش في العالم تصاب بالارتباك إن هي تعرضت للتطويق ، فكيف والحال هنا خروق واسعة في كل المحاور وقطع لطرق الامداد والتواصل بين الوحدات وقياداتها وتدمير غرف عملياتها واتصالاتها .

في الريف الشرقي المتداخل لمحافظتي حمص وحماة تتلقى شراذم داعش ضربات قاصمة برا وجوا بعد قطع شريان امدادها من ريف جنوب غرب الرقة ، وهذا الريف المتداخل يمتد من شرق وجنوب شرق سلمية وصولا إلى جبال غرب تدمر ( العمور ) وشمالا إلى جبل البلعاس ووادي العذيب واثريا وحتى الرصافة ، ولقد تآكلت هذه المساحات بعد أن خرقتها الوحدات العسكرية والقوى الرديفة في أكثر من موقع وهكذا تنهار المعنويات وتتشتت القوى ويبدأ بحث العديد منها عن مخارج لا تجد إليها سبيلا بعد فقدانها الاتصال والتوجيه فأصبحت على غير هدى وقتالها بلا أي هدف أو جدوى سوى الدفاع عن النفس أو ملاقاة المصير المحتوم ، وقد وقع الكثير من هؤلاء أسرى بيد القوات العسكرية السورية والرديفة .

لا شك أن الانتصارات اتي يحققها الجيش السوري في كل المناطق تؤكد وترسخ مفهوم الانتصار الحتمي للجيش والقوى الحليفة ، وتنظر لها الدول الداعمة بعدم الرضى ، بل هي تشعر بالخيبة المريرة لهذه النهاية التي خالفت كل التوقعات وهدمت كل المخططات ، ويبدو أن الانكسارات في صفوف هؤلاء لا تقف عند حدود ، من انفراط عقد المجالس والهيئات واللجان إلى خيبة القيادات ، وصولا إلى الاقرار الخجول بالفشل وأن الأسد باق وكل من نادى بذهابه ، إما ذهب إلى غير رجعة أو انزوى في زاوية النسيان أو هو على أبواب السقوط ملتحقا بمن سبقه ولقد أجمعت التوقعات والتحليلات أن نهاية العام الحالي 2017 سوف تسدل الستارة على الفصل الأخير من مهزلة العدوان بتحرير دير الزور ونهاية داعش ومعها تخرج القوى المتحالفة ( الأمريكية ) وينفرط عقد أدواتها ليفرض الجيش السوري سلطته وصولا إلى أبعد نقطة كان فيها .

المرحلة الثانية من خطة الجيش لتحرير دير الزور بعد نجاح المرحلة الأولى يتعلق عمليا بالتنسيق على جانبي الحدود لاكتمال فكي الكماشة حيث يقوم الجيش العراقي والحشد الشعبي بالتحضير والتجهيز وأخذ المواقع للانطلاق بانتظار قرار القائد العام ، في هذه الأثناء يستكمل الجيش السوري تموضعه في النقاط الاستراتيجية الحاكمة التي تؤدي إلى محيط دير الزور ، وسيكون القرار ببدء المرحلة الثانية مع انطلاقة الجيش العراقي لمنع القوى الداعشية من التركيز على جبهة بعينها ، بل ستكون تلك القوى في غاية التشتت مع تعدد الجبهات على طول الباديتين الشامية والعراقية وفي هذا الخضم لن يكون بمقدور المستثمر الأمريكي تقديم الدعم للقوى التي يراهن عليها ، وهو الذي وصل حد القناعة بنهاية الرحلة .

تحرير دير الزور سيفرض نفسه ، وستكون نتائجه شاملة الأرض السورية خصوصا في الجزيرة وصولا إلى أقصى الشمال – الحدود مع الأرض التي تحتلها تركيا في ديار بكر وماردين ، وشرقا إلى الحدود العراقية وسوف ينفرط عقد القوى التي تستظل الجناح الأمريكي لأنه سيخرج بآلياته الثقيلة التي لا يرغب أن تقع بيد الجيش السوري وحلفائه ، عندها لا يجد الأكراد فرصة لأكثر من الندم ونبذ القيادات المتآمرة والعودة كغيرهم إلى حضن الوطن ، بل والاستماع إلى أصوات العقلاء من الأكراد وهم غالبية بطبيعة الحال ومطالبهم معروفة وقابلة للتحقيق بيسر وسهولة .

بالتأكيد يقول قائل ، وقد سألني أحدهم : وماذا عن ادلب بعد هذا الحشد من العصابات المسلحة ومن كل المسميات ، وأقول لن تحرق الدولة ادلب بمن فيها ( كما يقال ) بل يكفي تطويقها وتضييق الخناق فلا يكون تهريب لوقود أو ذخائر أو مؤونة لهذه العصابات ، حرب أعصاب وميديا فاعلة ، وأرى من وجهة نظر قد يعتبرها البعض " نوعا من السخرية " أن أمام هؤلاء وهم منتشرون إلى أواسط ولاية غازي عنتاب ، أن يلتفتوا للسيطرة على هذه الولاية والتسرب إلى لواء الاسكندرون ليكون لهم عمق جغرافي يستطيعون الدفاع من خلاله عن أنفسهم والنتيجة ، إما صدام مع الداعم التركي وتكون براقش قد جنت على نفسها ويتذوق الأتراك وجبة دسمة مما طبخوه ، أو تصرخ تركيا طالبة تدخل دولي لإعادة الأمور إلى نصابها ما قبل 2011 وهنا علينا الوقوف عند المطالبة بالعودة إلى العام 1936 يوم كان السنجق محافظة سورية ، وأن من حق السوريين أن يعودوا إليه فهو جزء من أرض الأمة لعب التواطؤ والتآمر الفرنسي البريطاني دورا قذرا في التنازل عنه للتركي مقابل كسبه إلى جانبهم في الحرب الكونية الثانية وما زالت القضية معلقة في أدراج الأمم المنتصرة .. والتي نأمل أن تصبح الأمم المندحرة .

ادلب وتحريرها لن يكون معضلة بالمطلق أمام الجيش الذي تمرس في عمليات التحرير ومعه القوات الرديفة التي تضاهي أفضل وحدات الكوماندوس العالمية ، ويكفي حصار ادلب لبضعة أشهر وضرب مخازن السلاح والذخيرة لهذه العصابات ولو بطرق التسلل والعمليات الاستخبارية الناجحة وانتظار نتائج صراعات دموية تقوم بينهم لتعلو بعدها أصوات الغالبية مطالبة بالأمن ودخول الجيش وعودة الدولة وسيكون الخيار الوحيد أمام قادة جبهة العهرة – القاعدة الانسحاب عبر تركيا إلى أفغانستان أو باكستان والعودة من حيث أتوا أو الاستسلام وانتظار حكم القضاء فيهم .

إنهاء داعش اللبناني في جرود بعلبك والقاع ، تجربة ستكون ناجحة وعملية تدريبية للجيش اللبناني إذا ما تم التنسيق مع الجيش السوري والمقاومة اللبنانية ( نسور الزوبعة من الداخل ، وحزب الله من الجرود الشرقية ) ، ومؤكد أن الدعم الجوي السوري سيكون له الكلمة الفصل ، داعش اللبناني هيكل أعطاه بعض اللبنانيين أكبر من حجمه بكثير وهم من راهن عليه خدمة للعدو ، وكانت مهام داعش هذا التعرض لخطوط المقاومة اللبنانية وإلحاق الأذى بجمهورها وبيئتها الحاضنة متناسين أن هؤلاء لبنانيون وطنيون ، بل أكثر وطنية منهم لكنها وكما يقال ... الجكارة ... دفعتهم لتبليل سراويلهم ... نكاية بالطهارة .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024