إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق المميز شاكر ايوب

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2017-11-21

إقرأ ايضاً


هناك اناس تنساهم قبل رحيلهم، فيما هناك من يستمر في اعماقك ولو رحل منذ سنوات.

من هؤلاء رفيق مميز عرفته طالباً في ثانوية الارز في عالية(1) ثم طالباً جامعياً فمهندساً، وصاحب مؤسسة ناجحة في الولايات المتحدة: شاكر ايوب.

في ثانوية الارز كان، والرفيقة امل صباح(2)، مسؤولان عن العمل الحزبي في الفترة 1966 ــ 1968 على ما اذكر حين كنت رئيساً لمكتب الطلبة في تلك الفترة. عن ثانوية الارز النموذجية كنت كتبت واقترح لمن يرغب، ان يدخل الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

كان الرفيق شاكر مميزاً بذكائه، بالتزامه الصادق، بسويته العقائدية والمناقبية. كان يحكي بالحزب عبر تعاطيه وتصرفاته، وسلوكه. كان يجسّد قول سعاده انه اذا سار قومي اجتماعي، عرف الناس ان قومياً اجتماعياً يسير.

وكانت علاقتي به وطيدة، راسخة بالمودة والثقة، التقيه كلما زرت ثانوية الارز لغرض حزبي، وفي بيروت اذ يهبط الى العاصمة، وكثيراً في منزلنا.

عندما غادر الرفيق شاكر كنت انتقلت مع بدايات السبعينات الى مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود، فأمكنني التواصل معه، وكلما زار الوطن، التقينا.

اذكر انه اول من روى لي عن الاب الرفيق حنا اسطفان المقيم معه في مدينة "غراند رابيدس" في ولاية مشيغان، وعندما غادر الرفيق بسام مخول(3) الى مدينة لانسينغ Lansing في ولاية مشيغان وكان على معرفة سابقة بالرفيق شاكر، تواصلا مع بعضهما البعض، وتواصلتُ معهما وكنت انقل ذلك باستمرار الى مديرية ديترويت من اجل الاهتمام.

الرفيق شاكر ايوب كان مرشحاً لتولي مسؤوليات رفيعة في الحزب فيما لو بقي في الوطن، الا انه، وقد غادر وتخصص وأسس اعمالاً، نجح كثيراً وتفوّق.

في تاريخنا يحتل الرفيق شاكر ايوب موقعه الحلو في كل من مرجعيون، حيث ترعرع وشبّ، في ثانوية الارز النموذجية، وفي ولاية مشيغان، ولاني عرفته جيداً انحني امام ذكراه وأذرف دمعة حزن. لقد رحل باكراً جداً، وكان يعد بالكثير.

*

بتاريخ 2 حزيران 2007 اوردت ضمن نشرة عمدة عبر الحدود وتحت عنوان "نتذكر باعتزاز" الكلمة التالية عن الرفيق شاكر ايوب. قبل ذلك كنت نشرتها في العدد شباط 2002 من نشرة عمدة الاذاعة.

" الرفقاء الذين نشطوا حزبيا في اواخر الستينات، في مرجعيون، في ضهور الشوير وفي ثانوية الارز في عاليه، يعرفون ذلك الشاب المتقد نشاطا وحيوية، المشع اخلاقية وقدوة وايمانا بالحزب، الجريء، الممتلك حجة ومنطقاً، العميق في وعيه العقائدي، والذي احبه واحترمه كل من تعاطى معه وعمل حزبياً وحياتياً، هذا الرفيق، شاكر ايوب، وافته المنية في مشيغان ( الولايات المتحدة الاميركية ) بتاريخ 13/1/2002 وهو في اوج شبابه بعد عناء مع المرض العضال.

ولد الرفيق شاكر نقولا ايوب في جديدة مرجعيون عام 1948، وبعد ان درس في كلية مرجعيون الوطنية(4) انتقل الى ضهور الشوير حيث انتمى الى الحزب، ثم في العام الدراسي 1967 – 1968 التحق بثانوية الارز حيث كان له نشاطه الحزبي مع الرفيقة امل صباح، وعدد جيد من المواطنين المقبلين على النهضة .

في ايلول عام 1970 غادر الرفيق شاكر الى الولايات المتحدة الاميركية ليتابع دراسته الجامعية، وفي الوقت نفسه راح يعمل في وظيفتين، واكثر احياناً، ليؤمن مصاريف اقامته ودراسته، الى ان امكنه الحصول بتفوق على شهادة الهندسة الميكانيكية .

بعد ان تنقل في اكثر من شركة، اسس الرفيق شاكر عام 1990 شركته الخاصة Vital Concepts Inc التي من اعمالها انها صممت وصنّعت 65 نوعاً من القطع والآلات التي تستعمل في العمليات الجراحية في المستشفيات، وأشهرها مضخة مزدوجة العمل، تستعمل في العمليات الجراحية التي تجري بواسطة المنظار، وقد لاقت هذه المضخة نجاحاً كبيراً في الولايات المتحدة وأوروبا، بعد ان تمّ تسجيلها ببراءة اختراع.

امتدت اعمال شركة الرفيق ايوب خارج الولايات المتحدة واوروبا، ووصلت الى عمان ودمشق حيث كان لها وكلاؤها، وكان يسعى في العام 2001 لتأسيس وكالة للشركة في بيروت، خاصة اذا علمنا ان علاقته بالوطن لم تنقطع، وكان دائم التردد اليه لزيارة اهله ورفقائه .

والى جانب اعماله الناجحة لم يغفل الرفيق شاكر ايوب واجب التصدي الاعلامي والثقافي للصهيونية، حيث امكنه ذلك وفي كل ميدان خاضه، وقد الف كتاباً بالانكليزية يفند فيه اضاليل الصهاينة ويفضح اعمالهم ودسائسهم وكان مزمعاً ان يدفعه للطبع.

اقترن الرفيق شاكر من السيدة نورا ايوب (متحدرة من اصل لبناني، من راشيا الوادي)، وانجب منها ولدين: نقولا، ويوسف.

تقول زوجته في رسالة لها الى ابن شقيقته، مكرم، ان الرفيق شاكر لم يتوقف يوماً عن تطوير الآلات التي صمم وهندس معتبراً ان عمله هذا يصب في خدمة الانسان، كما ان مبادئه القومية الاجتماعية كانت ترافقه في كل اعماله، ان في بيته، حيث كان اباً وزوجاً صالحاً، او في تعاطيه مع محيطه.

هوامش:

(1) ثانوية الارز النموذجية: لصاحبها ومديرها الرفيق انيس ابو رافع. للاطلاع على ما نشرته عنها الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info

(2) امل صباح: رفيقة مناضلة من النبطية، مجازة جامعية ومدرّسة ثانوية، خسرت مؤخراً شقيقتها الرفيقة هالة التي عرفت النضال الحزبي الى جانب زوجها الرفيق مخول العدس ومعه بنت عائلة قومية اجتماعية تميّزت بنضالها وبحضورها القومي الاجتماعي.

(3) بسام مخول: من بلدة "دير ميماس"، نشط حزبياً في لبنان، وبعد ان انهى دراسته في جامعة هايكازيان بسنوات غادر الى مدينة Lansing حيث يقيم العديد من ابناء بلدته، وما زال مقيماً فيها.

(4) كلية مرجعيون الوطنية اذ نذكرها، لا بد ان نذكر بتقدير كبير كلا من المربي القدير لبيب غلمية، والمربي القدير الآخر، الذي تولى ادارة الكلية بعد رحيل الاستاذ غلمية وحقق مثله نجاحاً باهراً وحضوراً متقدماً، موريس الدبغي. نقترح مراجعة قسم :من تاريخنا" على الموقع المذكور آنفاً للاطلاع على ما نشرت عنه بعيد رحيله.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024