إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق الدكتور ادمون شويري المميّـز طبياً، وأول قومي اجتماعي ينتمي من ابناء بلدة الحَدث (بيروت)

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2017-12-13

إقرأ ايضاً


عندما تؤرخ الجامعة الاميركية للاطباء الذين تخرّجوا فتبؤوا مراكز متقدمة و او تميّزوا في المهنة الانسانية، يبرز اسم الرفيق الدكتور ادمون شويري واحداً من هؤلاء.

وعندما نحكي عن الحزب في بلدة الحدث نقول ان الرفيق ادمون شويري هو اول من انتمى، وكان له دور اساس في بناء الحضور القومي الاجتماعي في بلدة عرفت الحزب منذ ثلاثينات القرن الماضي وانتمى رفقاء من مختلف عائلاتها: نصرالله، شويري، الحاج، برباري، وبرز منهم كثيرون في مسؤوليات حزبية، مركزية ومحلية، وكان لهم حضورهم النضالي.

عن "الحدث" كنا نشرنا لمحة عن بدايات العمل الحزبي فيها، على ان ننشر لاحقاً المزيد استناداً الى ما سيصلنا من رفقاء رافقوا العمل الحزبي فيها، او يملكون المعلومات المفيدة عنه.

*

عن الرفيق الدكتور ادمون شويري الذي كنا نشرنا عن وفاته بتاريخ 13/02/2017، نورد ما تمكنا من جمعه من معلومات كانت وردت في ادبيات الحزب.

تحدث الامين ابراهيم يموت في اكثر من مكان في مجلده "الحصاد المر" عن الرفيق د. ادمون، هذا ما أمكننا تسجيله.

ص.57: " أخبرني رفيقي ادمون شويري ـــ الطبيب فيما بعد ــــ بسفر سعاده الى المهاجر خلال ايلول"

ص.72: " كثير من زملاء الدراسة كانوا يعانون مثلي من الوضع المادي. أذكر ان صديقي أدمون شويري، الدكتور فيما بعد ورئيس دائرة الطب الداخلي في مستشفى الجامعة الاميركية، كان يعاني من قلّة المال. اضطر الى العمل بصورة دائمة في مرصد الجامعة الاميركية، واُفرغت له غرفة هناك يداوم فيها، وسبقه في ذلك العمل، وفي المعاناة، الدكتور عبدالله سعاده، أحد قادة الحزب فيما بعد".

ص.79: " في تلك الفترة تجنبتُ النوم في البيت خوفاً من الاعتقال. نمت بضع ليالي على ظهر برج ساعة الجامعة الاميركية بناءً على نصيحة أدمون شويري، الذي كان ينام هو ايضاً هناك. فقد كان مسؤولاً عن مرصد الجامعة وعن ضبط الساعة الذي كان يعتمد على حسابات المرصد. كان الطقس حاراً والنوم على سطح "الساعة" في الهواء الطلق مريحاً. اضطررنا الى تحمل دقات الساعة القويّة والمتوالية، وشعرت براحة البال وأنا بعيد عن رقابة رجال الامن، وان كنت أحسّ في قرارة نفسي بأنني على طريق الاعتقال.

" ألتقيتُ بأدمون خلال عام 1989، اي بعد حوالي نصف قرن، وكان رئيساً لقسم الطب الداخلي في مستشفى الجامعة الاميركية، وأعدنا ذكرى تلك الايام الحرجة. كان أدمون في حالة قرف من وضع البلاد، وقد فقد الامل في أيّ اصلاح للوضع السياسي والاجتماعي بعد حرب لبنان التي مرّ عليها خمسة عشر عاماً. قال لي انه كان يطمح في أن يقضي سنيّ تقاعده في بيت قروي بسيط، تحيط به عريشة، كما كان بيته في الحدث، وينصرف خلالها الى المطالعة وسماع الموسيقى بعيداً عن تعقيدات المدنية. أما الآن وقد أصبحت البلاد أشبه بغابة كثرت فيها الوحوش البشرية، وهو تجاوز سن التقاعد، فقد أخذ يشعر بأن ارتباطه بالبلاد والارض بدأ يضعف إن لم يُـفقد تماماً.

" في اوائل 1990 سافر ادمون مع زوجته وولده الى أميركا حيث فكّر ان يقضي بقية حياته هناك، يقتلع نفسه كغيره من جذوره ويختار أرضاً نائية ليمدّ في تربتها جذوراً جديدة. ولكنّ نداء الوطن كان أقوى فعاد إليه. الهجرة مأساة تتكرر كل يوم، ونزفٌ بشريّ مستمر خلّفته هذه الحرب. لم يعد كثير من المواطنين أحراراً في أمة حرّة، ويبدو لهم ان لا أمل في أن يستعيدوا حرّياتهم وحرّية وطنهم، فحاولوا ان يتنسّـموا حرّيات الأمم الاخرى، وإن لحقهم بعضُ العار".

ص. 90: " عدت الى متابعة الاتصالات الحزبية في بيروت من أجل إعادة تنظيم العمل الحزبي فيها. استُدعيت مع غيري من المسؤولين السابقين الى بيت نعمة تابت، حيث توالت الاجتماعات الهادفة الى تنظيم أجهزة الحزب، والعمل على انتظام القوميين في مديرياتهم. في غيابي تألفت لجنة في منفذية بيروت من فؤاد ابو عجرم وأديب قدورة ــــ الصيدليّان ــــ وشفيق نقاش وإدمون شويري ومحيي الدين سنّو وغيرهم، أنيط بها الاشراف على العمل الحزبي. بعد خروجنا من السجن انكببنا على اللوائح الحزبية فنظّمناها وعملنا على تجميع من تبعثر من القوميين، وتأليف الهيئات المسؤولة.

" كانت اجتماعاتنا تُعقد تحت قصف القنابل واصوات المدافع المضادة. وكنّا كثيراً ما نصعد الى السطح لنراقب بالعين المجردة، او بالمنظار، تحركات السفن البريطانية في عرض البحر. صدر تعيين زكريا اللبابيدي منفذاً عاما لبيروت، وتعييني ناموساً للمنفذية، وشفيق النقاش ـــــ الاستاذ في مدرسة المقاصد في بيروت ــــــ ناظراً للاذاعة، وإدمون شويري ـــــ الطبيب لاحقاً ــــــ ناظراً للمالية، وفكتور أسعد حنّا ناظراً للميليشيا. كنّا كخلية النحل، نعمل ليل نهار، ونجدُ حولنا كبار المسؤولين في حركة دائمة: نعمة تابت، جورج عبد المسيح، أنيس فاخوري، أسد الاشقر، فؤاد أبو عجرم، عبدالله سعادة، جبران جريج، كلودا تابت وغيرهم كثيرون. كان نعمة تابت يترأس جلسات هيأة المنفذية ومجلس المديرين، ويشرف مباشرة على كل ما شرد وما ورد ".

*

من جهته يفيد الامين اديب قدورة، في الصفحة 54 من كتابه "حقائق ووقائع" انه " اثناء زيارته لسعاده في معتصمه في "ضهور الشوير" عام 1947 (اي بعد عودة الزعيم في 2 آذار من مغتربه القسري) كان الخفير المناوب على باب الزعيم هو الدكتور ادمون شويري ".

*

وزعت الجامعة الاميركية بتاريخ 26 كانون الثاني 2017، عندما تبلّغت خبر وفاة الرفيق الدكتور ادمون شويري في الولايات المتحدة، المعلومات التالية بتوقيع الدكتورين فؤاد زاده، وكمال بدر:

مع غصّة وألم كبير ننعي خسارة الدكتور ادمون شويري، بروفسور في كلية الطب في الجامعة الاميركية والرئيس السابق عن قسم الطب الباطني.

 توفي الدكتور في الولايات المتحدة وسط عائلته في كانون الثاني 2017 عن عمر يناهز الـخمسة وتسعين عاماً.

 أقيمت مراسم الدفن في منطقة درهام Derham شمالي كاليفورنيا.

 كان الدكتور شويري تابعاً للجامعة الاميركية وخبيراً في علم امراض الكلى، من الدكاترة الاكثر كفاءة بالتعليم، قدوة لاجيال عدة من الاطباء، اكثرهم اصبحوا مدراء في مجالاتهم واختصاصاتهم.

 بالمختصر الدكتور شويري كان انساناً من عمالقة الاعمدة الرئيسية ليس فقط في الجامعة الاميركية وحسب ولكن في المستشفى (المركزي الطبي AUBMC) وتحديداً في قسمه ومجاله الخاص.

 تأثيره وميراثه هائل وابداعه رسخ في تلاميذه المنتشرين حول العالم.

 ادمون شويري من مواليد 1922، الحدث – جبل لبنان. تخرّج بشهادة البكالوريوس B.A. سنة 1942 و شهادة الطب في العام 1946.

 انهى تدريبه في اختصاص الكلى و الجراحة (1948-1949) وسافر من بعدها الى الولايات المتحدة الاميركية لإكمال دراسته في مجاله المحدد في جامعة "يال Yale" عام (1949-1950).

 عاد الى الجامعة الاميركية سنة 1950 كمبتدئ في هيئة التدريس وخلالها انهى اختصاصه في التدريب في مستشفى Peter Bent Brigham Hospital في جامعة هارفرد في بوسطن (1955-1956).

 منح ترقية من الجامعة الاميركية لاستاذ مشارك في الطب عام 1959 ومنها الى بروفسور عام 1964.

 نسب إليه اول عملية غسيل كلى في لبنان مع فريقه في الجامعة الاميركية سنة 1960.

 شغل منصب رئيس قسم الطب الباطني بنجاح في ادق مرحلتين خلال الحرب على لبنان (1987-1990)

 نسب إليه في 1992 لقب استاذ فخري على الرغم من استمراره بممارسة مهنة التدريس في مجلس الاستعراض المؤسسي (IRB) سنة 1994 في الجامعة الاميركية .

 الدكتور شويري كان عضو في اكثر من جمعية مهنية، منها: Alpha Omega Alpha و Sigma XI، عضو في النظام اللبناني للارز برتبة ضابط، وهيئة St. Marc برتبة الضابط الكبير، حائز على شهادة "الميدالية الذهبية" من نادي الخريجين للعلوم الطبية في الجامعة الاميركية (Medical Alumni AUB) عام 1993، ومؤخراً عام 2013 حاز على جائزة الـMerit لتكريس حياته للتدريس في كلية الطب.

 كرّم في ذكرى لا تنسى لفناء حياته المهنية الغنية سنة 1995، عندما كرّم 20 طبيباً لبنانياً اميركياً في سان دييغو San Diego خلال الاحتفال السنوي للجمعية الاميركية لطب الكلى لتقديم التحية "للمعلم العظيم".

 في 2016، قدمت له التحية من الجمعية اللبنانية لطب الكلى وارتفاع ضغط الدم الذي كان من مؤسسيها في 1973 خلال حفل افتتاح الندوة المخصصة للاضاءة على انجازاته في التعليم والرعاية في الجامعة الاميركية ولوطنه.

مهاراته في التدريس، روحه العالية، اخلاصه وانصرافه للتعليم ستبقى خالدة في ذاكرتنا .

اننا في الجامعة الاميركية وخصوصاً قسم طب الكلى وارتفاع ضغط الدم التي اسسها، قسم الطب الباطني والمركز الطبي نعلن اننا فقدنا كادراً من المع الاطباء في تاريخ هذه المؤسسة.

عائلة الدكتور شويري، زوجته Irene وابنه ادمون خالدون في ذاكرتنا، وصلواتنا لهم خلال هذه المرحلة العصيبة .

لروحه السلام .

*

شهدت عائلة شويري انتماء عدد جيد من ابنائها الى الحزب، وكان للبعض منهم مسؤولياته ونضاله الحزبي المستمر، اذكر منهم الرفقاء عادل، نديم (صاحب مؤسسة الكفاءات)، فخري، عماد وهشام. كذلك بالنسبة لعدد من عائلات الحدث، منها: الحاج، نصرالله، برباري، ابو خليل،..

تلك "الحدث" تستأهل ان يُـكتب تاريخها، الى ذلك تابعنا ونأمل ان يهتم رفقاء منها لانجاز ما امكن من تاريخ العمل الحزبي في بلدة عرفت الحزب منذ اوائل سنوات التأسيس، وتردد إليها سعاده، وأقام كثيراً في منزل صديق الحزب اسكندر نصرالله، والد الرفيق الراحل رجا والامينة هيام نصرالله محسن.

*

معلومات لم تكتمل

- اسم الوالد: اسكندر شويري

- الوالدة: جوليا

- الاشقاء: توفيق، فؤاد، نجلا (عقيلة الرفيق راغب حداد)، ادما

- الزوجة: ايرين

*

نأمل ممن عرف الرفيق الدكتور ادمون شويري، او عرف عنه ان يكتب الى لجنة تاريخ الحزب



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024