إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق الاب ميشال خوري واول آذار في غويانيا

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2018-01-02

إقرأ ايضاً


من المدن البرازيلية التي احتلّ الحزب فيها مكاناً مرموقاً، وكان تسنى لي زيارتها اكثر من مرة، ولي مع الرفقاء فيهاالكثير من اواصر المودة، اذكر بتقدير، لنشاط الرفقاء ولدورهم الجيد في الجالية، مدينة غويانيا ومديرية الحزب فيها التي تحوّلت مع الاسف الى مفوضية، واليوم لم يعد عدد الرفقاء الباقين احياء يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة.

عن الرفقاء في "غويانيا" كنت كتبت، او اشرت في النبذة المعممة بعنوان "غويانيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي" عن الاب ابراهيم حنا الخوري وعن الرفقاء حسن ابو صالحة ، فرج كريشة، بدرة خوري الشيخ، وديع القاضي، عزالدين العسل، والاب ميشال خوري.

اثناء مراجعتي لاعداد من مجلة "الرابطة"(1) اطلعت في عدد ايار 1975 على ما نشرته عن "حفلة ارساء الحجر الاساسي لصالون الجالية" وفيه عن دور الاب الرفيق ميشال خوري في هذا المجال.

للمزيد من فائدة الاطلاع على سيرة الرفيق الاب ميشال خوري، نورد مجدداً ما سبق ان نشرت عنه بتاريخ 19/04/2005(2) وننشر ايضاً ما جاء في عدد "الرابطة" المذكور آنفاً.

الرفيق الأب ميشال خوري

انتقل الرفيق ميشال من مدينة إنطاكية، إلى حلب بعد سلخ لواء الاسكندرون، فتولى فيها مسؤوليات محلية، منها مسؤولية ناموس المنفذية، ثم غادر الوطن إلى البرازيل في أواسط الخمسينات واستقر في مدينة غويانيا، بعد أن سلك طريق الكهنوت دون أن يتخلى عن عضويته في الحزب وعن إيمانه القومي الاجتماعي .

عرف الرفيق الأب ميشال بالحيوية الدافقة، بالصدق والاستقامة، وكان جسر محبة بين كافة الطوائف والمذاهب في غويانيا ومحيطها، فكان بحق مرجعاً لجميع المغتربين في المدينة مما أهّله لتولي مهام نائب القنصل اللبناني الفخري فيها، الدكتور ادواردو الراسي .

من مآثره أنه أسس مدرسة في غويانيا تحوّلت بفضل متابعته واهتمامه، كما مؤازرة أبناء الجالية له، إلى كليّة ثانوية، من موادها الأساسية تدريس اللغة العربية .

استمر الرفيق ميشال قومياً اجتماعياً ناشطاً، ولم تكن هويته الحزبية خافية على أبناء الجالية في غويانيا، بل الجميع يعرفون ذلك، أما مواعظه في الكنيسة فكانت كلها تأخذ المنحى الوطني والتربوي .

لا أذكر أني قمت بزيارة حزبية إلى غويانيا إلا وكان الرفيق الأب ميشال من أوائل الرفقاء الملبيّن، ومن أكثرهم اهتماماً بالحزب ومساهماً في ما يؤدي إلى نمو العمل القومي الاجتماعي في المدينة، كما أن حضوره العام المميّز في غويانيا كان عاملاً إيجابياً لنشاط الحزب فيها، إلى جانب الحضور الجيّد الذي أرساه الأمين إبراهيم حنا خوري ورفقاء عديدون.

جدير بالذكر أن الرفيق الأب ميشال تمكن بفضل حيويته وذكائه، ودوره البارز في أوساط الجالية، من أن يقيم علاقات واسعة وناجحة مع الدوائر الرسمية الحكومية، بحيث أنه كان يتمكن عبرها من تأمين العديد من الخدمات لأبناء الجالية.

ولا شك أن فرعنا الحزبي في غويانيا خسر بغياب الرفيق الأب ميشال خوري رفيقاً تميّز بوعيه، بنشاطه، وبالتزامه الصادق، كما خسرت الجالية السورية عنصراً متحركاً حافظ على مدى سنوات طوال على حضوره اللافت، وعلى احترام الجالية له(3) .

من رسالته إلي في 14/6/1977 :

" رفيقي الحبيب لبيب

تحية سورية قومية اجتماعية

مع تمنياتي وأشواقي وبعد، حتى تاريخه لم أستلم جواز سفرك كما لم نحظ برؤياك حسبما علمنا عن رغبتك بالمجيء إلى برازيليا مع الأمين ألبرتو شكور .

تجد بطيه أيضاً بعض الأخبار الاجتماعية، الرجاء الاطلاع عليها ونشرها حسب المستطاع في الجريدة(4) مع موضوعين آخرين، وكذلك نتيجة انتخاب جمعيتيّ الرجال والسيدات المرتبطتين بالكنيسة وقد سعيت لإدخال حسب العادة رجلين من الكنيسة المارونية رغبة في وحدة الصف والهدف، كما لا يخفاك أني أشرف على الجمعيتين شخصياً وأوجههما توجيهاً قومياً بعيدين كل البعد عن التعصب الطائفي .

رسالة بخط يد الرفيق الاب ميشال خوري

حفل ارساء الحجر الاساسي لصالون الجالية في غويانيا

في 16 من شهر آذار 1975 دعا الاب ميشال الخوري راعي رعية غويانيا، ابناء الجالية لحضور حفلة ارساء الحجر الاساسي لصالون الجالية، ففي الساعة التاسعة صباحاً أمّ عدد غفير مدرسة القديس نيقولاوس(5) حيث احتفل بالقداس الالهي في باحة المدرسة، عن نية وصحة العاملين في سبيل المشروع، وفي نهاية القداس القى كلمة طيبة اشاد بها باعمال اللجنة وما حققته من انجاز المرحلة الاولى للبناء وشكر لهم وللجميع تعاونهم معه لتحقيق المرحلة الاولى وخص بالشكر السيدات اللواتي يبذلن الشيء الكثير مادياً ومعنوياً لدعم فكرة بناء الصالون .

وفي الساعة العاشرة قام القنصل الفخري للبنان الدكتور البرتو الراسي بدعوة الحاضرين الى موقع الارض التي سيبنى عليها الصالون، وهناك القى سيادته كلمة حول المشروع وحيا الذين ساهموا مادياً ومعنوياً ثم طلب من سكرتير الجمعية السيد فوزي موسى ان يقرأ محضر حفلة وضع الحجر الاساسي، وبعد تلاوته وقعه الحاضرون، ثم دعا عراب الحفلة الدكتور البرتو الراسي الاب ميشال لكي يضع معه الحجر الاساسي وبين الهتاف والتصفيق تمّ ارساؤه، وعلى الاثر تكلم الدكتور انطونيو جورج قزي باسم الجالية معرباً عن سروره واغتباط الجالية بهذا الحدث الكبير وبيّن اهمية المشروع الذي ستعود فائدته بالخير العميم على كافة ابناء الجالية، وخص بالشكر المهندسين عمر الراسي وعيسى ابرون، اللذين ساهما مساهمة فعالة في وضع الخريطة، كما شكر الاب ميشال رئيس اللجنة والعضوين السيدين شامل سركيس (الرفيق)، وساسين ابراهيم شحود والدكتور البرتو الراسي للجهود التي بذلوها لاظهار المشروع الى حيّز الوجود وتمنى ان تعقب تلك الخطوة الجبارة خطوات اخرى لتنفيذ المرحلة الثانية .

ثم تكلم عضو اللجنة السيد ساسين شحود وشرح للجميع اهمية المشروع وحاجة الجالية إليه، حيث سيكون مركز ثقافي اجتماعي لكافة ابناء الجالية دون تمييز بالدين او بالجنس او بالسياسة وشكر جميع الذين تبرعوا لاجل تحقيق المرحلة الاولى، وحثّ الحاضرين على المساهمة كل حسب امكانياته لانجاز هذا المشروع الجبار باقرب وقت ممكن وشرح للحاضرين الجهود المبذولة من قبل الاب ميشال خوري الذي حمل على منكبيه القسط الاكبر من المشروع وكرس كل وقته في سبيل انجاح الفكرة، واخيرا القى الشيخ علي محمد فياض كلمته فضمّنها الشكر للقائمين على المشروع ووضع كل امكانياته وامكانيات اخوانه الفلسطينيين تحت تصرف اللجنة لاجل انجاز المشروع باقرب وقت، ثم تعرض لمراحل القضية الفلسطينية والمؤامرات التي تحاك ضدها وطلب وحدة الصف ووحدة العمل لاحباط كل المشاريع الاستسلامية. وانهى الدكتور البرتو الراسي الاحتفال بكلمة شكر للجميع وخص شكره العميق للسيدات اللواتي يبذلن كل غال ورخيص لتحقيق المشروع. بالاخير وزعت المرطبات والمآكل على الحاضرين من قبل السيدات وانصرف الجميع وهم يلهجون بالثناء العاطر على العاملين المخلصين.

*

اول آذار في غويانيا

نشرت مجلة "الرابطة" في عددها آذار – نيسان 1975 وقائع الاحتفال الذي احيته مديرية غويانيا.

" احتفل القوميون الاجتماعيون في غويانيا احتفالاً رائعاً بعيد ميلاد زعيمهم عشية اول آذار الماضي، وقد حضر الاحتفال سيادة سفير العراق في البرازيل الاستاذ جهاد كرم(6) وقنصل لبنان الفخري في غويانيا الدكتور البرتو الراسي والاب الفاضل ميشيل الخوري وعدد كبير من القوميين والمواطنين في برازيليا وانابوليس واوبرلنديا واوريزونا والبلدات الاخرى القريبة(7).

جرى الاحتفال في صالون فندق بريزدنتي Presidente الكبير، في جو يسوده النظام والترتيب والتفاهم والحماس، والايمان المتجدد النامي بقضية الامة والوفاء لصاحب الذكرى العظيم، الخالد الذكر انطون سعاده زعيم النهضة القومية الاجتماعية ومؤسسها.

افتتح الاحتفال رئيس تحرير هذه المجلة(8) بكلمة رحب فيها بالحضور وقدم السيد فرج كريشه(9) الذي تكلم باسم قوميي غويانيا وشرح معنى الذكرى وقيمتها. وتلاه السيد حسن الزين(10) وهو من مدينة يافا، فالقى كلمة عن فلسطين، كان لها وقع حسن في عقول الحاضرين.. وتبعه السيد عيسى بندقي(11) باسم قوميي برازيليا... ثم اختتم الاحتفال السيد نواف حردان واشار بكلمته الى حضور سفير العراق.

وكانت تتخلل الكلمات موسيقى واناشيد شجية بعثت النشوة والارتياح في نفوس الحاضرين .

واخيراً اختتم الاحتفال. فانتقل السفير والقنصل والحاضرون الى بيت السيد ابراهيم حنا الخوري(12) حيث تناولوا طعام العشاء.. ثم انصرفوا وكلهم السنة تلهج بذكرى اول آذار وصاحبها الكبير العظيم.

هوامش

(1) مجلة "الرابطة" اعيد اصدارها في سبعينات القرن الماضي، وتولى رئاسة تحريرها الامين نواف حردان، وكنت اتيت على ذكرها في اكثر من مناسبة.

(2) حملت النبذة العنوان التالي: "المشعّان في غويانيا: الامين ابراهيم حنا الخوري والرفيق الاب ميشال خوري".

(3) وافته المنية في شهر كانون اول عام 1999.

(4) جريدة "الانباء" التي كان يصدرها الامين نواف حردان في سان باولو، وقد توليت اثناء إقامتي في البرازيل، عام 1976- 1977 ثم عام 1983-1984 إدارة تحريرها. و"الانباء" كانت اسبوعية وتصدر باللغتين العربية والبورتغالية .

(5) كان الاب الرفيق ميشال قد سعى الى تأسيسها، ثم تولى إدارتها، الى ان وافته المنيّة.

(6) جهاد جورج كرم: من بلدة "حامات" وكان يتعاطى بصداقة مع القوميين الاجتماعيين في البرازيل. والده كان محامياً وتولى الدفاع عن الامين د. عبدالله سعاده اثر الثورة الانقلابية .

(7) شكلنا من تلك الفروع، وغيرها، منفذية سميت بـ"منفذية الوسط البرازيلي"، تولاها الرفيق خليل مسوح، وبعد وفاته الرفيق راجح عوض.

(8) المقصود الامين نواف حردان رئيس تحرير مجلة "الرابطة".

(9) فرج كريشة: من بلدة "بدادا" (صافيتا). تولى كثيراً مسؤولية ناموس مديرية غويانيا الى جانب المدير الامين ابراهيم حنا الخوري، كان ناموساً جيداً، ومذيعاً عقائدياً. بقي ناشطاً حزبياً الى آخر رمق من حياته. عرفته جيداً واشهد انه كان قومياً جيداً، بإيمانه وسلوكيته وتفانيه.

(10) حسن الزين: اشرنا اليه في اكثر من مناسبة. نشأ في صيدا، وكان لاعباً مميزاً في كرة القدم. تحدث عنه الامين نواف حردان في كتابه "على دروب النهضة". كان وكيلاً لشركة الطيران الفرنسي AIR FRANCE في الوسط البرازيلي .

(11) عيسى بندقي: من مدينة "حمص". شقيق الرفيق اديب بندقي (الذي كان سعى الى تأمين جواز سفر للزعيم من القنصلية اللبنانية، امكنه بواسطته من العودة الى الوطن، فالوصول الى مطار بيروت في 2 آذار 1947). لمراجعة ما نشرت عن الرفيق عيسى بندقي الدخول الى قسم "من تاريخنا" على موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية WWW.SSNP.INFO

(12) كان الامين ابراهيم حنا خوري يقيم في بلدة اريزوناArizona، قبل انتقاله الى مدينة غويانيا حيث فيها كان امتلك دارةً انيقة.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024