إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

خطف المجذوب لنفسه واكتشاف عملاء للعدو يفضحان ما كان يحضّر للبقاع

كمال ذبيان - الديار

نسخة للطباعة 2010-02-15

إقرأ ايضاً


خطف المجذوب لنفسه واكتشاف عملاء للعدو يفضحان ما كان يحضّر للبقاع

المخطّط الصهيوني لافتعال صراع سني ــ شيعي

يُنهك المقاومة ويفتح الطرق لاجتياح جديد

التحذير الذي أطلقه الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله في آخر إطلالة تلفزيونية له، عن استمرار إذكاء الصراع السني - الشيعي، على خلفية اختطاف الشيخ محمد عبد الفتاح المجذوب لنفسه في مجدل عنجر، كان مختلفاً عن كل تحذير سابق، لأن المنطقة التي يتم فيها تسعير الخلاف السني - الشيعي، هي منطقة استراتيجية جداً، كونها المكان الذي سينفذ منه العدو الاسرائيلي، اجتياحه الواسع للبنان، وفق تقارير استخبارية صهيونية، لتدمير منصات ومخازن الصواريخ، التي وبحسب قادة العدو، موجودة ومزروعة في وادي البقاع وسهله وسلسلة جباله الشرقية والغربية.

وللتحضير لهذا الاجتياح، لا بدّ من تقويض وضرب البنية المجتمعية الداخلية، وإثارة مشاكل، وافتعال معارك جانبية بوجه المقاومة، وإقفال طرق الإمداد لها، ومحاولة محاصرتها واشغالها بالجبهة الداخلية.

هذا هو المخطط الصهيوني، الذي بدأ وما زال مستمراً منذ مطلع السبعينات من القرن الماضي، عندما استغلت حوادث معينة من قبل فصائل فلسطينية، كانت تمركزت في لبنان، وتحوّلت الى صدامات، أدت الى حرب أهلية لبنانية - فلسطينية ولبنانية - لبنانية، شجعت اسرائيل على اجتياح لبنان عام 1978، ثم مهّدت لغزوها عام 1982 بافتعال معارك جانبية في الجنوب بين الحلفاء أنفسهم في صيدا ومدن وقرى جنوبية، حيث استقبل البعض قوات الاحتلال بالاعلام البيضاء ونثر الورود والرزّ عليه، لكن ما لبث ان انقلبت الأوضاع، لتتحوّل صيدا عاصمة الجنوب والمقاومة، وتخرج البلدات الجنوبية لتقاوم الاحتلال بالاعتصامات والزيت المغلي والعبوة والاجساد المتفجّرة.

وما جرى ويجري في البقاع منذ حرب تموز 2006، يكشف عن ان اسرائيل تهيئ الأرض لاجتياح جديد، وان الاشتباكات التي كانت تحصل بين سعدنايل وتعلبايا، اي بين احياء السنّة والشيعة، هي من تدبير اسرائيلي، وجاء اعتقال زياد الحمصي وهو كان رئيس بلدية سعدنايل، بتهمة التعاون مع العدو الاسرائيلي، ليؤكد على المخطط الاسرائيلي، الذي كشف أيضاً عن ان المخابرات الصهيونية زرعت عملاء لها منذ زمن بعيد، وهي استخدمت من لهم مسيرة نضالية او انتماء الى تنظيمات فلسطينية، او احزاب وطنية وتقدمية او حركات عروبية، مثل الأخوين علي ومحمود الجراح، اللذين كانا يتجسّسان على المقاومة، ويعملان على التحريض ضدها.

وجاء اختطاف الشيخ المجذوب لنفسه، ورمي عمامته قرب سيارته، ثم اكتشاف امره، بعد ان كانت بلدة مجدل عنجر مع قرى مجاورة خرجت الى قطع الطرقات، واستعدت الى ردود فعل، منها اختطاف وقتل رجال دين ومواطنين شيعة، لإشعال فتنة مذهبية، تمتد الى كل البقاع، ولا تقف عنده، كما ذكرت مصادر أمنية وسياسية، تابعت ما كان يخطط له وتنفيذه في منطقة هي على الحدود اللبنانية - السورية، وعلى طريق حيوية بين بيروت ودمشق وشريان حيوي واساسي للمقاومة التي ترى في سوريا عمقها الاستراتيجي، وينظر اليها العدو الاسرائيلي انها مخزن السلاح للمقاومة، ولا بدّ من ان يقطع هذا الشريان، فتموت المقاومة.

لكن انكشاف امر الشيخ المجذوب، الذي كان له دور اساسي في اخراج الشباب الى الطرقات، وتحريضهم على الإعتداء على مواكب لشخصيات في المعارضة، لدى وصولهم الى نقطة المصنع لعبور الحدود الى سوريا، او بالعكس، كما الاعتداء على مواطنين من لون مذهبي وسياسي معين، والقيام بعمليات تفجير لسيارات واعتداء على منازل لمواطنين يقطنون في مناطق ذات طابع سني.

هذه المعلومات التي يتم تداولها عما فعله الشيخ المجذوب، وغيره ممن لعبوا أدواراً مماثلة، يكشف عما كان يخطط للبقاع، لإغراقه في فتنة مذهبية، يفتح الطريق امام اسرائيل، للقيام بغزو جديد للبنان، بعد ان يكون المناخ الشعبي قد استسلم لدخولها، تحت ذريعة، ان يخلص المنطقة من الإقتتال.

من هنا كان تحذير السيد نصرالله في مكانه، وهو الذي يعمل على اطفاء كل شرارة فتنة قد تقع، وهو رأى في تعاطي «تيار المستقبل» مع قضية الشيخ المجذوب، موقفاً وطنياً وسياسياً كبيراً، واشاد فيه، لانه يقع على نفس خط التصدّي لأية فتنة، ومنع العدو الاسرائيلي من تحقيق اهدافه، حيث يؤكد خطاب المستقبل ورئيسه سعد الحريري، ان اسرائيل تستهدف كل لبنان، عندما تهدد حكومته ورئيسها، وانها لن توفر في عدوانها اي مكان، وأي مرفق ومؤسسة، ولقد أزعج موقف الحريري قادة العدو، فهدده وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان، وحرّضه على المقاومة، بزعمه ان «حزب الله» اغتال والده.



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024