إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الامين مهدي عاصي قدوة في الالتزام القومي الاجتماعي (*)

الأمين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2013-01-05

إقرأ ايضاً


قبل عشرة ايام كنت اراجع ملف تاريخ العمل الحزبي في الهرمل، وأعيد الاطلاع على المعلومات الكثيرة والقيّمة التي كان أعدها الامين مهدي عاصي في فترات سابقة وتؤسس جيداً لكتابة تاريخ الهرمل في الحزب السوري القومي الاجتماعي فاتصلت به لاطمئن عنه واقول له سلمت يداك وعقلك وعافاك الله فتستمر في حضورك الحزبي المشع في الهرمل. كان نائماً. وعدتُ نفسي، ان ازوره بعد انتهاء الاعياد، لاسأله عن فترة سجنه في القبة، حيث نُقل إليه مع رفقائه الذين حكموا بسبب مشاركتهم في الثورة الانقلابية، وكان بقي منهم قيد الحياة عدد لا يتجاوز اصابع اليدين

إلا ان اتصال ابنه الرفيق حيدر مساء البارحة جعل وعدي ينهار، كما دمعي، وجلست مع ذاكرتي استعيد كل علاقتي مع الامين مهدي منذ ان خرج من الاسر في شباط 1969 مستمراً في النضال القومي الاجتماعي، ومتولياً المسؤوليات الحزبية دون انقطاع، في بيروت ثم في الهرمل عندما عاد إليها.

في كليهما سطرّ الامين مهدي صفحات طويلة من العمل الحزبي الجاد والمسؤول. وفي تاريخ كل منهما حضور رائع لهذا الامين القدوة، الذي لم يعرف العمل الحزبي إلا تفانياً في سبيل تحقيق فضائل النهضة، واستمراراً في تنكب المسؤوليات في كل الظروف، العادية والصعبة.

جميع رفقاء بيروت الذين بقوا فيها إبان الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 يعرفون الامين مهدي ناموساً لها قائماً بعمله رغم كل القصف والخطر اليومي، كما يعرفونه في السنوات التي تلت عندما كانت بيروت في قبضة الجيش الفئوي آنذاك، والقوات اللبنانية.

كم كان جيداً لو سطّر الامين داود باز يومياته في تلك الحقبة الهامة من تاريخنا. كما غيره من امناء ورفقاء استمروا في تولي المسؤوليات والمهام الحزبية، او الرفقاء الذين توزعوا في مواقع القتال في مواجهة جيش العدو وعملائه عند حصار بيروت.

هو، وكثير من رفقائه، لم يتسنّ له ان يحفظ لاجيال الحزب، ما يملك من تاريخه. فإذ رحل، رحلت معه معلومات ومرويات كان واجباً ان تدون، وتنشر وتحفظ لتاريخنا.

الامين مهدي، الذي كان يتمتع، الى فضائل التزامه الصادق بالحزب، بذاكرة ممتازة، كان قادراً، لو انصرف الى كتابة مذكراته، ان يترك لحزبه درراً من المعلومات، بدءاً من مسؤولياته في منفذية الضاحية الشرقية، الى مشاركته في الثورة الانقلابية، فظروف اسره في المير بشير وفي سجن القبة في طرابلس، الى خروجه فتوليه المستمر للمسؤوليات في بيروت والهرمل.

اشاركه المسؤولية. فانصرافي عن امكانية متابعة موضوع تاريخ الحزب في سنوات تنكبي لمسؤولية عميد شؤون عبر الحدود (2005 -2012) حال دون لقائي بعشرات عشرات الرفقاء، الذين، فقدنا برحيلهم، جزءاً من تاريخنا.

وينضم الامين مهدي عاصي برحيله الى كوكبة الرفقاء الذين عمروا مداميك العمل القومي الاجتماعي في الهرمل، ليسطر في تاريخها احلى الصفحات، ويبقى خالداً في حزبه وفي مجتمعه مضيئاً بالقدوة ما كان عليه من التزام نهضوي ومن ثبات على العقيدة وعلى فضائل الحزب.

من كان مثله، لا يفنى.


(*) رحل مساء الاربعاء 2 الجاري وشُيّع الى مثواه الاخير في الهرمل قبل ظهر يوم الخميس 3/01/2013


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024