إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بعد مطالعة الرئيس بري من هي قوى التعطيل والإنقلاب؟

زاهر العريضي

نسخة للطباعة 2007-03-21

إقرأ ايضاً


بالوقائع والوثائق كشف الرئيس نبيه بري للرأي العام اللبناني أن الحوار أوشك على بلوغ مشارف التفاهم على إطار تسوية للأزمة، وكما في كل مرة تحرك الفريق نفسه من أطراف الموالاة والرئيس السنيورة لتعطيل الحلول السياسية المتاحة وفتح الأبواب أمام المزيد من التدخلات الأجنبية.

المخطط الإنقلابي الذي كشف عنه الرئيس نبيه بري يؤكد إرتهان الفريق الحاكم إلى أجندة أميركية يجري تنفيذها من خلال وضع اليد على الأمم المتحدة، ولكن هذه المرة تختلف أهداف المخطط الأميركي، فواشنطن تريد تظهير إمساكها بأوراق للمساومة في التفاوض مع سوريا بعد مباشرة الحوار بين الدولتين، والموضوع المحوري عند إدارة الرئيس جورج بوش هو تأكيد قوة النفوذ الأميركي في لبنان ومنع قيام أي تسوية لبنانية قبل ضوء أخضر أميركي لن ينطلق قبل إتمام التفاوض السوري – الأميركي.

ببساطة تعتبر الولايات المتحدة أن بمستطاع إيران وسوريا مساعدتها على تأمين خروج مشرف من الورطة العراقية التي هي أولوية الإدارة الأميركية لأسباب داخلية وإستراتيجية في آن معا، وهي تريد إستعمال لبنان من بين أوراقها في المنطقة.

تحرك الفريق الحاكم لتعطيل التسوية هو رسالة أميركية مباشرة الى المملكة السعودية التي تحركت مساعيها خلال الأسابيع الماضية بالشراكة مع إيران، فأنتجت فرصة الحوار الأخيرة. لقد اختار الأميركيون أن يستخدموا صندوقا فيه حصة للسعودية من خلال زعيم تيار المستقبل توجه عبره رسالة تقول أن التسويات ممنوعة على غير التوقيت الأميركي في الشرق الأوسط، وهذا الأمر ليس مفاجئا، فقد سبق للرئيس سليم الحص أن سمع من الملك عبدالله بن عبد العزيز حصيلة الأجواء الأميركية التي تبلغتها المملكة السعودية منذ حوالي الشهر:

عدم ممانعة أميركية في إنجاز اتفاق وطني فلسطيني ما زال المحور الاميركي الإسرائيلي في الواقع يسعى لتعطيله وبصورة خاصة بعد قيام حكومة الوحدة الوطنية، ولكن ما تبلغه السعوديون حول لبنان هو رفض أميركي كامل لأي تسوية.

لقد أصرت المعارضة الوطنية اللبنانية منذ البداية، أي منذ 2 آذار 2006 الموعد الذي بدأت فيه جلسات الحوار الوطني على إنتاج تفاهم وطني لبناني يحمي لبنان من تداعيات أزمات المنطقة، ومنذ ذلك الحين أصرت سوريا على موقف يقول بدعم ما يتوافق عليه اللبنانيون دون قيد أو شرط.

إن الوقائع التي كشفها الرئيس بري تسقط المنطق الآخر وتعريه كليا، فمن يعطل فرصة التفاهم الداخلي لحساب الأجندة الأميركية هو الذي يربط لبنان بمعادلات المنطقة، ومن يعرقل المساعي السعودية في خدمة النفوذ الأميركي، إنما ينقلب على آخر رابط له بعروبة لبنان، ومن يريد إستكمال الإنقلاب على المؤسسات الدستورية وينظم المليشيات التي تمارس الشغب والاعتداءات في كل مكان، إنما يأخذ البلد إلى الحرب الأهلية والفوضى.

رغم كل ذلك ورغم خطورته، أبقى الرئيس بري باب الحوار مفتوحاً، ولكن يبقى السؤال: أين يقف تيار المستقبل؟ هل تنجح محاولة السعودية لإسترداده إلى بعده اللبناني العربي أم يبقى رهينة في محفظة ديك تشيني وجاك شيراك الذي يحزم حقائبه من الإليزيه؟ والسؤال الأهم عن فعل هذه الوقائع في جمهور الموالاة الذي يعيش كما جميع اللبنانيين قلقا على المصير ورغبة حقيقية وصادقة في تسوية تضمن الاستقرار وتغلق أبواب الحرب الأهلية والتدخلات الأجنبية العاصفة بالمخاطر.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024