إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لبنان بين مطرقة التدويل وسندان التعريب

زاهر العريضي

نسخة للطباعة 2008-04-02

إقرأ ايضاً


تضمن "اعلان دمشق" الصادر عن القمة العربية نصا يؤكد التمسك بالمبادرة العربية ودعم جهود الأمين العام

لتشجيع الأطراف اللبنانيين على التوافق في ما بينهم لتجاوز هذه الأزمة بما يصون أمن ووحدة واستقرار لبنان

وازدهاره... ولكن هذا التأكيد لم يمنع التساؤلات عن كيفية ترجمته عمليا، في ظل تأزم العلاقات العربية - العربية

وخاصة السورية - السعودية لما لها من تأثير بالغ على الأزمة اللبنانية... فمن الواضح ان ما بعد القمة سيحفل بهبوب عاصفة تداعيات الانقسام العربي على قمة دمشق ليدخل لبنان طورا جديدا من مراحل أزمته عند مفترق لطريقين: اما تسريع الاتصالات لاستيعاب تداعيات الاشتباك العربي الساخن او المشاركة في هذا الاشتباك مباشرة والاندفاع في خيار تصعيد الوضع الداخلي.

هذه الشكوك في احتمال تقدم الحل العربي ترافقت مع عودة الحديث عن "تدويل الأزمة اللبنانية"، وسط رأيين:

* الأول يرى ان على الأطراف اللبنانيين القبول والتسليم بأن فرصة جديدة أعطيت للمبادرة العربية، وان الاتجاه

لدى العرب لمرحلة ما بعد القمة هو لعدم البحث عن حلول أخرى ولترك المبادرة تعمل بدفع جديد. ويقول أصحاب هذا الرأي ان لا حل آخر مطروح في الأفق، علما ان ذلك لن يعني ان أي تحرك آخر لدعم المبادرة العربية او أي أفكار قد تستنبط لهذا الهدف لن تطلق من أي جهة دولية، الا انه من الواضح ان عدم الاقرار العربي بفشل المبادرة رسميا واعطائها مزيدا من الوقت لتجربة حظوظها مجددا، يعني السعي لابعاد خيار أي شكل من أشكال التدويل الاضافي للملف اللبناني في الوقت الحاضر. وبالتالي يساهم عدم الاعلان العربي لفشل المبادرة العربية واعادة التمسك بها في تجنيب الموقف الداخلي تحديات خطرة كانت ستمارس في وجه التدويل، كما لو تم الانتخاب بالنصف زائدا واحدا.

* الثاني، يعبر عن وجهة نظر المعارضة، يرى ان أي تفسير للمبادرة العربية سيحمله موسى يناقض التوافق

المسبق على تحقيق مبدأ المشاركة الكاملة للمعارضة في الحكم سيكون سببا آخر لاحباط التحرك العربي. ويستعيد هذا الفريق المخاوف القديمة من ان تلجأ الادارة الاميركية الى تعطيل التحرك العربي الجديد خاصة انه يأتي بغطاء سوري مباشر مفوضا من قمة دمشق التي عملت أميركا على افشالها وفشلت. ويعتبر ان القمة العربية أكدت على البديهيات لحل الأزمة لجهة ترك الحل بأيدي اللبنانيين أنفسهم، ما يعني استبعاد التدخل الخارجي لا سيما الاميركي منه، واذا استمر التعطيل من جانب الموالاة فهذا يعني ان الادارة الاميركية ما تزال تتدخل لبقاء حكومة السنيورة وتأجيل الاستحقاق الرئاسي.

وتذكر المصادر بما كان جرى التداول به قبل القمة العربية بشأن طرح لارسن (خلال جولته الأخيرة في المنطقة

للاعداد لتقريره حول مجريات تنفيذ القرار 1559 الذي سيحال الى مجلس الأمن في 20 نيسان الحالي) فكرة عقد مؤتمر دولي، مستندا الى كون هذا القرار معني بإجراء انتخابات "حرة ونزيهة" في لبنان. (مصادر دبلوماسية تقول ان هذه الفكرة، محور بحث بين لارسن وكل من واشنطن وباريس وترتكز على ان تجتمع الدول ذاتها التي شاركت في مؤتمر باريس- 3 على مستوى وزراء الخارجية لاتخاذ موقف دولي حول لبنان. ويبحث حاليا بين عواصم القرار مدى جدوى هذه الفكرة ومستوى الضغط المطلوب لانجاحها على الأرض، وبالتالي لن يكون تطبيق هذه الفكرة سريعا في انتظار مناقشتها لأن الدول لا تريد ان يصدر عنها بيان يضاف الى سلسلة مواقف دولية حول لبنان من دون ان يكون التحرك ذا فاعلية).

بين "التعريب" و "التدويل" يبدو لبنان رازحا تحت وصايات عربية وأجنبية لا تخفي دورها في تصفية حساباتها وخلافاتها بأدوات محلية. وبذلك تكون قوى 14 شباط أجهزت على سلطة القرار الوطني، نتيجة ارتباطها الفاضح بالخارج، وسلمت لقرار الوطني الى سفراء الدول ومبعوثيها وموفديها... والتدويل حقيقة قائمة منذ زمن طويل وبرزت بقوة في الأمس القريب ولا يمكن تجاهلها، فلبنان مدوّل منذ صدور القرار 1559 وصولا الى القرار 1757 مرورا بالقرار 1701 ، وهو طوال تاريخه السياسي لم يكون يوما خارج نطاق التدويل او التدخلات الدولية منذ عام 1861 حتى يومنا الحاضر.

فهل يمكن للبنان أن ينتج حلا فيما التعريب يحاصره من جهة والتدويل من جهة أخرى؟



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024