إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قبلوا ذاكرتنا

زاهر العريضي

نسخة للطباعة 2008-06-06

إقرأ ايضاً


لا شئ تغير ، فها نحن قد عدنا الى الوراء ، الى عام 1960 وبالتاكيد الى ما قبل ذلك التاريخ .

رغم ان الرصاص قد توقف الا انه مستعد ان يعود في اي لحظة، فالزناد ما زال حاضرا ،ينتظر تلقى الاوامر .

للحضات فرحت، وكانني في نشوة المنتصر، رايت كل ما هو حولي يبتسم ، ارتسمت في مخيلتي صورة الوطن الجميل ها هي بيروت تفتح ذراعيها وتضج بالحياة .

للحضات، كادت دموعي تنهمر، لكنني استدركت حالا اي فرحة قد اعترتني ،اي طموح .

شريط الذكريات يعود بي الى الامس القريب ،فاذا بالمشاهد تتكرر والاحداث تتشابه

اجتمعوا حول الطاولة ،تبادلوا الابتسامات والقبلات الحارة ،ووقعوا بايديهم حاملين السكين لاقتسام الجبنة المهترئة ،ثم قرروا ان نعود الى العتمة والجهل ،فاتفقوا ان لبنان ليس وطنا بل مجموعة طوائف ومذاهب وجماعات متناحرة .

فأي اتفاق هذا ؟واي هدنة ، واي حل توصلنا اليه؟ . نوع جديد من المخدر وطبيب جديد لوصفة معروفة ولكن بنكهة مختلفة وكلمات ملتبسة ،وها هي الصفحة تقلب ..وننسى .

لنصفق ولنفرح ونرقص ونقبل بعضنا

ولنهتف عاليا لشعارنا القديم... الجديد ، فانياب المذهبية والطائفية والمناطقية والعائلية عادت من جديد

فهللوا لها واحتفلوا بعودتها الشرسة وحقدها النائم ،

اطمئنوا، فالموت لم يعد ينتظركم على الطرقات ، سكت الرصاص وانخفض السلاح ،لكن حذار

فنحن على موعد مع موت من لون مختلف ، نعم ، انه الموت البطئ .وكيف لا ،

سنعود الى الازقة والحلقات الضيقة والزواريب القديمة والعصبية الممزقة الى مناطق منغلقة وامارات مسكرة ، فقادتنا قرروا اعادتنا الى قانون انتخابي على قياسهم لكي يضمنوا بقاء مزارعهم .

نعم هكذا

ابتسموا لغبائنا ،وقبلوا ذاكرتنا الضعيفة .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024