إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أبو مازن أحبطتنا تصريحاتك!!

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2009-01-11

إقرأ ايضاً


كنت أتمنى على أبي مازن في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها شعبنا ألا يغرد في سرب الأنظمة العربية التي تحاول استثمار الدم الفلسطيني والمحرقة لإثبات نفسها واستعادة هيبتها المحترقة وخدمة أسيادها.. إلا أن التصريحات التي أدلى بها في القاهرة أثارت في نفوسنا الإحباط واليأس !

قد نفهم الأنظمة العربية التي باعت نفسها لأمريكا وسخرتها لخدمة الأهداف الإسرائيلية الأمريكية ... لكننا لا نفهم تصريح الرئيس الفلسطيني (أبو مازن )

"إذا كانت المقاومة ستفني الشعب الفلسطيني فلا نريدها " وهنا من حقي أن أذكر أبا مازن منذ متى كانت المقاومة الفلسطينية آلية تدمير وفناء للشعب ؟!وأنت الذي انطلقت من فصيل ثوري مقاتل قدم وما زال يقدم العديد من الشهداء... وأنت الذي انطلقت سابقا من رحم المقاومة سوية مع أبي جهاد وأبي عمار وكمال ناصر وابي اياد .. تلك المقاومة حولت الفلسطيني من رقم هامشي إلى رقم صعب في معادلة النضال من اجل التحرر والعودة !

بودي أن اذكر أبا مازن بان المقاومة هي التي ثبتت هوية الشعب الفلسطيني وجعلت من قضيته قضية مقدسة ورفعتها إلى الواجهة الدولية والمقاومة نفسها هي التي فتحت الطريق أمامك للعودة إلى ارض الوطن..وهي التي أعطت للقضية الفلسطينية هيبتها الدولية وجعلتها محور اهتمام عالمي وبودي أيضا أن اذكره عندما اجتاحت إسرائيل الضفة وحاصرت الرئيس عرفات لسنوات في المقاطعة هل كانت هناك مقاومة ؟ وعندما ارتكبت مجزرة الحرم الإبراهيمي وصبرا وشاتيلا وكفر قاسم وعيلبون وكل مجازر شعبنا .. هل كانت هناك مقاومة ؟ وهل المقاومة هي التي تسببت باقتلاع شعبنا من أرضه وتهديم قراه ومدنه ؟!

إسرائيل ليست بحاجة لذرائع من اجل ارتكاب المجازر وعمليات القتل الجماعي والتطهير العرقي بحق شعبنا ؟فهي استولت على فلسطين بالقتل والبطش والمجازر والمحارق ضد العزل !

لا أريد أن أذكرك بتاريخ المجازر وطريقتها منذ عام 48 لأنك أنت شخصيا عانيتها في مسقط رأسك (صفد )!فهل تذكر هذه المدينة يا سيادة الرئيس ..من هجر أهلها ومحاها عن الوجود .. المقاومة أم الاحتلال؟!

كنت أتمنى على أبي مازن أن يقف على رأس المقاومة في هذه الظروف العصيبة ويستثمر صمود أهل غزة لحصد مكاسب سياسية !لا أن يتناغم مع المطالب الإسرائيلية المصرية الهادفة إلى فرض واقع جديد يقضي على فكرة ومشروع الدولة الفلسطينية المستقلة !فمقاومة الاحتلال أمر مشروع أقرته المواثيق والقوانين الدولية !و مشروع السلام الذي تمنيناه جميعا أحرقته إسرائيل في أتون غزة وتمزق مع أشلاء أطفال غزة !

أتعلم يا سيادة الرئيس بان تصريحك أثار الإحباط واليأس في قلوب أبناء شعبنا وبالتحديد هنا في مناطق ال 48 لأنهم عايشوا الترحيل والتهجير والمجازر ويعرفون كيف يفكر الإسرائيلي أكثر من غيرهم !إنهم كانوا ضحايا المجازر العديدة عام 48 !

أتمنى أن تكون تصريحاتك زلة لسان وسقطة سياسية لأننا نراهن على وحدة المصير ومقاومة العدوان في هذه الظروف ومثل هذه التصريحات من شأنها أن تضع الضحية في قفص الاتهام وتبرئ ساحة المحتل والاحتلال الذي يمارس عمليات القتل والتدمير والتهجير منذ عام 48 .

وفي سياق تصريحاته يضيف الرئيس عباس " هناك ضرورة لقوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني " وهذا الكلام بالطبع ينسجم مع نغمة الموقف المصري والإسرائيلي الذي يحاول استبدال الاحتلال الإسرائيلي باحتلال أمريكي خاصة وان إسرائيل تشترط أن تضم تلك القوات مجموعات من الجيش الأمريكي .

كنت أتمنى أن يطرح مشروع كنس الاحتلال وإنهائه وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بدلا من العودة إلى زمن الانتداب الذي سبب الويلات والكوارث لشعبنا وأدى إلى ضياع فلسطين بالكامل !

لماذا الإصرار على قوات دولية أجنبية وبالتحديد أمريكية ؟ ولماذا لا يتم طرح استجلاب قوات عربية لحماية الشعب الفلسطيني .. أليست فلسطين عربية أليست القدس مدينة تهم العالم العربي والإسلامي ؟

إن الإصرار على اقتراح جلب قوات أمريكية ما هو إلا مشروع يهدف إلى منح تلك القوات مهمة إكمال ما فشلت في تحقيقه إسرائيل !

أتمنى على أبي مازن أن يخرج من سرب المغردين من أنظمة عربية وان يضطلع بدوره ومسؤوليته التاريخية قبل فوات الأوان لأن التاريخ لا يرحم !

وعليك يا سيادة الرئيس وفي هذه الظروف أن تستمع لأهات الجرحى وصرخات الأرامل وعويل النساء اللواتي يحترقن من الألم والبؤس لا لأنظمة بائدة تحاول العودة إلى الواجهة الدبلوماسية من نافذة الألم الفلسطيني.. الشعب الفلسطيني بحاجة لان تقف إلى جانبه فارسا مضمدا لجراحه مسكنا لآلامه ولولا الظروف لكان كلامي اشد قساوة يا سيادة الرئيس !!


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024