إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اتركونا بحالنا

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2010-11-22

إقرأ ايضاً


يبدو ان التصريحات المتعددة الصادرة عن اقطاب لعبة التفاوض والمتعلقة بيهودية الدولة تدلل وبشكل قاطع على ان هناك "طبخة" تنضج بالخفاء لانتزاع اعتراف عربي "بيهودية اسرائيل "وبأن النظام الرسمي العربي سيعترف باسرائيل دولة يهودية تحت الضغط الامريكي

التصريح الذي خرج به البيت الابيض قبل ايام بانه وخلال 90 يوما سيضع خارطة لحدود دولة فلسطين مع تبادل سكاني، يقطع الشك باليقين بأن النظام الرسمي العربي شريك في التآمر على شعبنا وعلينا نحن الجزء الباقي في فلسطين التاريخية .. فالتصريح الامريكي ما كان ليصدر لو لم يحظى بموافقة فلسطينية وعربية نهائية .

فبأي حق يسمح لنفسه النظام العربي بتوقيع وثيقة ترحيلنا عن ارض ابائنا واجدادنا ؟! وبأي حق يسمح لنفسه النظام العربي ومن ورائه السلطة الفلسطينية بالتوقيع على وثيقة تهددنا بنكبة جديدة؟ وتهدد الذين انتكبوا من لاجئي شعبنا بنكبة أخرى لا تقل خطورة عن نكبة عام 48 ؟!

اكثر من ستين عام ونحن نكابد الاحتلال ونعاني من تبعاته ..لم ولن نطلب من النظام الرسمي العربي اي شيء ..لا الدعم المادي ولا السياسي ولا المعنوي .. لأننا لا نعول على انظمة العار والذل .. لكننا اليوم نطلب وبفم ملآن " اتركونا بحالنا " .. فاي اعتراف بيهودية الدولة يعني بالنسبة لنا التوقيع على فرمان ترحيلنا .. التوقيع على شرعية ارتكاب نكبة جديدة بحقنا وحق شعبنا ... نطلب وبفم ملآن ..مثلما تركتمونا منذ عام 48 مستباحين للاحتلال .. اتركونا اليوم نقرر مصيرنا بأيادينا دون تدخلكم .. لأن تدخلكم سيدخلنا الى أتون الاضطهاد والظلم والمزيد من المعاناة .

عندما انتفضنا عام 76 في يوم الارض وسقط ستة شهداء ..لم نسمع صوتا مؤازر لنا من العالم العربي ..حتى انهم لم يعرفوا بوجود مليون ونصف المليون فلسطيني هنا في فلسطين التاريخية .. بل ظنوا اننا مجرد رقم من ارقامهم .. لكن هذا الرقم تحول الى رقما صعبا في معادلة الصراع ،اذ لم تستطع كل مخططاتهم ومشاريعهم الصهيونية ان تغيبنا عن هم شعبنا وتنزع فلسطينيتنا من وجداننا وذاكرتنا الوطنية .. وقادتهم يعلنون وبوقاحة بأن " عرب اسرائيل اخطر على مستقبل الدولة من النووي الايراني "... وهم القنبلة الموقوته التي ستتفجر في أي وقت .

عولنا في السبعينات على ثورة شعبنا وظننا بأنها ستعزز وجودنا صامدين على اراضينا ..وستقوي رباطنا في وطننا .. وبعد ان استبدلت الثورة بالسلطة ضاع املنا وتحولنا الى ورقة مساومة بفضل المعاهدات .. كل شيء توقعناه .. الا التوقيع على وثيقة تهجيرنا ومساومتنا بالمستوطنين .. مانحين المستوطنين الشرعية الأزلية على هذه الأرض التي جبلت بدمنا وارتوت من عرقنا .

لن نغفر لاي كان سواء كان فلسطينيا ام عربيا ...لن نغفر له خطيئة الاعتراف بيهودية الدولة .. وسنقاومه بكل الطرق والاساليب اكثر شراسة وقوة من مقاومتنا لمشاريع الترحيل والدفاع عن وجودنا على ارض ابائنا واجدادنا .. لان مثل هذا الاعتراف هو العصا التي تشهر بوجوهنا وهو بلدوزر الترحيل الذي سيقلب الدنيا رأسا على عقب .

على القيادة الفلسطينية ان تطالب اسرائيل الاقرار والاعتراف بوجودنا كأصحاب لهذا الوطن بدلا من الجري لابرام صفقات تصفوية على حسابنا وحساب شعبنا اينما كان .. واجزم انه فيما لو وقعت السلطة الفلسطينية الاقرار بيهودية اسرائيل ..فان الطوفان قادم .. وهذا الطوفان سيجرف ويغرق من ساهم بفيضانه


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024