إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أين المصالحة من القضايا الجوهرية ؟!

د. عدنان بكرية

نسخة للطباعة 2011-04-28

إقرأ ايضاً


اتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه بين حركتي فتح وحماس يثير العديد من التساؤلات حول بنود هذا الاتفاق والتي تتجاهل بصورة واضحة القضايا الجوهرية والمحورية والتي تعتبر أساس الصراع الدائر بين الطرفين.. مثل مقاومة الاحتلال وحق العودة والتنسيق الأمني ومصائب أوسلو ..

كل هذه القضايا تم تغييبها ربما عن سابق إصرار وبهدف خداع الرأي العام الفلسطيني وتمرير برامج الحركتين التي باتت متشابهة في التعاطي والتعامل مع الاحتلال وع الثوابت الفلسطينية .. فغياب الطرح والرؤية هذه حول المواضيع ..تجعلنا متخوفين من القواسم المشتركة التي توصلت إليها الحركتين .. أسئلة عديدة تبقى دون إجابات وتضيع في دهاليز المصالحة الفلسطينية .. وفي مقدمة هذه الأسئلة .. الموقف من التنسيق الأمني .. والموقف من التعامل مع الاحتلال والموقف من الثوابت الفلسطينية عامة .

كنا نعتقد ان الخلاف بين الطرفين هو خلاف جوهري محوره الثوابت الفلسطينية ونهج التفريط الذي تتبعه سلطة رام الله ..لكن كما يبدو فان الخلاف الذي حكم علاقة فتح بحماس لا يعدو كونه خلافا هامشيا محوره الانتخابات والحكومة والسلطة والتي وباعتراف اسرائيل انها أي السلطة "اختراع اسرائيلي عبقري" جاءت لتريح الاحتلال من أعباء متعددة ..

كلنا نريد إنهاء الانقسام .. لكن إنهاؤه يجب ان يتم على أسس واضحة وسليمة بحيث تضمن القضايا الجوهرية التي تخص القضية الفلسطينية وإدارة الصراع مع الاحتلال وغير ذالك لن يكتب لأي اتفاق النجاح اذا لم يراعي كل القضايا بتفاصيلها ويضع الأسس السليمة للمرحلة القادمة وبأدق التفاصيل والشفافية .

ان المصالحة المنطلقة من منطق الخروج من الأزمة والمأزق في زمن الثورات العربية وبعد سقوط أهم الداعمين لعباس ومشروعة .. هي "مصالحة المصالح" لا أكثر وهي مصالحة لم تخرج من رحم الم وأمل الشعب الفلسطيني ولا من طموحه .. ولن يكتب لها النجاح إذا لم تراعي نبض الشعب وطموحاته بالتحرر وإذا لم تطرح برنامجا نضاليا جديدا يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني .

اذا كنا نشدد على ضرورة إنهاء الانقسام .. فقبلها يجب ان نشدد على ضرورة معالجة الأسباب التي أدت الى الانقسام ونسفها من أساسها .. فأي مصالحة لا تستند الى هذه القاعدة لن يكتب لها النجاح .. بل من شأنها أن تعمق الخلاف وتزيد الشعب الفلسطيني إحباطا ويأسا.. وأي مصالحة لا تأخذ بعين الاعتبار مصالح الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده تبقى مجرد "صلحة عشائرية" لا غير !

فالمصالحة أولا وقبل كل شيء يجب أن تكون مصالحة مع ثوابت الشعب وحقوقه وإرادته وبرنامجه الوطني وليست مصالحة بين "عباس وحماس" !

اعتقد وحتى الآن أن الخلاف القائم في الشارع الفلسطيني هو خلاف بين برنامجين متنافرين تماما.. وهذا الخلاف لا يمكنه أن يزول إلا إذا اتفق الجميع على برنامج واحد يستند الى الثوابت الفلسطينية بعيدا عن الاجتهاد والتأويل وطريق الخنوع والاستسلام ومعاداة حقوق الشعب الفلسطيني .. وغير ذالك فان كل الاتفاقات ما هي الا طحنا للهواء


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024