إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

حقائق «قواتية» انقلابية

يوسف المصري - البناء

نسخة للطباعة 2016-01-20

إقرأ ايضاً


تأييد ترشيح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع للجنرال ميشال عون جسّد الكابوس الذي راود على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة بيت الوسط، وصولاً إلى عواصم خليجية أخرى، أبرزها الرياض.

والسؤال الاستتباعي المطروح الآن هو: لماذا فعل جعجع ذلك؟ وكيف «تجرّأ» على ترشيح عون، رغم أنه خلال الأيام الأخيرة وصلته أكثر من رسالة تحذّره من غضب السعودية عليه، فيما لو فعل ذلك؟

الإجابة عن هذا السؤال عند جعجع، ولكن بحسب محيطين به فإنّ سبب إقدامه على ترشيح عون يعود إلى عوامل أساسية ذات صلة بالمسار الفاشل لـ14 آذار منذ سنوات عدة، واتضاح أنّ رهاناتها الخارجية لم تكن في محلها بل كانت ذات نتائج كوارثية.

تقول إحدى هذه الإجابات إنه خلال الفترة الماضية تعاظم النقد داخل قواعد القوات اللبنانية على العلاقة «المهينة» بين معراب وبيت الوسط. ثمة مقارنة نشأت داخل القوات بين علاقة عون مع حزب الله وعلاقة جعجع بالمستقبل. وظهر بنتيجتها أنّ القوات مظلومة ومهانة، وأنّ شريكها المسلم يعارض أهدافها المسيحية بأسلوب مصلحي وأناني. وجاء ترشيح الحريري لفرنجية من دون موافقة أو حتى مشاورة القوات لتجعل هذا النقد داخل القواعد القواتية يصل إلى حدّ التململ. وبحسب معلومات لـ«البناء» فإنه أثناء مناقشة جعجع مع نحو خمسين من كوادر القوات قضية خيار ترشيح عون قاطعه الحضور بتصفيق طويل ما جعل جعجع يتفاجأ. وتقول هذه المعلومات إنّ معظم الكوادر الذين قدّموا مداخلات في هذه الجلسة ركزوا على ثلاثة أمور أساسية:

الأول: أنهم مع طَيّ صفحة الخلاف مع العونيين، لأنّ الفارق معهم ليس له أية مبرّرات تخدم الأهداف المسيحية الراهنة. ثانياً واستدراكاً، ركّز هؤلاء على أنّ خطر الإرهاب التكفيري على مسيحيّي المنطقة ومن ضمنهم مسيحيّو لبنان لم يعد ممكناً إغفاله.

وضربوا أمثلة كيف أنّ شباب القوات في المناطق المتاخمة للحدود السورية، وحيث توجد أخطار من تجاوز «داعش» لها إلى داخل قرى لبنانية، اتخذوا قرارات شخصية بالتمترس في خنادق واحدة مع شباب ينتمون إلى حزب الله من أبناء تلك المناطق للدفاع عن بلداتهم وأعراضهم في وجه احتمالات الهجمات التكفيرية.

وسأل البعض: لماذا نستمرّ بعد اليوم بانتقاد عون على حلفه للدفاع عن لبنان ضدّ التكفيريين؟

النقطة الثالثة: التي ركز عليها القواتيون هي أنه لا يجب أن نستمرّ بعلاقة الحبّ من جانب واحد مع تيار المستقبل، نحن لسنا دعاة فكّ التحالف مع «التيار الأزرق»، لكننا نطالب بتحالف ندّي، وبأن لا يكون على حساب المصالح المسيحية الخاصة بالوجود وبنيل حصة المسيحيين داخل كعكة النظام السياسي.

خلاصة القول بحسب مصادر قريبة من القوات، فإنّ معراب تريد السير سياسياً في المرحلة المقبلة وفق صيغة رجل في 14 آذار ورجل أخرى تتشارك الخطى مسيحياً مع الجنرال عون.

هل ينجح جعجع في جعل توازنات إيقاعات خطواته ممكنة لدى دوسه أرض الواقع السياسي، خلال المرحلة المقبلة. الفترة المقبلة ستجيب عن هذا السؤال، خاصة في ظلّ توقّع أن تشنّ جهات إقليمية هجمة معاكسة على جعجع لجعله يضطر إلى التراجع عن خياره الرئاسي الجديد.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024