إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

مهندسون ألمان ونمسويون مع داعش

يوسف المصري - البناء

نسخة للطباعة 2014-08-23

إقرأ ايضاً


علمت «البناء» من مصادر أوروبية أن مهندسين مسلمين ألماناً ونمسويين يعملون داخل صفوف تنظيم الدولة الإسلامية داعش في العراق. وأضافت أن هؤلاء المهندسين أمكن اكتشافهم نتيجة قيامهم بأدوار لإصلاح أعطال أحاقت بسد الموصل بعد تمدد داعش إليه واحتلاله قبل تراجعها عنه بفعل الضربات البرية للبشمركة والجيش العراقي المنسقة مع غارات جوية أميركية مكثفة.

وقالت هذه المصادر إن أجهزة استخبارات كل من ألمانيا والنمسا، تجري الآن تحقيقات موسعة لمعرفة تفاصيل عن هؤلاء المهندسين ومعرفة ما مدى الاختراق الذي حققته داعش على مستوى تجنيد عناصر في صفوفها داخل مجتمعات هاتين الدولتين، خصوصاً أن الحديث لا يجري الآن عن مواطنين عاديين مسلمين يحملون جنسيتهما ويقطنون بين ظهراني مجتمعاتهما، بل عن نوعيات علمية ومتخصصة.

وتلحظ هذه المعلومات وجود اتجاه عاجل لدى الاتحاد الأوروبي لتزخيم تعاون الأجهزة الأمنية فيه على مستوى وضع خطط فعالة لاستدراك خطر داعش في أوروبا.

ويسود قلق لدى الحكومات الأوربية استناداً إلى المصادر عينها من عدة ظواهر كشفتها حتى تجربة المجتمع الدولي بمواجهة هذا الخطر التكفيري الإسلامي الجديد العابر لحدود دول منطقة الشرق الأوسط والضارب وجوده في قلب مجتمعات الدول الأوروبية والغربية بعامة:

أول هذه الظواهر اعتراف القيادة الوسطى في الجيش الأميركي وذلك عبر صفحات مواقعها الإلكترونية بأن غاراتها الجوية على داعش في العراق لم تحقق إلا خمسين في المئة من النتائج العسكرية المرجوة. وبكلام أوضح فان خمسين في المئة من هذه الغارات الجوية كانت فاشلة.

ثانياً – لقد ظل القرار الأميركي طوال الفترة الماضية القريبة ينام مطمئناً وراء مقولة أن خطر الجيل الجديد من القاعدة أي ما بعد أسامة بن لادن وأيمن الظواهري ، يحمل انعكاسات تهديد على روسيا والصين المتشابكة ديموغرافياً مع بيئات إسلامية متطرفة واسعة، وذلك بأكثر مما يحمل انعكاسات تهديد خطرة على الولايات المتحدة الأميركية المقيمة في قارة بعيدة وراء الأطلسي.

وخلاصة هذا الاستنتاج هو الذي قاد أميركا للتصرف ببرود إزاء بروز خطر داعش وذلك تحت مبرر أنه لا يجب على واشنطن التصدي لحل مشاكل الروس والصينيين. ولكن أميركا باتت اليوم تدرك خطل نظريتها، وهذا ما يفسر هرولتها لمجلس الأمن لبناء تنسيق أممي ضد داعش ولو بحدود منع تمدده وليس القضاء عليه.

ثالثاً – تفيد هذه المصادر أن المستوى الأمني في الاتحاد الأوروبي بدا ينظر لخطر داعش من زاوية ارتباط دورها كمحفز على نشر مناخ أيديولوجي إسلامي عالمي متطرف، مع توقعات زيادة معدلات نسبة المسلمين داخل المجتمعات الأوروبية خلال العقود القليلة المقبلة.

وتشكك هذه المستويات بنجاح نظرية تسود هذه الأيام في الأوساط الأوروبية وتفيد بأنه بدل الدخول بقتال شامل مع داعش في المشرق العربي، مما يعمق لفت نظرها للعداء لنا، علينا الإفادة من حراكها هناك، لحض مسيحي الشرق على القدوم إلى دول أوروبا ليعوضوا زيادة نسبة المسلمين في مجتمعاتها.

ويبدو بحسب هذه المصادر أن القرار الدولي في هذه اللحظة اتجه ليقف في نقطة وسط بين نظريتي عدم فتح اشتباك شامل مع داعش في المشرق من جهة والإفادة من جهة ثانية من ارتكاباتها ضد مسيحيي الشرق لحضهم على الهجرة إلى الدول الأوروبية لتعويض الخلل الديموغرافي فيها لمصلحة زيادة نسبة المسلمين.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024