إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

تاريخ العراق : من هولاكو إلى جورج بوش -1-

فوزي نجد

نسخة للطباعة 2007-03-24

إقرأ ايضاً


من 1217 إلى بغداد العثمانية.

هولاكو, حفيد جنكيز خان الامبراطور المغولي ، ولد سنة 1217 وتوفي في 8 شباط ، سنة 1265 في جزيره يي شاهي في إيران.

لم يكن تاريخ العراق كما يمكن أن يعتقد الناس عن بلاد غنية بمواردها الطبيعية ،مثل البترول وغيره. لم يكن العراق مستقل لفترات طويلة متقطعة حتى يتمكن من تطوير صناعة البترول وتحسين المشاريع الزراعية في السهول الفسيحة التي ترويها مياه النهرين: الفرات ودجلة.

تاريخ العراق الطويل من هولاكو إلى جورج بوش، تعرض لموجات متكررة من الفتوحات، فاتح ذاهب وفاتح آخر قادم، من القرن الثالث عشر حتى الاعتداء الأمريكي سنة 2003 ونتائج.ما بعد الحرب.

هولاكو حفيد جنكيز خان، حاكم منغولى أو مغولي في إيران أسس السلالة ألخنيد كجزء من البرنامج المغولي لإخضاع العالم الإسلامي، استولى على بغداد ودمرها، وكانت عاصمة الدين والحضارة الاسلامية في عهد العباسيين. بعض المؤرخين يعتبرون أنه عمل أكثر من سواه لتدميرالثقافة الوسطى الإيرانية .

مانجو حفيد جانكيز خان عيّن أخاة هولاكو، أحد أعظم ملوك المغول الأربعة، ليوصل النفوذ المغولي إلى المناطق الإسلامية. هولاكو دمر قلعة الساسانيين (طائفة إسلامية ميلشياتية) سنة 1256 في علموت وسط شمال إيران. وبعد ذلك هزم جيش الخليفة المستعصم ،آخر الخلفاء العباسيين، وألقى القبض عليه ، ونفذ فيه حكم الإعدام بعد فترة وجيزة، وفي سنة 1258 احتل بغداد ودمّر معظمها بوحشية هائلة وقتل 800,000 ثمان مئة ألف عراقي، نساء ورجالا وأطفالا وأشعل النار في مكتبة بغداد التي كانت أكبر مكتبة في العالم، ورمى ما لم تلتهمه النيران في نهر دجلة وقد أصبح لون المياة أحمرا من الكتب المسجلة بالحبر الأحمر. وأصبحت المدينة إداريا مركز مقاطعة، وغير مدن في العراق (العربية)، المدن التالية الهلا والكوفة والبصرة، مشت على شروط المحتلين وبقيت سالمة. وفي العراق الفوقى ، الموصل أصبحت عاصمتي ديار بكر وديار ربيعة. هذه المقاطعات ، مثل بغداد (العربية) كانت معتمدة على سياسة خان-Il المغولي وكانت قاعدتها أذربيجان. وبعد ذلك هاجم هولاكو سوريا واحتلها ولكن الجيش المصري طرده منها سنة 1260، وحينئذ عاد إلى إيران وسكن في مقاطعة أذربيجان.

وعند موت الناصر 1225 ، كان المغول بقيادة جنكيز خان قد دمّروا دولة الخوارزم شاه واحتلوا أكثرية شمال أيران. صدت جيوش المستنصر العباسي (1226-1242)، بقيادة حفيد الناصر البكر، هجوما مغوليا على العراق (العربية). وبقيادة إبنه المستعصم قاومت بغداد حصارا مغوليا سنة 1245.

الخانيون II بدورهم كانو إسميا تابعين للخان الأعظم في الصين. مع أن بغداد احتفظت بجو مميز للمسلمين ، لكن مدينة تبريز في أذربيجان أخذت دورها واصبحت المركز السياسي والتجاري للمنطقة. إن حكم المغول في بغداد أخذ شكل إدارة مشتركة من المسلمين والمسيحيين واليهود مثنـّاة بقائد الحامية المغولية.

مع أن بغداد كانت تحت حكم عائلة جوفيني من خرسان (1258 – 1285) ، هنالك أدلة تدل على أن بغداد بدأت تستعيد حياتها بعض الشئ بعد الدمار الذي لحق بها على أيدي المغول. إجمالا بغداد خبرت مرحلة من الانحطاط السياسي والاقتصادي المرير الذي استمر حتى القرن السادس عشر.

بعد ذلك ورغم أن خان – II محمود غازان اعتنق الإسلام (1295 – 1304 ) وبعد الإصلاح الذي أحدثه وزيره رشيد الدين (1318 ) ، علم من مصدر واحد ، سنة 1335 – 1340 دولة أو ديوان مداخيل العراق (العربية) قد سقطت إلى عشر ما كانت عليه قبل الفتح المغولي.

مع موت آخر خان – II الناشط سعيد باهادور خان 1335، خصامات حادة نشأت بين نخبة زعماء المغول العسكريين , خصوصا بين قادة قبائل السولدوز والجلاييرد.

السولدوز يُعرفون أيضا ب كوبانيد اتخذوا أذربيجان قاعدة لهم, بينما الجلاييريد اتخذوا بغداد.

في بداية الأمر اتخذ كل منهم وريثا للملك خانيد- II ، قائدا لهم ليثبتوا شرعية حكمهم.

أشهر حاكم من الجلاييريديي كان الشيخ عويس (1356 – 1374 ) الذي أخذ السيطرة على أذربيجان من السولودوز الكوبانيديين سنة 1360 ، وخلق وحدة سياسية قاعدتها العراق (العربية) وأذربيجان.

بالإضافة إلى انهماكه بهذه وبعض الأعمال العسكرية، رعى التجارة والمهن الحرة والرسم وعلم الخطوط. كذلك اتخذ إنشاء مشاريع عمرانية في العراق. وأخيرا هدروا قوتهم في مغامرات أجنبية فاشلة وبالاقتتال العائلي. وفي سنة 1393 أثناء حكم أحمد جلايير، تيمور (تاورلين) , فاتح من آسيا الوسطى ، أخذ بغداد وتكريت.

تمكن أحمد من إستعادة سيطرته على عاصمته بغداد لفترة قصيرة, ولكن تيمور حاصر المدينة ونهبها سنة 1401, وضربها ضربة لم تستطع أن تتعافى منها حتى أيامها الحديثة.

إدارة التيموريين في العراق (العربية) , أولا تحت حكم تيمور وبعده تحت حكم حفيده أبو بكر، كانت متقطعة ولم تستمر طويلا: سيطروا على المنطقة خلال السنوات 1393-1394, 1401-1402 , و1403-1405.

بعد موت تيمور، أحمد استعاد بغداد لوقت قصير, لكن في سنة 1410 قتل في نزاع مع حليفه السابق قارا يوسف, زعيم القارا قويونلي ( ”الخروف الأسود“) , فدرالية القبائل التركمانية من شرقي الأناضول, الذين طردوا التيموريين من أذربيجان. وبقايا السلالة الجالاييريدية قذفوا جنوبا إلى الهلة ووسيط والبصرة. وفي النهاية أبادهم القارا قويولي سنة 1432 .

في القرن الخامس عشر كونفدراليتين تركمانيتين حاولتا السيطرة على العراق. الأولى منهما كانت قارا كونيولي التي حكمت الموصل حوالي سنة 1375 حتى أرزوروم في شرقي الأناضول، كحليف لل جالاييريدس.

وبعد الاستيلاء على بغداد سلم القارا يوسف المقاطعة إلى إبنه شاه محمود الذي احتفظ ببغداد حتى 1433 .

وشاه محمد خسر الملك لأخيه إسبان أو أصفهان إلى أن جاهان شاه, إبن قارا يوسف الآخر أخذ المدينة أي بغداد. هو وأباؤه ووكلاؤهم حكموا بغداد من سنة 1447 وحتى 1468 إلى أن خلعهم خصمهم أك كونيولي ( الخروف الأسود). فدرالية ال أك كويونلي، بقيادة يوزون حسن (1457) – 1478 ) و أل أ ك كونيولي, مثل سلفهم كارا كونيولي، أتوا من شرقي الآناضول.

مع أن أنجازات ملحوظة في الفنون سجلت من النصف الأول من القرن الخامس عشر ، المثقفون يعتبرون ،عامة، أن هذا العهد هو أعتم عهد في تاريخ المنطقة. حكم أ ك كونيولي بغداد (1468 -1508) حيث يظهر أن معظم هذا العهد أقل نوعا ما من عهد كارا كونيولي، علما أن قبيلة البّورنك الذي سيطرت على المدينة سيطرة متقطعة من سنة 1475 – 1508 – حيث وضعوا لمحاربة قبيلة الموسيلّو في أعلى العراق. بعد تقسيم دولة أ ك كوينولو سنة 1500 , العراق (العربية ) أصبحت معقلا نهائيا للحاكم التركماني, مراد (1497 – 1508 ) حتى إحتلال السفافيد سنة 1514 .

أجبر الحاكمان الأثنان كارا كوينولي و أ ك كوينولي على التعامل مع نهضة المشعشع الرسولية الشيعية في جنوب العراق. سنة 1436 محمود إبن فالح مؤسس طائفة المشعشع ، ظهر بين القبائل العربية في منطقة المستنقعات حول الوسيط، واحتل قرية الهويزا ربما الأهواز ( اليوم هوفيزة - إيران) وجهز حملة على البصرة .

علي إبن محمد الفالح استولى على الوسيط والنجف وهاجم قافلات الحجاج. في أواخر القرن الخامس عشر وضعت هذه الحركة مؤقتا تحت إمرة النظام التركماني. في أكتوبر 1508 ، شاه إسماعيل ، مؤسس عائلة السفافيد في إيران ، دخل بغداد على رأس الجيوش التركمانية وطردوا الحاكم بّورنك وسلـّم المدينة لرئيس القوات المسلحة وذهب جنوبا ضد المشعشع.

في العهد التركماني مركزية القبائل سيطرت على السياسة في تلك المنطقة.

في العراق الأعلى من ديار بكر بما فيها الموصل والمناطق الكردية شرقى نهر دجلة اندرجت تحت السيطرة العثمانية بعد أن تغلب السلطان سليم على السفافيد سنة 1512 – 1520 في معركة كالديران سنة 1514 .

بقيت العراق ( العربية) بيد السفافيد وقبيلة موسيلـّو التي كانت سابقا أل أ ك كويونلو الآن في خدمة السفافيد، صعدت إلى القوة في بغداد بين سنة 1514 و 1529. ذو الفقار في الحقيقة أعلن نفسه مستقلا عن السفافيد. والشاب تاهمسب شاه الأول إبن اسماعيل استرجع بغداد سنة 1529 وأعطاها إلى محمد سلطان خان تكّالو.

سنة 1533 ، السلطان سليمان الأول الرائع، إبن السلطان سليم ، ركز هجومه على العراقين. وفي نوفمبر 1534 استولى على بغداد من الحاكم السفافيدي محمد سلطان خان . وفي منتصف القرن السادس عشر ضم المدينة إلى الامبراطورية العثمانية، وبعد الاحتلال العثماني أعاد تأهيل العراق سياسيا وجغرافيا بلإتجاه الغربي.

كل من يطلع على تاريخ الشرق الأوسط خصوصا تاريخ سورية الطبيعية يعرف اللأسباب التي دفعت سعادة ليسأل ذلك السؤال التاريخي: " ماذا جلب على شعبي هذا الويل". ووضع المباديء الثمانية الأساسية والخمسة الإصلاحية وعبر عن الفلسفة المادية الروحية بكلمة جديدة أدخلها على اللغة العربية : "المدرحية" أي المادة والروح.

ويظهر لنا بوضوح أن كل الحركات السياسية والحركات السياسية العسكرية فشلت كلها في مجال توحيد بعض أجزاء الوطن الذي مزقته الحروب والفتوحات في غياب الوجدان القومي. ليست السياسة، مهما رافقها من براعة السياسيين، طريقا صالحا لتغيير نفسية المجتمع من القناعة بالمقسمات الجغرافية إلى الإيمان الشديد بالتوحيد المجتمعي الجغرافي. إن السبيل الوحيد الضامن الذي يقود الحركات العقائدية إلى تحقيق أهدافها السامية، هو وحده الجهاد الرسولي.

يتبع


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024