في ذكرى يوم الفداء. ذكرى استشهاد مؤسس الحركة السورية القومية الاجتماعية المعلم أنطون سعاده نجدّد العهد على أننا " جماعةٌ لم تفضل يوماً أن تـترك عقيدتها وإيمانها وأخلاقها لتـنقـذ جسداً بالياً لا قيمة له". ونؤكد أيضاً " إننا لقومٌ نفضلُ أن نستشهدَ قبل بلوغ غايتِـنا ، على أن تكون غايتُـنا القناعة بما هو حاصل" ،لأن ايماننا بالفداء مبني على أساس وعينا : " ان من مات دون تحقيق مطالبه العليا على ما وراءها من نفس كبيرة يُعذر... ولا يُعـذر من لا تصبوا نفسه الهزيلة إلا الى العيش في ظل المُثُـل المنحطة ". فالى صاحب هذه الأقوال في ذكرى استشهاده أقدم هذه الباقة من براعم وزهور مفاهيم حركة النهضة القومية الاجتماعية التي تعبق بقيم النهوض بالحياة ، وبناء الانسان الواعي المتفوق المبدع الذي تمتد مطامحه الى أسمى ما تكون المطامح :
نـورٌ حقيقـتُـنا التي بوضوحِهـا
أهلُ النبوغِ تعبقروا وتزوبعـوا
خيـرٌ عـقيدتُـنا الـتي بصلاحِهـا
أهلُ الفـضيلةِ بالصلاحِ تمتعـوا
عـزمٌ إرادتُـنـا الـتي بثـبـاتـِهـا
جعلتْ مفـاهيمَ التفـوّقِ تســطـعُ
عـزٌ مطامحُـنا التي بسمـوِّهـا
تاريخَ ما فـوقَ السمـوِّ نُـوقـِّـعُ
هـذي حقيقـةُ نهضةٍ سـوريـةٍ
الا بعـشــقِ المنـتـهى لا تـقـنـعُ
فـليـكـتـب التاريخُ انـَّـا نهـضةٌ
روحَ القـبـائـحِ بالمحاسنِ تـقـمعُ
وتغـيّـرُ الـدنيا بحُسـنِ بنائهـا
في الكونِ حتى لا يـبـورُ ويُصدعُ
الا التقـدمَ لا نـريـدُ الى العـُلى
وبغـيـر ترسيخِ الهُـدى لا نطـمعُ
فـمـدارُ أبعـادِ الضيـاءِ مـدارُنـا
وبنـاؤنا حيـثُ الضياءُ يُشـعشعُ
لن تـنـفـعَ الأجـيـالَ الا نهضة ٌ
بضيائها حُـجُـبُ الظـلام تـُـمزَّعُ
هذي قضيتنا ونهـجُ مسارنا
وبعـزمنا شُهـبُ الكـرامة تـلـمعُ
لن يصنعَ التاريخَ الا من وعى
أسسَ البناء ِ،وبالبطولة ِ يصنعُ
تاريخُـنـا أبــداً منــارُ هــدايــة ٍ
وعزائـمٌ تبني الحيـاةَ وتُـبـدعُ
ونظـلُ ما بقيَ الـزمانُ زوابعـا ً
تجتثُ أنفاسَ الخـمول ِ وتشـلعُ
ولأجـلِ سُـوْرِيّا تـظـلُ دمـاؤنـا
فـوّارَ نـور ٍ بالفــداءِ تُــزوبـعُ
***
فعطاؤنا اختصرَالهدايةَ والفِـدى
وعلى الفضيلةِ شادَ ما لا يُقـلَعُ
سيدومُ في نهجِ الصوابِ فِـداؤنا
بالعـزِ آفـاقَ الـوجـود ِ يـُوَسِّـعُ
منْ لمْ يكنْ أهلاً ليُدركَ ما الهُدى
كـلُّ النوايا لا تُـفـيـدُ وتـنـفـعُ
إنْ لمْ نكنْ أهلاً لنفهمَ ما الفِـدى
كـلُّ الجهِودِ لقهـرِنا تـتجـمعُ
إنْ لمْ نـُقـدِّسْ قيمةِ الانسانِ في
الأذهانِ، حصنُ بنائنا مُـتَـزعـزعُ
إنْ لمْ نـُوَجـِّهْ للمـراقي سـيـرَنا
هـيهات نظفرُ بالرقيِّ ونصنعُ
تبقى الحقيقةُ في بناءِ نفوسِنا
بعـناية ٍ مُثـلى فلا تـتـضـعـضعُ
هذي مطامحنا التي بطهارها
نمضي الى العلياءِ لا نـتـراجعُ
روحُ الحيـاةِ مناقبٌ وكـرامةٌُ
وعن النذالـة ِ عِـفـَّةٌ وتَـرفـُّـعُ
بالوعيَّ رسَّخنا الفضيلةَ فارتقى
بحمى الفضيلةِ وعيُـنا المستوسعُ
***
فنفوسُنا أبـداً دلـيـلُ ثباتهـا :
بالوعيِّ ننهضُ، بالتفوِّقِ نـُبدعُ
ولذا استقامَ على الفداءِ جهادُنا
لتظـلَّ أجيـالُ الفـداءِ تُـتَـابـعُ
ويظـلُّ تموزُ المنارةَ ساطـعـاً
ونظلُّ بالوعيِّ الوجودَ نُـرصِّـع
نحنُ الحياةُ ، ونحنُ أبناءُ الحياة،
وكـلَّ ما يُرضي الحياةَ نُـشرِّعُ
وبقـوةِ الايـمـانِ نبني عـالـمـاً
صدقَ الإرادةِ في الخليقةِ يزرعُ
ومتى يكونُ الموتُ درباً للحياة
فإنـنا نحـوى الـفـدى نـتـدافــعُ
إيمانُـنا اخترقَ المحالَ وعزمُنا
قـدرٌ فظاعاتِ المصائبِ يَـصفـعُ
الا الفـضيلة لا تـُطهـرُ أنـفساً
جَبُنـَت وفي لجـجِ المفاسدِ تـقبعُ
ففضيلة ُ الأحرارِ في أخلاقهمْ
إنْ أهملوا الخُلُقَ الكريمَ استخنعـوا
مهما يُشيعُ الناسُ عنا فالهُدى
إلاّهُ نـهـجـاً صالحـاً لا نـقـنـعُ
***
نهجُ الحضارةِ نهجُنا، وجهودنا
أبـداً مَـداميكَ الحـضـارةِ تـرفــعُ
من زاغ عن نهجِ الحضارةِ خائبٌ
مُتـقـهـقـرٌ ، مُتخاملٌ ، مُتقوقـعُ
معنى الفداءِ هو الوقوفُ بوجهِ من
كَـرهَ الضياءَ وللـدُجى يتـشــيَّـعُ
أرقى الفداءِ بأن يكونَ عطاؤنا
مُـتـواصـلاً أبــداً ، ولا يَـتـقـطـعُ
لتظـلَ تـنعـمُ بالرقيِّ جُمـوعُـنا
جـيـلٌ يـفـوزُ وألـفُ جيـلٍ يتبـعُ
هـذي حـقيقُـتـنا ، حقيقـةُ أمـةٍ
فَـرضتْ حقيقـتَها ولا تـتـزعـزعُ
معنى الحياةِ بأن تكونَ حياتُـنا
نبعـاً يُـنوفِـرُ بالصلاحِ وينبـعُ
شَـرَفُ الحياةِ فضائلٌ فـوارةٌ
وإرادةٌ قَـدَريـةٌ لا تَـخـنـَعُ
هذي عقيدتنا التي من أجلها
عَلَـمَ الفِـداءِ الى القداسةِ نَـرفَعُ
|