إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عيد تأسيس الحزب مناسبة لتجديد الالتزام بالأسس الصلبة للنهضة

عمدة الإذاعة

نسخة للطباعة 2012-11-14

إقرأ ايضاً


بمناسبة العيد الـ81 لتأسيس الحزب صدر عن عمدة الإذاعة ـ الدائرة الإعلامية البيان التالي:

في السادس عشر من تشرين الثاني من هذا العام، يُحيي الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيسه الـ81، باحتفالات وندوات ومحاضرات تعمّ الوطن وعبر الحدود، يؤكد من خلالها على عزيمة تجديد فعل التأسيس ومعانيه وأسسه النهضوية الفكرية والعقائدية والصراعية والاجتماعية والاقتصادية.. وهي أسس صلبة ومتينة معيارها الحق والحرية والصراع، وكلّ حركة نهضوية تقوم على مثل هذه الأساسات جديرة بالانتصار.

إنّ الاحتفال بهذه الذكرى، عنوانها التأكيد بأنّ لنا قضية عادلة ومحقة، وأنّ صراع أمتنا في سبيل هذه القضية حق ثابت ومشروع، والحق لا يخضع لأي مساومة، وهو مكفول بالعهود والمواثيق والأعراف العالمية والإنسانية.. ولذلك يتخذ حزبنا من مناسبة تأسيسه منصّة دفع جديدة لتثبيت حق أمتنا وعدالة قضيتها.. ليؤكد من خلالها أبناء النهضة وتيارهم على تجذر الانتماء وإرادة الصراع، بوصفهما البوصلة الحقيقية لإرساء المفاهيم الصحيحة والقيَم المجتمعية النبيلة.

إنّ جوهر الفكرة القومية الجامعة التي أرادها مؤسس الحزب الزعيم أنطون سعاده، ملازمة للتأسيس تقوم على التمسك بالحق وحفظ كرامة الإنسان وإطلاق طاقات الأمة لصنع المستقبل المشرّف. فتحية إلى سعاده الذي أسّس حزباً يؤمن بالوحدة، ورسم بدمه مسارات الصراع في سبيل عز الأمة وحقها.

في مناسبة عيد التأسيس يؤكد الحزب على ثوابته النضالية والعقائدية، التي ترى في العدو الصهيوني عدواً مصيرياً ووجودياً، تجب مقاومته بكلّ الوسائل والأساليب، فهذا العدو لا يزال يحتلّ فلسطين والجولان وأجزاء من لبنان، ويمارس أعتى أشكال العدوان والعنصرية ضدّ شعبنا وبلادنا، وراهناً بات لهذا العدو "منظومة" حلفاء جدد يؤازرون مشروعه التوسّعي الاحتلالي. فلم يعد الغرب الاستعماري وحده واقفاً إلى جانب "إسرائيل"، بل هناك أدوات الغرب من دول إقليمية وعربية، والقوى التقسيمية والمجموعات التكفيرية التي تعشعش في نفوسها غريزة التطرف والإرهاب. كلّ هؤلاء يجتمعون اليوم ويلتقون على أهداف واحدة، هي تقويض مجتمعنا وتفتيته من خلال عمليات القتل والإجرام والإبادة والتهجير والاقتلاع، وإسقاط مشروع المقاومة، لأنه المشروع الوحيد الذي من خلاله تستطيع أمتنا أن تستعيد حقها وتصون وجودها وكرامة إنسانها..

ويرى الحزب أنّ المعركة الراهنة، هي من أخطر المعارك.. فأمتنا تواجه مشروعاً استعمارياً استئصالياً احتلالياً، يرمي في مرحلته الأولى إلى إغراق لبنان في فتنة عمياء لا تبقي ولا تذر. وما حصل مؤخراً في لبنان بعد تفجير الأشرفية الإرهابي وأحداث مدينة صيدا، يشي بأنّ هناك أدوات تعمل لإحداث الفتنة، والعبث بالأمن الوطني.. ولولا حكمة وتبصّر القوى المؤمنة بوحدة لبنان وبمشروع الدولة، وقرار الجيش اللبناني الواضح بالحفاظ على الأمن والاستقرار، لكان لبنان وقع في فخ الفتنة..

وانطلاقاً من حرصنا على السلم الأهلي والوحدة الوطنية نؤكد ضرورة أن تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها كاملة لمنع المجموعات المتطرّفة من استخدام الأراضي اللبنانية ضدّ سوريا.. ووضع حدّ نهائي لحالات الفلتان في بعض المناطق، وتفعيل سلطة القضاء ضدّ كلّ مَن يحرّض على الفتنة بين اللبنانيين.

وفي موازاة ذلك، نؤكد ضرورة إقرار قانون انتخابي لا طائفي يحقق صحة التمثيل ويضمن لكلّ لبناني مقيم في انتمائه حقه في الانتخاب. ونعتبر أنّ العودة الى قانون الستين أو أيّ قانون يشبهه، هو عامل تفجير وعدم استقرار للبلد، ونرى أنّ القانون الأمثل الذي يحقق وحدة اللبنانيّين وصحّة التمثيل ويعزز المواطنة ويقفل على الطائفية المقيتة، هو الذي يقوم على الدائرة الواسعة والنسبية وخارج القيد الطائفي.

ويدعو الحزب إلى حلّ مشاكل لبنان الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، ويرى أنّ البدء بإصلاح الجوانب البنيوية والقضاء على المحاصصة الطائفية هو الطريق للإصلاح المنشود..

ويؤكد الحزب أنّ ما تتعرّض له سوريا منذ سنة وثمانية أشهر، هو حرب شرسة لا مثيل لها في التاريخ، فهناك دول غربية وعربية وإقليمية تستخدم الإرهاب والتطرف ضدّ الدولة السورية، وقد أثبتت الأحداث أنّ ما يحصل في سوريا ليس وليد شعارات الحرية والإصلاح والديمقراطية، بل هو مؤامرة محبوكة، الهدف منها إسقاط الدور السوري المحتضِن لنضال شعبنا في فلسطين والداعم لخيار المقاومة في الأمة.

إنّ ما تقوم به المجموعات الإرهابية المتطرّفة من أعمال تفجير وقتل وخطف تستهدف السوريّين عسكريّين ومدنيّين وأطفال ونساء وكفاءات علمية، ومن تدمير وتخريب للمؤسسات العامة والخاصة، هو الإجرام والإرهاب بعينه، وأنّ مسؤولية الدول التي تحترم حقوق الإنسان واستقلال الدول والمواثيق الدولية، أن تقف الى جانب الدولة السورية في حربها على الإرهاب، وليس مع الإرهابيّين ضدّ الدولة والشعب..

ويعتبر الحزب أنّ طريق الحلّ في سوريا هو بالحوار الذي يجب أن تتمثل فيه كلّ القوى باستثناء الذين تلطخت أياديهم بالدماء وتبنوا الإرهاب وسيلة لتدمير الدولة السورية. لذلكـ فإن المطلوب هو توفير بيئة صالحة لاطلاق الحوار وتحقيق رزمة الاصلاحات، وهذا يستدعي أن تتوقف الدول المتورطة في الحرب ضد سوريا عن دعم المجموعات الارهابية بالمال والسلاح وتتوقف عن احتضان التشكيلات التي تسمي نفسها معارضة وتحض على القتل والاجرام.

ويرى الحزب أنّ الإرهاب الذي يضرب في سوريا، نفسه الذي يضرب في العراق، حيث لا يكاد يمرّ يوم إلا ويشهد العراق تفجيرات إرهابية دامية تستهدف المدنيين الأبرياء لا سيّما النساء والأطفال.. وذلك في محاولة لإضعاف العراق وتهيئة البيئة المناسبة لتقسيمه والهيمنة على ثرواته. ولذلك ندعو أبناء شعبنا في العراق من أجل ان يتوحّدوا في مقاومة الإرهاب، لتمكين العراق من استعادة موقعه ومكانتة وقدراته ليشكل ركناً أساسياً في بيئته القومية.

ويعتبر الحزب أنّ الأردن ليس في منأى عن الإرهاب والتطرف، فالقوى المتطرّفة المدفوعة بدعم غربي وإقليمي وعربي تجد ضالتها في نشر الفوضى في كلّ بلادنا، ولذلك ندعو شعبنا في الأردن إلى أن يعمل على تحصين وحدته، وأن يضغط بكلّ الوسائل للحؤول دون تورّط الأردن بشكل كامل في أيّ مخطط يستهدف سوريا والمنطقة.. لأنّ نتائج هذا التورّط ستكون كارثية على الكيان الأردني..

أما فلسطين، التي تنوء تحت الاحتلال والحصار والتجويع، فالعدو الصهيوني يواصل احتلاله لها وعدوانه عليها بشكل متصاعد، ويستمرّ بتنفيذ مخططات التهويد وبناء المستوطات واقتلاع ما تبقى من الفلسطينيّين من أرضهم، في حين لا يزال مشهد الانقسام الفلسطيني قائماً، وهو مشهد مؤلم ومحزن، وهو نقيض تطلعات أبناء شعبنا في فلسطين الذين ينشدون الوحدة الفلسطينية وفق برنامج نضالي يضمن حق التحرير والعودة..

إننا في هذا السياق، نشدّد على ضرورة أن تتخلى أطراف الانقسام عن مشاريعها الخاصة وعن رهاناتها الخاطئة، فقطاع غزة لا يكون محرّراً ولا يتخلّص من الحصار، إذا لم تكن الضفة الغربية ظهيراً له، والعكس أيضاً، والضفة والقطاع لا يكونان آمنين إذا لم تكن القدس كلّها عاصمة فلسطين. لذلك نرى أنّ السعيَ إلى دولة الأمر الواقع بحكم السيطرة، أو دولة على جزء من الأرض الفلسطينية باعتراف دولي، إنما هي أوهام، لأنّ فلسطين الدولة يجب أن تقوم على كلّ أرض فلسطين. وهذا حق مشروع، والحق لا يمكن أن يتجزأ.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2025