إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

القوميون الإجتماعيون طليعة الاستشهاديين بوجه "إسرائيل" وضحايا الإرهاب التكفيري في سورية ؟

عربي برس

نسخة للطباعة 2012-02-16

إقرأ ايضاً


خاص عربي برس - إدلب

سبعة شهداء قضوا برصاص غادر،أو بعد التعذيب والتنكيل قدمهم الحزب السوري القومي الاجتماعي في محافظة إدلب، التي تسيطر على مساحات واسعة منها جماعات وهابية، تتلقى التمويل و السلاح من قطر و السعودية وحلف الناتو عبر الأراضي التركية .

الحزب الذي ساهم بقوة في تفجير الظاهرة الاستشهادية العربية في وجه الاحتلال الصهيوني في لبنان تحول إلى دريئة لرصاص المسلحين التكفيريين ، الذين ينفذون فتاوى شيوخ متطرفين، يحرضون على الحزب في قنوات ممولة من دول خليجية .

لا يمكن الوصول إلى مكاتب الحزب في المحافظة التي يغطي الزيتون رمز السلام نصفها على الأقل ، كل مكاتب الحزب مغلقة ، والتنقل بين المناطق بات محفوفاً بمخاطر ليس أقلها السلب من قبل أرباب سوابق انضموا للثورة ، أو الوقوع بيد الثوار الذين يعتبرون أي غريب عن المنطقة بالمعنى الطائفي المقيت هو موفد شخصي من مقتدى الصدر أو حسن نصر الله لإطلاق النار على رأس أو صدر متظاهر مقابل 500 ليرة وفق ما تبثه صفحات الثورة السلفية في إدلب من فيديوهات اعتراف لمن ساقهم حظهم العاثر للمرور في مناطق يسيطر عليها هؤلاء .

كان صعباً اللقاء بأحد كوادر الصف القيادي الأول في المحافظة الذي انتقل للعمل السري بعد تكرار جرائم الاغتيال ، كان عليه الانتقال إلى حلب للقائنا فوصوله من بلدته إلى إدلب دونه مخاطر تبدأ بالخطف ولا تنتهي بالقتل، ويوضح القتل والتنكيل بالجثث مدى الحقد والدموية التي بات عليها دعاة حرية لا يقيمون وزناً لقيم الحرية وحقوقها وأولها حق الحياة ، دون أن ننسى الأخلاق الإسلامية التي يتبجح هؤلاء بنصرتها و أهمها عدم التمثيل بالجثث .

جميع من التقيناهم من قيادات و وكوادر الحزب فضّلوا وطلبوا عدم ذكر أسمائهم الصريحة، فمقتل ستة من قيادات وكوادر الحزب على يد مسلحي "مجلس اسطنبول" وفق تعبيرهم جعلهم حريصين جداً على أمنهم الشخصي .

ويخبرنا أحد القياديين الرفيعين في القومي: "نتعرض لحملة اجتثاث حقيقية لحزبنا وفكرنا المقاوم التنويري، على يد قوى ظلامية تكفيرية ".

وأشار إلى أن " الحملة جاءت بتحريض من طرفين الأول هو تيار الحريري المتورط بدماء أحد عشر قوميا اجتماعيا في حلبا بشمال لبنان اثناء فترة أحداث أيار حيث عمل أتباع المستقبل من أنصار الوهابية والسلفية على الأنقضاض على الشباب القوميين بعد معركة بطولية خاضوها رغم قلة عددهم، تمكنوا خلالها من صد أي هجوم على مركزهم، ولكن يد الغدر نالت منهم بعد ان تدخل الجيش اللبناني ليوقف القتال بين الطرفين، فما كان من العصابات الارهابية من السلفيين الا ان أطلقت النار على القوميين الشباب العزل وقاموا بالتنكيل بهم وتقطيع أوصالهم وتشويههم بطريقة وحشية، أما الطرف الثاني فهو فضائيات الفتنة الوهابية التي تحرض بشكل سافر على أعضاء الحزب القومي وتدع علناً لهدر دمهم ".

وتابع القيادي " بدأوا موجة الاغتيالات بقتل الدكتور الصيدلي سمير قناطري في صيدليته ، و أتبعوا ذلك بقتل ستة آخرين ، ما اضطرنا لإغلاق مكاتبنا بعد سلسلة من التهديدات هاتفياً وعبر أوراق توضع على أبواب بيوت رفقائنا ومكاتبنا ".

و أشار عضو آخر من جسر الشغور إلى أن القوى التي سيطرت على الحراك هي قوى لا تؤمن بالحرية وهي متزمتة ودموية، ترفض مبدأ الحوار وتسعى لفرض مبادئها بالقوة العارية .

في معرة النعمان التي شهدت أول جريمة اغتيال لعضو في الحزب قال " سامر " أنا صديق للحزب، واعتبر أن كل ما تعرض له هو جريمة موصوفة لا مبرر لها إطلاقاً المرحوم الدكتور سمير قناطري لعب دوراً إيجابياً في مساعدة المعتقلين، والمفارقة أن من ساعدهم هم الذين قتلوه بعد صدور فتوى التكفيرين ".

وأضاف الشاب أنه بعد الهجوم على المفارز الأمنية من قبل المتظاهرين ومسلحين ملثمين تم اعتقال الكثيرين وكان المرحوم يسعى لاطلاق سراحهم، فاعتبروه مرتبطاً بالأمن وهذا كلام سخيف لأنه رجل سياسي، يستفيد من وزنه السياسي لمساعدة أبناء منطقته ، لكن الحقد كان أكبر من كل أخوة وجيرة .

سامر قص لنا كيف تم الاغتيال داخل الصيدلية حيث اقتحمها ثلاثة من المسلحين أحدهم سبق له أن خرج من التوقيف بوساطة من القناطري، واتهموه بالعمل لصالح الأمن فطلب منهم الهدوء والتعقل فعالجوه بإطلاق النار .

صديق الحزب تابع حديثه بالقول: هزت الجريمة معرة النعمان فقناطري من الشخصيات المحترمة جداً، و كثيرون أعلنوا إدانتهم للجريمة وحسموا موقفهم ضد الحراك التخريبي الذي لا يقيم وزناً لحياة الإنسان، بل إن كلمة غدر وخسة هي ما ينطبق تماماً على فعلتهم.

ويتركز السوريون القوميون في منطقة معرة النعمان و إدلب وجسر الشغور، بينما يقلون في قرى ومناطق جبل الزاوية حيث يسيطر المد الوهابي التكفيري الذي يعتبر الفكر السوري القومي فكراً ملحداً ينبغي اجتثاثه من سورية.

ويقول نزار وهو طبيب صديق للحزب " أعتقد أن إسرائيل تقف خلف الجماعات الإرهابية التي تصفي كوادر الحزب، لأن الحزب السوري القومي الإجتماعي لديه خط أحمر هو وجود "دولة إسرائيل ويدعو لإزالتها من الوجود" ، و هو كحزب علماني ليس متطرفاً ضد الدين بل إن المعلم أنطون سعادة يعتبر أن "الإسلام له رسالتان مسيحية ومحمدية (اسلامية) ، كما يدعو لفصل الدين عن الدولة منعاً لاستغلاله دنيوياً وهذا احترام كبير للدين ".

العلمانية هي جريمة الحزب الكبرى وفق ما يراه أحد أعضاء القومي الذي اضطر لترك إدلب منذ أيام ، ويقول: "التحريض علينا على منابر الجوامع أصبح طقس حرية ، هم يفهمون الحرية قتل المختلف لأنه علماني ، لكنهم جهلة وأتحدى أن يكون شيخ واحد من شيوخ الوهابية المجرمة في إدلب قرأ كتاباً لأنطون سعادة أو عرف شيئاً عن الحزب غير ما يتم تناقله على ألسنة الناس الذين لا يعرفون سوى تكفير المختلف .

العضو الذي فر بجلده كما قال من أتون المسلحين أوضح أن علمانية الحزب هي ضرورة في مواجهة مجتمع فيه أكثر من 20 طائفة ومذهب ودين وإثنية، إذ أن غياب العلمانية هو ما يجعل الفكر التكفيري الوهابي القادم من السعودية وصفة خراب ودمار لهذا المجتمع المتنوع ، ففكر الوهابية الذي يدعي زوراً بالحرية هو فكر إعدام واجتثاث لكل من ليس مثلهم، وهذا يعني أن تصبح سورية حمام دم وتطهر مذهبي وديني وهو ما تتمناه "إسرائيل".

الدكتور هيثم عزوز تلقى عدة تهديدات بالقتل في حال لم يترك محافظة إدلب ويعود إلى مسقط رأسه في سلمية بمحافظة حماة . ويذكر أحد أصدقائه لـ"عربي برس" أن ذلك كان له وقع نفسي مدمر عليه، وبالفعل أعاد عائلته إلى سلمية و تقدم بطلب نقل إلى وزير الزراعة وتمت الموافقة عليه كون التهديدات كانت جدية ، إلا أن رصاص الغدر كان أسرع فقبل أيام من انفكاكه عن وظيفته تم خطفه على يد الإرهابيين الوهابيين، وتم تعذيبه وقتله وتم العثور على جثته المنكل بها لاحقاً .

ويعرب صديق عزوز عن استيائه كون القتلة كانوا يستهدفون صديقه لكونه سوري قومي ولكونه من طائفة أخرى، ويضيف أن الوهابيين أشاعوا ثقافة إعادة الطوائف الأخرى إلى الجبال ويقصدون بها جبال الساحل، وهم لفرط جهلهم لا يعرفون أن سلمية تقع في بادية حماة ولا تقع في جبال الساحل.

الاستهداف لكوادر الحزب تصاعد ، والجماعات التكفيرية تختطف حالياً ثلاثة من كوادر الحزب حيث تجري مفاوضات لتحريرهم، عبر رجال دين ووجهاء ، فهل قدر السوريين القوميين أن يكونوا طليعة الظاهرة الاستشهادية في لبنان وضحايا الإرهاب التكفيري في سورية ؟

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024