إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيقة عبلة الخوري: صوت باق في إذاعتي دمشق وبيروت

الأمين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2012-08-01

إقرأ ايضاً


تحدثنا في أكثر من مناسبة عن الأمين الدكتور سامي الخوري، سابقاً عندما أصدر كتابه " أمل لا يغيب" ومؤخراً عند وفاته وإقامة مأتم حاشد ومهيب له في الأردن. عن عائلة خوري، وقد كان لها شأنها في تاريخ الحزب، نعيد تعميم ما سبق أن حرره الأمين لبيب ناصيف عن أحدى أهم وأبرز المذيعات التي عرفتها الشام ثم لبنان، هي الرفيقة عبلة خوري.

ليست الرفيقة (*) عبلة الخوري اول مذيعة في الدول العربية انما هي المذيعة الأبرز في دمشق ولبنان التي سطرت حضوراً آسراً في الاعلام ويمكن اعتبارها الأكثر تميزاً والتي يذكرها بتقدير كبير من رافق عملها الاذاعي في الخمسينات والستينات من القرن الماضي .

واذ نذكرها لا بد ان نتذكر تلك العائلة القومية الاجتماعية التي كان لها حضورها الفاعل في الحزب ، وخاصة الدكتور الامين سامي الخوري المقيم حالياً في الاردن ، وكان تولى في الحزب مسؤوليات عديدة أهمها عمدة الاذاعة ، وانتخب عضواً في المجلس الاعلى . هذه العائلة المناضلة تستحق منا ان نكتب عنها ذات يوم .

من "الكفير" انطلقت " الرفيقة " عبلا الخوري الى مرجعيون للدراسة ، الى دمشق لتقترن من الموظف في الدولة خليل الاسعد فتقيم معه في القنيطرة ، ثم في اللاذقية ، ثم تعود الى دمشق حيث توفي زوجها ، فكانت مناسبة لأن تتقدم من الاذاعة في دمشق بعد ان قرأت اعلاناً في الأذاعة يقول انها تطلب مذيعين، ومذيعات، وهذا يتم لأول مرة في تاريخ سوريا.

في اذاعة دمشق امضت 9 سنوات ، وكانت الصوت النسائي الرائع والالقاء اللافت اللذان سحرا كل من رافق اذاعة دمشق عندما كان الاعلام مقتصراً على المقروء والمسموع .

من المفاجآت انها قرأت الملف الاتهامي بعد اغتيال العقيد عدنان المالكي والذي يتضمن انزال عقوبة الاعدام بشقيقها الامين سامي .

سئلت كيف تركت دمشق الى بيروت ؟

تجيب طاهر ابو حمدان من جريدة " السفير" بتاريخ 16/05/1990 :

جئت مأذونة الى بيروت وأتاني من يقول ، لا ترجعي .

في اذاعة بيروت وبفضل اسعد الاسعد الذي كان مديراً عاماً لوزارة الانباء أمضت " الرفيقة " عبلا 27 سنة . وفي النهاية " خرجتُ من يد اسعد بك الرحومة الى اياد جامدة كقطع الثلج . وبعد هذه السنوات الطويلة عدت الى البيت من دون تعويض" .

ويسألها : والسبب ؟

تجيب بما نعرفه : السبب يعرفه المرحوم قائد الجيش السابق اللواء عادل شهاب واللواء سامي الخطيب مسؤول الشعبة الثانية آنذاك .

*

في 13 تشرين الثاني 1992 شيعت " الرفيقة " عبلا خوري الى مثواها الاخير في بلدتها الكفير ، الى حيث سبقها اشقاؤها الرفقاء الراحلون ، الاديب عارف ، المحامي غـالب ، عادل ، اليس ، نجلا ، ولاحقاً أسما التي وافتها المنية بعد ما يناهز العشر سنوات .

يقول الاعلامي مفيد سرحال في " الديار " بتاريخ 14/11/1992 :

" شيعت بلدة الكفير والمنطقة في موكب مهيب اول مذيعة في الدول العربية ، الاديبة عبلة الخوري بحضور المطران الياس نجم وعضو مجلس ادارة تلفزيون لبنان الدكتور نسيم الخوري واعلاميين وشخصيات سياسية واجتماعية .

" بعد القداس والجناز في كنيسة القديس جارجيوس في الكفير ألقى المطران نجم عظة قال فيها : نحن واياكم نشيع هذه الاديبة الراحلة التي عرفت بالذكاء وبالمعرفة والحكمة وبالادب والصحافة ، نشأت في بيت كريم عريق كلكم تعرفونه عرف بالوطنية والعروبة الصحيحة الحقة .

" واضاف : اربعون سنة قضتها في الاذاعة وكان الكل ينتظر ان يسمع صوتها وجمال صوتها ونبراته من ادبها : هنا دمشق، هنا بيروت ، هنا لندن ، وها هي اليوم تترك دنيا الفناء والعذاب وتذهب الى الخلود والحياة السعيدة .

" ثم ألقى الزميل سعيد معلاوي (1) كلمة أسرة وزارة الاعلام فقال: لقد ابت ان يبقى الصوت حيياً فانطلقت به عبر أثير دمشق يطرب ويعلي شأن المحبة والسلام اينما حل ولَكم تقاذفته المسامع فدوى في اذاعة لندن وكان برداً وسلاماً على الآذان المرهفة العاشقة لم يتعبه الطواف لكنه آثر العودة الى العرين الذي انطلق منه لبنان الصوت والكلمة والجذور " .

تركت الرفيقة عبلا ابناً ، الرفيق كمال ، كما تركت بصماتها التي لا تنسى في حقل الاعلام المسموع في امتنا ، كأول مذيعة، وكأكثرهن تميزاً وأداء وصوتاً والقاء .

* قد لا تكون المذيعة الاعلامية عبلا خوري انتمت الى الحزب بمعنى القسم ، انما هي قومية اجتماعية بالالتزام العقائدي واخلاصها وصدقها وكونها من عائلة قومية اجتماعية مناضلة .

(1 ) الامين لاحقاً .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024