إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

قـمـة الريـاض : واشنطن تطلب من العرب السلام فيما هي تعد للحرب

كمال نادر

نسخة للطباعة 2007-03-28

إقرأ ايضاً


تنعقد القمة العربية في الرياض وسط اجواء مشحونة بالحروب والمخاطر التي تهدد العالم العربي كله والهلال الخصيب بشكل خاص.

فالحرب الاميركية_البريطانية على العراق قد دمرت هذا البلد الغني والمتقدم وجعلته مسرحاً للمجازر وللنهب والسرقة، وفي الوقت نفسه مستنقعاً تغرق فيه الجيوش والسياسات المعادية ولا تجد طريقة للخروج منه.

وفي السودان ازمة توشك ان تشتعل بدأً من "درافور" لتحرق السودان وجواره، وفي الصومال حرب تدور فصولها من العاصمة "مقديشو" الى الارياف وهي جاهزة للتحول الى حرب اهلية وقبلية واسعة.

اما في فلسطين فالاحتلال الصهيوني يمارس حروبه المتنقلة ومجازره ضد ابناء شعبنا، وفي الوقت عينه يعيش اليهود ازمةً مصيرية خطيرة خصوصاً بعد الهزائم التي مني بها " جيش اسرائيل" وارتدادات هذه الهزائم على بنية المجتمع الاستيطاني القادم من انحاء العالم.

ولبنان يعيش سلسلة ازمات ولا يبدو انه سيخرج منها في وقت قريب. وقد باءت بالفشل كل المحاولات والمبادرات العربية والمحلية ومساعي الحوار والتشاور. وهو في هذا الوضع يخاطر بالانزلاق الى الحرب الاهلية.

اما التهديد الامريكي الاوروبي بالحرب على ايران، فإنه يضع كل منطقة الخليج وجزءاً من العالم العربي في دائرة الخطر، وكذلك دولة العدو اسرائيل التي ستكون هدفاً للضربات الصاروخية الايرانية على اعتبار انها ولاية امريكية قائمة في الشرق.

وسط هذا كله تنعقد القمة العربية، وامامها هذه الملفات اضافة الى ملف المفاوضات "السلامية" مع اسرائيل. وفي هذا الاطار دأبت امريكا على الترويج لتعديل يؤدي الى شطب حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم. هذا امر جوهري لأسرائيل ولكن الامر الاكثر الحاحاً هو فتح مفاوضات اياً يكن عنوانها او حظها في النجاح. فالكيان الصهيوني بحاجة الى تطمين على مصيره وعلى مستقبله بعد تداعيات حرب تموز على بيناته وبعد نمو حركة الهجرة المعاكسة لليهود الهاربين من "اسرائيل" الى بلدان الغرب.

نحن نرى ان حق العودة حق قومي ومقدس. وان بلادنا هي لنا لشعبها ولا يمكن التنازل عن الارض ولا عن العودة. ليس من حق احدٍ ان يوقّع او يتنازل. وكل توقيع هو باطل سلفاً. انما اجيال الامة هي التي تحكم في ذلك وهي التي تواصل العمل للتحرير. وطالما ان سوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق ما زالت تقاتل وتمانع، فإن كل تواقيع الملوك والرؤساء ومقرراتهم ستبقى حبراً على ورق، وسيبقى المحور القومي المقاوم هو الاساس وهو الطريق نحو النصر الاكيد.اما اذا تنازلنا عن الصراع، فعندئذٍ نتنازل عن الحق وعن الحرية وننال العبودية والخنوع، كما يقول سعاده.

هدف أمريكا وقف كل مقاومة قومية

ان ما تحقق مؤخراً في فلسطين هو ان الانتفاضة الثانية انتهت في حكومة محاصرة وعاجزة. وستجد المنظمات الجهادية انها وضعت في خيار صعب بين الاقتتال او التخلي عن الإنتفاضة والقبول بسلطة ولو محدودة وجزئية.

ولقد سعت الادارة الامريكية المعادية الى احاطة فلسطين بأنظمة عربية مخابراتية والى تغذية وتقوية حلفائها من النظام العربي الامني الموحد الذي تديره المخابرات الامريكية بشكل مباشر. وهي تواصل السعي لتعطيل المقاومة في لبنان واغلاق ابواب احتكاكها مع العدو بترسيخ وجود القوات الدولية، ومن ثم ضرب هذه المقاومة في حرب مزدوجة على ايران بالقصف الجوي، وعلى سلاح المقاومة بالحرب الاهلية اللبنانية. كما ستسعى لمحاصرة سوريا واجبارها على التخلي عن خياراتها القومية والالتزام بحدود كيانها وهمومها.

هل يعني هذا ان القمة العربية ستعطل نتائج حرب تموز وحرب التحرير وسمتنح الامان للصهاينة لكي يبقوا في ارضنا؟ وهل ستمهد الطريق لإيجاد مخرج لائق للامركان من العراق؟

ربما يكون الهدف هو هذا ولكن لن يحصل. فالمقاومة في العراق ليست طوع ايدي العرب، وسيظل الامريكيون يبحثون عن حل عبر دول الجوار العراقي ولن يجدوه سوى بخروجهم من العراق.

والمقاومة في فلسطين ولبنان ليست طوع ايدي العرب ايضاً وسيظل رعبها جائماً في ذاكرة الصهاينة ولن تلقي السلاح بل ان انتفاضة ثالثة ستنشب في فلسطين في مدى متوسط.

والحرب على ايران لن تكون لمصلحة امريكا كما يخطط بوش ويشتهي بل ستنقلب كارثة عليه وعلى اسرائيل وعلى مصالح الولايات المتحدة في الشرق وفي العالم.

سينجح القادة العرب في شيء واحد هو ان يبردوا خلافاتهم ويحفظوا الحد الادنى من التضامن وستسعى دول الخليج الى ابعاد نفسها عن مسرح الحرب الامريكية على ايران اذا حصلت... لكنهم لن يحلوا مشكلة دارفور ولا الصومال ولا العراق ولا لبنان ولا فلسطين. فالمواقف مفروزة سلفاً. لقد رتبتها كونداليزا رايس قبل فترة ورتبتها امس في جولتها الاخيرة فيما هي تدعو العرب الى السلم وتحشد اساطيلها وتقرع طبول الحرب على ايران وعلى المحور المقاوم لسياستها.

اغرب الامور ان بعض الميلشيات في لبنان تراهن على الحرب الامريكية لعلها تقدم اليهم نصراً، هم انفسهم خابوا عندما لم يحصلوا عليه جراء حرب اسرائيل في تموز وقد كانوا يرتجون انتصارها وضرب المقاومة ونزع سلاحها. انهم يراهنون على المهزومين في حروبهم الفاشلة.

وكمـا خابـوا ستكون خيبتهم اكـبر

وكمـا انتصـرنـا سننتـصـر



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024