إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

"الغالبون".. الدراما تحاكي بطولةً غيّرت وجه التاريخ

أحمد طيّ - البناء

نسخة للطباعة 2011-07-13

إقرأ ايضاً


عندما تفعل تلك القوّة الكامنة فعلها في ذوات الأبطال، فتتفجر إمكاناً يقهر المستحيل، ويحيل القاهر مقهوراً، عندما تنتفض في نفوس أبناء الشعب المقاوِم روح التمرد على الأمر الواقع، والثورة على الاحتلال الغاشم، والـ«لا» على الخنوع والذلّ، تظهر إلى العلن مقاومة باسلة، ليسمّها من شاء بما يشاء، شعبية، وطنية، إسلامية، فهي مقاومة واحدة، طالما أن العدو واحد هو... ابن صهيون.

وعندما تمتزج الخبرة والفن والرؤية والإبداع بالحدث الجليل، يخرج إلى العلن عملٌ فنيّ راق، يصنّف حتى قبل أن يصل إلى الجمهور، أنه أكبر انتاج درامي على الساحة اللبنانية، وأحد أكبر الانتاجات على الساحة الفنية العربية. كيف لا، وعندما يكون المكان جنوب لبنان، وعندما يكون الفاعل شعب لبنان ومقاومته وجيشه، وعندما يكون المفعول به عدوٌ كُشِف القناع عنه ليظهر أنه أوهى من بيت العنكبوت، كيف لا وعندما يكون المخرج مبدعاً كباسل الخطيب، والممثلون 150 من نخبة الفنانين اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، كيف لا تنحني الهامات احتراماً، وتشرئب النفوس عنفواناً، وتغلي الدماء جنوباً، وتقشعر الأبدان اعتزازاً وفخراً، والتحفة الفنية تكون... الغالبون.

عقدت قناة المنار مساء أمس مؤتمراً صحافياً تخلله حفل استقبال في فندق الكورال بيتش، مطلقة خلاله العمل الدرامي الضخم «الغالبون» في مشهد عزّ نظيره في الوسطين الفني والإعلامي، حيث لم تتسع صالة الاستقبال للجمهور الحاشد الذي جاء ليحتفي مع «المنار» بتحفتها.

المؤتمر الصحافي

المؤتمر الذي ترأسه مدير قناة المنار الحاج عبدالله قصير وتكلم خلاله المخرج المبدع باسل الخطيب، حضرته وفود رسمية وحزبية وإعلامية وفنية وشعبية، تقدمها النواب حسن فضل الله، ونوار الساحلي، وعلي المقداد، وعدد من السفراء العرب والأجانب، وعضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي الدكتور ربيع الدبس ممثلاً رئيس الحزب النائب أسعد حردان، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط، وحشد من الوجوه السياسية والإعلامية، إضافة إلى أبطال المسلسل تقدمهم الفنانون القديرون عبد المجيد مجذوب، وأحمد الزين، وعمار شلق، والممثلون: بيار داغر مجدي مشموشي، علي سعد، عبد الله السيد، آلان الزغبي، غادة بيضون، حسن حمدان، باتريك مبارك، يوسف حداد، هشام أبو سليمان، دارين حمزة، وغيرهم كثيرون ممن تألقوا تمثيلاً، وتجسيداً للملحمة التاريخية التي أذهلت العالم، منذ بداية الثمانينيات، حتى تموز 2006 مروراً بأيار 2000.

الخطيب

بعد النشيد الوطني اللبناني، وترحيب من مقدّمة المؤتمر، تولى الحديث المخرج السوري باسل الخطيب الذي شكر في بداية كلمته الحضور، وقال: «اسمحوا لي أن أعبّر عن سعادتي واعتزازي باللقاء الأول مع الدراما اللبنانية من خلال مسلسل "الغالبون"، الذي أعتقد أنه سيكون من أضخم الانتاجات الدرامية العربية. واسمحوا لي أن أهدي المجهود الكبير والرائع الذي بُذِل إلى الشهداء الأبطال، شهداء لبنان وفلسطين، كما أهدي هذا العمل إلى والدي الشاعر يوسف الخطيب، الذي لم تمّن عليه سنن الحياة والموت أن يشاهد المسلسل، حيث توفى منذ أيامٍ عديدة».

وتابع الخطيب: «الغالبون، عمل درامي يليق بلبنان وبشعبه، وبمقاومته البطلة، التي صنعت التحرير، وصنعت الاسطورة».

قصير

من جهته رأى الحاج عبد الله قصير مدير عام قناة المنار أنه إذا كان للمقاومة ساحات وعناوين ورسائل، فإن للمقاومة الإعلامية أهمية كبيرة بحجم الأهمية العسكرية للمقاومة، المقاومة الإعلامية هي الصدى للفعل المقاوم، تحفظ انتاجاته، وتكتب تاريخه».

وأضاف: «نحن اليوم في الذكرى الخامسة لعدوان تموز الغاشم على المقاومة وشعب لبنان، تلك المقاومة التي استطاعت أن تتحول إلى أسطورة، والتي استطاعت أن تلحق الهزيمة بجيش الصهاينة الذي قيل عنه كثيراً أنه الجيش الذي لا يقهر».

وتابع قصير: «إن انتصار أيار عام 2000، ونصر تموز عام 2006، كانا مفصلين مهمين للانتقال من زمن الهزائم إلى زمن الانتصارات، ونحاول اليوم من خلال تقديمنا مسلسل «الغالبون»، أن نقدّم قصّةً من قصص المقاومة وحكاياتها وبطولاتها وأساطيرها التي أذهلت الكون كله، نحاول أن نقدّم قصصاً عن شعب المقاومة الذي صنع النصر معها، كما نحاول أن نلقي الضوء على اسطورة القيادة الحكيمة التي أوصلت المقاومة إلى نصرها العظيم».

وأضاف قصير: «إن هذا الانتاج الدرامي الضخم، يصبّ في خانة الوفاء لدماء الشهداء، وآلام الجرحى، وأنّات الأيتام، ودموع النساء، وصبر الشيوخ، هي تجربة متميزة عن سابقاتها من التجارب، بجملة مميزات جعلتها تستحق أن تكون فريدة متفردة، متربعة على عرش الدراما التي ستظهر إلى المشاهدين في القريب العاجل».

وختم قصير كلمته قائلاً: «نعتز ونفتخر بأن «الغالبون» هو الانتاج الأكبر على صعيد الدراما اللبنانية، كما نجزم أنه من أضخم الانتاجات على صعيد الدراما العربية، وسيمتد على 37 حلقة خلال شهر رمضان المبارك، واشتركت فيه غالبية الوجوه الفنية اللبنانية القديرة والمبدعة والمبتدئة، أمّا الجديد على صعيد الدراما، فهو المشاركة الحقيقية والفعلية من قبل الإعلام الحربي للمقاومة، ومن قبل الجيش اللبناني البطل الذي نقدّم له قيادةً وضباطاً وأفراداً، كلّ شكر وامتنان، واحترام وتقدير، نظراً الى الجهود التي بذلها في سبيل إنجاح العمل، من خلال التقديمات اللوجستية».

«الغالبون» والصهاينة

ومن اليوم، وحتى فرحة هلال رمضان، يبقى اللبنانيون، والسوريون، والعرب، ومتتبعو المسلسلات والأعمال الدرامية، من المشاهدين والنقاد، يبقون جميعهم في انتظار «الغالبون»، لكن المنتظر، كيفية تلقف الصهاينة مشاهد رأوها يومياً على مدى أكثر من 24 سنة، في 37 حلقة تلفزيونية، كيف سيشاهدون خيباتهم المتكررة التي أظهرتهم بمظهر الذليل أمام أصحاب الأرض والحق، المنتظر، كيف سيعيش الصهاينة ذلّهم على مدى شهر كامل، وبذلك يكون «الغالبون» قد أضاف فعلاً مقاوماً إلى المقاومة التي أذلت الصهاينة، وطردتهم من جنوب لبنان، وتعد العدّة لطردهم خارج فلسطين.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024