إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

برّي... بين «السلة» و «العباس»

هتاف دهام - البناء

نسخة للطباعة 2016-10-06

إقرأ ايضاً


ينطلق الذين يتّهمون حزب الله أنه لا يريد رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون من رغبة حقيقية في إحداث انشقاق بين الجنرال وحزب الله. يأتي في طليعة هؤلاء رئيس حزب القوات سمير جعجع. هذا الكلام يعود لرئيس المجلس النيابي نبيه بري. سبق لبري أن صرّح في وسائل الإعلام أنّ كلّ الذين استشارهم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، كانوا معترضين أو متحفّظين على ترشيح العماد عون.

أعاد رئيس المجلس في لقاء الأربعاء النيابي أمس، تأكيد هذا الموقف. شدّد على كلمة «الكل». استوقفت هذه الكلمة كثيرين، ولم يفهمها كثيرون. دفعت أيضاً بالكثيرين إلى الاتصال بعين التينة مستفسرين عن معنى «الكل»، وعن الكيفية التي وصلت بها مضامين المشاورات إلى رئيس المجلس.

يوضح «الأستاذ» أنّ «الحكيم» من بين هؤلاء. حقيقة موقف الأخير تجعله في طليعة مَن لا يريد وصول الجنرال إلى بعبدا. ينتقل إلى اجتماع المطارنة الموارنة. يتلو بشخصه أمام النواب، نص بيان صاحب الغبطة وأصحاب النيافة. استوقفته بعض الفقرات، فأعاد تأمّلها. ثم علق قائلاً: «لو أردت أن أكتب بياناً أردّ فيه على ما يُقال في هذه الأيام لكنت كتبت بيان المطارنة هذا». لا يتعارض مطلقاً مع بنود الحوار الوطني.

ثم وقف برّي ودلف إلى غرفته الخاصة عائداً بسلة مليئة بكعك العباس. حاول بعض النواب أخذ السلة للقيام بواجب الضيافة عنه، لكنه أصرّ على القيام بهذا الأمر بنفسه. كان واضحاً وفق الحاضرين، أنّ دولته يربط بين هذا الفعل الرمزي وبين ما يُثار في المواقف السياسية حول السلة الشاملة. كعكة العباس هي حلوى، لكنها تقدَّم في مناسبات حزينة. شيء يجمع بين الاعتزاز والحزن، بين فرح التضحية وحزن الواقع المهترئ. العباس في الثقافة الشيعية، رمز الفارس الذي لا حدود لشجاعته، ويمضي إلى هدفه حتى النهاية. أما السلة فهي حاضنة هذه الدلالات.

حضرت إطلالة جنرال الرابية التلفزيونية في عين التينة. رأى بري أنّ العماد عون كان هادئاً وبنّاء. استعاد تكرار موقفه أنه لا يريد اشتراطات على الرئيس، إنما يريد أن تجري تفاهمات أساسية تسهّل مهمته وتعالج الإشكالات العالقة. تفاهمات تستلهم ما حصل في الدوحة، خاصة أنّ إجراء الانتخابات الرئاسية دون الاتفاق على قانون انتخاب جديد يعني أنّ قانون الانتخاب طُوي في السنوات الأربع المقبلة.

بقي نواب حركة أمل أمس، مصرّين على موقفهم بأنّ الوزير جبران باسيل أجرى ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري اتفاقات حول الحكومة وما بعدها. لم يأخذ هؤلاء بعين الاعتبار ما قاله الجنرال أمس الأول، «أنه تكلم مع الحريري بـالسياسات العامة كالطائف والأمن وقانون الانتخابات أيّ المواضيع المشتركة، وأن أيّ اتفاق لم يحصل حول أية إجراءات ستتخذها الحكومة أو بما يخصّ التقسيمات».

لم يأت رئيس المجلس على احتمال تقديم موعد جلسة انتخاب الرئيس المحدد في 31 من الشهر الحالي. تحدّث فقط عن اجتماع هيئة مكتب المجلس الاثنين المقبل، فهو زوّد النواب الأعضاء بكلّ الاقتراحات ومشاريع القوانين الموجودة في أدراج المجلس لاختيار الأولويات تحت عنوان تشريع الضرورة.

برأيه، يندرج اقتراح القانون الموجود في مجلس النواب لحماية حوض الليطاني أيضاً في إطار تشريع الضرورة، إذ أنّ هناك الآلاف من اللبنانيين يومياً يتعرّضون للتسمّم جراء تلوث هذا النهر، وهذا الاقتراح لا يمكن تأجيله.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024