إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عين الحلوة في عين العاصفة أيّ دور تلعبه حماس؟

محمد حمية - البناء

نسخة للطباعة 2015-08-28

إقرأ ايضاً


يسود الهدوء الحذر والترقب مخيم عين الحلوة بعد اشتباكات عنيفة بين حركة فتح و«جند الشام» هي الأعنف التي يشهدها المخيم منذ فترة طويلة أدّت الى مقتل عنصرين من فتح وجرح نحو 18 آخرين معظمهم من الحركة.

تكرار جولات القتال والاشتباكات والاغتيالات في المخيم تطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب، فهل هي مجرد أحداث فردية في إطار الصراع على النفوذ بين الفصائل داخل المخيم أم أنها تخفي في طياتها مخططاً خارجياً للمخيم الذي يقع في منطقة ذات حساسة جغرافياً وأمنياً وسياسياً؟ وأيّ دور تلعبه حركة حماس؟

بات واضحاً من خلال الأحداث الأمنية أنّ المستهدف الرئيس هي حركة فتح وما يؤكد ذلك محاولات الاغتيال المتتالية التي استهدفت قياداتها، وأبرزها في الشهرين المنصرمين، قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد سعيد العرموشي واغتيال المسؤول في الحركة العقيد طلال الأردني.

مصادر مطلعة أشارت لـ«البناء» الى أنّ ما ما يجري من أحداث أمنية واغتيالات في المخيم هو حملة تصفية تقوم بها حركة حماس لحركة فتح، لكنها لا تريد الدخول مباشرة في واجهة هذه الأحداث، فعمدت الى استخدام الفصائل «الاسلامية» التي تنضوي تحت مسمّيات متعددة.

وربطت المصادر بين ما يحصل في المخيم وبين مفاوضات الدوحة التي تحصل بين حماس و«إسرائيل» والتي من المتوقع أن تخرج باتفاقٍ مضمونه سيكون أخطر على القضية الفلسطينية من اتفاقية أوسلو، أيّ إسكات المقاومة ومنعها من تصنيع واستيراد السلاح وتدريب مقاتلين، ايّ إنهاء المقاومة، وذلك مقابل أن تفك «اسرائيل» الحصار عن قطاع غزة، أيّ أن تتوفر بعض الخدمات للفلسطينيين في القطاع، شرط أن يعيشوا في سجن كبير وبلا مقاومة.

وأوضحت المصادر أنّ أحداث المخيم تأتي ضمن اتفاقية الدوحة التي يعمل لإخراجها الى النور، لأنّ مخيم عين الحلوة هو أهمّ المخيمات الفلسطينية بعد مخيم اليرموك، وبالتالي من يضع يده عليه يضع يده على القرار الفلسطيني في الخارج، فبعد أن عملت حماس على تصفية فصائل المقاومة في فلسطين تريد أن تضع يدها على القرار الفلسطيني في الخارج.

ولفتت المصادر الى أنه على رغم الضربات التي تعرّضت لها حركة فتح في فلسطين في الآونة الأخيرة، لكنها بقيت هي التنظيم الأقوى، لأنها تمسك بمخيم عين الحلوة، لذلك اتخذت القرار الآن بتصفية فتح في المخيم.

وشدّدت المصادر على أنّ تصفية فتح في المخيم لا تصبّ في صالح قوى المقاومة و8 آذار في لبنان، ولا أن يصبح قرار المخيم بيد جهة واحدة وعندئذ سيستعمل ضدّ المقاومة، لذلك التعدّدية داخل المخيم تحدث التوازن.

وكشفت المصادر أنّ قوىً حزبية ومخابرات الجيش اللبناني، يعملون مع فتح لإفشال مخطط حماس، لكي لا يستعمل المخيم ضدّ المقاومة لاحقاً، وأكدت أنّ المخيم حتى الآن ممسوك أمنياً ولا تداعيات على خارج المخيم.

ووصفت المصادر التنظيمات «الإسلامية» المتطرفة في المخيم بأنها الجناح العسكري لحماس، نافية أيّ علاقة لتوقيف أحمد الأسير بما يجري في المخيم، لأنّ الأسير شعر مؤخراً بأنه لم يعد ورقة رابحة لأيّ من التنظيمات وبلّغ أن عليه ترك المخيم.

الأحداث الأمنية في المخيم تأتي ضمن مشروع مخطط له من قبل بعض الفصائل والعصابات المسلحة المتآمرة والتي تحمل أجندة خارجية لتدمير وتهجير أهالي المخيم، كما قال مصدر في اللجنة الفلسطنية العليا لـ«البناء»، مضيفاً انّ هذا ينسف ما كان الجميع يقوله إنه لا نريد مخيم نهر بارد جديد.

وشدد المصدر على أنّ الخلل القائم في المخيم من تهجير واغتيالات واشتباكات، لهو دليل على وجود مشروع لتهجير جديد في المخيم، وأنّ هذا ما حذرنا منه سابقاً من أنّ الأمن في المخيم غير مستتبّ واليد على الزناد ولكن لم تتخذ اجراءات وقائية واستباقية لتجنيبه التفجير.

وأوضح المصدر أنّ المخيم الآن مقسّم الى مربعات ما ينذر ببركان قائم سيجتاحه من شرقه الى غربه ومن شماله الى جنوبه، ما يدلّ على عدم وجود مرجعية فلسطينية موحدة وتخاذل بعض الفصائل بطريقة أو بأخرى رغم وجود مرجعية أمنية موحدة، لكن يفتقد الى مرجعية سياسية وطنية موحدة.

وكشف المصدر عن اتصالات مكثفة قائمة على أعلى المستويات، أبرزها من السفير الفلسطيني وقيادة فتح في لبنان وفصائل التحالف وأنصار الله، لكنه نفى أن تكون قد أثمرت حتى الآن بفك صاعق التفجير أو وقف دائم لإطلاق النار.

ولفت الانتباه الى أنّ إعادة النازحين المهجرين الى منازلهم يفرض سحب المسلحين من الشوارع ووقفا دائما لاطلاق النار وإلا ندفع الفلسطينيين إلى البحث عن أدوات الحماية الأمنية الذاتية داخل وخارج المخيم، وبالتالي ذبح هذا الشعب من الوريد الى الوريد، وحذر المصدر من أن واقع المخيم يتجه الى التدمير ويتحوّل شيئاً فشيئاً الى ساحة صراع وحرب خارجية.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024