إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

عوا قضيتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل

اياد موصللي - البناء

نسخة للطباعة 2017-12-14

إقرأ ايضاً


يقول لورنس في كتابه «أعمدة الحكمة السبعة» وفي الصفحة 388:

«لقد صدق العرب رسالتنا وآمنوا بتحقيقها…»

ولكننا في هذه البلاد وفي رسالة النهضة القومية الاجتماعية لم نصدّق ولم نتراجع عن حقوقنا وهويتنا، وقد قال سعاده:

يجب أن نعارك، يجب أن نصارع، يجب أن نحارب لنثبت حقنا، وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً.. عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل… وإذا عدنا لتفكير وخطط هذا العدو وقرأنا البروتوكول الأول 183 نجده يخطط.

«جاء على لسان الأنبياء، أننا نحن اختارنا الله لنحكم الارض كلها، والله منحنا العبقرية لنضطلع بهذا العبء، ولو كانت العبقرية في المعسكر الآخر لبقيت حتى اليوم تناهضنا».

إذا قمنا بجردة حساب للأحداث التي مرّت بها أمتنا، وأخذنا بالقياس المقارن بين وقائع وتطورات ومراحل تلك الأحداث وقارنّاها مع ما خطط له العدو ونفّذه لوجدنا أننا لسنا أمام نبوءة بل أمام حقيقة واضحة ساطعة، ينطبق عليها المثل: «في الصيف ضيّعت اللبن»… شعوب ساهية. حكومات لا تعكس حقيقة جوهر هذه الأمة، خاوية من أية تطلعات فكرية، قومية وطنية بنّاءة. حكومات تعكس إرادة سلطات خارجية ولا تمثل أبداً إرادة أمة أبت أن يكون قبر التاريخ مكانها في الحياة.

هذا عدونا واضح الصورة والأهداف يسير أمامنا نحو هدفه بثبات، ونحن نقف أمامه بمنتهى العجز والضعف والتهاون والاستسلام… وينطبق علينا القول الكريم. «لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيرّوا ما بأنفسهم»… وما دامت حالتنا هكذا، فلن يتغيرّ حكامنا… «وكما تكونون يُولّى عليكم…»

ومن مناهجهم أيضاً: «حقنا منبعُه القوة، وكلمة حق، وجدانية معنوية مجرّدة، وليس على صحتها دليل، ومفادها لا شيء أكثر من هذا. أعطني ما أريد فأبرهن بذلك على أني أقوى منك.

وتتميّز قوّتنا في مثل هذه الحالة الرجراجة، على قوى أخرى بميزات أمنع وأثبت، وأقوى على ردّ العادية، لأنها تبقى وراء الستار متخفّية، حتى يحين وقتها، وقد نضجت واكتملت عدّتها، فتضرب ضربتها وهي عزيزة ولا حيلة لأحد على النيل منها أو الوقوف في وجهها».

لقد اعتبروا أعمالهم مشروعة كلها، لا بل إنه مذ نشأ هذا الشعب قام على تعاليم خاصة منظمة هي دستوره وثوراته وليس على تعاليم ديانة سماوية مثل الديانات الأخرى. «إسرائيل» مشروع عدواني مستمرّ لأنه نتاج عقيدة آمن أتباعها بأنهم «شعب مختار» وأنّ كلّ ما عداهم هو من «الغوييم» أيّ الغوغاء الذين لا يستحقون الحياة، وكلّ تعامل مع «إسرائيل» دون معرفة أهدافها هو سراب في سراب.

إنّ «اسرائيل» تفتعل الأحداث وتقنص الفرص من أجل ارتكاب عمل يتمّم مخططاتها ويقرّب نياتها المتجدّدة دائماً، القائمة أساساً ووجوداً على الدماء.

وإن كان قولنا هذا سيُنسَب إلى حقدنا، فإليكم ما يقوله اليهود أنفسهم والذي عليه يتربّون ومنه يتغذّون:

«دولتنا الماضية قدُماً في طريقها، طريق الفتح السلمي، من حقها أن تبدّل أهوال الفتن والحروب بما هو أخفّ وأهون وأخفى على العيون، وهو إصدار أحكام بالموت ضرورية من وراء الستار، فيبقى الرعب قائماً وقد تبدّلت صورته. فيؤدّي ذلك إلى الخضوع الأعمى. قل هي الشراسة ومتى كانت في محلها ولا تتراجع إلى الرفق غدت عامل القوة الأكبر في الدولة. ونعود فنقرّر إنه العنف».

هذه هي القاعدة والدستور الذي تسير على هديه حكومة «إسرائيل» وشعبها. والبحث عن السبل الآمنة والطرق السالكة كالبحث عن السلم وتوسّله بالاستسلام… عبثاً التوسل والاستنجاد، عبثاً تقبيل الأيادي، عبثاً التمسك بأذيال الذلّ والخنوع مع شعب هذا هو إيمانه. وحدَها وقفة العزّ هي الردّ والجواب.

وكما يقول الزعيم أنطون سعاده:

«إننا نواجه الآن أعظم الحالات خطراً على وطننا ومجموعنا فنحن أمام الطامعين المعتدين في موقف تترتب عليه إحدى نتيجتين أساسيتين هما الحياة والموت، وأية نتيجة حصلت كنا نحن المسؤولين عن تبعتها».

وسيبقى السيف «الاسرائيلي» يلعب في رقابنا ما دامت هذه الرقاب محنية على النطع، وسيبقى سيفهم أشدّ فتكاً من ألسنتنا التي تلعق يد الظلم والبطش. «والسيف أصدق إنباء من الكتب».

بعد كلّ ما استعرضناه يظهر بوضوح أنّ ما ارتكبه اليهود من مذابح ومجازر في بلادنا ليس أسلوباً مارسوه تحت ذرائع وتبريرات فرضتها ظروف هجرتهم وعداوات واجهوها، فكان ما قاموا به هو لتثبيت وجودهم. إنّ الارهاب والقتل والسحق هو معتقد إيماني سياسي يطبع سلوكهم تجاه الآخرين. فهم قتلة قساة، وقد وصفهم القرآن الكريم في الآية 74 من سورة البقرة: «ثم قست قلوبكم من بعد ذلك، فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة وإن من الحجارة لمّا يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافلٍ عما تعملون».

وقد اتسموا في جميع مراحل تاريخهم بهذه القسوة والوحشية. إنها طبيعة اليهود مارسوها منذ الأزل، ولا زالوا يمارسونها إلى يومنا هذا. فهم يعتبرون كلّ ما هو غير يهودي كافر ويسمّونه Gentiles ، وهم المسيحيون والمسلمون وكلّ مَن هم من غير دينهم. لذلك قتلوا الأنبياء. وجاء في القرآن الكريم في الآية 70 من سورة المائدة: «لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا اليهم رسلاً، كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم، فريقاً كذبوا وفريقاً يقتلون».

إنّ استرجاع فلسطين مصلحة فوق كل مصلحة، فلنعمل لتحقيق هذا الهدف بتوحيد البندقية والراية… فعودة فلسطين هي الدين والدنيا، فلا حماس ولا جهاد إسلامي، ولا فتح ولا جبهة شعبية بتنوّعها، ولا ديمقراطية ونضال، ولا صاعقة، ولا ولا… بل يد وإرادة فلسطينية واحدة تضع حداً للشرذمة وتضع حداً للهرولة والزحف وراء أولئك الذين جلبوا الويل والكارثة، وتقبر التخاذل والمتخاذلين، تنظّف بيتنا الداخلي وتفتح القبور للخونة والمتعاملين مع العدو أو مع الأنظمة المتواطئة معه. ويصبح نشيدنا واحداً، «كلنا للوطن… يا بالوطن يا بالكفن»، نجعل فلسطين أغنية أطفالنا اليومية ـ نستبدل كلّ اسم باسم فلسطين، إذ ننام أو ننهض كلّ فرد فينا بدلاً من التحية اليومية نرفع اليد عالياً ونصيح تحيا فلسطين ونعلن توحّد هدفنا وقرارنا وإرادتنا… ونوقف الزحف المشين وراء «المحميات» ونعلنها وقفة عزّ وعندها وعندها فقط سنحقق أروع انتصار لأروع شعب وليرى بعدها العالم مواكب العزّ تسير تحت رايات النصر مؤكدين مرة جديدة أنّ زمن الهزائم قد ولّى…

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024