إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ميلادك استمرار الحياة

اياد موصللي - البناء

نسخة للطباعة 2018-03-01

إقرأ ايضاً


ميلاد سعاده ليس تاريخ ولادة جسد ينتهي بتاريخ نهاية هذا الجسد…

ميلاد سعاده هو ميلاد الحياة والحقيقة لأمة أبت أن يكون قبر التاريخ مكاناً لها في الحياة… هو ميلاد المجد وإشعاع نور النهضة عبر ولادة رجل رسم بمولده طريق العزّ الطريق التي لا ينتهي السير عليها لمن يختارونها طريقاً للحياة لأنّ الحياة استمرار روح وعمل…

ميلاد سعاده حدّد يوم عودة الحقيقة وزوال ستائر الزيف والخداع وأطلق شعاع الإيمان بوطن واحد وأمة واحدة تحب الحياة لأنها تحب الحرية وتحب الموت متى كان الموت طريقاً للحياة…

قبل ولادة سعاده ونشوء دستور الحياة الذي وضعه ورسم طريق العمل لأجله وجعلنا نسير على هذا الطريق بعد ان عقدنا القلوب والقبضات للسير معاً والوقوف معاً في سبيل تحقيق المطلب المعلن في رسالة نهضتنا، والذي صار خلال هذا الإيمان نظرنا إلى الأمام الى المثال الأعلى حيث عرفنا أننا جماعة واحدة وأمة حية تريد الحياة الحرة الجميلة أمة تحب الحياة لأنها تحب الحرية وتحب الموت متى كان الموت طريقاً للحياة.. لم يكن لنا قبل مولد سعاده وبزوغ فجر النهضة التي أطلقها قضية بالمعنى الصحيح، كلّ ما كان تململ من وضع غير طبيعي لا يمثل حقيقتنا.

ميلاد سعاده هو مولد لنهضة سورية قومية اجتماعية تجسّدها غاية الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أنشأه غاية تتمثل في مبادئ تعيد للأمة السورية حيويتها وقوّتها وسيادتها على وطنها ومصالحها. ميلاد سعاده هو رسالة الحق والخير والجمال لأمة الحقيقة والقوة.

ميلاد سعاده كان عنواناً لميلاد ونهضة أوجدها فكانت الضمانة لحياة الأمة وكرامتها وعنفوانها.

هذا بعض من عناوين ومعاني الأول من آذار نحن لا نحتفل بميلاد سعاده رجلاً نحب فنغنى بعيد ميلاده هبي برس دي تويو ولا بإطلاق الأسهم وإشعال الشموع.. نحن نحتفل بميلاد سعاده جسداً بعث نهضة وأطلق مبادئ حدّدت هوية هذه الأمة رجل نحتفل بحياته يوم استشهد كما نحتفل باليوم الذي ولد فيه.

لقد جعل الحياة استمرار عطاء وبذلك صارت استمرار وجود «اموت لأحيا»، فالحياة استمرار روح وفكر وقضية تسقط أجسادنا أما حقيقتنا فقد فرضت نفسها على هذا الوجود». علّمنا سعاده هذا وعلّمنا أيضاً أن ننسى جراحنا لنذكر جراح أمتنا وهو الذي قال «انني أنسى جراح نفسي النازفة لأضمّد جراح أمتي البالغة».

فمن فهمنا لما يجسّده الأول من آذار وما يمثله سعاده الإنسان الذي ولد في هذا اليوم عنواناً لولادة أمة آمنت بالحياة وبوقفة العز في هذه الحياة من هذا العطاء في ولادة الجسد والفكر وبولادة الروح التي انتصرت على الجسد لأنها صارت رمز القضية «انّ موتي شرط لانتصار قضيتي وأموت لأحيا وحزبي باقٍ».

احتفالنا بمولد الحياة واستمرارها من أول آذار و8 تموز هو احتفالنا بالجراح التي أعطت للأمة تاريخاً مجيداً جسّده سعاده بقوله ماذا يعني وجودي وماذا تعني حياتي غيركم أنتم أيها القوميون الاجتماعيون غير عزّ هذه الأمة ومجدها…»

نحن لا نحتفل بعيد ميلاد سعاده رجلاً نحب ونؤمن بتعاليمه.. ولا بسعاده الذي استشهد فمات كما يحسب الكثيرون نحن نحتفل بسعاده الحي ولادة في الأول من آذار وشهادة في 8 تموز.

سعاده الذي قال: «انني أخاطب أجيالاً لم تولد بعد..» هذه الأجيال هي عنوان الحياة والاستمرار والخلود وتجدّد الولادة لسعاده في فكره وروحه وعطائه.. سعاده الجسد وجد في الأول من آذار وسعاده الروح استمرّ بعد 8 تموز. وهو الذي قال: تسقط أجسادنا أما حقيقتنا فقد فرضت نفسها على هذا الوجود…»

يا زعيمي: في الأول من آذار وفي الثامن من تموز… فتحت باب الحياة فصار الخلود أساسه وشمخت في هذا الوجود فكراً وروحاً فصرت رمزه ومتراسه…

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024