إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

كما طهّرنا القدس واستعدنا فلسطين في حطين... سنعيد التاريخ وندحر الصهاينة من أرضنا الطيبة

اياد موصللي - البناء

نسخة للطباعة 2018-06-12

إقرأ ايضاً


طالب اليهود بإنشاء دولة لهم في فلسطين منذ العام 1876م. وجمع شتاتهم في العالم على أرضها..

وحققوا مشروعهم وخططهم في 17/5/1948 بشكل رسمي ودولي وواقعي وارتفعت راياتهم على فلسطين، وانتشر الفلسطينيون نازحون لاجئون مشرّدون منذ العام 1947 وسكنوا المخيمات والخيم وعاشوا على التبرّعات والمساعدات..

انقلب اليهود من منتشرين في معظم دول العالم الى مقيمين في دولة واحدة على أرض فلسطين واصبح أهل فلسطين مشرّدين منتشرين.. انقلبت الأدوار فلسطين سكنها شعب قال عن نفسه انه شعب الله المختار وتركها شعبها الحقيقي الذي صار الشعب المحتار.

ونعود هنا لما قاله الرفيق سعيد تقي الدين: «عشنا نقول لليهود لن نقبلكم فاتحين في أرض ورثناها واليوم نضرع إليهم أن اقبلونا لاجئين في أرض فقدناها…»

اكتب هذا اليوم لأقول لن يعيد أرضنا وحقنا الصراخ والعويل ولا المسيرات والمهرجانات ولا التصريحات والخطابات على شاشات التلفزيونات وصفحات الجرايد.

يعيد فلسطين موقف افتقدناه واستبدلناه بالقلم واللسان.

كانت «إسرائيل» حلماً لليهود فأصبحت حقيقة وصارت فلسطين بالنسبة لنا حلماً تغطيه الغشاوة.

انني أسأل اين هم أولئك الذين كتبوا تاريخ فلسطين بالدم عندما حاول الانكليز تحقيق وعدهم لليهود فجابهوا القوة والبطش بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة فخاضوا المعارك وجابهوا النار بالنار على ضعف إمكانياتهم وعتادهم فخاضوا القتال وحققوا وقفة عزّ ما عرفناهم ولا عاصرناهم ولكن الكتب نقلت لنا أخبارهم.. سعيد العاص، حسين البنا، عز الدين القسام، فوزي القاوقجي، ابو عبدالله الكبير.. اين ابطال معارك باب الواد ونسف مقرّ الوكالة اليهودية في القدس.. وأين أبطال الكرّ والفرّ في قلعة جدين والقسطل والسموعي وعكا..

هؤلاء جابهوا عصابات الهاغاناه الصهيونية والجيش الانكليزي وألحقوا بهم الهزيمة وكان سيفهم أصدق إنباء من الكتب..

ضاعت فلسطين بفعل التواطؤ والتخاذل والصفقات بين الحكام والملوك والمستعمر البريطاني.. لم نخسر فلسطين عندما كنا نحارب.. خسرناها عندما كنا نساوم ونسالم..

ونذكر قول الزعيم: لم يتسلط اليهود على جنوبي بلادنا ويستولوا على مدن وقرى لنا إلا بفضل يهودنا الحقيرين في ماديتهم الحقيرين في عيشهم الذليلين في عظمة الباطل.

انّ الصراع بيننا وبين اليهود لا يمكن ان يكون فقط في فلسطين بل في كلّ مكان حيث يوجد يهود قد باعوا هذا الوطن وهذه الأمة بفضة من اليهود، انّ مصيبتنا بيهودنا الداخليين أعظم من بلائنا باليهود الأجانب.

انّ إظهار إرادتنا وإثبات وجودنا في المناسبات لإفهام العالم أننا هنا وانّ طريقنا طويلة وشاقة سنسلكها لأنّ طريق الحياة طريقنا.. إظهار إرادتنا بالحشود والمظاهرات لا يكفي ولا يلغي لغة القوة وإثبات انّ ما أخذ بالسيف لا يستردّ إلا بالسيف..

الحشود المليونية ومئات الشهداء هو تعبير ولكنه لا يؤدّي الى التغيير.. التغيير هو في إعلان النفير والإثبات أنه ليس عاراً ان ننكب بل العار ان تحوّلنا النكبات من امة قوية الى أمة ضعيفة..

وكما قال سعاده: يجب ان نعارك يجب ان نصارع يجب ان نحارب ليثبت حقنا وإذا تنازلنا عن حق العراك والصراع تنازلنا عن الحق وذهب حقنا باطلاً. عوا مهمتكم بكامل خطورتها ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل..

لذلك بدلاً من ان يسقط شهداؤنا في الساحات وخلال المهرجانات.. نستبدل هذه الساحات بما كان يفعله السابقون وما بدأه المقاومون.. العين بالعين.. بدلاً من أن يسقط شهداؤنا برصاص الغدر نفجر أنفسنا بالعدو صدراً لصدر.

عندما بدأت العمليات الصهيونية في فلسطين وبعد مذبحة دير ياسين قال مناجيم بيغن في كتابه كايه الارغون ما كانت «إسرائيل» لتقوم لولا انتصار دير ياسين.. ارتكبت إسرائيل المذابح في كلّ تصرفاتها في قبيا، كفرقاسم، السموعي، صبرا، شاتيلا، قانا، عيون قارة، الأقصى، الحرم الابراهيمي، جباليا وليست غزة آخرها..

دلوني في التارخ كله على مظاهرة في الشوارع قام بها اليهود من أجل جعل فلسطين وطناً لهم.. كلّ ما قاموا به تنظيم وتحضير وقتل وتدمير.. ونحن لا زلنا الى اليوم نجابه الذبح والقتل والتهجير بالهتافات والتطبيل والتزمير.. سمعنا بالمنظمات الاسرائيلية.. هاغانا.. شتيرن.. ورأينا كما سمعنا أفعالهم في البلدات والقرى الفلسطينية، منظماتنا ماذا تفعل اليوم؟

نريد دماً للعدو يسفك.. ومواقع تدمّر واياد تقطع وإعلان يقول بأننا هنا وأننا أمة أبت ان يكون قبر التاريخ مقراً لها في الحياة..

أوقفوا المهرجانات والحشود والتظاهرات التي تقدّم فيها الضحايا والشهداء ولنقدّم الشهداء في ساحات القتال.. والعين بالعين والسن بالسن.

احتلت «إسرائيل» لبنان وتمركزت في منطقة الجنوب التي تعتبرها جزأً من حدود «إسرائيل» وأسّست جيشاً من العملاء بقيادة الضابط الخائن لحدّ وهذا الجيش كان عينها ويدها.. يضرب ويتجسّس باسمها.. وينشر الخوف والذعر والإرهاب.. لم تخرج في لبنان مظاهرات ضدّ «إسرائيل» بل خرجت أفواج المقاومة تجابهها.

إذا استعدنا صفحات تاريخ حرب لبنان وقارنا بين قوة «إسرائيل» التي كانت تحتلّ البلاد وقوة المقاومة الوطنية لظهر فارق كبير في مقاييس القوة العسكرية عدداً وعتاداً ولكن إرادة الحياة والكرامة الوطنية تستدعي حب العطاء والسخاء في بذل الروح والدم فداء الوطن حتى النصر وتحرير البلاد.

ومن فم أبنائنا خرجت أشعار البطولة وتمجيدها ومن أدبياتنا، الجهاد والقتال والاستشهاد، وإذا نظرنا لأسماء الشعوب التي حققت الانتصار على أعدائها ومغتصبي حريتها لوجدنا انّ تاريخنا ليس خاوياً بل لنا في دنيا المجد وجود، فنحن الذين أعطينا العالم أمثولات البطولة وكانت بلادنا مدرسة في هذا كله وسمة من سمات أمتنا الأخلاقية والاجتماعية والدينية، بغضّ النظر عن موقفنا ورأينا بالأنظمة العربية، فهل استقرّ الأميركان في العراق بجنودهم الذين تجاوزوا المائتي الف والمتطوّعون والشركات الأجنبية الذين قدّروا بعدد مساو حتى انّ السفارة الاميركية أعلنت انّ عدد منتسبيها سيصل الى 16 ألف بداية عام 2012.

وهل ننسى صيدا، وكيف صمدت في وجه الاسكندر المقدوني وأحرق أهلها بلدهم وأنفسهم رافضين العبودية والاستسلام؟ هل ننسى ذي قار في العراق وانتصار الكرامة العربية على أقوى وأعتى دول وجيوش ذلك العصر؟ وهل ننسى ثورة العشرين في العراق وسخاء البطولة والعطاء؟

هل ننسى زنوبيا ملكة تدمر وملحمتها في وجه الرومان…؟

هل ننسى ثورة 1925 ومعركة المسيفرة في سورية وانتصار السلاح البدائي امام آلة الحرب الحديثة؟

ان البطولة صناعتنا، والشهادة ابتكارنا والنخوة صفةٌ من صفاتنا نحن الذين تغنينا بالعزة والعنفوان، نحن لنا الصدر دون العالمين او القبر، نحن من آمنّا بأنّ الشعب اذا اراد الحياة فلا بدّ ان يستجيب القدر، نحن السيف والترس في حفظ الحق القومي والدفاع عنه… فإذا تغنينا بفلسطين فليس لأننا نهوى الشعر ونطرب في الغناء، بل لأننا لن نقبل ولن نرضى ان يكون قبر التاريخ مكاننا النهائي في الحياة… نؤمن باستعادة حقنا في فلسطين ارتكازاً على حقائق أهمّها:

أننا أصحاب الأرض وأصحاب الحق.

انّ إيماننا الديني والدنيوي وانتماءنا لأمة ما كان في تاريخها تقاعس واستسلام، وان مرّت بكبوات وانحدارات وتراجعات ولدت من تخاذل في الراس عطل إمكانيات الجسد. فالأمم الحية وحدها تتعرّض للانتكاسات والهزات والتراجعات وتنهض منها بفعل الإيمان ورسوخ العقيدة، اما الأمم الضعيفة فلا تشعر بأيّ انتكاسة، لأنها هي في الأساس منكّسة الراية مسلوبة الإرادة.

لقد حكمنا العثمانيون أكثر من اربعمائة سنة باسم الدين وبحدّ السيف ولسع السياط، وسدّوا علينا منافذ الحرية ولكننا انتصرنا وتحرّرنا، اننا شعب منتصر ولا مناصّ لنا من النصر ولو أردنا ان نفرّ من النصر لما وجدنا الى الفرار سبيلا.

إذا كنا قد أعدنا مفاصل تاريخية هامة فما ذلك إلا لنثبت أنّ الإرادة والتصميم سلاح كرامة سلاح حياة وحقوق وهو أقوى من أسلحة الحديد والنار.

فانّ من أهمّ شواهد التاريخ الحديث ما حققه اللبنانيون بتحرير جنوبهم فقد احتلت «إسرائيل» لبنان عام 1982 وانسحبت منه لتحتفظ بقوات لها في قسم من الجنوب.

وهي لم تنسحب من العاصمة والمواقع الأخرى لطفاً بل قسراً بعد أن واجهت في بيروت ما اتعبها وأرهقها ولا يزال جنود العدو يذكرون البطل القومي الشهيد خالد علوان، وكيف مزق صدور رفاقهم في عمل بطولي سجله التاريخ في شارع الحمرا بمقهى «الويمبي».

وكذلك بطولة رفيقته في الحزب الاستشهادية سناء محيدلي التي أوصت بعد استشهادها في 9 نيسان 1985 أن تسمّى «عروسة الجنوب»، ولن ينسى اليهود المقاومون الأبطال من الحزب القومي أمثال وجدي الصايغ بطل عملية كفرحونة جزّين في 12 آذار 1985، وكذلك عملية رفيقه مالك وهبي الذي فجّر نفسه بشاحنةٍ على جسر القاسمية طريق صور وسط رتلٍ عسكري صهيوني في 20 نيسان 1985 فدمّر العشرات من المجنزرات والشاحنات ناقلات الجند والسيارات الجيب ممّا أدى إلى مقتل ما يزيد عن 120 جندياً وقد سمّي «نسر البقاع». وتوالى الاستشهاديون من الحزب القومي في جبهة المقاومة الوطنية فسقط الشهداء خالد أزرق في 7 تموز 1985 وقد سبقته رفيقته ابتسام حرب في رأس البياضة وبنفس اليوم، ثم مريم خير الدين في 11 أيلول 1985، ونورما أبي حسّان في 17 تموز 1987، وعمّار الأعسر ابن بانياس الذي استشهد أوائل عام 1985، وفدوى غانم في 25 تشرين الثاني 1990.

كما استشهد في عدوان 2006 الرفيقان علي ونجيب شمس الدين. واستشهد من الحزب الشيوعي عددٌ من الشهداء في طليعتهم: لولا عبود ووفاء نور الدين ويسار مروة والشهيد سليم ضو والعديد العديد من شهداء حركة أمل وحزب الله.

إنّ المقاومة في لبنان اثبتت فعلاً انّ تحقيق الأحلام مرتبط بكيفية النوم، فإنْ نمت نوماً عميقاً واسترسلت فيه فإنّ حلمك يبقى في عينيك وتبقى أسيره وانْ كنت حدّدت لنومك وقت اليقظة واستيقظت نشيطاً حيوياً فحلمك رفيقك في خطواتك. حققنا فعل الإرادة وسجلت المقاومة في معظم المواقع بطولات لن ينساها الصهاينة، لا بل ستكون الفزّاعة لهم كباراً وصغاراً، سيذكرون عملية صور الباسلة واستشهاد أحمد قصير في 11/11/1982 ويوم دمّر فوق رؤوسهم مقرّ قيادتهم بمن فيه، ثم مذبحة الصرفند التي أباد فيها المقاومون فرقة الإنزال الجوي كما سيذكرون عيترون وعلما الشعب وبنت جبيل وغيرها، انّ ما حققته المقاومة في لبنان بطرد عدوّ انشأ دعماً لقوته جيشاً من المرتزقة العملاء وأجبرته المقاومة على الاندحار والانسحاب لتثبت انّ بإمكاننا ان نعيد كتابة التاريخ، إنّ عام 2000 وعام 2006، هو بداية تحطيم صنم العار، وانّ تحرير فلسطين من هذا العدو ليس مستحيلاً، فالعدو ليس قوياً، ونحن لسنا ضعفاء، ولكن زمام الأمور كان بأيدي فئة رهنت نفسها وإمكانيات أمتنا لإرادات خارجية عطلت قوانا وجمّدت تحركاتنا لكنها لم تتمكّن من إطفاء شعلة القوة والإيمان لأننا إذا عرفنا أنفسنا حقّ المعرفة وآمنّا بإرادتنا وعرفنا جواب سؤالنا من نحن عندئذ نكون قد عرفنا أنفسنا، أمة حرة قوية جبارة تصنع تاريخها وتحقق أحلامها وتطهّر أرضها وتطرد الطغاة وتستحق البقاء حتى أنّ عدوّنا نفسه اعترف بذلك على لسان اسحق شامير الذي قال: «لم يخطر ببالي أن أحيا لهذا اليوم الذي تُرغم به إسرائيل وجيشها الذي وصفه أعداؤنا بالجيش الذي لا يُقهر فيجبر على الفرار، إنّ بضع مئاتٍ من مقاتلي المقاومة يرغمون جيش إسرائيل على الانسحاب».

عندما نتحدث عن المقاومة اللبنانية ضدّ العدو الصهيوني نتحدث عن شعب أثبت أننا من أمة أبت أن يكون قبر التاريخ مكانها في الحياة وانّ الدماء هي ملك الوطن أعيدت له لإعادة الحرية إليه. وحزب الله سيف المقاومة وترسها قدّم أيضاً شهداء قافلة تلو القافلة تعبير عن روح العطاء…

انّ ما سقط من شهداء في غزة في ذكرى يوم القدس رمز للبطولة ولكننا لا نريد ان يسقطوا برصاص الغدر والاغتيال نريدهم ان يرتفعوا شهداء وان يسقِطوا العديد من الصهاينة عبر أجساد متفجرة تدمّر حواجزهم وتحصيناتهم..

نحن واثقون بأننا سنستعيد فلسطين كما فعلنا في أكثر من مرحلة من مراحل العدوان في التاريخ والشهداء هم أكرم منا جميعاً… وهم طليعة انتصاراتنا الكبرى، سنستعيد القدس وفلسطين ونحن ننادي لبيك يا بلادي…

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024