إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الـرفيـق الفنـان عـارف ابـو لطيـف مقيم دائماً في ذاكرتنا ووجداننا

الامين لبيب ناصيف

نسخة للطباعة 2025-09-11

إقرأ ايضاً


لا ابالغ اذا قلت ان الرفيق الفنان عارف أبو لطيف من اكثر القوميين الاجتماعيين الذين أحببت وقد خبرت جيداً علو مناقبه القومية الاجتماعية ومدى تجسيده لفضائل النهضة.

منذ عرفته احببته وكانت لي معه لقاءات عديدة ومناسبات غنية رافقت فيها مدى التزامه بالحزب.

كم رغبت في زيارته إلا ان ظروفي لم تفسح لي المجال، مكتفياً باتصالات هاتفية لا تُشبع رغباتي وحضوره اللافت في اعماقي.

عندما عرفت بغياب الرفيق عارف بكيته كثيراً، شاعراً بفداحة خسارته فأمثاله نادرون.

واني اذ أعيد نشر ما كنت كتبت عنه بتاريخ 23/02/2010، وعند تكريمه من قبل منتدى حرمون بتاريخ 21/04/2023، أرى ان ذلك أقل بكثير مما يستحق الرفيق عارف، خاصة على صعيد إنجازاته الفنية وسيرته الغنية، آملاً ان أتمكن في أي وقت من منحه ما يستحق من الاضاءة على الكثير من حضوره الفني ومسيرته القومية الاجتماعية.

*

الـرفيـق الفنـان عـارف ابـو لطيـف: حيـن يتكلـم الطيـن

كنا سابقاً قد تحدثنا عن الرفيق الفنان عارف ابو لطيف وعن انجازه تمثال الدكتور خليل سعاده في غويانيا (البرازيل) الذي نقل الى ضهور الشوير حيث وضع وسط ساحة على طريق العرزال ودار سعاده الثقافية الاجتماعية.

وفي النشرة تاريخ 16/02/2010، اوردنا عن حفل اطلاق وتوقيع اصدارات لعدد من الشعراء والادباء والفنانين، ومن بينهم الرفيق عارف ابو لطيف، وذلك بدعوة من جمعية "محترف الفن التشكيلي للثقافة والفنون – راشيا"، وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية، وذلك يوم الأربعاء 24 شباط في قصر الانسكو.

من الكتاب الصادر للفنان عارف ابو لطيف: حين يتكلم الطين، نقتطع ما كتبه كل من رئيس جمعية الفن التشكيلي الرفيق شوقي دلال، والاديب فرحان صالح.

شوقي دلال: عارف ابو لطيف، شباب في شيخوخة التاريخ:

لا يسعك عندما تشاهد عملاً للفنان عارف ابو لطيف، إلا أن تستذكر تلك اللحظة التي لم تشاهده من قبل، فهو على الرغم من أنه ينتج الفن منذ أكثر من نصف قرن، كما أن إنتاجه ليس بقليل، لكنه يبقى فناناً غير مشرّع للأقلام.

يستعيد عارف ابو لطيف أجواء منحوتاته السابقة التي تعيد الاعتبار لهواجس الارتباط التشكيلي بالينابيع السورية القديمة والبحث عن هوية بديلة عن معطيات الفنون الغربية.

فقد اوجد ابو لطيف في تكاوين الآثار القديمة من بلادنا "السومرية والبابلية والآشورية" مادة خصبة للتأمل والاستلهام وتحقيق الاندفاع التشكيلي الذي يجمع ما بين معطيات التلقائية والعفوية في صياغة المنحوتة الطينية الحاملة هواجس الارتباط بالتراث الحضاري الشرقي من منطلقات الحداثة التشكيلية، فصياغة المنحوتة تشكل عنده القدرة على الاستفادة أو التأويل من حقول الآثار الشرقية البدائية التي سبق وسجلت بعض ملامح التجديد في صياغة اللوحة والمنحوتة الحديثة في معظم التجارب التشكيلية العالمية والعربية.

وعلى هذا يبحث عارف ابو لطيف عن حلم الفنون الشرقية من خلال التركيز على استخدام الرموز الحضارية والارتباط بجمالية المنحوتات والتي سادت الحضارات الإنسانية التي لا تزال تحافظ على صفائها الغريزي البعيد كل البعد عن التلوث الصناعي وهيمنة عصر الآلهة، ومن أجل ذلك يمكن اعتبار تجاربه النحتية خطوة للتفتيش عن رؤى جديدة مستمدة من ملامح التراث السوري القديم الذي يمكن اعتباره الاب الروحي لإتجاه اللوحة او المنحوتة الحديثة او لاتجاه مجمل الفنون العالمية المعاصرة التي تأخذ مادتها التشكيلية العفوية من الفنون البدائية وتسعى لتقديمها في اتجاه عصري متحرر.

الرفيق الفنان عارف أبو لطيف يعمل على احدى منحوتاته

وقد وجد عارف ابو لطيف في الطين مادة اساسية تفسح له المجالات الشاسعة لرحلة الكشف التلقائي عن الافكار التشكيلية، ومع الطين ينحاز للون المادة الطبيعية فينتج منها ايقاعات بصرية ملونة للوصول إلى علاقة متميزة بين العناصر التكوينية الملونة من خلال العين وبين السطوح التي تبقى محافظة على لونها الطبيعي الخام بحيث تبرز من خلالها توليفات التشكيل الحيوي البكر للمادة المستخدمة.

مع منحوتته مجسم للزعيم من البرونز

فالنحت عند عارف ابو لطيف يستمد حيويته من الموروث الحضاري ضمن هواجس التعبير عن ايقاعات متموجة قادمة من حركة الطبيعة المتمثلة بخطوط الوجه والجسد باحثاً في داخلها عن الجمال الذي يسعى إليه، ومن هنا كان اختياره لأصابع يديه فهو يحاور بهما الواقع والرمز والتاريخ كمحاولة لتسجيل فن معاصر بروح محلية، فهو يزاوج بين الفطرية البدائية وطواعية اليد وتوازن التكوين ويحاول بلورة اتجاهات نزعته النحتية متجهاً نحو السكون والحيوية والحركة .

هذا الاسلوب الفني المكثف للمضمون يؤكد أن الفنان عارف ابو لطيف يفكر في عقلية حديثة ومبدعة في آن واحد، فيصل بحداثة لغته الفنية للوجه التقليلدي إلى عقل الانسان وقلبه أيَّـاً كانت لغته وتجربته ويحرّضه لا شعورياً لكي يرى شيئاً ما وبذلك يربط جسراً عقلياً وعاطفياً بين العام والخاص، المحلي والعالمي، الواقعي والفلسفي .

*

فرحان صالح: عارف ابو لطيف رسومه تعالج ذاكرتنا المترهلة:

عرفته في بداية السبعينيات، كان ذلك حين اقامت سفارة المانيا الديمقراطية معرضاً فنياً، شارك عارف فيه إلى جانب الفنان نديم الشوباصي، والراحل عارف الريس "بيكاسو العرب" "ابو ضحكة جنان"، والفتيان اللذان لم يبلغا آنذاك الخمسة عشر عاماً. إنهما مصطفى جرادي "الطبيب الجراح"، وأحمد خالد "ابن طرابلس الفيحاء".

منذ ذلك اليوم وعارف ابو لطيف لم تنقطع العلاقة معه، بل كانت تتوطد وتترسخ يوماً بعد يوم، وسنة بعد أخرى.

عارف ابن "عيحا" سليلة حرمون، هي من ولاداته ونسله، والحفيدة لجلجامش.

عارف حين التقيته لأول مرة، كان وجهه دائرياً ومفتوحاً على ما يروي عطش حرمون، ورغم ما يختزنه هذا الجبل من مياه، إلا أن مياه عارف كانت ذات مذاق خاص، ورغم أن حرمون يمر بفصول من الصقيع، وسفوحه كما اوديته وأعاليه تواجه الرياح العاتية التي تأتي من هنا وهناك، إلا أن عارف البسيط الممتلئ بحب الناس وعطف الطبيعة، كان جسده ممتلئاً بحيوية من الدفء والإرادة التي ترسخت ونمت على نقيض إغراءات المدن التي عرفها، وهو عبر تاريخه، كان مدافعاً صلباً عما كان يعتقده، وكأن بدفاعه هذا يحاول أن يتسلق الأمكنة المفتوحة على الشمس القريبة من حرمون، إقترابه منه، جسده الممتلئ هذا هو امتداد للصخور المحيطة بحرمون، وهو كما هي، لا تلين أمام الظلم والعدوان، إنه الحاضر في ذاكرته حضور الفلاحين "أهله" الذي يعرفون هدفهم بعد صياح الديك.

عارف هو الطفل الذي لا زال يلعب على مساحات ما يرسمه لنا ونتذوقه. هو شديد الحساسية وكأنه جسد لا عظم فيه، عميق الشعور وكأن رئتيه امتداد لرئة حرمون، ونهاياته تتجاوز قاسيون، والقلب في طبريا، والعقل في لبنان وأطراف الجسد المتدلي حيث الاخضر تطال الرافدين والنيل وما بينهما، وحولهما العالم .

عارف يختفي ليظهر فيما يرسمه لنا، وهو يغرف من بحر الشمس التي تغذي عقله كما أحاسيسه، والتي هي امتداد لطبيعة حرمون ولحاجات الملايين من اهله، هو من هذا البحر محركاً ومازجاً للألوان التي يأخذها من أشجار وسنابل وورود عيحا، ومن فصول البقاع، اما ذاكرته فتغذيها الساعات التي تحرك عقاربها الاشجار التي تحيط بمنزله وبطبيعة البقاع، وهي لوحة من اللوحات التي رسمتها الآلهة واستكملها الانسان.

لوحات عارف، تحاكي جبران في بشري، وعارف الريس في عاليه، ومصطفى فروخ وشارل قرم، وهما يمارسان هوايتيهما في صيد السمك ما بين جونيه والمنارة، وأحمد خالد الذي لم تبارح ذاكرته الأمكنة التي ولد فيها، ومصطفى جرادي وهو يرى كيف تسقط الشمس في مرفأ صور، وكيف ينهض القمر متثائباً على أقدام الصيادين والفلاحين هناك.

عارف اليوم يحاكي السبعين، كما حاكى من قبل ميخائيل نعيمة أيامه الراحلة.

عارف يسهم يومياً بفتح الثقوب، وبإزالة الأوساخ التي تزنر عقول السياسيين في بلده، ولوحاته وألوانها لا زالت تتغذى من جسد لبنان الممتد على الرقعة الصغيرة وطنه، وعلى رقعة جغرافية العالم بما هي امتداد لخريطة وطنه الذي يصغر في عقول زعماء الطوائف، ويكبر في لوحاته وألوانه. إنه يحاكي في بعض من لوحاته، هؤلاء الزعماء الذين قدموا لنا لوحات متواصلة لضحاياهم تلك التي حوّلها عارف الى مشاهد من تأنيب الضمير، حيث صوّر كيف أن السادة ينتعلون أحذيتهم التي يدوسون بها ضحاياهم، تماماً كما ينتعلون عقولهم التي يخزنون فيها الاسلحة الفتاكة التي يقتلون بها ويشردون من يخالفون رأيهم ومصالحهم، لا زالت لوحات عارف تحاكي حياتنا ومستقبل أطفالنا.

عارف العاشق دائماً، وكأنه الفراشة التي تبحث عن النور، لتأخذ منه نهاياتها، وكأنه العصفور الذي يترنم بصوته ليدل الصياد الأبله المجرم على فريسته.

ما يرسمه عارف كانت مساحاته من مساحات أحاسيسه، وأذكر هنا لوحته التي تزيّن صدر صالون منزلي، تلك التي بيّن فيها ويلات الحرب، وهو يرسم إنساناً حياً هو لبنان، يحمل إنساناً ميتاً وقد قتلته قبائل الطوائف في بداية عام 1975. يكفي وأنت تشاهد تلك اللوحة، حتى تدخل في الحسابات التي تجنيها الحرب على البشر.

عارف ابو لطيف 1973 السنوات تلك هي من مساحات العمر التي رسمناها سوياً. هذا العمر الذي لا زال يتغذى من حقول كفرشوبا وعيحا، ومن صلابة حرمون.

*

تكريم الرفيق عارف أبو لطيف

اذ نعيد تعميم النبذة بعنوان "قصة تمثال الدكتور خليل سعادة في ضهور الشوير" ودور النحات الفنان المبدع الرفيق عارف أبو لطيف، ننضم الى جميع الذين احتفلوا بتكريم الرفيق الصديق عارف الذي كنت اتعاطى معه بكل ثقة ومحبة عارفا بما يحمل في ثناياه من مناقب النهضة وفضائل الالتزام القومي الاجتماعي وذلك مذ عرفته في سان باولو وفي مدينة غويانيا البرازيل.

اشكر الإعلامي المبدع هاني الحلبي الذي زوّدني بمعلومات غنية عن التكريم الذي أقيم للرفيق النحات في بلدته عيحا.

*

صباح الخير، ضيوفَنا الكرام اهلا بكم في هذا الصباح الاستثنائيّ البهيج، صباح الفن والثقافة بين أهل فكر وثقافة وإبداع، في راشيا الوادي، قلعة التاريخ والإنسان المقاوم. هذه المنطقة الوادعة على سفوح حرمون المجد، لتكريم قامة عصامية منها، هو الفنان المبدع النحات والرسام عارف حسين ابو لطيف، من بلدة عيحا الأبية.

ويزداد التكريم قيمة برعاية معالي وزير الثقافة المعطاء وبحضور ممثله الأستاذ غازي صعب، ليكون تكريماً رسمياً وأهلياً أيضاً، يليق بالمكرّم وبفنه الذي استنطق الطين لغة جميلة وأبجدية حوار ووجدان.

وإن كان هذا التكريم على بدايات العام الدراسي فإنه يطرح سؤالاً تربوياً عميقاً عن حضور الفن في مدراسنا ومعاهدنا وقيمة هذا الحضور ومساحته. أليس إهمال الفن، الرسم والنحت والموسيقى، والرياضة، كما يجب من اهتمام وعناية، هو قبول وتكريس لخلل تربوي مقيم ومستشرٍ في أجيالنا، خلاصته خلل في الروح وفي الذوق وفي السلوك وفي التوازن وفي الشخصية؟

ومن المؤكد أن الفنون والرياضة هي معوان حقيقي لتحقيق تربية اجتماعية ووطنية صحيحة، ترقي الشعور وترفع النفوس وتهذب الوجدان وتسوّي السلوك، كي لا نبقى تعداد افراد، بل نكون مواطنين يليق بنا الوطن وتتجمّل الحياة، وشعباً حياً جديراً بالحياة.

*

قصــة تمثــال الدكتور خليـل ســعاده

اما عن تمثال الدكتور خيل سعاده الذي تمّ انجاز نحته في البرازيل، وشُحن الى لبنان، ثم أقيم الاحتفال بازاحة الستار عنه في 13 ايلول 1981، فقصته يرويها الفنان الرفيق عارف ابو لطيف(1) يقول: " في العام 1969 تعرّفت الى الامين نواف حردان في مدينة غويانيا عاصمة ولاية غوياس في البرازيل، وعندما عرف اني ادرس الفن والنحت، شجّـعني قائلاً ان الفن ارقى درجات الثقافة في التاريخ.

" بعد اشهر على لقائنا الاول، كتب لي طالباً حضوري الى مدينة سان باولو على عنوان تبيّـن لاحقاً انه عنوان مكتب السيد غطاس خوري. لبـّيـتُ الدعوة، وكان الامين نواف ينتظرني ومعه السيد غطاس، الذي كان، واستمر، صديقاً مخلصاً وفياً للدكتور خليل.

" فاجأني الامين نواف بالتوضيح ان سبب الدعوة هي أن أقوم بصنع تمثال للدكتور خليل.

ترددتُ متهيباً المشروع. الا ان الأمين نواف شجعني معيداً على مسمعي ما قاله الزعيم الخالد: "ان فيكم قوة لو فعلت لغيّـرت وجه التاريخ".

قبلت. فزوّدني بصورة واحدة قديمة وغير واضحة للدكتور خليل، ونسخة عن كتاب "الرابطة". عدت الى غويانيا وباشرت اعمال نحت التمثال.

انصرفتُ الى عملي لمدة ستة اشهر، وكنت اثناء ذلك اطالع كتاب "الرابطة" فتأثرت كثيراً بحياة الدكتور العلامة، وبمقالاته.

السيد غطاس خوري

اتصلتُ بالأمين نواف، بعد أنْ كنت انجزت نحت التمثال، وقبل ان اصبّه بمادة البرونز. فتوجّه الى غويانيا مع السيد غطاس خوري وحلاّ ضيفين كريمين في منزل الاب الرفيق ميشال خوري راعي الكنيسة الارثوذكسية في غويانيا ومؤسس مدرسة مار نقولا(2). في اليوم التالي لوصولهما توجّهنا الى مكان التمثال في "فندوري دي غوياس" واذكر أن السيد غطاس خوري بكى عند رؤيته التمثال واستعاد حنينه الى صديقه الدكتور خليل.

*

هذا وقد نشرت مجلة "بلادي" الصادرة في سان باولو لصاحبها الاستاذ عمر نشابي ريبورتاجاً مصوراً عن هذه الزيارة اشادت فيه "بدور النحات المبدع عارف ابو لطيف وبالاهتمام الذي يقوم به الاب ميشال خوري لجهة التمثال، كما لتأسيسه المدرسة التي تضم في تلك الفترة 300 تلميذاً، ويسعى الاب ميشال لادخال الصفوف الثانوية اليها، ومن المنتظر ان تتحوّل الى كلية جامعة تدرّس العربية الى جانب البرامج البرازيلية، وأيضاً لدوره الوطني في غويانيا بحيث حصل على ثقة جميع مواطنيه على اختلاف مذاهبهم، فهو كاهن المسلمين والدروز والمسيحيين في وقت واحد".

*

في 14 تموز 1973 وصل الفنان الرفيق ابو لطيف الى الوطن حاملاً معه رسائل من اللجنة ومن الأمين نواف حردان وقام باتصالات مع عديدين نذكر منهم: الامين وديع الياس مجاعص، فيليب قيامة، جورج مجاعص، المحامي فؤاد غصن الى ان كان لقاؤه في 21 تموز مع رئيس بلدية ضهور الشوير الدكتور جبرائيل صوايا. ثم جرى البحث عن المكان الافضل لوضع التمثال، وكانت هناك آراء عدة في هذا الصدد الى أن قرّ الرأي بوضعه في مكانه الحالي.

في هذه الاثناء وصل السيد غطاس خوري، فيما كان تمّ شحن التمثال، ووضعه في مركز بلدية الضهور. وتتابعت الاتصالات، الا أنّ اندلاع الاحداث الدامية عام 1975 جعل كل شيء يتأجل، ثم ليتابَع مجدداً كلما كانت الاوضاع الامنية تهدأ، حتى كان يوم 13 ايلول 1981 حينما شهدت ضهور الشوير احتفالاً حاشداً ازاح فيه وزير السياحة الاستاذ مروان حمادة الستار عن تمثال الدكتور خليل سعاده، وتكلم فيه، الى الوزير حمادة كل من: الرفيق سمير ابي ناصيف عريفاً، المحامي الرفيق انطون داغر باسم المجلس الشعبي لمنطقة المتن الشمالي، الامين عصام حريق باسم اهالي ضهور الشوير، يحيى خلف أمين عام اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، أحمد سويد باسم اتحاد الكتاب اللبنانيين، باسم السبع باسم نقابة الصحافة اللبنانية، الأمين مروان فارس باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي، والدكتورة صفية سعاده.

*

نعي عمدة الثقافة والفنون الجميلة

*

هوامش:

(1) عارف ابو لطيف: من بلدة عيحا (راشيا). ولد عام 1936 وغادر الى البرازيل عام 1956 واقام في مدينة غويانيا، حيث التحق بكلية الفن التابعة لجامعة غوياس الفدرالية ونال شهادة الفنون، ثم تابع تخصصه في الرسم والنحت. قام ببعض الأعمال الفنية التي نالت استحساناً كبيراً من النقاد، ومن أساتذة الجامعة.

(2) الاب ميشال خوري: من انطاكية، نزح الى حلب، وفيها نشط حزبياً وتولى مسؤولية ناموس المنفذية، ثم غادر الى مدينة غويانيا مستمراً على التزامه حتى وفاته. لم يكن يغيب عن الاجتماعات الحزبية وكل الاحتفالات والنشاطات التي كانت تقام. كان معروفاً بانتمائه الحزبي.




 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2025