ننشر التقرير الذي رفعه الرفيق مطانيوس حاموش كما ورد منه، بتاريخ 29 حزيران 1988 الى رئيس الحزب الأمين جبران جريج، عن وقائع استشهاد الرفقاء ناصر ومفيد وجورج حاموش.
آملين ممن لديه إضافة ان يرسل الى لجنة تاريخ الحزب.
*
مقدمة:
عند اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975، على اثر حادث بوسطة عين الرمانة في 13 نيسان 1975، تحرك البركان في تل الزعتر ومحيطه حيث كان هناك دائماً بعض الحوادث الجانبية التي كانت تقع بين الحين والآخر بين أهالي مخيم تل الزعتر الفلسطيني وأهالي القرى المحيطة بالمخيم من اللبنانيين وبالتحديد العناصر الكتائبية الانعزالية في الدكوانة وسن الفيل، هذه الحوادث ترجع إلى أعوام 1969 و1973، وقد كان الانعزاليون يخططون منذ زمن بعيد للانقضاض على الفلسطينيين خاصة في منطقة تل الزعتر ويريدون اقتلاعهم من المخيم، وبهذه المناسبة نشير إلى أن أراضي المخيم المذكور في أكثريتها هي ملك للرهبانية المارونية، من هنا نفهم الحرب المعلنة من الرهبانية المارونية على الغرباء الفلسطينيين.
وهنا أود أن أشير إلى حادثة خطف بشير الجميل عام 1969 الذي تعرض لها في رأس الدكوانة على يد عناصر فلسطينية كانت تنتمي على ما أذكر إلى الصاعقة. يومها كان بشير الجميل متوجهاً إلى رأس الدكوانة حيث تقطن عائلات بقاعية من القاع ودير الأحمر محرضاً هذه العائلات بعد إمدادها بالسلاح على الفلسطينيين وقد كانت وقعت قبل ذلك حادثة التعرض لموكب تشييع أحد الفلسطينيين في الكحالة حيث أطلق الكتائبيون وأهالي الكحالة النار على الموكب مما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات بين قتيل وجريح، وكانت هذه الشرارة للأحداث المتتالية منذ ذلك العام.
نعود إلى حادثة خطف بشير حيث عثر في صندوق سيارته على رأسين مفصولين عن جسديهما يعودان إلى فلسطينييّن، ولو لم يتدخل الشيخ موريس الجميل لدى الوزير كمال جنبلاط وقد كان يومها الوزير جنبلاط وزيراً للداخلية، للإفراج عن بشير الجميل لكان في عداد الأموات منذ ذلك التاريخ، وبالفعل أنقذ الوزير جنبلاط بشير، وتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين لإعادة الهيبة لعناصر الدرك اللبناني التي كانت متواجدة في مخافر ضمن تل الزعتر.
نعود إلى عام 1975 حيث بدأت الكتائب بمحاصرة مخيم تل الزعتر من عدة أماكن: الدكوانة – طريق بيت مري القديمة التي تصل بيت مري بالدكوانة، سن الفيل، المنصورية وهذه البلدة الأخيرة تقع على تلة تشرف على المخيم وهي مركز استراتيجي عسكري. يوجد في آخر المنصورية من جهة المكلس موقع للجيش اللبناني عند قصر سامي الصلح وقد قام الكتائبيون باستقدام عناصر تابعة لهم من خارج بلدة المنصورية تابعين لقرى عين سعاده، رومية، الجديدة، سد البوشرية، بكفيا، برمانا بالتعاون مع إبن جورج الأشقر رئيس بلدية برمانا حيث كان له جماعة خاصة به ومسلحة ومدربة على القتال وبدأت غرفة عمليات للكتائب في المنصورية وبدأ القصف على تل الزعتر طيلة صيف 1975 حتى آخر يوم من صمود المخيم وسقوطه في منتصف شهر تموز 1976.
في منتصف شهر كانون الأول 1975 وقد عنف القصف كثيراً في البلدة وإليها حيث تساقطت القذائف بغزارة على المخيم ورد مقاتلو المخيم بالمثل مما أوقع أضراراً مادية في البلدة وحصلت أيضاً حادثة صغيرة إذ أقدمت مجموعة فلسطينية تابعة لتنظيم الصاعقة على التسلل عبر الأحراج التي تفصل بين المخيم والبلدة وقامت بقصف عدد من الصواريخ باتجاه أعالي المنصورية حيث أصابت معملاً للخياطة خاصة الرفيق السابق سليم الزين (سليم الزين رئيس نقابة أصحاب الألبسة الجاهزة وعنده محل للألبسة الجاهزة في الوردية تحت اسم أبياج).
هذه العملية أحدثت كما قلنا أضراراً في المصنع وفي منزلين مجاورين للمصنع، وقد حدثت هذه العملية دون علمنا بها مسبقاً كحزب، وكانت محطتهم الأخيرة عند انطلاق الصواريخ جنب منزلي حيث يقع منزل والدي على مشارف الوادي الذي يصل بمخيم تل الزعتر.
توجهت الأنظار نحونا من قبل أهالي البلدة وكأنهم يتهموننا بتسهيل عملية التسلل هذه، فقمنا بدعوة وجهاء البلدة مع مسؤولي حزب الكتائب وقد كان بينهم مسؤول كتائبي من خارج البلدة يدعى بول جلوان وكان المحاور من الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى جانبي الرفيق ايليا صادق حيث قمنا بالتصدي للمحاولات الجارية لعسكرة البلدة وجعلها قاعدة عسكرية للكتائب تنطلق منها إلى تل الزعتر وقدمنا الاقتراح التالي: نضمن من جانبنا كحزب سوري قومي اجتماعي عدم التعرض بالقصف والقنص على المنصورية مقابل إخراج جميع العناصر القتالية الكتائبية من البلدة والتعاون مع أبناء البلدة فقط وإلى أي اتجاه انتموا بحراسة مداخل البلدة وجوانبها وأن نبقى جيران وأهل مع أهالي تل الزعتر حيث أن أملاك وأرزاق أهالي المنصورية تقع في خراج البلدة من جهة المخيم وفي المكلس وعلى ضفاف نهر بيروت حيث هناك شجر الليمون بالإضافة إلى مزروعات الخضار كالبندورة والخيار وغيرها وهذه مواسم يعتمد عليها أكثر أهالي المنصورية.
وبهذه الطريقة من تحييد المنصورية في الصراع مع المخيم يتيح لأهاليها قطف محاصيل مواسمهم الزراعية، وقد لاقت اقتراحاتنا التجاوب من أهالي البلدة باستثناء البعض ممن يستفيدون من تأجيج الصراع وهؤلاء حلفاء للكتائب من الناحية الطائفية والعنصرية حيث يكنون الحقد والكراهية للفلسطينيين، هذا الاجتماع عقد في 16 كانون الأول 1975 وعلى أثره تشكلت لجنة من الرفيق ايليا صادق والمواطن المهندس جورج حاج والمواطن شكري المر، غاية اللجنة جمع تواقيع أهالي البلدة على عريضة تنص على عدم زج المنصورية في القتال الدائر وإخراج المسلحين الغرباء عن البلدة ومن ثم تقديم هذه العريضة إلى الشيخ بيار الجميل للعمل وتنفيذ مضمونها، وعندما شعر الكتائبيون بنجاح خطتنا عمدوا إلى تفجير الوضع وتفشيل الخطة حيث قاموا بهجومهم على مركز المديرية الذي يقع في منتصف البلدة على الطريق العام الرئيسية، حيث كان توقيت هجومهم الساعة الخامسة من بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 18/12/1975، أدى هجومهم هذا إلى استشهاد المواطن ناصر حاموش (شقيقي) حيث كان أمام مركز المديرية مع رفقائنا يوسف ويارد حاموش.
كان الهجوم من محورين: محور أمامي ومحور خلفي باتجاه المديرية وسقط لهم قتيلاً على درج المديرية يدعى بولس عبود وهو من خارج البلدة أعتقد من أهالي وادي شحرور، كما سقط أيضاً المواطن أنيس حاموش وهو ينتمي للحزب الشيوعي حيث حمل سلاحه ووقف معنا مدافعاً عن مركز المديرية ولما رأى شقيقي ناصر يتخبط بدمه أسرع لسحبه وإذ تطاله رصاصات الغدر الكتائبية ويسقط مستشهداً إلى جانب شقيقي.
دامت هذه المعركة حوالي الساعتين من الخامسة إلى السابعة، بعدها حاولت الاتصال بالسيد جريس اسطه الحاج رئيس قسم الكتائب في البلدة للاتفاق معه على وقف إطلاق النار الذي خف بعض الشيء ولكن بقي القنص على الطريق العام عند مكان وجود جثة شقيقي ناصر، وقلت له أعطي أوامرك لعناصرك حتى نستطيع سحب الجثث، لكنه أبدى عدم استطاعته متذرعاً بأن هناك بعض العناصر وأعطاني أسماؤهم: ميلان مارون، نقولا حاج (وهذا شقيقه)، جورج يعقوب، متري صبح حاموش، جورج أبو ديوان، وهذه العناصر لا تتقيد بأوامره. ظل الوضع على حاله لغاية الساعة العاشرة ليلاً حيث أتت ملالة للدرك اللبناني مع قوة صغيرة بناء على طلب الدكتور البير مخيبر وفصلت بيننا وتمّ سحب الجثث.
بعدها وفي هذا الجو المحموم وقد علمنا ورأينا تدفق المسلحين الغرباء الذين أتوا من جميع مناطق المتن وكأنهم في وضعية إكمال الهجوم واقتلاعنا من البلدة. هذه المعركة كان قد وصل صداها إلى المخيم حيث أتاني اتصال هاتفي من الرفيق فؤاد دياب وكان يومها ناظر تدريب الضاحية فقال لي اننا صاعدون باتجاهكم للمساندة وفعلاً وصل عند الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل ومعه حوالي ثلاثين عنصراً من المقاومة الفلسطينية (قوات مشتركة من فتح ومن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومن الجبهة الشعبية القيادة العامة ومنظمة العمل الشيوعي وعلى رأسهم قائد الكفاح المسلح في تل الزعتر النقيب عثمان) وزعنا القوة: قسم في المديرية منتصف البلدة وقسم آخر في منزلنا وجواره وقاموا بوضع خطة للاستيلاء على مركز حزب الكتائب في وسط البلدة. وقسم يتوجه ليل السبت - الأحد لقطع طريق المنصورية -عين سعاده حيث هناك عبَّارة تنسف وتقطع الطريق، في هذه الأثناء كان منزل الرفقاء يارد حاموش وجورج ومفيد يقع على أعالي البلدة لجهة عين سعاده – بيت مري يتعرض لهجوم عسكري كتائبي بدأ ليل الجمعة ولغاية صباح السبت في 19/12 حيث كان هناك أكثر من خمسين مقاتلاً كتائبياً على رأسهم أمين الجميل مما أدى إلى استشهاد المواطن مفيد حاموش شقيق الرفيق يارد عندما قام بالتصدي لهم فوقع أمام منزله والرشاش بيده عندها أخذ شقيقه المواطن ايليا "أصبح فيما بعد رفيقاً" الرشاش من يد شقيقه الشهيد وبدأ بالتصدي للكتائب ومعه شقيقه جورج.
دامت المعركة من الساعة 9 ليلاً حتى صباح اليوم التالي حيث نفذت الذخيرة منهما وكان يعاونهم في إمدادهم بتعبئة الأمشاط شقيقتهم روزيت، وعندها وبعد صراخ النساء وبكاء الأطفال أولاد جورج ومفيد وبعد تهديم قسم من المنزل استسلم المواطنان ايليا وجورج حيث قامت العناصر الكتائبية بعصب أعين جورج وأسره أمام زوجته وطفليه ووالديه وشقيقاته، أما شقيقه ايليا فقد أصيب إصابة في يده والدم ينزف منها بعد أن أوقع في صفوف المهاجمين أربع قتلى عرف منهم اثنان من جديدة المتن.
في هذه الأثناء ونحن في وسط البلدة لم نعلم بالهجوم على منزل الرفقاء حاموش وقد حصل سوء تفاهم بين العناصر الفلسطينية مما أدى إلى انسحاب عشرين عنصراً منهم باتجاه تل الزعتر ولم يبقوا معنا لتنفيذ الخطة، والذين انسحبوا هم عناصر أبو علي سالم مسؤول مجموعة فتح وعناصر الشيوعيين "منظمة العمل الشيوعي" وبقي معنا الجبهة الشعبية بشقيها لتحرير فلسطين حبش، والقيادة العامة جبريل وبقي أيضاً قائد القوة المشتركة النقيب عثمان.
المفاوضات: يومي السبت والأحد 19 و20/12/1975، بدأ التفاوض معنا النائبان فؤاد لحود والدكتور البير مخيبر بقصد انسحابنا من المعركة والبلدة معاً حيث لاحظوا وجود المسلحين في منزلي وبجواره على أن يتابعوا هم سعيهم مع الكتائب لإنقاذ جورج حاموش من أيدي خاطفيه، كان جوابي الرد التالي: نحن لا ننسحب من المعركة ومن البلدة قبل انسحاب جميع مقاتلي حزب الكتائب الغرباء عن البلدة وتسليمنا جورج حاموش حياً، بعدها نسحب مقاتلينا القوميين الذين أتوا لمساعدتنا عبر أحراج الفنار حيث لم نستطع أن نجاهر بوجود عناصر فلسطينية في المنصورية وهكذا كان مجيء الفلسطينيين تحت غطاء أنهم قوميين من الضاحية.
وكما قلت للدكتور مخيبر كيف تطلب منا الانسحاب مؤقتاً من البلدة وأنا ابن هذه البلدة وأبي وأجدادي شقوا طريق المنصورية التي تربط المكلس بعين سعاده – بيت مري وساهموا في إعمار البلدة.
إننا نحن القوميين أبناء المنصورية متمسكون بمواقعنا وبمواقفنا ومتمسكون بالاتفاق الأخير الذي حصل في منزلي وهو تحييد البلدة في صراع الكتائب والفلسطينيين. في أثناء المفاوضات التي دامت يومين كان الحزب بشخص الأمين محمود عبد الخالق وكان يومها وكيلاً لعميد الدفاع وحضرة رئيس الحزب الأمين إنعام رعد يتصلان بي تلفونياً ويدعواني للاستمرار في الصمود بوجه الكتائب خاصة رئيس الحزب الذي حدثني بكلمات شجعتني وزادت من معنوياتي في الصمود والاستمرار في المعركة لحين وصول النجدة الحزبية من الضاحية ومن أعالي المتن ضهور الشوير ورأس المتن لكن هذه لم تصل ولم يأت أي رفيق للمساندة لا من الفنار ولا من الجديدة ولا من أعالي المتن، وكان هجوم الكتائب صباح الاثنين الباكر الموافق 21/12 حيث بدأت عند الساعة الخامسة صباحاً تتساقط القذائف على مواقعنا من ملالات الدرك اللبناني والجيش اللبناني المتمركزة بمدرسة مون لاسال الفرير على طريق بيت مري القديمة وهذه مواجهة لمنازلنا ومواقعنا حيث أصابت هذه القذائف منزلي ومنزل أحد الجيران، وقد كنا فيهما وأحدثت أضراراً بالغة وأيضاً بدأ الهجوم الكتائبي من أعالي البلدة لناحية عين سعاده قصفاً مدفعياً ثقيلاً وهجوم ثاني بالأربجي من محور وسط البلدة باتجاهنا، دام هذا الهجوم حتى الساعة الثانية بعد الظهر حتى وصلوا إلى القرب من مواقعنا تجاه كنيسة مار الياس التي تقع أمام منزلي وهنا وقع في صفوف المهاجمين ما لا يقل عن ستة قتلى "ذكرت مجلة الحوادث اللبنانية بعد أسبوع من المعركة أنه وجد في أرض المعركة عشرة قتلى من الكتائب وأن هذا الهجوم الكتائبي كان يقوده أمين الجميل بنفسه..".
نعم لقد كان النائب أمين الجميل رئيساً لإقليم المتن الكتائبي وكان على رأس المهاجمين وأدلى بعد المعركة بتصريح جاء فيه "أنه حقق انتصاراً بدحره القوات الفلسطينية والقومية والشيوعية في المنصورية". من جانبنا لم نخسر ولا مقاتلاً في هذه المعركة وقد اضطررنا للانسحاب إلى تل الزعتر بعد أن أجرى قائد القوة المشتركة النقيب عثمان اتصالاً بقيادته في تل الزعتر حيث طلبوا إليه الانسحاب دون خسارة أي عنصر فلسطيني في المعركة وذلك حتى لا يسجل أن هناك فلسطينيون يقاتلون في قلب المنصورية ضد أبنائها، وقال لي النقيب عثمان ما رأيك يا أخي أنت هنا المسؤول السياسي للحزب القومي ونحن بتصرفك لكن لا نستطيع ضمان انتصارنا دون خسارة عناصر بشرية والعناصر لا تتعدى العشرة وهم فلسطينيون لذلك نود الانسحاب حتى لا نحرج قيادتنا سياسياً، وافقته على الانسحاب.
فاتني أن أشير إلى أنه عندما كان يفاوضنا الدكتور مخيبر بالانسحاب ومن ثم يسلموننا المخطوف جورج حاموش، طرحت الموضوع على رفيقيَّ يوسف ويارد حاموش والأخير شقيق جورج المخطوف وكان جواب الرفيق يارد أن مصير القوميين وكرامتهم هي أولاً، لذلك سنبقى هنا مع مقاتلينا حتى يسلموننا جورج وبعدها ننسحب وكان هذا جوابنا للدكتور مخيبر. عندها كانت المعركة يوم الاثنين، بدأنا بالانسحاب عبر الوادي الذي يفصل بين المنصورية وبين مخيم تل الزعتر وقد مهدت المدفعية الفلسطينية في تل الزعتر لذلك وقامت بتغطية انسحابنا حتى وصولنا سالمين إلى المخيم، كنا 13 عنصراً عشرة فلسطينيين وثلاث قوميين فقط لم يقاتل معنا ولا قومي ولا مناصر للحزب في هذه المعركة الأخيرة، لقد انسحب البعض خارج البلدة مع عائلاتهم والبعض الآخر اعتكف في منزله ومنهم مدرب المديرية ريمون حاموش حيث طلبناه من أول يوم المعركة للحضور ولكنه رفض متذرعاً بأن عنده أولاد، هذا المدرب أصبح فيما بعد يقاتل مع الكتائب وسرق آلية (انه خائن).
بقينا نحن الثلاثة: الرفقاء يارد ويوسف وطانيوس حاموش في تل الزعتر منذ انسحابنا إليه في 21/12/1975 لغاية آخر شهر شباط 1976، وقد أمنت لنا القيادة المشتركة للفصائل الفلسطينية منزلاً بالإضافة إلى أننا بقينا نرشد مسؤولي الفصائل تلك على الطرق والمعابر التي يستطيعون بواسطتها المرور عند نهر بيروت من قناطر زبيدة حتى منطقة المونتفرده وطريق رأس المتن حيث كانت تصل قوافل المشاة ليلاً لتأمين الذخيرة والمؤن إلى المخيم. وعندما سنحت إحدى الهدنات العسكرية في آخر شباط تركنا المخيم باتجاه مركز الحزب فردان وهناك بقيت طوال إحدى الليالي منكباً على إعداد تقرير تفصيلي عن المعركة ونتائجها لرئيس الحزب آنذاك الأمين إنعام رعد، حيث واجه قيادة فتح المركزية في بيروت بتلكوء مجموعتها وانسحابها من المعركة، بناء على وقائع التقرير.. بالنسبة لأسرة الشهيد مفيد حاموش والمخطوف جورج بعد أخذهم الجريح ايليا حاموش إلى مستشفى بحنس للمعالجة حاولت العناصر الكتائبية خطف الجريح ايليا لأنهم علموا بأنه تصدى بشجاعة لهجومهم وهو فتى لم يتجاوز السادسة عشر من عمره والحق بصفوفهم عدداً من الإصابات بين قتيل وجريح عمدوا إلى خطفه ولكن سرعان ما تنبه أهله وساعدهم أحد الأطباء في المستشفى على تهريبه من المستشفى وأتوا به إلى بلدة بشامون حيث هناك أهل والدته من آل كرم يقطنون في بشامون ومن أهاليها.
يتضح مما تقدم أن الشهداء ناصر حاموش ومفيد حاموش والمخطوف جورج حاموش الذي صفيّ فيما بعد على يد عناصر الكتائب في جديدة المتن، قد تصدوا للكتائب وللانعزاليين واستشهدوا دفاعاً عن عروبة لبنان الديمقراطي العلماني ودفاعاً عن وجود الثورة الفلسطينية في لبنان ودفاعاً عن حصار مخيم تل الزعتر…
*
سيرة الشهداء:
• المواطن ناصر حاموش
- مواليد 1947 المنصورية
- والده: أنيس حاموش،
- والدته زمرد الأسمر،
- أشقاؤه: الرفيق طانيوس، المواطنان مخايل وجوزيف.
- الوضع الاجتماعي: عازب،
- استشهد في 18/12/1975 المنصورية.
• المواطن مفيد حاموش
- مواليد 1944 المنصورية
- والده: مخايل حاموش
- والدته: حلا كرم
- الوضع الاجتماعي: متزوج من فاديا عقل وله خمس أولاد صبي وأربع بنات، زوجته بقيت في المنصورية تدير المحل التجاري الذي كان يملكه زوجها.
- استشهد في 19/12/1975 المنصورية.
• المواطن جورج حاموش
- مواليد 1942 المنصورية –
- والده: مخايل حاموش
- والدته: حلا كرم
- متزوج من منى انطكلي له ولدان صبي وبنت كان يملك كومبرسور يعمل به لتلغيم الصخور، الزوجة وولداه سكنوا في بناية الجمال - منطقة الروشة.
- استشهد في 20/12/1975 بعد أن صفي على يد الكتائب في الجديدة ولم نستلم جثته.
- توفيت الوالدة في بشامون بعد سبعة أشهر على استشهاد ولديها مفيد وجورج .
- أشقاء الشهيدين: الرفيق يارد والرفيق ايليا والمواطن طانيوس.
- شقيقات الشهيدين: لودي متزوجة من فيليب حاموش، لمياء متزوجة من نعيم لبكي، روزيت متزوجة من ابن عمها الرفيق يوسف حاموش، وداد متزوجة من الرفيق طانيوس حاموش.
- الرفيق ايليا حاموش شقيق الشهيدين مفيد وجورج: تعرض لحادث أثناء عمله في مسبح الأوبرج في شتورة مما أدى إلى وفاته حيث صعقه التيار الكهربائي في 16 أيار 1988.
|