إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

بداية انتصار

داليدا المولى

نسخة للطباعة 2007-06-07

إقرأ ايضاً


7 سنوات مرت على اليوم الذي أثبت فيه شعبنا مرة أخرى ان المقاومة هي طريقه الى العزّ .

7 سنوات مرت على حدثٍ انحنى له العالم أجمع ليقف مذهولاً أمام قدرتنا على الصمود والتصدي والفعل والانتصار ..

واليوم نقف مرفوعي الرأس بفضل شهدائنا ، جباهنا تغالب النسور لأننا من أرض الكرامة والإباء والعنفوان ،

من أرض مالك وهبي ووجدي الصايغ ،

من جراح ابتسام حرب وسناء محيدلي ،

من أرضٍ دمُ ابنائها سيجها فكان سداً في وجه رصاص الغدر والتفرقة والشرذمة ، كما في وجه الاحتلال ..

نحن الذين حملنا فكر الجهاد وامتشقنا سيف البطولة منذ البدايات ، نجابه كل معتدٍ ولا نيأس ، بالساعد نقاوم ، بالكلمة نقاوم ، بالإيمان نقاوم ، بالصمود ، بصرخات أطفالنا نقاوم لنفرض معادلتنا لأنها حق ..

حقنا ان نكرم شهداءنا الذين بأجسادهم حرروا الحقل والبستان والبيت والنفس وصانوا شرفنا من ان يلطخ ، عابرين كل الحواجز الطائفية والمناطقية والفردية ليكونوا لكل الوطن ، لكل نبيلٍ ، شريفٍ ، عزيزٍ ووطني عنواناً ومنارة ..

فيا ابطال جبالنا الشامخة ، يا من تعود طيب هذه الأرض عليكم ،

ايها المرابضون أبداً ، الصائنون لسيادة لبنان تعلّمون العالم معنى الحرية وأنها صـراع دائـم وليست هبة أو منحة تأتينا بمعاهدة أو اتفاقية لتبقى حبراً على ورق ..

الحرية مسؤولية وعلينا تحملها وكنتم خير من صانها ودافع عنها لأنها كانت دافعكم ومنطقكم في الحياة ..

يـا جنـود الأمة ،

يـا أبناء العــزّ ،

يا من بوجه العدوان ثابتين ، مقدمين ، تبتسمون للشهادة متى كان الموت سبيلاً للحياة ليبقى هذا الشعب أبياً .

أكملتم مسيرة النضال الطويلة ، وأعليتم شأن هذا الوطن الذي خاله الجميع ضعيفاً وسينهار عند اول صدمة ولكنكم كنتم الأقوى فكان انتصار تموز بعد أيار التحرير ، حين اندحرت قوات اليهود في جنح الظلام تجر أذيال هزيمتها الطويلة في لبنان امام ضرباتكم واقرت باخفاقها أخيراً فكان 25 أيار عيد تحرير جنوبنا الغالي ، اثباتاً جديداً لفلسفة جديدة انتصرت فيها تضحياتنا وآلامنا على عدتهم وكا تجهيزاتهم ، واستطعنا ان نـؤكد بأن ارادة الحياة اقـوى من الموت والدمـار ، عصية على الذل ولو طال الظلام فللصبح اشراقة حرية على ربوعنا وجبالنا وسهولنا ..

لتصبح هذه الفلسفة نموذجاً في وجه كل منتهك لحرمة أرضنا ،

تجلت جهاداً في فلسطين بوجه من اغتصب وفتك وقتل وجزّر ليسطر شعبها بأحجار الأطفال وقوة سواعدهم ، بزغاريد النساء ، وشموخ الكبار واجساد الشباب لـوحات من عشق الـوطن عـزّ نظيرها ، ليبقى الانسان عزيزاً ، ويكبر الزيتون في كرومنا .

باتت عنواناً لوجع العراق في وجه الآلة الهمجية وديمقراطية الدبابات والطائرات والصواريخ الذكية الغبية بمطلقيها ، والفوضى التي ينشرها الأميركي وسياسة التحريض الطائفي والمذهبي التي يضرم نارها بين ابناء الشعب الواحد ليقاتلوا بعضهم البعض .

بمقاومتنا نمنع تقسيم بلادنا اكثر فأكثر ، وننقذ خيراتها من السرقة والنهب وتجار الدم والعقود الملفقة التي ان فادت فهي تفيد المحتل وان اثرت فهي تثري يهود الداخل والخارج وسماسرة الخيانة وشعبنا يعاني ويموت جوعاً ..

فأي ديمقراطية أتوا بها ؟؟

ان لم تكن الديمقراطية فعل ارادة نابعة من صميم الشعب فهي عارٌ عليه ، الى هذا دعانا سعادة فان لم نكن احرارا من امة حرة فحريات الأمم عار علينا ..

25 من أيار تاريخاً لن يمر كغيره من التواريخ بل اصبح اعظم من كل الأعياد في ضمير الأحرار انه بداية نصرنا على فجور عدونا ، هذا العدو الذي شكل للكثيرين الجبناء ، الضعفاء والمستسلمين مارداً ، أمسى اليوم صغيراً وهشاً امام اصراركم على النصر او الموت دون ذلك فكنتم بحق جبابرة هذا العصر وابطال هذه الأمة تفخر بكم وتحييكم .


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024