إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

شخصية سعاده اكتملت في امته

داليدا المولى

نسخة للطباعة 2010-03-03

إقرأ ايضاً


العبقري، الفيلسوف، المجدد، الخطيب، المبدع، المعلم، القائد والقدوة... كلها صفات تحاكي شخصية سعاده ولكنها لا تستطيع أن تختزلها في مضامينها، ليبقى الكتاب مفتوح على مزيد من الدرس والتفقه.

لم يكن سعاده مجرد رجل فكرٍ بما اطلقه من مبادئ وأفكار بل شكل ظاهرة من خلال الحركة التي أسسها والتي ترك بها كل الاثر في مجريات الاحداث، وفي كافة الميادين فكراً وشعراً وأدباً ومواقف وغيره.

واذا أمعنا النظر بإنتاجه الغزير نسبة للسنوات القليلة من عمره الزمني الذي صرفه في سبيل الامة نجد ان الموضوع الذي طغى على فكره رغم كل انشغالاته هو موضوع الانسان وسبل ترقيه، وعبّر عنه من خلال نظرة جديدة الى وجوده تكتمل وتبرز وتتعزز من خلال شخصية المجتمع التي فتحت آفاق جديدة ترنو الى ارتقاء هذا الانسان في سلم قيّم مشرعة على كل حق وخير وجمال في هذا الكون. فالقومية الاجتماعية التي جاء بها أرست منهجاً آخر نحو طريقة حياة أفضل، وارتكزت على دستور ونظام تحاول الدول الحديثة اليوم انتهاجه. وبالتالي شكلت مدرسة سعاده الحدث الذي كرس تحولاً عظيماً في تاريخ سورية وفي المفاهيم التي نقلت المجتمع الى حالة الوضوح والثقة والايمان بتفوق الامة السورية حمل لواءها مشروع سعاده الاستنهاضي الذي يشحذ الهمم ويحرك امكانيات الامة ضمن مفهوم ما يمكن ان يندرج تحت عنوان انسان سعاده.

ربما رأينا في سعاده يمكن ان يكون منحازاً، وسأتقبل هذا الامر لاني كذلك، ولكن بالعودة الى من انتقدوه ودرسوا شخصيته بموضوعية وهم ليسوا من المنتمين لحزبه فإنهم يجمعون بأنه كان عبقرياً، مميزاً لا بل فريداً وشرّف الحياة الانسانية بسعيه لبث تعاليم وقيّم من شأنها ان تخطو بالانسان نحو ذرى الحياة الاسمى والارقى. انه شخصية انسانية بامتياز.

لا شك في ان شخصية سعاده كانت بعيدة كل البعد عما كان سائداً من حوله من ميعان فكري وثقافي والسير نحو فقدان الهوية لصالح التقسيم. ما جعله مؤهلاً لخوض معركته بالحجة والبرهان مؤمناً بما يحمله كما آمنا معه بأننا من سينجز الانتصار.

سعاده وحده أعاد لهذه الامة عزّتها وثقتها ووجدانها، وحقيقتها، وانها امة حيّة وعلينا النهوض بها موحدين فأثبت يقيناً ان لا كبرياء ولا عظمة لسورية إلا عبر الفكر القومي الاجتماعي.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024