إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الرفيق نمر ثلج: تأجيل مؤتمر الجامعة اللبنانية الثقافية كان خطأ ونحن في بنين موحدون

داليدا المولى

نسخة للطباعة 2010-10-26

إقرأ ايضاً


الاغتراب صفة ملازمة للبنان، فالمغتربون هم الذين سطروا نجاحات وابداعات في كل العالم. انما الواقع الاغترابي يفتقر بالرغم من هذا الانتشار الهائل، الى المؤسسات التي ترعى شؤون المغتربين، ومن هنا كانت بادرة تأسيس الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. إلا ان هذه المؤسسة تعرضت للعديد من الازمات التي باتت تهدد عملها اليوم لصالح المغتربين. حول فرع الجامعة اللبنانية الثقافية في جمهورية بنين، وفروع افريقيا، كما عن عدم انعقاد مؤتمر الجامعة الاخير، أضاء الرفيق نمر ثلج، المنسق العام لفروع الجامعة في القارة الافريقية والرئيس السابق لفرعها في بنين، على نشاطات الجامعة وما تمر به حالياً وملابسات فشل الجامعة بانتخاب هيئة جديدة لها، والحلول التي تحاول لجنة «المتابعة والانقاذ» وهو عضو فيها، التوصل إليها لتوحيد الجامعة.

{ كيف تعاطيتم مع موضوع الانتخابات في كوتونو ولمَ لم تترشح لرئاسة مجلس فرع الجامعة اللبنانية الثقافية فيها وقد علمنا بأنك كنت ستحصل على تزكية في حال ترشحك ؟

إيماناً مني بضرورة تطبيق الديمقراطية ومبدأ تداول المسؤولية في كل مؤسسات الجامعة اللبنانية الثقافية، وبعد ان تمّ التجديد لي ثلاث مرات في رئاسة المجلس الوطني للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في جمهورية بنين، فقد وجهت دعوة لإجراء انتخابات لتجديد هيئة المجلس الوطني للجالية. لم يكتمل نصاب المرشحين ما دفعنا لتوجيه دعوة جديدة، وقد تقدم عدد من المغتربين اللبنانيين لتولي رئاسة وادارة فرع الجامعة، وهذا ما كنت أتمناه. وبالفعل تمّ انتخاب هيئة جديدة للمجلس، وتفرغت للتنسيق بين فروع الجامعة اللبنانية الثقافية في القارة الافريقية.

ولا شك اننا في جمهورية بنين (المغتربين اللبنانيين) نميل للتوافق وللتزكية انسجاماً مع هذا النهج في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. كما يهمنا أيضاً ألا يكون هناك نوع من الاستئثار بالفرع، وهذا ما تعمدت ايصاله من خلال اصراري على رئيس مجلس جديد هو اليوم السيد حسن الحمود، وقد انتخب مع اعضاء المجلس بالتزكية حيث ثمثلت كل الاطياف اللبنانية.

{ ما هي الصعوبات التي تواجهكم وكيف رسمت التحالفات بين القوى الوطنية في البلد الاغترابي ؟

الصعوبات التي تواجهنا عديدة أهمها ابعاد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم وفروعها المنتشرة عن السياسة وخصوصاً السياسة اللبنانية، كما ينص ميثاقها وقانونها الاساسي. بينما يصر البعض على اقحام الجامعة في السياسة ما يهدد بشرذمة الجسم الاغترابي. وقد عانيت في بنين كثيراً من جراء هذا الفهم المغلوط لدور الجامعة، ولكني نجحت بمساعدة اصحاب النوايا الطيبة (القنصل اللبناني في بنين الاستاذ اسعد شاغوري، ممثل الرئيس نبيه بري في افريقيا الاستاذ علي عاكوش، مديرية المغتربين برئاسة هيثم جمعة، الرئيس العالمي للجامعة الاستاذ احمد ناصر، والامين العام بيتر الاشقر وجهاز الامانة العامة) في ابعاد مجلسنا الوطني عن السياسة وإبقاء الجالية موحدة. لا تحالفات سياسية داخل الجامعة، بل نتعاون مع الجميع لمصلحة لبنان المغترب. وتبقى بعض الصعوبات الاخرى وهي عدم تعود قسم كبير من مغتربينا على العمل الجماعي ضمن المؤسسات، ولكننا نحاول تغيير هذه العقلية بالعمل المنظم والهادف والواعي.

{ ما هو واقع الجامعة اللبنانية الثقافية في بنين ؟

واقع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم في بنين جيد جداً، فهي الجهة الرسمية المعتمدة لتمثيل الجالية اللبنانية في بنين لأن القنصلية اللبنانية الفخرية التي ننسق عملنا معها تمثل الدولة اللبنانية هناك، فهي السلطة الشعبية التي تتولى الدفاع عن مصالحهم، وتساعدهم في الاندماج مع ابناء البلد المضيف.

{ تاريخها ونشاطكم فيها ؟

تأسس أول فرع للجامعة في بنين عام 1966 وفي العام 2006 احيينا العيد الـ 40 للفرع المذكور. وقد انضممت شخصياً الى الجامعة من خلال الفرع المذكور منذ العام 1996 كعضو عادي وفي الـ 2003 تمّ انتخابي نائباً لرئيس المجلس الوطني حتى الـ 2006 حين انتخبت رئيساً وما زلت حتى الآن، وفي بداية العام 2009 عُيّنت ايضاً منسقاً عاماً للمجلس القاري الإفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وما زلت امارس هذه المهمة حتى اليوم.

ويقوم فرع الجامعة في بنين بالعديد من النشاطات التي يهدف من خلالها الى جمع الجالية وابقاء أفرادها على تواصل مستمر، كما الى مساعدة الشعب المضيف. وقمنا مثلاً بتقديم سيارة اسعاف الى مركز طبي وندعم بعض المدارس والمستوصفات الموجودة في بنين، ونهتم بالعلاقات مع الرسميين في الجمهورية. وهذه العلاقات تسهل بالطبع علينا كلبنانيين الاندماج أكثر في المجتمع وامكانية تقديم تسهيلات الى الشباب القادمين حديثاً الى البلد الاغترابي.

{ كيف تمّ وصولكم الى رئاسة المجلس الوطني ؟ وما هي مسؤوليتكم اليوم على صعيد الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم ؟

وصلت الى رئاسة المجلس الوطني عبر انتخابات في الـ 2006 حصلت فيها على اكبر عدد من الاصوات، اي كنت الاول بين المرشحين من حيث عدد الاصوات. وقد تمّ التجديد لي لثلاث مرات متتالية.

والآن، أتولى مهمة المنسق العام للمجلس القاري الافريقي للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. وهذه المسؤولية تقتضي الاطلاع الدائم على اوضاع الفروع والتواصل معها والتنسيق في ما بينها، في الموقف والاجتماعات وتنسيق الجهود لما فيه خدمة أهداف الجامعة التي ترنو الى توحيد الجهود ضمن هذه المؤسسة لخلق نوع من الترابط بين جميع اللبنانيين في العالم.

{ علمنا بنشاط ثقافي يتم بالتعاون مع العديد من الفنانين الملتزمين فما هي هذه النشاطات وكيف تلخص

مشاركتكم فيها ؟

استضافت الجامعة العديد من الفنانين الملتزمين، خلال رئاستي، وقد اطلقت مع الفنانة، السفيرة الاغترابية غرازييلا سيف مشروعاً ضخماً لإنشاء مستشفى للبنانيين في بنين، وتمنيت على الهيئة الجديدة استكماله. الى ذلك تظمنا مسابقة ثقافية ضمت أكثر من300 مشترك للتعريف بلبنان، كما نظمنا ماراتون الصداقة بين بنين ولبنان بمناسبة عيد الاستقلال، وضم 300 مشترك من مختلف الجنسيات، وقد خصصنا للرابح فيه مبلغاً شهرياً لتنمية قدراته اذ قام بتحطيم الرقم العالمي خلال هذا الماراتون. الى ذلك نوزع سنوياً قرطاسية على الطلاب ونقوم بحملات تلقيح ضد شلل الاطفال وغيره.

{ ما هي اوجه التعاون مع السلطات الحكومية في بنين ؟

كما قلت سابقاً، السلطات في بنين تعتبرنا ممثلين شرعيين للجالية اللبنانية هناك والتعاون قائم مع تلك السلطات في المجالات كافة، وخصوصاً في مجال حل الاشكالات التي يتعرض لها ابناء الجالية اثناء ممارستهم لأعمالهم المختلفة. ونتعاون ايضاً مع المنظمات الأهلية، ومؤسسات المجتمع المدني على صعيد مساعدة أهل البلاد الاصليين ومشاركتهم افراحهم واتراحهم، والمساهمة الفعالة في تقدم وتطور وإعمار جمهورية بنين التي استضافت اللبنانيين منذ العام 1885.

{ الوضع العام للجامعة اللبنانية الثقافية مأزوم، وقد تأجل انعقاد مؤتمرها الاخير في بيروت. كيف تقيمون واقع الجامعة اليوم، وهل ترون جدوى من تأجيل المؤتمر ؟

كان معولاً على المؤتمر الذي كان منوياً عقده في بيروت، بضخ دم جديد في الجامعة ينهي حالة التقسيمات القائمة حالياً. وبرأيي أن تأجيله كان قراراً خاطئاً. وأياً تكن الاسباب التي حالت دون انعقاده فهي ليست مهمة كالتي توجب أن تجتمع الجامعة وتنتخب هيئة جديدة لها. ومع تأييدنا لرئاسة أحمد ناصر ورئاسة الحاج نجيب زهر، إلا ان ذلك لا ينفي الانشقاقات التي حصلت في الجامعة على هامش التأجيل.

والتأجيل اتى بطريقة مستغربة وغير منظمة، وتذرعت ادارة الجامعة بان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان طلب التأجيل، وكان من الواجب على رئاسة الجامعة ان تشرح اسبابها، الى سيادة الرئيس، لعقد المؤتمر، لا أن تؤجله دون اسباب واضحة وبعد دعوة المغتربين الذي حضروا الى لبنان ووصلوا الى قاعة الاجتماع ووجدوا الابواب موصدة، وعندها علموا ان المؤتمر تأجل.

وعند سؤال ادارة الجامعة عن اسباب التأجيل، قدمت لنا اسباباً واهية كضيق الوقت لتحضير الملفات ولوائح الشطب مع ان المؤتمر تقرر انعقاده منذ اشهر، وهذا الامر ترك آثاراً سلبية عند المغتربين، ونتج عن هذا الوضع انشقاق ثالث في الجامعة ونحن هنا نتكلم على صعيد المسؤولين في الجامعة، وخلافاتهم. إنما ننسى ان المغتربين بحاجة لهيئات مسؤولة ومؤسسات ترعاهم خاصة في أفريقيا. اذ نجد في البلدان الاوروبية والاميركية القوانين التي تصون حرية المواطنين وبالتالي يمكن ان تحمي المغتربين اللبنانيين اما في افريقيا فلا قوانين واضحة وبالتالي يحتاج المغتربون الى حماية، يجب ان تؤمنها فروع الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.

{ وما هي الحلول التي تطروحنها لتخطي هذه الازمة واعادة توحيد الجامعة ؟

كان لدينا مرشح لرئاسة الجامعة لو تمّ انعقاد المؤتمر، هو الامين مسعد حجل، نائب رئيس جمعية الصليب الاحمر في الكاميرون (أفريقيا)، والقنصل الكاميروني في لبنان سابقاً، وهومن مؤسسي الجامعة ووجه اغترابي له حضوره الرسمي في الجالية. بعد فشل انعقاد المؤتمر، شكلنا لجنة «المتابعة والانقاذ» برئاسته.

وقد حاول البعض عند طرح ترشيحه، التسويق ان الامين مسعد حجل لا يمكن ان يتولى رئاسة الجامعة لأنه كان رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي سابقاً، وهذا الطرح غير مقبول، فشخصياً ترأست مجلس فرع للجامعة وحالياً منسق عام في افريقيا، ولا اخفي كوني قومي اجتماعي، بل على العكس التزمت بميثاق الجامعة من خلال مناقب وادبيات وتعاليم الحزب، التي تدعو الى نبذ الطائفية والانقسامات والفردية، وقد ايدني الجميع بمن فيهم الاطراف المناوئة للحزب سياسياً. وهذه كانت استراتيجة القنصل الامين حجل ايضاً، وكان حاصلاً على تأييد الكثيرين ممن حضروا الى لبنان للمشاركة في انتخابات الجامعة.

{ ما هي طروحات لجنة المتابعة والانقاذ ؟

اللجنة برئاسة الامين مسعد حجل وعدد من المغتربين ومنهم: ( الرفقاء) عزام سبيتي، احمد بشير، منصور عازار، نمر ثلج، وغيرهم، وقد اجتمعت عدة مرات وأصدرت بيانات تدعو الى التوحد ضمن الجامعة وستلتقي بعدد من الشخصيات الرسمية لتطرح معها الحلول، ودعت اطراف الجامعة الثلاثة الحاليين الى تقديم استقالاتهم ووضعها بتصرف رئيس الجمهورية ليصار بعدها الى انتخاب هيئة جديدة عبر انتخابات واضحة. وستقدم اللجنة عريضة الى رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، تورد فيها طروحاتها ليتم اتخاذ موقف رسمي منها.

وفي حال عدم استجابة الفروع الثلاثة للمطالب سندعو احمد ناصر لاعادة اجراء الانتخابات خلال شهرين لاستدراك الخطأ، اذ لا يحتمل الوضع البقاء سنة جديدة دون انتخابات.

الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تمر اليوم بأزمة جديدة بعد انشقاق ثالث في صفوفها اثر تأجيل مؤتمرها الاخير، وبات التدخل الرسمي واجباً يقتضيه بقاء هذه المؤسسة عاملة، ومع ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان يتابع الملف شخصياً ووزارة الخارجية والمغتربين تحاول القيام بدور بناء لتوحيد الجامعة، ما زالت هذه الجهود غير مترجمة واقعياً وتصطدم بالتيارات التي تعصف في أروقة المؤسسة الاغترابية.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024