إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

كمال خير بك المـرابض في الـذاكـرة

داليدا المولى

نسخة للطباعة 2007-11-05

إقرأ ايضاً


في 5 تشرين الثاني 1980 استشهد كل من الامين الشاعر كمال خير بك ، الامين بشير عبيد والرفيقة ناهية بجاني برصاص الغدر في بيروت .

عزف على قيثارة الحياة فأبدع ، في ضجيج السطور مقاوم ، وفي حكاياتها شاعر من رحم آلام أمة ، عمدت الدماء حروف حياته ليكون الموت ارتفاعاً وحياةً جديدة لذاك الحالم بأسرار الخلود في أعماقه ...

بين مشردٍ ورحالة يحمل قضيته معه أينما اتجه ، لا هدف له إلا النضال في سبيلها ، قضى كمال خير بك سنيه ، ليغدو الحرف في كتاباته رسالة من زُرعت في وجدانه بلاده فكان باراً ، مناضلاً ، عاملاً ، شاعراً ، ثائراً .. وشهيداً.

في السطور كتب كمال خير بك نفسه ، بكـل ما يعصف فيها من آمـالٍ وأحـزانٍ وخيبات ، جال في فضاءات القهر خالقاً من أتراحنا كلمته ، لاهجاً بالأمس والغد ليجد السكينة عنوانها الجهاد في سبيل أمته وشعبه لتكون الجراح الطريق نحو النصر كما يراه في عالمه الخاص ، معبراً عنه في كلماته :

" فأنا هنا .. وهناك صرخة ثائر

وهدير عاصفة .. ونبع دمار

للغاضبين .. الغادرين بأمتي

السارقين كرامتي وغماري " ...

العدو عند كمال خير بك لم يكن واحداً بل كان كل من يقف امام رقيّ وفلاح الامة ، فالمحتل بالعتاد كما المحتل بالرجعية والطائفية ، حارب بلغته على كل الجبهات وما استسلم ، صارخاً في وجه الاضاليل بغدٍ مشرق يتفتح معه الفكر بركان تندثر أمامه المشاق ليمهد الطريق امام ابناء الحياة حملة القضية مهما تطلب ذلك من تضحيات ،

" هذي جراحي .. كل جرحٍ يرتمي

درباً لهبة جيشنا الهدار " .

خطّ نفسه عاشقاً فحمّلنا احساسه بما يختلج في صدره ووقفنا ننتظر تلك التي أراد وخاطب :

" أستدخلين عبر هذا الباب ،

هذا الباب المغطى بالندى وبالانتظار

الكل يدخل عبر الباب

إلا أنت تعرفين كيف تدخلين ، عبر الجرح او عبر الجدار " ..

أخذنا الجرح الذي اعتراه وربما حمله لطلب الرحيل ليكون حراً بعد ان يكسر جدار الموت فينطلق خلف افكاره في مكان لا حدود فيه لنزق شاعر وايمان مؤمن ورغبة عاشق .

اجتاحـنا لحظة ألمه المرمي خلف قضبان الاعتقال ، المثقل بالـوجع والغضب تائقاً للحـرية ..

غرد مقاوماً منشداً " سعاده " ملبياً نداء الواجب بالكلمة والفعل ، مُشعلاً ثورة بوجه التلوث الاجتماعي المتغلغل في النفوس الضعيفة العفنة ليعبر عن رفقاءٍ كثر ربما لا يخدمهم مدادهم ليخطوا منارات تأتي على السواد المعرقل قيامة الأمة لتستطيع مواجهة عدوها المتحصن خلف عار الخائفين فكانت خياراته محسومة ،

" لم يعد أمامنا اي اختيار

لم يعد بامكاننا حتى الفرار

فخلفنا البحر .. وخلف السور جيوش التتار

خلفنا الليل ..

وعبر السور أضواء النهار " ..

امام الكبار تقف العبارات احتراماً ومهما تعالت وعظمت وأجادت تبقى عاجزة عن خط سيرهم والتحدث عنهم ، فهم الخالدون بعطاءاتهم ونضالهم ، المكافحون أبداً في وجه الظلم والظلام ليكون في عرفهم للحق والخير والجمال أنياب تنهش من يعتدي ويجور ويفرق ، فإلى كمال خير بك المرابض ابداً في الذاكرة تحية ..



 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024