إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

صفقة مبارك وصمت عباس

داليدا المولى

نسخة للطباعة 2010-03-02

إقرأ ايضاً


كان لافتاً ما نقلته صحيفة "القدس العربي" امس عن ان "قيادات في حركة حماس اقتربت جدا من عقد صفقة وترتيب خاص مع الحكومة المصرية فيما يخص ترتيبات وجدول التوقيع على ورقة المصالحة".

وإذاء ذلك كان لا بد لنا من التنبه الى توقيت هذه المعلومات، اذ أنه تزامن مع الحديث عن موافقة مصرية على تعديل بعض بنود ورقة المصالحة الفلسطينية مقابل تساهل من قبل حركة حماس في ملف تبادل الاسرى، وقد جاء الحديث عن هذه الموافقة في لقاء الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في شرم الشيخ أمس.

ووفقا للمصادر دائماً فإن الجانب المصري وافق على ترتيب صفقة للخروج من المأزق الحالي قوامها قبول مصر لتعديلات طفيفة على وثيقة المصالحة تمثل جزءا من التعديلات التي تطالب بها حماس منذ اشهر مقابل التزام الحركة بحل سريع ومعقول لمسألة الجندي الصهيوني الاسير جلعاد شاليط. وبالطبع فإن الاميركيين على علم بهذه الخطوات أولا بأول

ويبقى السؤال هنا ما الفائدة التي أتت بها سياسة اخراج القرار الفلسطيني من يد الفلسطينيين على جنوبنا؟

ربما تعودت السياسة العربية على التدخل في الشأن الفلسطيني بفوضويتها المعهودة، وعلى رأسها النظام المصري، الذي لا تندرج سياسته تحت خانة السياسة العربية فالجهة التي يقف الى جانبها باتت معروفة.

ويبقى بالتالي انتقاد مبارك لرفض حماس التوقيع على وثيقة المصالحة الفلسطينية التي رعتها القاهرة، ووصف ذلك بأنه "يصب في مصلحة إسرائيل" كلام "صالونات" فأين هي السياسة التي تصب في مصلحة فلسطين والتي تنتهجها مصر وتعارضها فصائل المقاومة.

ولم يخطر ببال عباس الذي وقف الى جانب مبارك وهو يكيل الاتهامات بحق حماس ان يسأله عن الجدار الفولاذي الذي تقيمه اجهزته الوطنية على الحدود مع غزة، او لما لم تقم مصر بفتح معبر رفح بشكل دائم امام آلاف الفلسطينيين واخراجهم من حصار التوقيت. والاجدر كان ان يسأل عباس الرئيس المصري عن نوايا مصر تجاه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وهل بات كل دورها الآن المساومة عليها اكثر فأكثر لارضاء الحلفاء الميامين؟

لم ينطق عباس بل اكتفى بتأكيد ما اتى به مبارك وسيؤكد غداً ما تأتي به القمة العربية وبعد غد سنجده في الولايات المتحدة يؤكد ما يقوله اوباما وفي ايران يهز رأسه لأحمد نجاد و"الطاسة ضايعة".

ربما بات لزوماً ان تقف القيادات الفلسطينية وقفة مع ذاتها لتنظر الى واقعها وما اتت به جامعة الهزائم العربية الى القضية الفلسطينية المحورية ومن خلفها القادة العرب، اذا لم نخطئ التسمية، لعدم الانجراف من جديد وراء اضغاث احلام ومساومات يقيمها الآخرون على حساب الحقوق الفلسطينية الاصيلة.

باستطاعة فتح وحماس ان يتنافسا على السلطة انما لا ان يتنافسا على وحدة الشعب الفلسطيني لأنها منوطة بالوجود الفلسطيني وبانتصار القضية لا بانتظار الاذن المصري لتعديل بند او كلمة او حتى اتفاق.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024