أوردت "البناء" في عددها تاريخ 30 أذار 2013 وتحت عنوان غياب الأديب الكبير عبد اللطيف اليونس عن 99 عاماً الخبر التالي :
" نعى اتحاد الكتّاب العرب، أول من أمس، الأديب الكبير عبد اللطيف اليونس الذي توفي الخميس الفائت عن عمر يناهز 99 عاماً. وتعدّ وفاة اليونس خسارة كبيرة للأدب والأدباء، وبفقده تفتقد الأسرة الأدبية واحداً من كبار أدباء سورية، والعزاء ذاك الإنتاج الكبير الذي جمعه على دروبه الطويلة بين السياسة والأدب والصحافة وما تركه في الوطن والمهجر وسوف تذكره الأجيال .
" في بيان اتحاد الكتّاب العرب: أن الإنسان قد ينقطع جسده من الدنيا، لكن حياته تبدأ في ما تركه وراءه، لذا نرى أن الأدباء خالدون في ما خلفوه من مؤلفات ومصنفات وهذا عزاؤنا من هذا الأديب الكبير رحمه الله ".
" للأديب الراحل العديد من المؤلفات والانتاجات الأدبية بينها " بين عالمين " و " المغتربون" و " من صميم الأحداث" و " ثورة الشيخ صالح العلي" و " شفيق المعلوف ..... شاعر عبقري" و" زكي الفيصل .... شاعر الحب والحنين" فضلاً عن كتاب مذكرات. وأصدر اليونس خلال وجوده في المغترب جريدتين، أولهما " الوطن " في الأرجنتين والتي لا تزال تصدر باللغة العربية والأجنبية، والثانية " الأنباء " في البرازيل.
*
تسنى لي أن التقي الأديب الراحل أكثر من مرة في البرازيل، في مناسبات عامة وفي لقاءات خاصة، فهو كان شديد الارتباط بالقوميين الإجتماعيين في البرازيل، وعلى الأخص بالأمين نواف حردان الذي كان قد اشترى منه جريدته الأسبوعية " الانباء " وبشعراء المهجر، من ابرزهم الرفيق شفيق عبد الخالق .
فهو لم ينس انه أمضى فترة من شبابه في الحزب، فبقي وفياً له، مصرّحاً في كل مكان تواجد فيه عن موقفه الإيجابي والمؤيد للحزب، عقيدةً ونهجاً ومواقف وطنية .
كان للدكتور عبد اللطيف اليونس حضوره اللافت في البرازيل الذي امضى فيها اثنتي عشر عاماً ناشراً جريدة أسبوعية باسم " الأنباء "، باللغتين العربية والبرتغالية .
حتى أذا قرر العودة إلى الوطن عام 1975 باع الجريدة إلى الامين نواف حردان الذي كان يصدر مجلة
" الرابطة " فتمكن من زيادة إنتشار " الانباء " وجعلها من 12 صفحة من القطع الكبير بدل ثمانية، واستمرت الجريدة الأوسع إنتشاراً في البرازيل، خاصة بعد أن خصص الامين نواف صفحة أسبوعية لعصبة الأدب العربي بحيث جعلت الأدباء والشعراء المنتشرين في المناطق البرازيلية ينشرون قصائدهم، فتتعرف الجالية على شعراء مقيمين في مناطق بعيدة، وبعضها نائية.
عمل في تحرير " الأنباء " نخبة من الأدباء، وبعضهم تولى ناموسية التحرير فيها: الشاعر الصديق نبيه سلامة (1)، أحد أبرز شعراء المهجر البرازيلي، الرفيق الشاعر والكاتب والباحث يوسف المسمار، الشاعر ميشال اليازجي (2)، فيما تولى القسم البورتغالي الصحافي المتحدر من حمص، جوليو اطلس (3) والاستاذة الجامعية ديرسي فرناندز (4) فضلاً عن الصحافية الراحلة الرفيقة ليلى نواف حردان .
في العام 1977 توجه الدكتور عبداللطيف إلى الأرجنتين نزولاً عند رغبة قسم كبير من أبناء الجالية الذين كانوا عرفوا بمغادرته البرازيل إلى الوطن .
فيها أسس جريدة باللغتين العربية والإسبانية باسم "الوطن" حتى إذا قرر بعد سنوات العودة النهائية إلى الوطن، باع جريدته إلى الرفيق الإعلامي والأديب بترو تشاكماكيان (5) لتتوقف عن الصدور قبيل رحيله.
*
الدكتور عبد اللطيف يونس من بلدة الشيخ يونس في الجنوب الغربي من مدينة صافيتا.
عمل مدرساً في الوطن، وفي الصحافة، منها ترؤس تحرير جريدة " صوت الحق " في اللاذقية .
تأثر بوالده بحب الإحسان فأقام بضعة عشر مشروعاً خيرياً، كان آخرها مركز ثقافي في بلدة " الصفصاة " (محافظة طرطوس) ومستوصف خيري ومركز ثقافي في بلدته الشيخ يونس.
فاز عبد اللطيف اليونس بعضوية مجلس النواب عن منطقة صافيتا عام 1949 وانتخب مرة ثانية عام 1954 وثالثة بعد حصول الإنفصال بين الشام ومصر.
أسس الدكتور عبد اللطيف اليونس حضوراً سياسياً وإعلامياً لافتاً في كل من البرازيل والأرجنتين.
وتقديراً لعلمه وثقافته منحته الجامعة الكاثوليكية في الارجنتين، الشهيرة بمكانتها العلمية والتربوية في القارة الاميركية اللاتينية، شهادة دكتوراة، وذلك إثر إلقائه محاضرات قيمة، تاريخية وثقافية، في أزمنة مختلفة متلاحقة ، كان آخرها محاضرته في 22 حزيران 1987 عن " الحضارة العربية " وأثرها في تطور الإنسانية .
هوامش:
1. من حمص. كان صديقاً للحزب وله قصائد في المناسبات الحزبية، وقصيدة رائعة القاها عند زيارة الامينة الاولى الى سان باولو.
2. من مرمريتا. شاعر معروف في البرازيل.
3. من حمص، مواليد البرازيل. والدته سلوى اطلس كانت صحافية معروفة.
4. ساهمت في التدقيق اللغوي لكتاب الامين نواف حردان "حفيد النسور" عندما انهى ترجمته الى اللغة البورتغالية فصدوره عن "دار اديكون" باسم O CARTAGINES
5. من القدس. كان اهم مترجم في الجالية السورية، من والى اللغة الاسبانية. بعد وفاته، احتل مكانه الرفيق غندور ضاهر.
|