إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

ولدت ميتة

نور الدين الجمال - البناء

نسخة للطباعة 2012-01-20

إقرأ ايضاً


الدعوة القطرية لدخول قوات عربية الى سورية، بذريعة وقف أعمال العنف فيها، لم تأتِ من فراغ، بل هي جاءت بناءً على تنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، والهدف الحقيقي من هذه الدعوة القطرية، هو عملية استباقية لخلط الأوراق مجددا في ملف الأزمة السورية خصوصا وان أمير قطر ومعه الإدارة الأميركية، يعرفون تماما ان مثل هذا الاقتراح غير قابل للتحقيق على أرض الواقع، من جهة لأنه يحتاج الى موافقة الدولة السورية في الدرجة الاولى، ويحتاج في الوقت نفسه الى موافقة عربية، خصوصا اذا ما نظرنا الى الدول العربية التي يمكن ان توافق على إرسال قوات عسكرية الى سورية، والشرطان لتنفيذ الاقتراح القطري عمليا غير متوفرين، ولذلك فإن الفكرة من أساسها ولدت ميتة.

ويرى مصدر دبلوماسي عربي، أن "مشيخة" قطر، تحاول بكل الوسائل افشال مهمة بعثة المراقبين العرب من خلال اطلاق مبادرات مشبوهة بين الحين والآخر، فالمسؤولون القطريون راهنوا منذ البداية على عدم موافقة الحكومة السورية على اتفاق البروتوكول، وعلى مهمة ارسال مراقبين عرب الى سورية، لمراقبة الوضع بصورة مباشرة، ولكن سورية فاجأت القطريين ومعهم الأميركيين وبعض العرب والأوروبيين، عندما وافقت على البروتوكول بعد إدخال التعديلات المطلوبة عليه، مع مواكبة بعض الدول العربية لأحقية الموقف السوري، والوقوف في وجه الاندفاعة القطرية والتصدي لها، ولكن بطريقة دبلوماسية، وفي مقدمة هذه الدول، جمهورية مصر العربية المستاءة كثيرا من الدور القطري، ليس حيال الأزمة في سورية فقط، ولكن على الصعيد الداخلي لأكثر من دولة عربية.

ويقول المصدر الدبلوماسي العربي، ان مهمة المبعوثين العرب أعطت ورقة قوية للنظام في سورية، فعندما قدم رئيس بعثة المراقبين الفريق الدابي تقريره الاول الى اللجنة الوزارية العربية والذي اتخذ في ما بعد صفة التقرير الشفوي، لأن وزير خارجية قطر الذي أصر على الاطلاع على مضمون التقرير الخطي، والذي وجد فيه معطيات تصب في مصلحة الدولة السورية، ونقاطا إيجابية تتعلق بالموقف السوري من عمل بعثة المراقبين، طلب الوزير القطري ألاّ يعرض التقرير خطيا على اعضاء اللجنة الوزارية، وهنا جرى حوار ساخن بينه وبين رئيس بعثة المراقبين لما تضمنه التقرير، مع الإشارة الى أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حينه لم يتسلّم نسخة عن التقرير الأولي، الذي حمله الفريق الدابي الى اللجنة الوزارية العربية.

وتوقع المصدر الدبلوماسي العربي أن يأتي التقرير المرتقب في اجتماع اللجنة الوزارية يوم غدٍ السبت شبه ايجابي لمصلحة الدولة السورية، خصوصا وان المراقبين الذين دخلوا الى بعض احياء مدينة حمص، شاهدوا مسلحين ومظاهر مسلحة ـ ناهيك عن الشهادات التي استمعوا اليها في اكثر من محافظة، والتي أجمعت على وجود مجموعات إرهابية تقوم بأعمال الخطف والقتل وتخريب المؤسسات. كل هذه المظاهر التي شاهدها المراقبون، لا يمكن ان يتجاهلوها ولو في حدودها الدنيا، بالاضافة طبعا الى العمليات الإرهابية التي تقوم بها تلك المجموعات مع وجود بعثة المراقبين وتحت أنظارها.

وتوقع المصدر الدبلوماسي، انه في حال جاء التقرير المرتقب متوازنا وشبه ايجابي لمصلحة الدولة السورية، فقد يلجأ القطري الى محاولة استبدال رئيس بعثة المراقبين الفريق الدابي، تحت ذريعة انه يحابي الحكومة السورية، ويتبنى وجهة نظر النظام، ولذلك يحاول القطري والأميركي، افشال مهمة المبعوثين العرب حتى بل صدور التقرير استمرارا لتنفيذ المخطط الرامي الى اخضاع سورية والتهويل عليها بتدخل خارجي، على قاعدة ان سورية لم تلتزم تطبيق البروتوكول، وتعرقل مهمة المراقبين، في حين ان العكس هو الصحيح، بدليل ما قاله وزير خارجية الجزائر بأن مشكلة الجامعة العربية هي مع المسلحين لا مع الحكومة السورية.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024