إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

الكباش قائم..

نور الدين الجمال - البناء

نسخة للطباعة 2014-03-04

إقرأ ايضاً


يرى مصدر دبلوماسي عربي أنّ التطورات المتسارعة في أوكرانيا في ضوء الاستيلاء على السلطة بالقوة والإرهاب هو تعبير عن أنّ الولايات المتحدة الأميركية والغرب عموماً لم يقتنعوا بعد بأنّ روسيا أصبحت دولة كبرى في العالم لها تأثير مباشر في صناعة القرارات الدولية، وفي حماية الشرعية الدولية والقوانين التي تمنع التدخل في شؤون الدول ذات السيادة، خصوصاً مع وجود تيار داخل الولايات المتحدة يحاول باستمرار تغيير أجندة الإدارة الأميركية الحالية في كيفية تعاطيها مع الأزمات في العالم.

ويقول المصدر: إنّ الاشتباك السياسي لا يزال قائماً بين روسيا والولايات المتحدة على رغم التفاهمات التي حصلت بين الرئيس فلاديمير بوتين والرئيس باراك أوباما والتي لم يطبقها ويلتزم بها الجانب الأميركي في سورية ولا في أوكرانيا. فدخول روسيا على الخط في مصر التي كانت تعتبر منطقة نفوذ أميركية ودخولها أيضاً إلى العراق من خلال إبرام اتفاقيات لشراء الأسلحة وقد يمتد الأمر إلى موضوع الغاز والنفط، بالإضافة إلى الملف الفلسطيني الذي لم تنجح الإدارة في إيجاد الحل المناسب له، كل هذه المعطيات التي كانت تشكل أوراقاً رابحة في يد الإدارة الأميركية، جعلتها ترد على روسيا في أوكرانيا وفنزويلا ومصر وسورية والعراق، من هنا فإنّ الأوضاع والأمور زادت تشابكاً وتعقيداً على رغم أن التواصل الأميركي ـ الروسي لم ينقطع.

يضيف المصدر، أن كل هذا التصعيد لن يكون له مخرج إلا بتطبيق التفاهمات الروسية ـ الأميركية، والتي أخلّت بها الإدارة الأميركية ونقضتها. والروسي من جانبه لن يتراجع في هذه المعركة وسيظل الكباش السياسي قائماً لأنه يعتبر هذه المعركة أكبر بكثير مما يفهمها الأميركي والأوروبي. فالدب الروسي والتنين الصيني استفاقا وسيكون لهذه الاستفاقة مدى استراتيجي معين، في حين أن الأميركي يعمل على أن تبقى روسيا والصين ضمن نطاق ضيق على المستويات الاستراتيجية والاقتصادية في العالم كافة. والإشارة الروسية الواضحة على عدم تراجعه هو التحرك العسكري الفوري بعد تطورات أوكرانيا، ولو أنه أخذ طابع المناورة، ولكنه رسالة واضحة إلى الغرب مفادها أن الأميركيين والأوروبيين يدعمون الإرهاب في أوكرانيا والعالم.

ويؤكد المصدر بأن الإدارة الأميركية لم تلتزم بالاتفاق الذي أبرم مع روسيا في الشأن السوري، وهي ما زالت تراهن من خلال أدواتها في المنطقة وتحديداً دخول العامل «الإسرائيلي» المباشر على خط الأزمة في سورية بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية بالتلازم عن إعلان أميركي واضح باستمرار تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة متوهمة حصول تغيير في الميدان قبل تحديد موعد جديد لمفاوضات جنيف ـ 2 والذي سيحدد في ضوء ما يقدمه الأخضر الإبراهيمي من تقرير إلى مجلس الأمن الدولي في 13 آذار الجاري، وإن كانت بعض المصادر تشك في تحديد موعد لمفاوضات جديدة بين الحكومة السورية والمعارضة في حال تصاعد الأزمة في أوكرانيا بشكل قد يؤدي إلى عمل عسكري روسي إذا لم يتدارك الاتحاد الأوروبي الوصول إلى مرحلة الصراع العسكري والعودة إلى تطبيق ما اتفق عليه بين الرئيس الأوكراني والوفد الأوروبي في شأن الحل السياسي للأزمة.

ويقول المصدر: عندما صدر قرار عن مجلس الأمن الدولي بخصوص الملف الإنساني في سورية والذي جاءت الموافقة الروسية بعد إدخال تعديلات جوهرية عليه، كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يعلم تماماً أن الولايات المتحدة بالتنسيق مع «إسرائيل» والسعودية وغيرها من الدول الإقليمية والأوروبية يعدون لعملية عسكرية كبيرة في جنوب سورية، من هنا جاء الموقف الروسي تجاه السعودية كإنذار ضمني رداً على المعلومات التي تسربت عن شراء أسلحة متطورة مضادة للطائرات والدبابات وتسليمها إلى التنظيمات الإرهابية، ناهيك عن الكلام «الإسرائيلي» الداعم لهذه المجموعات الإرهابية والتي سيقدم لها الدعم اللوجستي في عملية الجنوب السوري وإفساح المجال لدخول آلاف المسلحين إلى الأراضي السورية، مع الإشارة، كما يقول المصدر أنه كلما اشتدّ الكباش بين روسيا والولايات المتحدة فهذا يعني أن الإدارة الأميركية وحلفاءها هم مأزومون في سورية والعراق وإيران، ولذلك فإن لروسيا ثوابت لا تتساهل فيها حيال الأزمة السورية لأن سورية هي أهم من أوكرانيا بالنسبة إلى روسيا مع اختلاف البعد الجغرافي بين سورية وأوكرانيا والمدى الاستراتيجي لهما.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024