إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أوروبا.. دول لا سيادة لها

نور الدين الجمال - البناء

نسخة للطباعة 2013-07-26

إقرأ ايضاً


وصفت مصادر دبلوماسية لبنانية قرار دول الاتحاد الأوروبي إدراج «الجناح العسكري» لحزب الله وهو في الأساس غير قائم وغير موجود على لائحة الإرهاب بأنه قرار إرهابي معنوي ويدين أوروبا نفسها قبل أي طرف آخر نتيجة خضوعها الكامل للضغوطات الأميركية و«الإسرائيلية» وبعض العرب وأنّ القرار بحد ذاته كما تراه المصادر الدبلوماسية جاء كمخرج لهذه الدول لأنها في معظمها لم تكن مقتنعة بصدوره ولكنها في الوقت نفسه تحاول أن ترضي الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني وبعض دول الخليج العربي.

وترى المصادر الدبلوماسية اللبنانية أن القرار الذي بدا أشبه ما يكون بعملية تطويق لحزب الله بدا فيه الأوروبيون أنهم هم أنفسهم في مأزق وظهر ذلك جلياً في التحرك السريع من بعض سفرائهم في لبنان وسفيرة الاتحاد الأوروبي باتجاه كبار المسؤولين اللبنانيين وعلى وجه الخصوص باتجاه قيادة حزب الله في محاولة تطمين بأن القرار لن يؤثر على علاقة الاتحاد الأوروبي مع الحكومة اللبنانية المستقيلة أو المقبلة وهي تحاور جميع الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية بمن فيهم حزب الله ما يعني عدم اقتناعهم على الإطلاق بهذا القرار.

وكشفت المصادر الدبلوماسية اللبنانية عن أن بريطانيا هي أول دولة أوروبية اتخذت قرارها بوضع حزب الله على لائحة الإرهاب منذ سنوات وأن الموضوع يعمل عليه أيضاً منذ سنوات لجعل الاتحاد الأوروبي يحذو حذوها وتحديداً بعد حرب عام 2006 بعدما حقق حزب الله انتصاراً واضحاً على جيش الكيان الصهيوني على مدى 33 يوماً من المعارك.

وتقول المصادر الدبلوماسية إن معركة وضع حزب الله على لائحة الإرهاب بدأ التحضير لها وتكبير حجمها الإعلامي والسياسي بعد معركة القصير وهذه المعركة بادرت إليها المملكة العربية السعودية من خلال الاستنفار لكل العصبيات المذهبية في مواجهة ما أسمته في حينه على لسان وزير خارجيتها بالاحتلال الإيراني وحزب الله لسورية وضرورة تحرير سورية من هذا الاحتلال وكان الهدف من ذلك هو تبرير زيادة الضغط على حزب الله وتقديم المزيد من السلاح والمال إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية من هنا جاء توقيت إعلان القرار كخطوة وقائية وممارسة نوع من الضغط المعنوي والنفسي على حزب الله لكي لا يستمر في دعم الدولة السورية.

وتضيف المصادر أن القرار أتى كورقة تعطى إلى رئيس وزراء كيان العدو ليقدم تنازلات معينة في المفاوضات مع الجانب الفلسطيني من أجل تجميل صورة ما يسمى بدول الاعتدال العربي لذلك فإن الإدارة الأميركية والتي تعيش حالة من الإرباك واللعب على أكثر من حبل سلمت المملكة العربية السعودية أوراقاً عدة في المنطقة بدءاً من قطر مروراً بالائتلاف الوطني المعارض والورقة التركية وحتى الورق المصرية والتي لم تتبلور نتائجها حتى الآن وإطلاق يدها في الأوراق الأخرى كما هو حاصل اليوم على صعيد التفجيرات شبه اليومية التي تشهدها الساحة العراقية. كل هذه الأوراق التي أعطيت إلى السعودية تهدف في النهاية لتطويق سورية وإيران وحزب الله كمقدمة لإسقاط النظام في سورية والتي بدأت التسريبات عن احتمال نجاحه في فترة زمنية لا تتجاوز السنة كما يتوهمون.

وأكدت المصادر الدبلوماسية أن ورقة الاتحاد الأوروبي لن تجدي نفعاً في إمكانية تراجع حزب الله على صعيد الداخل ولا بالنسبة للوضع في سورية والتوهم بقدرة هذه الدول ومعها الولايات المتحدة وبعض الدول العربية على تغييرات في الوضع الميداني والتركيز على مدينة حلب وريفها على أنها ستصبح في يد المجموعات الإرهابية المسلحة كل هذا يمكن أن يطيل أمد الأزمة ويسقط المزيد من الضحايا ويحدث المزيد من الدمار والخراب ولكنه لن يقلب الميزان الميداني لمصلحة هذه القوى. والأوروبيون ومن معهم لن يتمكنوا من تغيير نهج حزب الله سواء بالنسبة لتشكيل الحكومة أو السياسة الداخلية أو بالنسبة لموضوع الملف السوري بل على العكس هذا سيؤدي إلى مزيد من التصلب لدى المقاومة والنتائج السلبية سترتد على دول الاتحاد الأوروبي التي تم إذلالها من قبل الإدارة الأميركية وظهرت أنها لا تملك قرارها السياسي.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024