إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

اعتماد البطولة وصحة العقيدة في الدفاع عن الأمم الحيّة

شبلي بدر - البناء

نسخة للطباعة 2012-05-01

إقرأ ايضاً


في ضوء الحديث بشكل علني عن باخرة السلاح التي ضبطها الجيش اللبناني، ولم تكن الأولى من نوعها، وعن خفاياها التي باتت معروفة، منذ انطلاقها من ليبيا وتجوالها المتعرّج عبر الموانئ المصرية والتركية وصولاً إلى لبنان، لم يعد تجاهل ما كشفت التحقيقات عنه أمراً مقبولاً به على الإطلاق، ولم تعد التعمية على استهدافات من يقف وراء التمويل والتحريض وحتى الإعلان جهاراً عن المطالبة بتسليح "جيوش الظلام" تنفع أو تغيّر من واقع الأمور أو تخفي استهدافاتها الإجرامية التي كشفت تباعاً أن ما يجري على الساحة السورية مخطط جهنمي تنفذه الإدارات الغربية و"الإسرائيلية" بتمويل من الرجعية الأعرابية، وبتسعير فتنوي طائفي غير مسبوق.

إذا كان لا بد من إضافة بعض الإيضاحات على مجريات الأمور، من الأجدى أن يضاء على ما يجري على الساحة اللبنانية من تحركات مشبوهة في ظل إطلاق الشعارات المذهبية تسعيراً للحقد المتمثل في بعض التيارات وأحزاب اللون الواحد، تحت مسميات متعددة الأوجه. فلم تعد حتى أوراق التين تستر عريهم وأكاذيبهم ومسرحياتهم الفاشلة إخراجياً في ادعاء محاولات الاغتيال المزعومة. كما لا تستر تورط البعض الأكيد في مشاريع تقسيمية وارتباطهم بها منذ أمدٍ بعيد. ولم تعد تنطلي على أحد مقاصدهم الخبيثة والمموهة تارة في التملق وتارة في الخطب المسمومة والاتهامات التي يتطاولون بها على محور المقاومة في مهرجاناتهم المتنقلة من شارع مذهبي إلى شارع مذهبي آخر، ومن منطقة الى منطقة أخرى يريدون تطييفها مقدمة لانعزالها وجعلها بؤرة فساد وإفساد وتخلف.

انطلاقاً من "المعلّقات" التي أتت على ألسنة بعض "ممثلي الشعب"، تحديداً من الذين أوغلوا في دماء الأبرياء ومن أصحاب التواريخ السوداء و"روّاد" العمالة لمن "يجود" عليهم أكثر من غيره بالمال والسلاح، وصولاً إلى المتسكعين على أبواب الغباء والتخلف في صحراء "العدالة والديمقراطية وحرية التعبير وحقوق المرأة" الخ، مروراً بالإقطاعيات السياسية منذ ما قبل الانتداب وحتى اليوم... كل تلك الآفات المستعرة والمستشرية في بعض التجمعات التي سيطر الجهل على آفاقها، وأغلق منافذ العقل عندها وتحكّمت في تصرفاتها العصبيات المختلفة، أنتجت ما هو قائم اليوم في بعض البؤر المنغلقة على نفسها. مفاهيم لا تمت إلى القومية والوطنية بصلة. أصبحت هذه الفئة أسيرة شعارات ممجوجة ليس للمذهبية والطائفية البغيضة فحسب، بل تعدتها الى حالة العداء الأعمى، إذ باتت تجاهر بوقوفها إلى جانب أعداء الوطن في صف واحد وتنادي مع مجتمع الظلم والاستعمار العالمي بإسقاط دول الممانعة والمقاومة بأي ثمن... وما انكشاف أمر بواخر السلاح المهرّب إلاّ دليل واضح على ما وصلت إليه مراحل التآمر على وحدة الأرض والشعب واستمرار مخططات التقسيم التي ما برحت تلقى صدىً لدى بعض خطباء المنابر الطائفية والمنادين بالفتنة والحروب الأهلية، في زمن أحوج ما تكون فيه الأوطان الى اللحمة والتضامن والصمود في وجه العدو "الاسرائيلي" ومحاولة التتريك والتجهيل والاستعراب.

ما قاله الزعيم سعاده حول اعتماد البطولة المؤيدة بصحة العقيدة من قبل الأمم الحية في الدفاع عن وجودها وحريتها واستقلالها، ينطبق اليوم على سورية التي تواجه أشرس الهجمات وأعتاها في تاريخها الحديث، والتي لن تتوانى عن مصارعة التنين المتعدد الرؤوس الذي يحاول النيل من منعتها وكرامتها، مهما تكاثرت على شواطئها السفن المحمّلة بـ "الديمقراطية" الغربية و"الإبداع" التركي و"الأخوّة" المستعربة.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024