إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

إذا توقّف العقل تصرّف الشيطان

شبلي بدر - البناء

نسخة للطباعة 2013-09-17

إقرأ ايضاً


مقهور حانق وممتعض تسري في عرقه تيارات الغيظ والحقد والكراهية ولأنه محاط بموانع تحدّ من ممارسة ما يدور في بواطنه ونواياه وتقف في وجهه الذي «لا يضحك للرغيف السخن» ولأنّه لا يقيم وزناً لسيد الشرع تصرَّف شيطان الخبث الكامن في أعماقه حيال ما يجري في بلاد الشام خاصة بعدما فشل موفده وموفد رئيسه صاحب «الحسنات» الذي أُرسل الى تركيا بـ»مهمات إنسانية» ووزَّع «أطناناً من الحليب على الأطفال» وقام بما قام به من «ستر العورات» ولم يتمكن من سترة عوراته و»مآثره» ذلك البوم الناعق في دواوين سيده الهارب من محاسبة الضمير والإنسانية الذي لا يُعرف له اليوم مقرّ ولا يُسمع له صوت إذ استنفد جميع الأحابيل والأكاذيب التي حاول من خلالها الدفاع عمّن أرسله وعن «نزاهة» المهمّات التي أوكلت اليه لم يجد ذارف دموع التماسيح في أشدّ اللحظات فتكاً بالوطن وبالمواطنين بعدها إلاّ أن يخرج من جلده الناعم الملمس ويعود الى طبيعته وحقيقة الدور الموكل إليه ويكتب الى سيّده وولي أمره وأولياء نعمته من غربان الصحراء عبر صحيفة أجنبية يستجدي في مقالة له نشرت وحاول الدفاع عن مضمونها وتكذيب ما حوته من أضاليل تدخّلاً سافراً لنجدة التكفيريين وطيور الظلام الذين نغَّصوا عيش السوريين على مدى سنتين ونيّف وأعاقوا للمرة الأولى في التاريخ الحديث أهالي منطقة عُرفت على مرّ ألوف السنين بقيمها الحضارية والدينية إقامة احتفال يرمز الى مخزون تاريخي وقومي حين أُشعلت النيران على رؤوس القمم رسالة الى العالم أجمع بعودة الصليب الخشبي المقدس الى موطنه الأصلي فلسطين.

الأدهى من كل ذلك أن تصمت طيور الظلام وخفافيش السياسة الكيدية ومرتزقة الدم والحروب والفتن وتجّار الأسلحة والطامحون الى كرسي السلطة عن ذكر حقيقة ما يجري على الأرض السورية كلها وليس في منطقة أخذت في الفترة الأخيرة حيزاً من الاهتمام العالمي لما تمثله من حياة مشتركة بين مكوناتها جميعاً وليس تكاذباً ونأياً بالنفس يسمونه في بعض الصالونات عيشاً مشتركاً. والأكثر استغراباً أن يدافع أولئك الظلاميون عن العصابات التكفيرية التي قتلت ودمّرت وخطفت بعضاً من السكان الآمنين وأن يحاولوا إلصاق التهمة البشعة بالنظام الذي آثر أن يسقط من صفوف قواته كوكبة من الشهداء وألاّ تدمر المعالم الأثرية والدينية النادرة في هذا الشرق وهو الذي كان قادراً على أن يدمر تلك المنطقة في لحظات على رؤوس المسلحين وأن يسيطر عليها سيطرة كاملة.

الذين يعرفون تاريخ تلك الجماعات التي تقبض على بعض مفاصل السياسة والحكم في لبنان لا يأخذهم العجب إذ لم ينسوا اللحظات والأوقات الصعبة التي كانت تمرّ بها البلاد إبان العدوان «الإسرائيلي» فعندما كان المقاومون والاستشهاديون يتصدون لأبناء الأفاعي كان منظّرو «فليحكم الإخوان» و»قوة لبنان في ضعفه» الى آخر المعزوفة الاستسلامية للإملاءات الصهيونية يجلسون حول طاولة واحدة مع رسولة الشؤم الأميركيّ يتلقون الأوامر بإشغال المقاومة والجيش في حوادث داخلية لمساعدة «إسرائيل» في تفكيك محور الشعب والجيش والمقاومة وقد فشلوا لأنهم عبيد يقاتلون عن أسيادهم والعبد الذي يقاتل عن سيّده لا يمكن أن ينتصر أبداً.

لم تنفع الدموع أمام عدسات المراسلين ولا تقبيل وجنتي السيدة السوداء البشرة في استجداء تدخل أمميّ أكبر ضدّ المدافعين ببسالة عن حقهم في أرضهم ووطنهم ومواطنيهم ولم تنفع أموال النفط في صناعة الانتصارات التكفيرية وشراء الضمائر الحية ولم تنفع أيضاً الإغراءات المقدمة الى عظماء العالم الأحرار بالتخلّي عن التصدّي للإجرام المستفحل في بلاد الشام فحاول أحد الحواة السياسيين وسيّد التهريج الذي يدّعي «أنه ليس في حاجة إلى فحص دمه للتأكد من عروبته» لو أجرى فحصاً لدمه لوجده خالياً من أيّ عروبة حقيقية ولوجده أيضاً أقرب الى المستعربين الجدد من أي شيء آخر أن يحاكي على حد زعمه العقل الغربي برسالة تحريضية في إحدى الصحف الغربية ففشل فشلاً ذريعاً وخاب فأله في ما يتمنى ولم يحصد إلاّ الخيبة والعار لأن عقله المدرك الذي نما في البدايات على العروبة الحقيقية اختل توازنه وابتعد كثيراً عن بوصلة فلسطين وبات أقرب الى «إسرائيل» والغرب المتصهين والتهويد والتكفير و»لأن العقل إذا توقّف تصرّف الشيطان» فإن من يترك الشيطان يتحكم في مداركه تتلقفه الهاوية غير مأسوف عليه.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024