إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

استخدام «الأكاذيب الكيماوية» للاعتداء على سورية

شبلي بدر - البناء

نسخة للطباعة 2013-08-28

إقرأ ايضاً


الغموض يلفّ الساعات القليلة القادمة ولا شيء يشي أنّ العقل والمنطق يتحكمان بسلوكيات المحافظين الجدد ولا دلائل على أنّ الحكمة والحق هما سيّدا الموقف في الدوائر الغربية والأوربية المعادية وحلفائهما وخصوصاً عند فرنسا وبريطانيا و»اسرائيل» تحديداً ناهيك عن الأعراب اللاهثين وراءهم يستعطفونهم بمذلة لا مثيل لها أن يتولى الغرب وأوربا الدخول مباشرة في مواجهة عسكرية عدوانية مع الدولة السورية علماً أن بعثة الأمم المتحدة المكلفة التحقق من استخدام الأسلحة الكيماوية المزعومة من قبل الدولة السورية وتبرئة المسلحين من استخدامها قد تأخرت خمسة أشهر منذ أن طلبت الحكومة السورية من الأمم المتحدة ارسالها وتحديداً منذ حادثة خان العسل ومواقع أخرى بقيت طي الكتمان لئلا يتدخل الأتراك كما فعلوا في الموقع الأول ويقومون بنبش القبور وإخفاء الأدلة التي تدينهم وتدين مرتزقة تزودت بها من مصادر عدة معادية ومنها تركيا والسعودية ودول معادية أخرى.

ان الضربة الاستباقية التي قامت بها القوات السورية المسلحة للمرتزقة والتكفيريين في غوطة دمشق ومنعهم من استباحة العاصمة التي كانوا ينوون القيام بها أفقدتهم صوابهم وصواب مموليهم ومسلِّحيهم الواقفين وراء كل الإجرام الجاري بحق الدولة السورية وشعبها الصامد المتماسك مع جيشه والمناضل في سبيل الحرية والكرامة ذلك التقدم والنجاح الميداني في ريف دمشق والأرياف الأخرى دفع بالعدو الأصيل أن يأخذ مكان العدو البديل ويفبرك اتهام استخدام القوات السورية للأسلحة الكيماوية ويشحن النفوس الحاقدة والدول الاستعمارية كبريطانيا وفرنسا وربيبتهما «اسرائيل» مقدمة لما يروج له من عمل عسكري ما ضد الدولة السورية وقرع طبول الحرب والتهويل بارسال البوارج الحربية الى مياه المتوسط والتحدث بعنجهية عن قدراتها التدميرية بقصد التأثير المعنوي على الشعب السوري الذي ما زال صامداً متماسكاً على مدى سنتين ونصف السنة ويرفض الخضوع للإملاءات الغربية مدعوماً بحلفاء ومقاومين صمموا ألاّ يسمحوا للمستعمرين الجدد من أن يطأوا أرض بلاد الشام مرة أخرى ولو أدى ذلك الى استشهاد الكثيرين منهم دفاعاً عن حقهم المشروع في الحياة والعيش الكريم.

الساعات القليلة المقبلة مليئة بالمفاجآت على جميع الصعد فإذا اعتمدت أميركا وحلفاؤها ولو من باب الافتراض البعيد حدوثه التعقل في ما تنوي القيام به وأقرت بالحقائق الدامغة التي تدين المسلحين التكفيريين والمرتزقة من أنهم هم الذين قاموا بجريمة استخدام السلاح الكيماوي ضد الشعب السوري بعد أن قدمت روسيا والجهات السورية المختصة الأدلة الدامغة على ذلك وعادت الى التعاطي بايجابية مع انجاح مؤتمر جنيف 2 كما هو مقرر في الشهر المقبل تكون فعلاً تستحق أن تفخر بأنها ترفع راية الحرية كما تدعي وكما تسعى لترسيخ الديمقراطية الحقيقية في العالم وتكون قد وفرت على المجتمع الدولي مخاطر تدخل عسكري لا تعرف نهايته ومآسيه ذلك ان الشعب السوري ومحور الدول الرافضة للهيمنة والتسلط وجماهير المقاومة أقسمت على الانتصار مهما كان الثمن غالياً ومكلفاً ولن تسمح لأحادية القرار من السيطرة على العالم لأن الحرية ليست حرية الاملاءات الغربية و»الاسرائيلية» بل هي حرية الأحرار في أوطانهم وأن يسلّم المستعمرون الجدد والأعداء بحقوق الشعوب في الاستقلال والحرية لأن الاستشهاد عند الشعوب المناضلة وعند شرفاء العالم أجمع في سبيل المبادىء والثوابت الوطنية والقومية هو الطريق الى الحياة ولا تراجع عند أبناء الحياة والنور أمام الهجمات العاتية ولا خوف عندهم أبداً مهما بلغت درجة التهويل وحشد الأساطيل والضجيج الاعلامي لأن وقفات العز هي من شيم الكبار الكبار وشعبنا الأبي لن يتنازل عنها لأي مغتصب غادر.


 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024