إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

أعلام الحريّة والفداء فوق قمم الوطن

شبلي بدر - البناء

نسخة للطباعة 2013-10-18

إقرأ ايضاً


لن يتبدّل وجه هذا الوطن ولن يصبح الحزن ملاءة تخفي تقاطيع نضارة توشّح بها ليغطّي الموت المجانيّ المعمّم بكوفيّة إعرابيّة سليلة ديمقراطية العبيد وأحفاد الكافرين الذين يستحضرون «العزّة الإلهية» كلما زلّت بهم قدم أو كبا بهم حصان جموح.

أولئك «المختارون» من الكهوف المظلمة ومعتقدات الغيب وبشاعة الأزمنة الغابرة حاولوا بالأمس استبدال وجه الياسمين الدمشقي بالموت المجاني ينشره المأجورون بسيارات مفخّخة محاولين إسكات أصوات الحق التي تفضح بشاعة إجرامهم وتكشف عن تصحّر عقولهم وحجم الغباء الذي يتحكّم في عصبياتهم وبداوتهم وتحجّرهم وحقدهم الأعمى وتأصّلهم في أفعال الموت واغتصاب الحياة من صدور الأبرياء.

في دمشق يطوف الحب كلّ صباح وتعبق رائحة الياسمين بالحواس كلها بلا استئذان. ويفيض دنُّ الحنين الشامي مثل خوابي العسل البكر ومثل قصيدة شاعر يزيّن بها وجه الحبيب فتتعملق شجيرات الورد الجوري غواية وجمالاً على أسوارها المنيعة والمستعصية على الجحافل البربرية وقوافل الإبل الصحراوية المحمّلة برائحة النفط وعفن الجاهلية كالغواني ينثرن ضفائرهن بلا حياء على المجرمين التكفيريين من كل حدب وصوب مستحدثين أوكار «جهاد النكاح» أينما حلّوا وفي أماكن ما عرفت إلاّ الإيمان الحقيقي وكانت إلى الأمس القريب مراكز للإشعاع الفكري والثقافي والزهد والتنسك والتبريك. أماكن حوّلها جهلة القرن وأغبياء ديمقراطية العبيد الى مواخير للمنكرات والفجور وظلامية العقول والبداوة والتخلف.

ما حدث أمام المركز الإعلامي في ساحة الأمويين بالأمس القريب من تفجير انتحاريّ مجرم لتعطيل البث المرئي وإسكات الصوت الذي أثبت أنه على قدر المسؤولية من خلال اعترافات كثيرة أدلى بها المجرمون الذين ألقت السلطات الأمنية السورية القبض عليهم وكانت سبقت تفجيرات مماثلة أمام مراكز إعلامية سقط ضحيتها مراسلون وإعلاميون ومواطنون أبرياء فقط لأنّهم يكشفون الشبكات الإجرامية وما تقوم به من ارهاب ومحاولات يائسة لكمّ الأفواه ومحاصرة الحق والحرية.

لا فرق بين طغاة الداخل والغزاة القادمين من صحارى العقول والقلوب الحاقدة من الخارج ولا فرق لدى المذبوح بسكين الجهل والتخلّف والمشنوق بسلاسل الذهب الأسود فخلال عامين ونصف عام تحمّلت الدولة السورية شعباً وجيشاً وقيادةً القهر والظلم ومؤامرات الغرب المتصهين وأعراب «خليج الخنازير» وما هانت وما رضخت لغازٍ وما دانت رقاب مناضليها لأحد واستمرّت تتصدى بثقة تامة بالنفس وبثبات المواقف الوطنية والقومية والإيمان بقدرة شعبها وجيشها وبحكمة القيادة على الانتصار وكلما وصلت الى قمة تراءت لها قمم أخرى ترفع فوقها أعلام الحرية والفداء لهذا الوطن الكبير الذي يسكن خلايا الدم حتى يسقط الظلام وتطلع الشمس.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024