سمعتُ عنه كثيراً، وقد كان له حضوره اللافت في الجيش الشامي، في الحزب، إلى أن تولّيت مسؤولية رئيس مكتب عبر الحدود، عام 1971 ، فتابعت الأمين معين وكان استقر في جزيرة الغوادلوب بعد ان كان وصل الى فنزويلا.
أذكر أنه تولى، إلى مفوّضية الغوادلوب، مسؤولية الفروع الحزبية في البحر الكاريبي، ومنها "ترنيداد"، "كوراساو"، "المارتنيك"، "هايتي" وغيرها، وقد أتيت على ذكرها سابقاً، وآمل أن أكتب عنها تفصيلاً، وعن رفقاء فيها تميّزوا بأدائهم الحزبي.
عندما علمت أنّ الأمين معين عاد إلى الوطن، وجّهت أكثر من رسالة إلى منفذية صافيتا وإليه بواسطتها، وفيها أؤكد على أهمية تدوين مسيرة الأمين معين ومعلوماته الغنية المفيدة لتاريخ الحزب.
ومثله عن رفقاء آخرين كانوا نشطوا في البحر الكاريبي وعادوا إلى الوطن، منهم على ما أذكر أنطون بيطار "المارتنيك" ومنير ريّس "هايتي".
مع الأسف، أقولها ربما للمرة الألف، لم تبادر الفروع ولا الرفقاء إلى تدوين ما يفيد تاريخ الحزب، كأن ما أقوم به لا يعني تاريخ حزبنا، أو أنه للتجارة والمنفعة المالية، وقد أكدت في كثير من الرسائل، وفي بيان معمم(1) على أنّ أي ريع قد يعود إلى المؤلف نن كتب في حال تمّت طباعتها، كلها أو أجزاء منها، هو من حق مؤسسة رعاية أسر شهداء الحزب.
وفيها كلها كنت اقول إنّ خسارة المعلومات لا تصيب بالوجع الأمين لبيب ناصيف شخصياً، إنما تصيب مصلحة تاريخ الحزب.
في نبذة لاحقة، وإذ أصل إلى ملف الغوادلوب(2) سأهيئ نبذة عن الأمين معين عرنوق، بما توفر لدينا من معلومات، داعياً كلّ من عرفه في الوطن وعبر الحدود أن يكتب عنه، وأن يزوّدنا بمعلومات يصح أن نستند إليها في نشر نبذة وفاء عن الأمين معين عرنوق.
*
من منفذية صافيتا هذه الكلمة الموزّعة عند رحيل الأمين معين عرنوق:
الأمين معين منح عرنوق.
من مواليد 1928.
انتمى إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي في عام 1947.
تطوع في الجيش الشامي، ونتيجة لشجاعته وإخلاصه تسلم كضابط عدة مسؤوليات هامة في الوحدات التي خدم بها.
تعرض في عام 1955، ومن ضمن المؤامرة التي تعرّض لها الحزب، للاعتقال والتعذيب الشديد. وعندما أطلق سراحه بشكل مشروط لم يتردّد في تلبية نداء الواجب، فتسلل إلى لبنان ليشترك في معارك 1958، كمسؤول للتدريب وقائد قطاع، حيث جرح في معركة شملان.
استلم عدة مسؤوليات حزبية، منها وكيل عميد الدفاع، ومفوضاً في منطقة البحر الكاريبي في المهجر.
نال رتبة الأمانة، وظل أميناً على العقيدة التي بقيت متوهجة في قلبه وسلوكه وأحاديثه حتى لحظات حياته الأخيرة.
*
كتب الأمين الياس عشي
البقاء للأمّة يا حضرة الأمين
قبل رحيل حضرة الأمين معين عرنوق بساعات اتصل بي هاتفيّاً الرفيق هانيبال ضيعة ليخبرني أنّ الأمين معين في وضع حرج، وأنه سأل عنّي، وتساءل عن عدم تردّدي عليه كما في أيام سابقة؛ فأخبره الرفيق هانيبال عن الوضع السيّئ الذي يمرّ به اللبنانيون، لا سيما قطع الطرقات، وصعوبة التنقل بين طرابلس وطرطوس.
وفي اليوم التالي، وقبل أن اتصل به معتذراً عن تقصيري بزيارته، وصلني نبأ رحيله، فأدركت للتوّ أنني فقدت اليوم أميناً مناضلاً عرفته السجون والمغتربات، ورفيقاً لم يتخلَّ لحظة عن رفقائه، وصديقاً كنت أرتاح في فيء سنواته الطويلة كلما دار الحديث عن الحزب السوري القومي الاجتماعي، وعن المؤسس سعاده، وعن بطولات القوميين في مواجهة اليهود في زمن صارت العمالة فيه وجهة نظر.
لم يتخلَّ الأمين والرفيق والصديق الراحل معين عرنوق، رغم السنوات الطويلة التي عاشها، عن إيمانه بقضية تساوي وجوده، وعن سعيه الدؤوب للمّ الشمل، كلما تعرّضت المؤسسة الحزبية لرياح تأتيها، في كثير من الأوقات، من الجهات الأربع.
ارقد بسلام يا رفيقي الأمين، لقد أدّيتَ الرسالة ملتزماً بقسمك، لم تتهاوَ يوماً، لم تهادن يوماً، وبقيت، كما في سنواتك الأولى، تصرخ بفرح: لتحيَ سورية، وليحيَ سعاده.
*
كان للحزب وجوده المتقدم في عائلة عرنوق، وفي البلدة التي عُـرفت باسم "متن عرنوق / طرطوس"، عرفتُ منهم:
الرفيق ادوار عرنوق: والد الرفيقة الأديبة إناة عرنوق شريقي، وقد كنتُ كتبتُ عنها، للاطلاع الدخول إلى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info
الرفيق الاديب والمؤرخ مفيد عرنوق. للاطلاع على النبذة المعممة عنه، زيارة الموقع المشار إليه آنفاً.
الرفيق المحامي رزق الله عرنوق: تولى أكثر من مسؤولية في منفذية طرطوس منها مسؤولية منفذ عام. وافته المنية مؤخراً. مراجعة الموقع المذكور آنفاً.
*
لا يمكن ان اذكر الامين معين إلا وأذكر الامين عبدالله كوزاك، الذي تميّز بدوره في حضوره الحزبي في كلّ من الشام ولبنان، وصولاً الى البرازيل، مستقراً في برازيليا، ومقيماً حضوراً لافتاً. ونذكر المئات من رفقائنا الذين كانوا في الجيش الشامي عند وقوع المؤامرة بحق الحزب في نيسان، ثم انتقلوا الى لبنان، ليسقط منهم شهداء، امثال محمود نعمة، ومسلط ابو فخر، او يغادروا الى مناطق عبر الحدود، منهم الرفيق عبدالله جبيلي (فنزويلا) والرفيق اكرم بشور (البرازيل).
*
قد نضيف الى هذة النبذة سيراً ومعلومات وعذراً للظروف الصعبة التي نمر بها جميعاً
حبذا لو يكتب رفقاؤنا، معلوماتهم، فننشر ذلك باسمائهم
هوامش:
(1) للاطلاع على نص البيان المُشار إليه، الدخول الى موقع شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية www.ssnp.info .
(2) شرحت أكثر من مرة عن واقع توزّع محفوظاتي وأوراقي، وما يسببه ذلك من وجع، ومن أثر سيّئ على الإنتاج الخاص بموضوع تاريخ الحزب.
|