ننوّه بالعمل الجيد الذي حققه الامين سعد سكاف بشأن تاريخ العمل الحزبي في عكار ومنها بلدة حلبا الذي يحتوي ملفها على كثير من المعلومات من الامين المناضل رؤوف نافع، وعنه.
عندما ارتفعت (تلال الاوراق والوثائق والنبذات) اضطررت الى وضع كل ملفات عكار الى جانب، آملاً ان اتمكن في وقت غير بعيد من استعادتها والبدء تباعاً على العمل عن عدد من الفروع، منوهاً ايضاً بما كان تجمع من معلومات عن بلدة الحاكور بفضل الرفيقين غسان نصر وعبد المسيح عبد المسيح، وبالتقرير الجيد الذي كان تقدم به الامين ناصر القرحاني عن بلدة برقايل .
عن الرفيق المناضل رؤوف نافع وردتنا من ناظر التربية والشباب الرفيق رؤوف وائل نافع هذ النبذة التي نعممها كما جاءت، على ان نحكي اكثر عنه وعن حلبا، عندما نستعيد الملف الغني عنهما .
ل. ن.
*
رؤوف محمد حمزة نافع (الدلبة خريبة الجندي - عكار - شمال الكيان اللبناني 1924 - 2015 ( للدلب في بلادنا أبعاد، تتعدى البعد الشجري الى الابعاد الاجتماعية والسياسية والتربوية والتعليمية. ودلبة خريبة الجندي في عكار تحت ظلالها الوارفة تلقى رؤوف نافع أصول الحرف وأتقن اصول القراءة غطت مرحلة طفولته من سنة 1924 الى 1936.
ثم تابع دراسته في مدرسة حلبا، عاصمة قضاء عكار، و في مدارس طرابلس الفيحاء، عاصمة الشمال، فلم يفته الجد والتحصيل في أمهات الكتب العربية، قديمها وحديثها، فتغزر تجربة الفتى الثقافية، كماً ونوعاً.
تميّز بالتفوق اللغوي العربي، التي استهوته وملكت عليه فؤاده، متفوقاً فيها على أترابه، وتفوقه بامتحان الشهادة 56/60 شاهد يلقي الضوء على تميّزه في فهم الموضوع تركيزا ومعالجة ومناقشة بشكل موفق، الى جانب الاثر اللغوي المبين والاسلوب المتين والتفوق بأبعاد الفصاحة والبلاغة والخط الواضح الجميل.
مطالعاته المستمرة وانخراطه في الحياة الثقافية العامة والاطلاع العميق على أدبيات الحزب السوري القومي
الاجتماعي قد عمقت ثقافته.
مارس التعليم طيلة ستة واربعين عاماً ونيف 1946 - 1992
بدءا من قريته خريبة الجندي التي أنشا فيها أول مدرسة رسمية و كان اول مدير لها مرورا بمدارس
مشحة والضنية وعدة مدارس في الجنوب اللبناني واخيرا في حلبا.
إنتمى الى الحزب السوري القومي الاجتماعي وهو مدرّس سنة 1952، وقد ملك عليه تفكيره وجوارحه، فأحبه وأخلص له، فوهبه كل ما يمكن ان يقدمه، دون أن يتأخر عن تأدية واجبه في التدريس .
وقد نُكل به رسمياً بتأخير تدرجه، وبنقله الى الضنية والى اقصى الجنوب، الى حولا، على الحدود اللبنانية
الفلسطينية، وقد نال وعائلته من الحرمان والعذاب الشيء الكثير، بسبب حزبيته المميزة.
له ثلاث روايات لم تنشر، منها: "عصابة لو"، وله دواوين شعر ما بقي منها الا قصائد "نحن الزخم"، أتلفت وهو في السجن مع الكتب الحزبية خوفاً من أن تكون وثائق ضده، وله عدة خطب سياسية واجتماعية في مناسبات عدة.
ساهم بشكل او بآخر في سياسة عكار، عبر التفاعل الحياتي، وانسجم مع مبادئ الحزب السوري القومي الاجتماعي، وانصهر فيه وصار من الصعوبة ان نميّز بين شخصيته وبين مبادئ الحزب، فيعطيه كل ما يمكن ان يعطيه وان كان ذلك على حساب مصلحته الخاصة ومصلحة عائلته.
كما كان مدرّساً ناجحاً مخلصاً لعمله ولمادة تدريسه ومهنته وطلابه. كان ايضاً الحزبي العريق الذي عمل باخلاص للحزب الى درجة السجن والتشريد دون ان ينثني عن عقيدته، التي جهر بها من قصيدة نارية تلقى على الملأ وتمثيلية حزبية تمثّل في منزله، وخطاب سياسي صاعق يؤبن فيه شهداء الحزب في عدبل عام 1958 كمنفذ عام عام للحزب السوري القومي الاجتماعي، حتى قيل فيه:
" يرحم الآخرين ولا يرحم نفسه".
نبذة عن الامين رؤوف نافع في سطور :
مدرّساً في المدارس الرسمية منذ العام 1946،
تنقل تاديبياً بسبب انتمائه السياسي بين عدة مدارس من عكار- الشمال الى الجنوب نذكر منها البعض:
مدرسة خريبة الجندي الرسمية – عكار وكان اول مديراً لها
مدرسة سير الضنية الرسمية – قضاء الضنية
مدرسة حولا الرسمية – الجنوب
مدرسة قعقية الجسر الرسمية – الجنوب
مدرسة العباسية الرسمية – صور
مدرسة مشحا الرسمية – عكار
مدرسة حلبا الرسمية – عكار، ومنها تقاعد سنة 1992
تولى عدة مسؤوليات في منفذية عكار منها :
أول ناظر إذاعة للمنفذية
ثاني منفذ عام للمنفذية
ناموساً للمنفذية
انشأ مديرية خريبة الجندي وكان أول مدير للمديرية المذكورة
رئيس لجنة تنظيم القوميين في عكار عقب فتنة 1958
مفوض مفوضيات عدة منها: حلبا، القرقف، شربيلا
وهو شخصية ذات حضور اجتماعي فاعل في عكار وخارجها، تربطه صداقات مع مختلف الاطياف
السياسية والاجتماعية والتربوية .
حائز على وسام الواجب
حائز على تنويه من رئاسة الحزب
حائز على وسام الثبات لمضيه أكثر من 60 عاماً على انتمائه
حائز على رتبة الامانة
تكريم من مدرسة حلبا الرسمية لبلوغه سن التقاعد بعد خدمة 46 عاماً من العطاء في السلك التعليمي.
أعتقل و سجن بعد محاولة الانقلاب عام 1960
كان مرشحا لمنصب قائممقام عكار وفقد ترشيحه نتيجة تعرضه للملاحقة الامنية آنذاك من قبل السلطات الامنية عدة مرات.
تعرّض للسجن والتعذيب مرات عدة أثناء تسلمه مسؤولياته الحزبية ،
تأخر التدرج الوظيفي بسبب انتمائه للحزب.
كان الأمين رؤوف نافع مثالاً للرفيق القومي الاجتماعي والمدرّس المعطاء فقد بقي محافظاً على نضاله ونشاطه وإيمانه حتى الرمق الاخير .
وافته المنية يوم الاحد 08/02/2015. ولم تنته مسيرته فقد شكّل عائلة قومية اجتماعية كاملة من ابناءٍ وأحفاد.
أبنائه الرفقاء :
الصحافي المعروف
المربي جهاد نافع ،
المربي وائل نافع
الاستاذ أسامة نافع
الاستاذ عمر نافع
بناته:
المرحومة المربية جمانة نافع، وجنان نافع.
|