عرفت بكفيا الحزب السوري القومي الاجتماعي منذ اوائل سنوات التأسيس، وبرز منها رفقاء تولوا المسؤوليات المركزية والمحلية وعرفوا السجون والتشرد والاضطهاد.
ولعل ابرز حدث حصل في بكفيا وحفر عميقاً في ذاكرة القوميين الاجتماعيين، فهو يوم بكفيا الذي تصدى فيه القوميون الاجتماعيون لبنادق قوى الامن، وسقط جرحى من الطرفين.
عام 2009 أحيت مديرية بكفيا يوبيلها الماسي، في حفلة عامرة اقامتها في مطعم قصر الدلب في بكفيا، وفيها قدم مدير المديرية آنذاك الامين جهاد العقل عرضاً لتاريخ نشوء الحزب في البلدة، ننقل ابرز ما ورد فيها نقلا عن كتاب "بكفيا الكبرى ونحن" للامين الدكتور جهاد العقل.
لاحقاً سنعمم النبذة المعدة عن الرفيق عبد الله الجميل، الذي كان تعين منفذاً عاماً لبيروت. ل. ن.
*
" رافق اهالي بكفيا الحزب السوري القومي الاجتماعي في فترة عمله السري، وبعد انكشاف امره، انتمى العشرات منهم الى صفوفه. في الثلاثينات نذكر على سبيل المثال: اسعد العقل، مراد العقل، ابراهيم كمال، جوزيف الفغالي، توفيق جبور، ليا جبور، جمال ناصيف، فؤاد اندراوس وزوجته سلوى، ابنة الشيخ ابراهيم المنذر وأخوتها صلاح وبديع وحافظ ونهاد، موريس الجميل وعبد الله الجميل وشفيق بشير ود. ميشال اسكندر وطانيوس عيد وغيرهم.
في العام 1935 عيّن الرفيق ابراهيم معلوف من كفرعقاب، وكان يعمل صيدلياً في بكفيا، مديراً لأول مديرية، ثم تلاه اسعد نصار العقل من بكفيا.
وفي الاربعينات انتمت مجموعة كبيرة من المواطنين نذكر منهم الرفقاء المرحومين، نجيب السكاف، طانيوس بشير، فيليب العقل، اميل السكاف، نصري العقل، توفيق العقل، سامي العقل، جوزيف عباس، جورج سابا، الياس خليل، الياس عبود، شاهين شاهين وفؤاد العقل وغيرهم. والاحياء اطال الله في عمرهم جوزيف كلنك، توفيق وفؤاد استفانوس.
بعد عودة سعادة من مغتربه القسري في 2 آذار 1947 انتمت الى الحزب مجموعة كبيرة من ابناء بكفيا، نذكر منهم: ادوار اغناطيوس الجميل، انطوان سرور، سامي وانطوان الغريب، رفيق فرحات، اديب وجوزيف خوري، عادل اندراوس، وبديع اسعد وغيرهم.
كما شارك قوميو بكفيا في استقبال حضرة الزعيم في المطار لدى عودته، وقد تولى الرفيق عبد الله الجميل مهمة تصوير فيلم "عودة سعادة". وهو الفيلم الوحيد المعتمد في تغطية هذا الحدث التاريخي في تراث النهضة القومية الاجتماعية.
لقد شارك رفقاء بكفيا الذين انتموا في الثلاثينات والاربعينات في نضالات الحزب، وخصوصاً في يوم بكفيا التاريخي، الذي حضره سعادة شخصياً في 20 شباط 1937 (1)، وجرح منهم الرفيق توفيق جبور، كما اعتقل منهم 50 رفيقاً من بينهم فؤاد اندراوس وشفيق بشير. كما شاركت مجموعة من قوميي بكفيا في حراسة مقر الزعامة في ضهور الشوير اثناء ملاحقة السلطة لحضرة الزعيم اثر عودته من مغتربه القسري في 2 آذار 1947، كما تعرض العديد منهم للملاحقة والاعتقال والطرد من اعمالهم اثر الثورة السورية القومية الاجتماعية الاولى في تموز 1949، وكانت عائلات هؤلاء الرفقاء وخصوصاً الامهات والشقيقات والبنات قدوة في النضال والصبر.
ولا بدّ من الاشارة الى ان المحيدثة أقبلت الى صفوف النهضة كأكثر بلدة في لبنان، وسورية جميعاً، حتى انه لم يبق في الثلاثينات والاربعينات وبعدهما شاب أم صبية خارج المديرية في القرية، أم في مديريات اخرى.
ويذكر انه في صيف 1953 أقام الرفيق شاهين شاهين وليمة، في احدى مطاعم نعص بكفيا، تكريماً للامينة الاولى (زوجة سعادة)، حضرها رفقاء المديرية، وعدد من اصدقاء الحزب.
وفي 25 آب 1957 وقع صدام بين القوميين الاجتماعيين والكتائب اثناء تشييع رفاة الرفيق شاهين شاهي في مدافن دير مار يوسف في بحرصاف، بحضور رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الامين اسد الاشقر ورئيس الكتائب بيار الجميل.
الا ان الارهاب المنظم لم يؤثر في نفوس رفقاء المديرية، بل ازدادوا قوة وتصميماً على الاستمرار في الجهاد القومي، فشهدت مديرية بكفيا في الخمسينات عشرات الانتماءات، حتى كان انقلاب عام 1961، حيث تعرّض الرفقاء في المديرية مع مجموعة كبيرة من اصدقاء الحزب للاعتقال الكيفي وأمضى البعض منهم شهوراً في زنزانات الحقد.
ولم تمض شهور على حملات التنكيل حتى عاد الرفقاء في المديرية ونظموا العمل السري، فانتمت مجموعة كبيرة من الشباب الى المديرية، حيث عملوا على عقد الحلقات الثقافية والاذاعية المكثفة للمواطنين والطلبة، ولم تطل السبعينات، حتى كان في بكفيا حالة نهضوية متقدمة، مما ازعج بعض الفئات الانعزالية الطائفية، التي اقدمت على التعدي على الرفقاء والمواطنين الذين كانوا يشاركون في الاحتفال بمناسبة اول آذار، فأطلقت النار من الاسلحة الحربية على الرفقاء والمواطنين العزّل، وجرح الرفيق جورج عباس. وتبع ذلك محاولة قتله في المستشفى وتفجير سيارته في مطلع العام 1976، والقاء ثلاث متفجرات (قنابل يدوية) على منزل الرفيق توفيق العقل، حين كان إبنه الرفيق نضال يشغل مسؤولية مدير مديرية بكفيا.
وكانت الاحداث – الفتنة في لبنان، فتوالت التعديات على بعض الرفقاء والاصدقاء، على سياراتهم ومنازلهم وأبواب رزقهم، فتهجر من تهجر، وصمد الآخرون يؤكدون بعزيمة صادقة، وبطولة مؤمنة هويتهم القومية الاجتماعية، فتعرضوا للاهانات والخطف، واستشهد الرفيق ربيع توفيق استفانوس بتاريخ 05/06/1987، وكان قد خطف الرفيق بشاره حداد في 14/06/1981 الذي لا يزال مجهول المصير حتى هذه اللحظة. كما طالت التعديات عائلات اخرى في بكفيا، خصوصاً عائلتي الكفوري وابراهيم وغيرهما، كما لم يسلم بعض معلمي ثانوية بكفيا الرسمية وطلابها من الاعتداء عليهم عام 1976 بالضرب وتحطيم سياراتهم. وكانت العودة المشرّفة الى بكفيا في 13 تشرين الاول 1990 حيث اكّد السوريون القوميون الاجتماعيون، انهم جماعة تعمل للانتصار بالآخرين لا الانتصار عليهم، وشهدت المديرية في تلك الفترة سلسلة من النشاطات الثقافية المميّزة، فأقامت معارض للكتب والاعمال الفنية الاخرى، كما نظمت سلسلة من الندوات والمحاضرات، وحفلات التكريم ومن ابرزها تكريم رفقاء المديرية: الياس خليل، يوسف عباس وفؤاد العقل وجورج سابا الذين نالوا "وسام الواجب" عام 1996، وتكريم الامين الياس جرجي قنيزح، الا ان المتضررين من وجود مكتب المديرية ونشاطاته الثقافية، اقدموا على التعدي على هذا المكتب، تارة بوضع المتفجرات ليلاً على احدى مداخله، وتارة اخرى برميه بالحجارة وتحطيم السيارات التابعة له، ولكننا لم نتنازل ابداً عن أخلاقنا، وفضلنا ان نصغي لصوت العقل، وتجاوزنا المحنة بحكمتنا، واثبتنا من جديد، لأهالي بكفيا اننا جماعة تعمل لحياة الامة ورقيها، والانتصار بأبناء أمتنا لا الانتصار عليهم، ورفعهم الى اعلى مراتب المجد.
*
اسماء عائلات بكفيا التي خرج منها قوميون اجتماعيون، وهي: معلوف، العقل، كمال، الفغالي، حشيمة، المنذر، الجميل، جبور، اندراوس، اسكندر، كلنك، استفانوس، خوري، الجلخ، سابا، ابو رحال، عباس، بليبل، عيد، زغيب، حداد، خليل، ابو حنا، سكاف، شاهين، عبود، ابو شبل، بشير، صليبا، ناصيف، عيسى، فرحات، الغريب، سرور، الحايلي، الاسمر، غبريل، الشيخاني، عفيش، نكد، ابو انطون، وهبه، فرنسيس، حاموش، اسعد وغيرهم..
هوامش
(1) نرجح ان تاريخ يوم بكفيا هو 21 شباط لا 20 شباط. فالمناسبة تمّت يوم احد، وفي عودتنا الى تقويم العام
1937 يتوضح ان الاحد الثالث من شهر شباط يقع في 21 لا في 20.
|