إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

هل اقترب إنجاز عملية إدلب؟

د. هدى رزق - البناء

نسخة للطباعة 2018-03-07

إقرأ ايضاً


ستستضيف واشنطن الجولة الاولى من اجتماعات اللجان الثلاث التى تم تشكيلها للعمل فى مجالات النزاع بين تركيا والولايات المتحدة. وقد اتفق وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الخارجية التركى جاويش اوغلو على تشكيل اللجان فى اجتماعهما فى انقرة انطلاقا من يوم 16 مارس.

يتوقف نجاح هذه المحادثات بالنسبة الى انقرة على قدرة وفاء الولايات المتحدة بوعدها سحب وحدات الحماية الكردية الى شرق الفرات وقد اعلنت انقرة ان اللجنة الاولى ستعمل على الاشكالات في سوريا والثانية حول العراق والثالثة حول مكافحة ما تسميه منظمة فتح الله الارهابية

.أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن اللجنة الثالثة ستعمل على مناقشة كل شيء آخر بعيدا عن سوريا والعراق اي ستحاول ردع أنقرة عن شراء الصواريخ الروسية من طراز S-400، فضلا عن مسألة الافراج عن الرعايا الأمريكيين وموظفي القنصلية الأمريكية المعتقلين حاليا في تركيا. حيث ترى المعارضة التركية ان الحكومة تحولت الى القبض على رهائن لمبادلتهم بمطالب من الدول الغربية

. تبرز قضية الملف الخاص بالاميركيين المعتقلين والحالة الصحية للقس الأمريكي أندرو برونسون الذي كان محتجزا في سجن في إزمير منذ ديسمبر / كانون الأول 2016 وسط مزاعم بالتورط في محاولة الانقلاب الفاشلة في ذلك العام، كمسألة ملحة بشكل خاص لواشنطن بسبب الضغط الشديد من الكونغرس الامريكى اما وزارة الخارجية فهي تحاول تعطيل حصول أعضاء الكونغرس على محضر الاجتماع، الذي عقده المحامون مع القس برونسون الذي بدت حالته الصحية متدهورة في محاولة لتأجيل أي إجراء ممكن ان يضر بالمفاوضات الدبلوماسية المقبلة في 16 مارس فاذا مات القس برونسون في سجن تركي سيكون للامر عواقب مدمرة على العلاقات بين واشنطن وأنقرة. اما مسالة الصواريخ الروسية فانها ستواجه من واشنطن التي ستحاول اقناع انقرة بصواريخ الباتريوت المعدلة واذا مارفضت الاخيرة من الممكن ان تفرض الولايات المتحدة حظرا على توريد الأسلحة إلى أنقرة اسوة بما قامت به عام 1975 في اطار معاقبة العملية التركية العسكرية في قبرص.

تبدو العلاقات دقيقة في الوقت الذي تنسق فيه تركيا مع روسيا بشأن إدلب . اذ بعيدا عن عملية عفرين تقوم تركيا بخطوات لإقامة مركز مراقبة عسكري شرق إدلب. ويعد هذا الجهد جزءا من عملية خفض التصعيد التى تم التفاوض بشأنها فى العام الماضى 2017 فى أستانا بكازاخستان حيث قررت تركيا وروسيا وايران فرض وقف اطلاق النار والاشراف عليه لتمكين تسليم المساعدات الانسانية والسماح للنازحين بالعودة الى ديارهم. وكانت الاتفاقية قد نصت على أن تقوم تركيا بإنشاء 12 مركز مراقبة، وإنشاء منطقة عازلة صغيرة لاحتواء منطقة عفرين التي تحتفظ بها وحدات حماية الشعب الكردية. وتتمثل الأهداف في فصل حلب عن محافظة إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام ووقف أي تطلعات من وحدات حماية الشعب إلى التحرك غربا في محافظة إدلب وإنشاء ممر للبحر الأبيض المتوسط.

اقامت تركيا حتى الان ستة مواقع من اصل ال 12 التى وعدت بها، بيد ان موسكو تريد تسريع العمل. وقد اكتسبت جهود تركيا زخما عقب محادثة هاتفية أجراها الرئيس رجب طيب أردوغان في 31 كانون الثاني / يناير مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اسفرت عن تنشيط العملية .

سيتم توفير الاتصالات مع نقاط المراقبة في إدلب ،وستبقي روسيا المجال الجوي في إدلب مفتوح للمروحيات العسكرية التركية حيث ستتموضع تركيا عسكريا وبقوة. ومن المتوقع أن يتم انشاء مركز المراقبة السابع، جنوب إدلب . من شأن السيطرة على إدلب تمكين بعض اللاجئين السوريين في تركيا على الأقل من الاستقرار في المنطقة العازلة وإعاقة موجة هجرة جديدة إلى تركيا تحت ضغط القوات السورية التي تدعمها روسيا. تعد إدلب مركز الحرب الذي يعرض أكثر من مليون نازح داخليا للخطر، كما يعيش مليون آخر من سكان إدلب هناك. وقد أدى القتال بالفعل إلى موجة من الهجرة . إدلب هي أكبر الأراضي التي تسيطر عليها جماعات المعارضة المسلحة التي استقرت هناك مع أسرها . ستخلق الحركة التركية حاجزا بين القوات الحكومية والقوات المسلحة الموجودة في إدلب في شمال وشرق إدلب، وفي الجنوب والجنوب الغربي.

هدف روسيا لم يتغير وهو فصل جماعات المعارضة المسلحة المعتدلة حول إدلب عن الجماعات المتطرفة وإحضارها إلى طاولة المفاوضات، وضرب الجماعات المتطرفة ويعتقد أيضا أن طلب روسيا من تركيا تعزيز العمل في إدلب له علاقة باستمرار عملية غصن الزيتون في عفرين. ويعتقد أن العملية يمكن أن تتحول باتجاه منبج دون الدخول إلى قلب مدينة عفرين.

في ظل هذه الظروف، يتوقع أن توافق موسكو على عملية في منبج بمجرد أن تدمر تركيا القوة العسكرية للمعارضة المتطرفة . تأمل موسكو توجيه المعارضة المعتدلة التي ستخرج من إدلب الى عفرين. وهي تعتقد أن نظام الأسد سيحكم القبضة على إدلب قبل أن تحقق تركيا أهدافها. وهي لن تكون قادرة على التفاوض لتسليم عفرين مقابل إدلب..

توافق روسيا على وجود تركيا في شمال إدلب، من اجل فصل منطقة عفرين عن إدلب حتى تتمكن القوات الحكومية وحلفاءها من تركيز كل اهتمامها في مناطق وحدات حماية الشعب وقوات الدفاع الذاتى. تهدف روسيا إلى تأمين مكاسب للنظام في جميع أنحاء سوريا، وضمان مصالحها في البلاد، وفي الوقت نفسه دعم بوتين في حملته الانتخابية الرئاسية في روسيا.

تأمين إدلب سيكون فوزا آخر للرئيس الاسد بعد تحرير شرق حلب ودير الزور. إخلاء إدلب من المتشددين المتطرفين سيؤدي إلى النقاش الجدي حول اقتراب نهاية أالحرب السورية اذ لن يتبق سوى القضية الكردية و ومعالجة الوجود التركي .

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024