الى روح الذي قال : " ان الحياة وقفة عزٍّ فقط ، ولا يهمني كيف أموت بل من اجل ماذا أموت " ومارس الحياة بالعزّ، وختم حياته بوقفة عزّ، واستشهد في سبيل قضية عظمى هي قضية عزِّ الأمة ، أهدي هذه الخواطر في ذكرى يوم الفداء علَّ فيها ما ينعش النفوس التي لا ترضى الحياة الا أذا كانت حـريةً وعـزَّاً.
**
العُـمـرُ يَشـرفُ بالصراعِ وبالفِـدى
لـمـنْ اسـتعـزَّ وبالأعـزاءِ إقـتـدى
**
أمـا الـذي اخـتـارَ التخـاذلَ حكـمةً
هيـهـات يَجـعـلُـهُ التخـاذلُ ســيِّـدا
**
فالـعــزُّ في هـذا الـوجـودِ تَـمَـرُّسٌ
بـبطـولـةٍ ان مَسَّـها مُحِـقَ الـرَدى
**
تبقى البطولةُ في الوجودِ هي الرجا
ويصيرُ مافعـلَ الردى بعضَ السُدى
**
إلاّ البطـولـةُ لا يـدومُ ســـنـاؤُهــا
لهـدايــةِ الأجـيـالِ يَسطـعُ للمـدى
**
هِـي أمُّ كـلِّ فــضـيـلـةٍ أن نجـعــلَ
الـدنيا رذاذاً مـن مكـارم أو نَــدى
**
لـو يعـلـم الانســـانُ انَّ مصـيـرَهُ
رهـنٌ بقـدسيةِ الفضيلةِ ما اعتدى
**
ولَكَـان عَــزَّزَ بالفـضيلـةِ عُـمـرَهُ
وبحُسنِ ما احتـوت الحياةُ تعـبّـدا
**
إن الفـضيلـةَ في الحيـاةِ بطـولةٌ
إلاَّ بهـا الانســــانُ لـنْ يَـتَجَــدَّدا
**
شَـرفُ الحيـاةِ فـضيلـةٌ عُـلـويـةٌ
بالعـزِّ رسَّـخَهــا الصِـراعُ وأبَّـدا
**
ويظلُّ ناموسُ الصراعِ هوالذي
يخـتـطُ نهـجَ المبدعينَ مُـؤَكّـدا
**
فسبـيـلُ أبنـاءِ الحيـاةِ بطـولـةٌ
بالعـزِّ تَختصرُ الحياة وبالفدى
**
قـد سجّـلَ التاريخُ حكمتَه التي
إشعاعُها أبد المدى لن يَخمدا:
**
لـولا البطـولة لا نهـوضَ لأمةٍ
نُكِـبَـت وبُعـثـرَ مجـدُها وتَـبَـدَّدا
**
فالى البطـولـةِ يا أكـارمَ شعـبنا
ما خابَ من تاجَ البطولةِ قُـلِّـدا
**
شرفُ الحياة بأن نعي أن العُـلى
ما كـان إلاّ بالمَـكـــارمِ خـالــدا
**
عِـزُّ الحياةِ مَواقفٌ مُثلى تُشَرِّفُ
من تَمَرَّسَ بالبطـولـةِ جاهــدا
**
و"النحنُ" في هذا الوجود هيَ الدليلُ
لكُـلِّ من رامَ التَمَيُّز بالكرامةِ وابتدى
**
انجـيـلُ تجـديـدِ الأجـدّ مَـحَـبَّـةٌ
بالـنـورِ تلفـحُ ما تستّـرَ أو بـدا
**
قـرآنُ بنيــان االأصحِّ تـراحـمٌ
بمكارم الأخلاق يـبني السُؤددا
**
إيـمـانُ أبـنـاء الحيـاة تـنافـسٌ
بالعـقـل يـرفع مشعلاً مُتوقـدا
**
آمـــال طـلاّب الـرُقيِّ تَـطَـلُّـعٌ
لحـقائـقٍ إلاً بهـا لن نـرشـدا
**
هذا هو المطلوب ممن عاهدوا
أن يملؤوا الدنيا زوابعَ من هدى
**
فحيـاتُهـم عشـقُ الصراع لعـزةٍ
لن ييأسوا لو كلهم وردوا الردى
**
قد عاهدوا وتعاهدوا أن يرفعـوا
الانسانَ مهما صارَ وارتفع المدى
**
سرُّ التألق في الحياة هو العطاءُ
وكـلُّ من كَـرِه العـطــاءَ تَـبَـدّدا
**
يبقى الفـداءُ هو الخلاصُ لأمةٍ
أعطتْ وبادلها الطُغـاةُ تَعَـربُدا
**
تمـوزُ أطلق َ بالـفـداءِ زوابعـاً
خفقتْ وحركت الجمودَ فزغردا
**
ما دامَ تموزُ الفِداءِ هو الدليلُ
فسوريا تبقى المنارَ الأخـلـدا
**
أبداً شريعتُها البطولةُ والإبـا
وعطاءُ ما ابتكرَ الإباءُ وجـدّدا
**
ستدومُ ما دامَ الزمانُ عزيزةً
وبمجدها يبقى الزمانُ مُرَدّدا
**
هيَ سوريا النورُ الذي لن ينطفي
ومن المحالِ النورُ يُصبحُ مُرمِدا
**
تموز أشعـلَ في الوجـودِ منـارةً
سَـتـظـلُّ للإجيـالِ نـوراً سَرمـدا
**
ويظلُّ ناموسُ الحياةِ هوَالصراعُ
مُجَـــدِّداً ومُـطَـــوّراً ومُـؤَبِّـــدا
**
فـلـقـد وُلـدنا للحياةِ ولن نكونَ
لغيرِ ما يُحييْ الحياةَ مدى المدى
**
هـذا هُـوَ الـدينُ السليـمُ لكـلِّ مَنْ
فَـهِـمَ الحـيـاةَ كَـرامـةً وتَسَـيُّـدا
|