إتصل بنا مختارات صحفية  |  تقارير  |  اعرف عدوك  |  ابحاث ودراسات   اصدارات  
 

لسنا بمتنازلين عن حقنا

العميد الركن المتقاعد وليد زيتوني - البناء

نسخة للطباعة 2016-11-27

إقرأ ايضاً


يُقال «الساكت عن الحق شيطان أخرس»، ونضيف القابل بالضيم ضعيف.

لا أيّها السادة، نحن معشر السوريين القوميين الاجتماعيين، لسنا من هذا بشيء ولا من ذاك. إنْ سكتنا نسكت بإرادتنا لأننا أقوياء، وإنْ بُحنا، فإنّ قولنا يستند الى الواقع الملموس والتاريخ الحيّ الناطق بوقفات العز، ووقفات البطولة والمجد والكرامة.

مناسبة هذا الكلام ليست عابرة، ولكن تزامن مجموعة من وسائل الإعلام على اتهام الحزب بصفات ليست منه، ولا تمتّ الى الحقيقة بصلة، تدفعنا لا للردّ على أيّ منها، وبعضها مرتبط بسياسة دولتها الداعمة للإرهاب وإنما توضيحاً للمغالطات والتضليل والدسّ والافتراء.

نحن أيّها السادة،

لسنا ميليشيا شيعية كما ادّعت قناة «العربية». كما لسنا ميليشيا سنية، ولا ميليشيا درزية، ولا ميليشيا مارونية ولا أرثوذكسية ولا كاثوليكية ولا سريانية ولا كلدانية ولا أشورية. ونحن في الأصل والأساس لسنا ميليشيا. نحن أصحاب نهضة فكرية عزّ نظيرها في هذا الشرق، كما وصفها أخصامها قبل أصدقائها. نحن رجال فكر، ورجال علم، ورجال عمل في كلّ ما تطلبه الحياة. منا الشاعر والأديب والمثقف الأكاديمي والمثقف العضوي، ومنا العامل الصناعي والعامل الزراعي، ومنا القائد والجندي. نحن مناضلون طوعاً، منا الأبطال الميامين والشهداء الخالدون. ومنا من غيّر ببطولته وجه التاريخ وأسّس لتاريخ جديد. اسألوا سناء محيدلي ونورما أبي حسان ومريم فخر الدين وابتسام حرب، وخالد وعمار وفدوى ووجدي ومحمد قناعة ومالك وهبي وغيرهم وغيرهم…

نحن أيّها السادة، لا نتغنّى بقوافل البعير والرمال المتحركة، بل تمتدّ نهضتنا عميقاً لتصل إلى جدودنا الهكسوس الذين اخترعوا أول عجلة في التاريخ. ونعود بتاريخنا الى جبيل وأوغاريت، إلى مَن وزّع الحرف من شاطئنا السوري، ونعود إلى حمورابي أول مشرّع في التاريخ. وتستمدّ نهضتنا روحها من فلاسفتنا وفي مقدّمهم زينون الرواقي. ونستمدّ عزة أمتنا من نبوخذ نصر واشور بانيبال ومن هنيبعل واسدرو بعل وهملقار برقة. ونفتخر أننا أبناء بغداد وجزيرة ما بين النهرين، ومن دمشق الياسمين أول عاصمة في التاريخ، ومن البتراء، ومن بيروت أمّ الشرائع، ومن القدس قبلة الحضارات.

نحن أيّها السادة، لسنا ميليشيا بل نحن طغاة على المفاسد، ونحن رأس الحربة في مقاتلة الاستعمار، ونحن جنود الأمة في وجه الإرهاب الذي صنعته أنظمتكم بإيحاء من الدول الأجنبية. ونحن موجودون ومنظّمون وفاعلون منذ عشرات السنين قبل أن تولد دولكم المسخ.

نحن مَن علّمكم الصحافة. هل تعرفون غسان تويني ومحمد البعلبكي وجبران حايك وذو الفقار قبيسي والمئات الآخرين؟

نحن مَن نقل الأدب والشعر من دعسات البعير على الرمال إلى الصورة الرمزية الجميلة المتألقة التي تحاكي رقي النفس؟ هل سمعتم بمجلة «شعر»؟ بأدونيس ويوسف الخال ومحمد الماغوط ومحمد يوسف حمود؟ هل سمعتم بإيليا ابو شديد وحنينة ضاهر ووليم صعب في الشعر المحكي؟ هل سمعتم بالمسرح القومي من نضال الأشقر والياس الياس ويعقوب الشدراوي وغيرهم؟ هل سمعتم بالموسيقى القومية من زكي ناصيف وتوفيق الباشا ووليد غلمية والعشرات غيرهم؟

لا أيّها السادة، نحن لسنا ميليشيا. بل نحن حزب قرار وفعل. وقد قرّرنا خوض الحرب دفاعاً عن وحدة أمتنا وعن سيادة أمتنا. قرّرنا الدفاع عن إيماننا وقناعتنا بالعقيدة التي تساوي وجودنا. أما أنتم فتذهبون حيث الإملاءات الخارجية، وتصنعون جيوشكم من الأوباش والمرتزقة.

أيّها السادة: هذه دفعة من الحساب، والحساب على بيدر التاريخ.

 
شبكة المعلومات السورية القومية الاجتماعية غير مسؤولة عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
جميع الحقوق محفوظة © 2024